أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - أين قيمة التطبيع عند الإعدامات العلنية















المزيد.....

أين قيمة التطبيع عند الإعدامات العلنية


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7452 - 2022 / 12 / 4 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما جرى مؤخراً كان بمثابة حصوة في اعين كل الذين تُسول لهم حيواتهم ونفوسهم وكل المعتقدات الضمنية السرية المكبوتة والعلنية الفاجرة تسقط إزاء عرض شريط الذل الذي خدش قلوب امهات و جدات وزوجات ابناء الشعب الفلسطيني المناضل والمجاهد طيلة عقود طويلة باذلاً الشهيد تلو الأخر يوماً بعد يوم في مواجهة العنصرية المُفرِطة للصهاينة وخُدامهم. هنا على ارض الواقع وليس في الأحلام كما يتم تسهيل مقولة فعالية التطبيع الإبراهيمي الأخير هو المخلص الأول لأيقاف "" حمامات الدماء الحمراء المبذولة بكل فخر وإباء وعزة ومقاومة "" ، ضد الكيان المحتل الغاشم والجاثم على قلوب العرب في قصورهم وفي نواديهم وفي غرف نومهم اللا مُسبب اي إحراج لمًا تقترفهُ الألة العسكرية التي تسدد اموال سلاحها من منابع النفط العربي والغاز المسبب للأنتفاخ في كروش سادة وقادة وامراء وملوك مذهب التطبيع الذي اصبح يُشارُ اليه بالسبابة كأنهُ إنجاز خارق في سحر ايجاد مخرجاً حقيقياً للقضية الفلسطينية المستعصية منذ النكبة وبدايتها عام 1947 .
الشهيد البطل "" عمار نايف حمدي مفلح "" الذي سقط مباشرة بعد نزاع بطولي ما بعدهُ فداءاً بكل معنىَّ للكلمة حيث لم يصغى او لم ينذل الى ذلك الجندي المدجج بالسلاح ولم يُرهبهُ قرقعة سلاح الجندي المأزوم الذي لم يتمكن من ايقاف البطل عندما كان الجدال دائراً بين الطرفين وعلى مسمع ومرأي المئات من المارة . كان الرصاص الذي خرج من فوهة ذلك السلاح الأخرس والجبان لم ينتظر ان يلقي في مخازن ذلك القاتل المعتوه المتربي والمُشبع بالعنصرية الغارقة في الدماء ، حسب نظرية الكيان الذي يعيش على اجساد وابدان الفدائيين الذين ليس لهم سوى ابدانهم عوناً ودماؤهم خزانات لاتنضب في تقديم الغالي والنفيس قربانا لوجه فلسطين وسيادة الوطن المتجذر في عقل وقلب كل فلسطيني الى اخر المدى .
منذ شهور مضت اصبحت عمليات القتل والإعدام العام في الميادين والساحات العامة هنا في راماالله وعلى مشارف خطوط النار في غزة ، و في مناطق اخرى وصلت اليها لوثة الجندي الذي يتم ايهامه في عدم المساومة مع المارة او مع اي شيئ حي هنا في فلسطين لأن الاحتلال ضروري ويجب عدم التهاون في الأوامر الواردة من اعلى زعماء وقادة بني صهيون حول ترويع وإرهاب الشعب الفلسطيني!؟. وان كان في الساحات العامة دون خدش او خوف من عواقب إختراق حقوق الإنسان المدني امام المدرعات والمصفحات والاليات التي تُطوق الامكنة بحثاً عن من لا يرضون في واقع اليم .
الإستنكارات المتتالية التي وردت في شريط متسلسل يجرنا الى ايام الحروب الكبري التي دارت مواجهتها بين الثورة الفلسطينية على مدار التاريخ ، هي اليوم تؤدى في صمتها والسكوت عن الإجرام العنصري ضد المدنيين والعزل في عز النهار ضد النساء والاطفال والشيوخ ،وضد كل رافض لوجود هذا الكيان الغاصب .
اين قيمة التطبيع عند الإعدامات العلنية وكأننا في محاكم مفتوحة يحق للقاضي او للجندي ان يمارس فعل القتل بكل دمٍ بارد وبلا محاسبة او خوف من نقد دولى او من جهات تعمل بكل ثقلها لتقديم حرية الأنسان في حقه الشرعي والرسمي في العيش الكريم دون خوف من عدم التناسق في الاراء . فكيف لا والإحتلال الإسرائيلي يتم التناسي والتغاضي عن افعالهِ وإجرامهِ الدموى اليومي تحت حجج الدفاع عن النفس !؟.
المواقف المتعددة التي ادانت الواقعة كان اولها من قبل القيادة الفلسطينية التي اعلنت عن اسفها المُشين لتكرار تلك الجرائم المنظمة والمعمدة تحت الاحتلال والبطش الغير مقبول من قِبل الجنود على الحواجز والمفارق للقرى والمدن التي يتجمع بها ابناء المخيمات الفلسطينية داخل مناطق الجدار العنصري الفاصل . من المؤكد صباح كل يوم عندما يذهب الناس الى البحث عن مصادر رزقها للعيش الكريم والوقوف عند المحطات العامة تحت مراقبة الالة العسكرية اليومية التي ينتج من فوضويتها المزعومة اثناء المراقبة بحيث لها حق التوقيف بلا جرم او الحجز لكل من يُشكُ بهِ ويُعتبرُ خطراً على الجيش وتجمعاته صباح ومساء كل يوم .
ربما الغطاء الدولى والاقليمي الذي بدأت معالمه تكتمل منذ فرض الرئيس دونالد ترامب وصهره جيراد كوشنير منذ عقد اللقاءات والمتابعات لإرساء فرضية صفقة القرن الشهيرة تحت عنوان "" منح من لم يملك لمن لا يستحق "" ، اي تعويم التقارب ما بين العرب واسرائيل كانت صفقة بلا جدوى وينقصها كثيراً من القرارات التي فرضتها تلك المعاهدات والصفقات المتسرعة والآنية حينها عندما زار دونالد ترامب إسرائيل واعداً اياها في مساعدتها وتوسعها المطلوب عبر فتح الحدود مع جيرانها بحثاً عن دروب لإقامة علاقات ديبلوماسية ورسمية مع معظم الدول العربية والنفطية منها. كونها الضامن الاكبر لإستمرار الكيان الصهيونى وفرض عنجهيته وقوته بكل الاساليب الممكنة حسب استشارات الإدارة الامريكية ومتابعة كل جديد فيما يخص صفقة القرن وإعطاؤها فرصة الخيار الاول والاخير ، والذي يجب على دولة إسرائيل والعرب القبول بما سوف يتم فريق البحث المشترك في إتساع رقعة التطبيع دون النظر الى الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات .
ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة برغم الالام والجراح عندما نشاهد الاعدامات والتصفيات العلنية امام الكاميرات العامة . فهذا يجرنا الى حقيقة واحدة وهي العنصرية الصهيونية متواجدة على مدى التاريخ ومستعدة الى زيادة رفع وتيرة بطشها ، لأسباب كلنا نعرفها ، الغطاء الرسمي الدولى وربما التشتت العربي في المواقف كذلك يجرنا الى حقيقة المُراد من التساؤل حول اهمية قراءة عمليات السلام ، ام الحروب هي الوسيلة الوحيدة لوضع حداً وايقاف خطط اسرائيل المتزايدة في عقلية قادتها بإسم الدفاع ""عن الدين اليهودي "" ، تحت حجج تاريخية في مناطق ومحيط اسلامي يجب التعامل بكل الوسائل المتاحة حتى الإعدامات العلنية كنهج للدفاع عن سلطة الحكومات المتعاقبة منذ تغافل الدول الكبرى عن إرتكاب قادة الصهاينة المجازر الجماعية الواحدة تلو الاخرى كرادع اساسي لوجود اسرائيل الابدية والنهائية لمن يتبع الدين اليهودي ، والإعتماد على صهيونية الكيان.
في النهاية ليس تبريراً في التوجه الى الشعب الفلسطيني في الداخل بالدفاع وبكل الوسائل التي يراها مناسبة لوقف الالة العسكرية الغادرة ، فهنا من المؤكد اتساع شرارة الإنتقام دفاعاً عن حرية الانسان وحقه المشروع في خياراته لمحاربة الارهاب الصهيوني بالمثل ، وعلى الذين يبحثون عن مكاناً لهم في ايجاد فرصة الوساطة العادلة قبل فوات الأوان ، وإن دماء الشهداء غالية وعزيزة على ذويها ، فمهما تعددت الاعدامات في الشوارع الفلسطينية العلنية لن تسكت ضمائر الشعوب الحرة التي جربت معنى الإحتلال والعنف الفوضوي للجنود على ارض الواقع .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 4 كانون الاول - ديسمبر / 2022 / ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمكنة التي صارت خيالاً بعد الهجر
- غطاء رأس مهسا أميني وعمائم ملالي الجمهورية الغائرة في التخبط ...
- العنصرية المُفرِطة إتجاه قطر وكأس العالم
- قمة شرم الشيخ -- المتهالك -- فقراً بلا حلول -- 27 cop --
- من ذاكِرة الفقر المُدقع
- جلسة خامسة زواياها غير متساوية
- زُهد الغارقِ بلا مجاذيف و قوارب
- الطائف و اللا لطائف الطوائف
- قمة نهاية أُمة العرب
- إثبات إرادة المهاجرين في الإمبراطورية المخيفة
- دُمتِ ظِلا .. كالخيال المُستَنجِدُ
- تعطيل المُعَطل وتغريم الشعب اللبناني أعباء خارجة عن المألوف
- السِحر الرصين يَغضب للمبالات
- ماذا بعد الترسيم الهزيل بين جيران البحر
- ملاحقة الحقيبة المُسافِرة
- نشوة نصر أكتوبر تُعَوَّم كأهزوجة وطنية
- البُعد الماسى للنرجسية المُتفرِسة
- مبالغة وإنحياز جمعية الكبار في الأمم المتحدة
- وليمتُكَ الأخيرة ليست مُغتفِرَّة
- جمال عبد الناصر كان صادقاً ومناصراً لقضايا الفقراء في بلادهِ ...


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - أين قيمة التطبيع عند الإعدامات العلنية