أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - الحنان.. قصة قصيرة














المزيد.....

الحنان.. قصة قصيرة


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 7449 - 2022 / 12 / 1 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


_________

الحنان
قصة بقلم /سمير الأمير

حين دخلنا للقاعة كانت زميلاتنا قد سبقن واحتللن المقاعد الأمامية ،كنا سيدات ورجال معظمنا في العقد الرابع والخامس من العمر،توقف عند الباب ونظر للرجال الجالسين خلف مقاعد النساء ثم شرع فى إلقاء خطبة اقشعرت لها الأبدان، حتى كدنا ننسى لماذا جئنا إلى هذه القاعة ، لم تفلت منه إلا اﻵنسة التي أرسلتها الوزارة لأنها كانت مشغولة بالبحث عن مصدر آخر للتيار الكهربى فكل " فيشات الحجرة كانت خربة، والأمر كان يتطلب توصيل "اللاب توب" و"الداتا شو" وضبط شاشة العرض ، التى لم تكن سوى ملاءة سرير بيضاء ، بدا أنها أحضرتها معها مباشرة من على حبل الغسيل،
" لقد أمرنا الله بغض أبصارنا ،وإن النظرة لسهم من سهام جهنم والعياذ بالله، ولقد نهانا رسولنا الكريم عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن"،
حين ذكر الفواحش" زمجر بعض الرجال و اعتدل آخرون وعلت وجوههم أمارات حسن السمع والطاعة،أما النساء فتوقفن عن الثرثرة وأطرقن برؤوسهن مذعنات وبدت عليهن علامات اﻷدب وحسن الخلق ، ارتفعت نبرة صوته وكانما ازداد ثقة وعلت وجهة ابتسامة ابويه وقال"أهيب بزملائي ألا يجلسوا خلف النساء ﻷن ذلك قد يوقعهم في خطيئة النظر الى أكتافهن،وأستسمح زميلاتي العزيزات في ترك مقاعهدن الأمامية للرجال اتقاء للفتنة وتحصينا للنفس ، إن النفس لأمارة بالسوء"
،كنت أتابع المشهد متحفزا للاعتراض ورحت أمنى نفسى بأن تتذمر إحداهن فأدعم اعتراضها وأضع هذا الدعي الذى أعاني منه ومن اتهاماته لى بالابتعاد عن " منهج الله" عند حدوده ، ولم يكن غريبا طبعا أن يخيب ظني، فقد اعتدت على ذلك فى معظم المواقف المشابهة ، إذ وجدت السيدات يغادرن مقاعدهن وينزوين في ركن كأنهن نعجات مذعورات بينما راح الرجال يحتلون أماكنهن في الصفوف الأولى وإذ انتهى الرجال من الجلوس، أسرعن إلى ما تبقي في الخلف من مقاعد ، لم تكن بالطبع كافية وكان على معظمهن أن يقفن على جانبي الحجرة مستجيبات للقدر وتغير الأحوال،
كنت أقف خلف الخطيب المفوّه تماما بحيث يرى من في القاعة وجهي و أنا أستخدم لغة الإشارة في تحريض من أعرف منهم من الرجال علي الرفض..لكن أحدا لم يعرني ادنى اهتمام، لم يتبق بالطرقة أمام الباب سوى أربع سيدات سافرات من زميلاتنا المسيحيات وأنا وهو،
..انتهت المدربة من إعداد جهاز عرض المعلومات..ثم عرَّفت نفسها وطلبت من الجميع أن يقسموا أنفسهم لمجموعات عمل..فقسم الرجال أنفسهم إلى مجموعتين والنساء إلى أربع مجموعات..ونظرت المدربة إلينا أنا و"الخطيب المفوه" و الزميلات السافرات وطلبت منا أن نشكل مجموعة و هكذا كنا الرجلين الوحيدين في المجموعة ..علت وجهه ابتسامة كبيرة كادت تقشر جلد وجهه وراح يسأل كل واحدة عن اسمها ولا تكاد عيناه تستقران علي وجه واحدة حتي تنصرفان إلى وجه أخرى كأنه أُدخل الجنة وكأنهن الحور العين ..هكذا دار بذهني وأنا أتأمل باندهاش نهم عينيه..
طلبت المدربة أن تتخذ كل مجموعة لها اسما ومتحدثا..فاختارت المجموعة الاولى من الرجال اسم " الفوارس" والثانية"اﻷبطال"
أما النساء فكن "الطيبات" و"العابدات" و "القانتات" و " الحافظات "
كانت مجموعتنا تجلس حول منضدة ملاصقة تماما لمنضدة المدربة وحين انتهت المدربة من تدوين أسماء المجموعات نظرت إليه ..وقالت له ألن تختاروا إسما لمجموعتكم..وبدلا من أن يناقش الأمر معي ومع بقية الزميلات كما تقضي القواعد التي نتدرب عليها، عادت الى وجهه ابتسامته التي تكاد تجعل زاويتي فمه تصلان ﻷذنيه..وسأل المدربة: " هوه انتي اسمك إيه يا أبله ؟"فأجابته: "حنان" فقال: "الله إسم حلو قوي يا أبله..يبقي احنا اسمنا مجموعة الحنان".



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا إلهي.... شعر/سمير الأمير
- طاهر أبو فاشا
- ꧁قصائد على الذائقة꧂
- -الكارثة التي تهددنا-*
- الأرزقية المتخلجون.. والصحراء التي تكبر في كل اتجاه
- تشريح جثث النصوص الأدبية في الميادين العامة
- النقد بين الثقافة العامة وقاعات الدرس الأكاديمي
- كؤوس النبيذ الأحمر
- الناقد كمثقف عضوي والناقد كجاموسة
- مشيخة -حارة عتلم-
- مهرجان المنصورة المسرحي
- دواعي السعادة
- النداء
- بلا طائل.... سمير الأمير
- العجز
- أصنام الدهشة.... سمير الأمير
- موت لا يليق ببطلة طليعية... سمير الأمير
- فراديس الأخيلة
- رباعيات وجع القلب والفرفرة.. عامية مصرية... شعر.. سمير الأمي ...
- فيلم ريش


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - الحنان.. قصة قصيرة