أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - فيلم ريش














المزيد.....

فيلم ريش


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 7057 - 2021 / 10 / 25 - 18:46
المحور: الادب والفن
    


شاهدت فيلم ريش، بمنتهي الصراحة، لم تكن خبرة جيدة جداً، لم يكن الفيلم تسجيلياً ولا روائياً،ليس واقعياً أيضاً كما أنه ليس فانتازيا،ربما كافكاوي المزاج ولكن بلا فلسفة وتأملات كافكا، فقط تشعر أن كل المشاهد قد جاءت من أرض محروقة، كل شيء متداعي وقديم فضلاً عن القذارة التي تكاد تندلق علي وجه من يشاهد، وهذا تأثير من المؤكد أن المخرج كان يعنيه فمشاهد التداعي و القِدم والدمار والقبح تكاد تتابع فمشهد يسلمك الي آخر، دون توقف تقريبا، حتي أن المشهد الوحيد المضيء كان مشهد الكلب يطارد السيدة لأنها سرقت الطعام،
بكل حال لم اتمكن من وضع أحداث الفيلم ضمن أية سياقات اجتماعية أو تاريخية، أو سياسية ويمكن طبعا أن يكون ذلك مقصوداً،وسيجيب المتثاقفون بأن هذه حيلة فنية لتعميم الرؤية فالحياة في كل مكان وزمان أصبحت هكذا
وانا بصفتي شاعر فلاح تعودت علي المواويل واتعبتني قصائد النثر المعلقة في الفراغ ولطالما فضلت أفلام "عاطف الطيب" علي افتكاسات افلام "يوسف شاهين"،
بصفتي هذا الفلاح الذي فشلت كل الكتب في جعله يتخلي عن المواويل والحواديت الساذجة البريئة والجميلة جدا جدا ، أقول أنه فيلم مختلف وجدير بالمناقشة و لكن الجمهور (إن استطاع أن يواصل المشاهدة) لن يستفيد منه كثيرا لا في إنتاج المتعة ولا في تطوير الوعي حتي بالرسالة التي يحملها، وستبقي الدائرة مقطوعة بتعبير الشاعر" عبد الرحمن الأبنودي"، فالصورة المراد لها أن تكون واقعية جاءت ذهنية بامتياز بغض النظر عن وجود الفقر من عمده، وبيوت الفلاحين الفقراء علي رأي أمي رحمة الله عليها "تلحس الأكل من علي أرضيتها"، وفي طفولتنا قبل ان يجلبوا المكانس الكهربائية كانت الفلاحات في منشأة الأمير يقسمن الشوارع ويكنسنها ويرششنها بالمياه حتي لا تثير اقدام المارة الغبار والاتربة داخل البيوت، كما أن بيوت العمال كذلك ايضا.. فقيرة أي نعم ولكنها نظيفة علي وجه التأكيد،
وكل مشهد في الفيلم يصلح لوحة فنية ثابتة
ولذا اقترح علي المخرج أن يكون فنانا تشكيليا وينجز رؤيته في نصف ساعة مشاهدة فلم يكن في حاجة الي تطويل مشاهد ثابتة توحي بأنها تسجيلية ولا تسجل شيئا..الاب البخيل الممسك بالصندوق المدمر تقريبا يشتري" تورتا" ويؤجر ساحرا وعيد ميلاد عجيب لم أشهد له مثيلا في ريفنا حيث تم ففيى الفيلم دعوة الجيران وكأنه (حنة عريس أو عروسة) ويتحول الزوج الي دجاجة فلا تشعر،زوجته بأدني صدمة وتتعامل مع الأمر بواقعية شديدة فتأخذه الي الوحدة البيطرية حين يمرض، ركام من القتامة والعتامة كثير جدا علي عين المشاهد، ربما شعرت بهذا لكوني لا أمتلك أدوات تمكنني من قراءة المشاهد السينمائية جيدا لكنني كنا مدفوعا لاكمال المشاهدة فقط بسبب حالة اللغط الدائرة حول الفيلم ...
وكان ينبغي ان يناقشه المنسحبون بدلا من انسحابهم الذي أثار قدرا لا يستهان به من تعاطف المشاهدين قبل أن يشاهدوا..ولا سيما طبعا بعد أن برروا هذه الحماقة الصبيانية بأن الفيلم "يسيء لسمعة مصر"، وقطعا لم أجد ذلك ابدا، فالفيلم يقدم رؤية عامة في ظني أنها تناقش سمعة الحياة كلها (كما رصدها الفيلم)،وليس الحياة في مصر وحدها وان كانت النقود التي نراها مصرية طبعا ولكنني قطعا لن أنسحب من الحياة سواء هنا أو في أي مكان بشكلها المتداعي الذي قدمه الفيلم دون ان يشير لدائرة خروج واحدة من ربقتها، وسأبقي علي قيد الحياة بمرها وحلوها متطلعا لفيلم جديد يستفيد من تلقائية وبساطة أداء" أم ماريو" وغيرها في تقديم رؤية أكثر جمالا واقناعا، هذا والله أعلم



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال من امرأة
- الغاضبون من الرباعيات
- علم النفس المجاني
- كان عندي. حق... يا هيئة القصور
- نظرية المؤامرة أم واقع الحياة
- قضية الشعر بين الصمت والإنشاد- الشاعران محمد البرغوثى وعبد ا ...
- صندوق ورنيش- ديوان الشاعر محمد عطو
- ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة-
- على عبد العزيز الشاعر التلقائى الجميل
- أكتب نيابة عنى
- هشام السلامونى - هل يموت الذى كان يحيا كأن الحياة أبد؟-
- عصافير هاربة من دق الصفيح الرواية داكنة والحياة متجددة وخضرا ...
- شىء من الأدب.. كثير من النقد
- ظاهرة التسول
- -يوم الثبات الانفعالى أم زمن التشيؤ و تبلد المشاعر- قراءة فى ...
- فصول من سيرة التراب والنمل- تلقائية السرد عند الروائى - حسين ...
- العامية المصرية بين الانفعال والافتعال قراءة فى أشعار محمد ع ...
- هشام السلامونى - جدل الفعل والانفعال-
- في مديح التفاهة
- تلقائية السرد عند الروائى حسين عبد العليم


المزيد.....




- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - فيلم ريش