أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - طاهر أبو فاشا














المزيد.....

طاهر أبو فاشا


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 7446 - 2022 / 11 / 28 - 10:51
المحور: الادب والفن
    


كنا رفاق سكن بفندق أبو طبل برأس البر،حيث كان يعقد مؤتمر الأدباء سنة ١٩٨٥،لم أكن قد التقيته من قبل، ونمت قبل أن ياتي إلى الغرفة المشتركة وحين جاء متأخرا أيقظني..
قال بصوت مرتفع: من رفيقي؟
قلت.: سمير الأمير من المنصورة

قال: وماذا تكتب؟
فتعجبت، الرجل يوقظني في الثالثة ليسألني ماذا اكتب؟ ولكني كنت سعيدا طبعا وكنت أعلم أن محمد العتر رحمة الله عليه وضعني مع الشاعر الكبير تكريما لي

قلت: اكتب شعرا وأترجم وأحكي قصص أطفال من مختلف بقاع العالم.
،وكان معي عددان من مجلة ماجد بهما قصتان لي، فأخرجتهما من الحقيبة ليرى الرجل قصصي
ثم سألني السؤال الأصعب: وماذا قرأت لي؟
قلت: قرأت لسيادتكم كتاب "الذين أدركتهم حِرفة الأدب".. وكسرت حاء (حرفة)
فقال: حُرفة بضم الحاء يابني..
ونمنا لساعتين أو ثلاثة بعد ليلة من الحكي من ليالي "الف ليلة وليلة" وفي الصباح جلسنا لمائدة الافطار مع الأدباء وجاءت مذيعة للتسجيل مع الأستاذ طاهر للإذاعة المصرية، وانطلق هو مستخدما الألفاظ وأسماء الأعضاء دون تحفظ..
واعترضت المذيعة برقة،
فقال لها وهو يضحك: يابنتي انا "حاديكي" اللي عندي وانتي في المونتاج خدي اللي يعجبك.. وممكن "تسيبيه" لو مش عاجبك!، مع آني متأكد "إنه" حيعجبك...
وضحكنا طبعا، وكان معنا على المائدة الشاعر محمد الشهاوي الذي جاء من جولته المبكرة جدا حول المبني القريب من النيل، قبلها لم أكن أعرفه شخصيا ولكن لفت نظري الهدوء الذي يعلو وجهه والتؤدة والطمأنينة في مشيته، فسألت أحد الجالسين معنا في الصالة ذات النوافذ الزجاجية الكبيرة التي تري الجالس فيها كل ما حول الفندق: من هذا الرجل الطيب؟
،الذي يتجول وحيدا؟
فرد:الا تعرفه؟إنه الشاعر الكبير محمد الشهاوي وما يفعله ليس سوى عادات الصوفيين وأهل الطريق.
و أيضا ضم مجلسنا الصباحي الكاتب محمد السيد عيد، والقاص قاسم مسعد عليوه والشاعر سمير عبد الباقي وكنت أبلغ من العمر وقتها ٢٥عاما أو أقل قليلا!
غير أنني طبعا كنت محظوظا جدا فقد تعرفت في هذا المؤتمر على أصدقاء ظلوا أصدقائي حتى الآن بعد مضي أكثر من ٣٧ عاما منهم مسعود شومان وعبده المصري وخالد حريب،أما عبد المنعم الباز الذي كان مغرما بالتصوير فالتقط صورا لمعظم المشاركين فقد كنت أعرفه من الجامعة أو من ندوة حزب التجمع، واستمعت الى اشعار ومنافسات محمد أبو دومة ودرويش الأسيوطي،
وعرفت الدكتورة امينة رشيد والدكتور سيد البحراوي،
لكن بقيت رفقة العظيم طاهر أبو فاشا في السكن أبرز ذكرياتي عن هذا المؤتمر، فالرجل لم يكن من هواة النوم مبكرا، وكنا كل ليلة بعد أن تنتهي وقائع المؤتمر نتحلق حوله جميعا ليحكي لنا قصص عن أيام دراسته في الأزهر ومغامراته مع الأزهريين، الذين يبدو انهم كانوا من عجينة مختلفة عن الأزهريين الآن، من حيث تفتح الأدمغة والشقاوة وخفة الدم ولذلك لم أستغرب ما حكاه العم سليمان فياض بعد ذلك عن هؤلاء الظرفاء المعممين ونكاتهم ومغامراتهم المدهشة.
كان العظيم طاهر أبو فاشا دمياطيا طبعا، ويرتبط بعلاقة خاصة مع أدباء دمياط، ولذا تيسر لي ان اتابع أخباره عن طريق ما يحكيه سمير الفيل ومحمد العتر، فعرفت أنه تجرع مرارة موت ابنه وعاش أعواما حزينة، وبعد وفاته حدثنا سمير الفيل أنهم اتصلوا به ليأخذ مكتبته التى يبدو انه كان قد أوصى بها لأدباء دمياط أو لقصر الثقافة بدمياط لا أذكر بالتحديد، ولكن ما آلمني، هو أن سمير الفيل ذهب فوجد الكتب موضوعة كيفما اتفق في كراتين على السلم، تنتظر من يحملها إلى مستقرها الأخير بمسقط رأسه..!!!



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ꧁قصائد على الذائقة꧂
- -الكارثة التي تهددنا-*
- الأرزقية المتخلجون.. والصحراء التي تكبر في كل اتجاه
- تشريح جثث النصوص الأدبية في الميادين العامة
- النقد بين الثقافة العامة وقاعات الدرس الأكاديمي
- كؤوس النبيذ الأحمر
- الناقد كمثقف عضوي والناقد كجاموسة
- مشيخة -حارة عتلم-
- مهرجان المنصورة المسرحي
- دواعي السعادة
- النداء
- بلا طائل.... سمير الأمير
- العجز
- أصنام الدهشة.... سمير الأمير
- موت لا يليق ببطلة طليعية... سمير الأمير
- فراديس الأخيلة
- رباعيات وجع القلب والفرفرة.. عامية مصرية... شعر.. سمير الأمي ...
- فيلم ريش
- سؤال من امرأة
- الغاضبون من الرباعيات


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - طاهر أبو فاشا