أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - مشيخة -حارة عتلم-














المزيد.....

مشيخة -حارة عتلم-


سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 7346 - 2022 / 8 / 20 - 04:34
المحور: الادب والفن
    


قصة بقلم /سمير الأمير
...
بعد غربة طويلة، عدت لمدينتي لأجد كل حارة تختار لنفسها علامة تميزها عن باقي الحارات، حتى تلك الحارات القديمة التي كانت متساندة ومدركة أن ضعف كل حارة، لا يجبره إلا جيرانها من الحارات الأخرى،
لا أعلم على وجه اليقين ما الذي جرى وجعلهم متنافرين وبأسهم بينهم شديد بعد كل مواويل ومشاعر الود والحنان التى كانوا يحفظونها.. يقال أن شدة الفقر جعلتهم يسرقون الدجاج والحمام من أسطح بعضهم البعض، ويقال أن تبرج النساء جعل من لديه امرأة قبيحة أو متوسطة الجمال، يحقد على من لديه امرأة جميلة، ولا يتفق اثنان في كل الحارات على سبب واحد أو حل واحد للمصيبة العامة التى يرزحون تحتها، منهم من يقول أن ذلك راجع لهدم المعامل وتحويلها لكافتريات ومنهم من يقول أن ذلك يرجع للبعد عن الدين الإسلامي والمسيحي،ويتبقى نفر منبوذ من قراء الجرائد والروايات يتحدثون مع بعضهم ليل نهار عن التخلف والتقدم،لا يقاربهم أحد ولا يقتربون من أحد.
ما يدعو للحزن هو أنه اصبح لا يمر يوم إلا وهناك مشاحنات قد تصل للقتل، وهذا أعطى الأمان للحي الوحيد الراقي في المدينة، فلم يعد فيه من يبلغ عن سرقة منزل أو سيارة، أو حتى ثمرة من الحدائق المنتشرة أمام البيوت ذات العتبات الرخامية التي تشبه اللبن الصافي وتنعكس عليها زرقة السماء الصافية،
المصيبة الأكبر هو أن صراع الحارات انتقل إلى كل حارة على حدة فانشغل الناس بخناقات يومية في شوارعهم وبيوتهم وسطت الحارات على بعضها في الاوقات التي كانت الاشتباكات الداخلية تخفت حدتها ليكتشفوا انهم لا يملكون حتى قوت يومهم،
الغريب في كل هذا أن حارة "عتلم" رغم أنها حارة الأصلاء من قطاع الطرق والمجرمين، وتعدادهم كلهم لا يتجاوز عدد الناس في زقاق واحد من أي حارة، هي الحارة الوحيدة التي لم يصدر عنها ما ينم عن تطاول الصغير على الكبير، أو أي مظهر واحد من سوء الأخلاق وغياب الاحترام بينهم، وظل الولد-أي ولد- خادما مطيعا لأبيه وأعمامه وأخواله وإخوته الكبار، وظلت البنت-أي بنت- هي ابنتهم جميعا لا ينظر إليها أحد إلا عندما يقرر الزواج منها ولذا لم تخش أم واحده من دخول بنتها بيت عمتها أو خالتها أو جارتها،
أما الكبار فكان لهم مجلسهم بمضيفة عتلم الكبيرة، يتحاورون معا بمنتهى الحرية، لكنهم إن انتهوا لقرار تعاهدوا على تنفيذه وتعاهدوا على التخلص من أي شخص منهم لا يلتزم به، وغالبا كانت القرارات تخص فرض الحماية وفردة الأسواق على الحارات الأخرى، ووصل الأمر أنه لم يكن بمقدور أي فرد أن يسافر خارج المدينة لزيارة أقاربه في أي قرية أو مدينة أخرى دون الحصول على إذن بمقابل مادي من "مشيخة حارة عتلم"
وهكذا ضمنوا وحدتهم وتميزت حارتهم،
ولا أعلم ما الذي حملني على التقاط ورقة طارت من عربة القمامة التي كانت قد خرجت لتوها من حارة عتلم، والتى أضاءت دماغي وعكرت صفو حياتي، خصوصا بعد أن ميزت بين سطورها جملة كانت واضحة جدا تقول: تعليمات خاصة بضمان استمرار امدادات الحارات التابعة لمشيخة" حارة عتلم" وتوزيعها بالعدل على المواطنين الشرفاء من أبناء حارتنا....



#سمير_الأمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان المنصورة المسرحي
- دواعي السعادة
- النداء
- بلا طائل.... سمير الأمير
- العجز
- أصنام الدهشة.... سمير الأمير
- موت لا يليق ببطلة طليعية... سمير الأمير
- فراديس الأخيلة
- رباعيات وجع القلب والفرفرة.. عامية مصرية... شعر.. سمير الأمي ...
- فيلم ريش
- سؤال من امرأة
- الغاضبون من الرباعيات
- علم النفس المجاني
- كان عندي. حق... يا هيئة القصور
- نظرية المؤامرة أم واقع الحياة
- قضية الشعر بين الصمت والإنشاد- الشاعران محمد البرغوثى وعبد ا ...
- صندوق ورنيش- ديوان الشاعر محمد عطو
- ليست النائحة الثكلى كالمستأجرة-
- على عبد العزيز الشاعر التلقائى الجميل
- أكتب نيابة عنى


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير الأمير - مشيخة -حارة عتلم-