الأرزقية المتخلجون.. والصحراء التي تكبر في كل اتجاه

سمير الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 7392 - 2022 / 10 / 5 - 10:55
المحور: الادب والفن
    

تضمن النظم الخليجية أن تظل ثقافة المقاومة متداعية وضعيفة وخاضعة،
بإغداق الأموال والجوائز والتكريمات على نوعية من المثقفين "المعقمين سياسيا" والذين لا ينخرطون في أي نشاط يعترض على" الدور"السلبي والتخريبي الذي يلعبه الراسماليون الريعيون في المنطقة لضمان عدم عودة النهوض القومي العربي،بعد أن تعاونوا مع المركز العولمي في تدميره بمعاني وأساليب مختلفة في مصر وسوريا والعراق وليبيا..
ونظرة واحدة لنوعية المثقف(الأرزقي) المدعوم من الخليج تعطيك فكرة واضحة جدا عن أهداف هذا الدعم، لقد وصل الأمر بأنه أصبح شائعا جدا أن مقاولي الأنفار المسؤلين عن شحن "أشباه المثقفين" لهذه "المعالف الخليجية" يتفقون على نسبة من "مصروف الجيب" الممنوح من المضيف، ووصل الأمر أن أصبحت عضوية مجالس ادارة بعض النقابات تدعيما "للموقف الأرزقي" الساعي لعبور البحر الأحمر، وربما يشهد الوسط الثقافي القاهري بالذات خناقات لا شأن للثقافة بها، بين مقاولي الأنفار الثقافية والراغبين في لعب هذا الدور، حتى وصل الأمر لأقسام الشرطة..
وقد كنت لفرط سذاجتي متعشما في النقابات الفنية والثقافية أن تكون متنبهة لهذا التخريب، فوجدت أن تكتلات من هؤلاء "المتخلجين" أصبحت تشكل أركانا في تلك النقابات، ولعل استقالة هاني شاكر لها علاقة بهذا الأمر، في الواقع لم يعد المرء قادرا حتى على التمييز بين ما هو حقد ناجم عن الغيرة من المختارين وما هو إدراك لمعنى الإصرار على قيادة ثقافة الحواضر العربية للبوادي العربية، أو على الأقل قيادة نفسها بشكل مستقل، لا أقول طبعا متعاليا، فكل البلاد العربية بلادنا.. ولكن الأمر هو محاولة لمنع طمس الأودية الثقافية ذات العمق الحضاري والتاريخي بالصخور والرمال القادمة من الصحراء التى اصبحت "تكبر في كل اتجاه"
..

#سمير_الأمير (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل