أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - بوادر عدوان واسع وآثم على الشعب الكردي















المزيد.....

بوادر عدوان واسع وآثم على الشعب الكردي


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 7438 - 2022 / 11 / 20 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشكل نضال الشعب الكردي في سبيل حقوقه القومية والثقافية والوجودية جزءا من نضال شعوب المنطقة ،فهي تكمل بعضها، والكرد يعرفون أن نضالهم لنيل حقوقهم لن يتكلل دون تحقيق حقوق شعوبها اولا ونجاحها في اقامة نظم ديمقراطية حقيقية تؤمن بالحقوق والحريات وبالمواطنة والعدالة والمساواة والادارة التنموية اللامركزية الناجحة ، ومنه الترابط العضوي بين القضية الكردية وقضايا شعوب المنطقة ككل، فمصيرهم واحد وطريقهم واحد نحو مستقبل التحرر للجميع ، وهو ليس صراع قومي ، كما تحاول بعض الاحزاب والقوى الكردية تصويره او ابرازه، والانظمة باتهامها الكرد بالأنفصالية ، فهو نضال عضوي مشترك لنيل الحقوق والحريات للجميع. ودراسة موضوعية لتاريخ الحركة الكردية في العراق يوضح ترابط قضية الكرد بقضايا الشعب العراقي ككل ، وماعاناه الكرد هو نفسه ماعاناه الشعب العراقي ، ومثلهما الايراني والسوري والتركي .
هناك بوادر عدوان واسع مبيت بين تركيا وايران لشن هجمة واسعة على الشعب الكردي. فمنذ قرابة شهر تقريبا بدأت قوات الحرس الثوري الايراني بقصف مباشر للمدن والقصبات في الجزء المحاذي من كردستان العراق تحت حجة الرد على قوى المعارضة الكردية الايرانية المتواجدة هناك، والتي لم تقم باي عمل مسلح او اطلاق قذيفة او حتى طلقة على القوات الايرانية. يمكن فهم الامر ان نظام اية الله يرمي لأفتعال نزاع مسلح جانبي لينهي الثورة الشعبية المشتعلة في المدن الايرانية ،ومايؤيد هذا هو تطور الامر مؤخرا بتهديد بالأجتياح العسكري كما جاء على لسان قاآني قبل يومين . والملاحظ انه جاء متزامنا ،وبعد يومين فقط، من التفجير الارهابي الذي استهدف المدنيين وسط اسطنبول. وبعملية ربط بسيطة ، وبعيدا كليا عن نظرية المؤامرة ، دعونا ننظر في الربط بين هذا الانفجار الغريب من نوعه مع تصريحات قاآني.
اولا لنحدد ان أهم العوائق امام اجتياح الحرس الثوري الأيراني لكردستان العراق لا تمثله، ودون شك، السلطات الميليشياوية في بغداد ، فهي ستقوم بما قامت به من تنديد وبيان شديد اللهجة بينما تقوم فصائلها الولائية اما بافتعال اعتدآت على ايران ويتم اتهام الاكراد بها، ثم المشاركة المباشرة مع الحرس الثوري في العدوان.من المعروف ان الذي وقف امام قاآني ومخططات اية الله هو تركيا التي تعتبر ان كردستان العراق هي منطقة نفوذها التاريخي وهي هامة لأمنها القومي وصولا الى كركوك. ولم يتم التوصل سابقا لتفاهم ايراني تركي يعطي الضوء الأخضر لقاآني لأجتياح المنطقة الكردية من قبل ايران مباشرة او فصائلها. فتركيا تعلم ان التمدد الايراني يستهدف الشريط الممتد غربا الى سنجار والى الحدود العراقية السورية حيث يتواجد أهم مراكز فصائلها على الحدود او في المدن الحدودية على الجانب السوري ويمثل مشروعها المستقبلي للوصول للبحر الابيض المتوسط، وهناك ايضا في طريقها تقف تركيا كما تقف هي ضد الاكراد ، وربما من هنا يبدأ التواصل والوصول الى تفاهم واستراتيجية مشتركة ، ولو قصيرة الامد مع اردوغان لمحابهة الكرد، فرغم مايبدو تنافسا هناك تناغما بين مشروع الاخوان التركي مع نظيره لأية الله ، فكلاهما يسعى لأمبراطوية احداها دولةىالخلافة والاخرى دولة النيابة للفقيه حتى ظهور الحجة.
اطلعت اليوم على اجتهاد طرحه الأخ الدكتور الناصر دريد في برنامجه الناجح " منبر تشرين" واراه صائبا فيما ذهب اليه وله مايسنده من الواقعية ، وذلك بغياب ماتوصلت اليه التحقيقات التركية من معلومات موثقة ( وليست مفبركة ) حول انفجار اسطنبول، حيث ربط الدكتور الناصر هذا الانفجار باصابع ايرانية واضيف انا وربما تركية مشتركة ، ربما لأتفاق مشترك "قصير الامد" لألصاق التهمة بالكرد وتسويد صفحتهم دوليا بانهم ارهابيون تمهيدا لعدوان واسع عليهم واصاب الدكتور حين قارن الاجتياح الأسرائيلي لبيروت بحادث اغتيال السفير الاسرائيلي في لندن عام 1982.
ان مايعزز هذا السيناريو المخابراتي المعد بين تركيا وايران هو هذا التفجير الغريب الذي ربما تم تنفيذه لتهيئة الجو العام المناهض للكرد داخليا والرأي العام خارجيا بالصاق التهمة بالكرد، والذي رغم انه واضحا لامصلحة لأي حزب او حركة كردية فيه ، بل هو لتحريض العالم على الكرد . فهذا العمل الأرهابي الغامض لم يتم تبنيه من اية جهة لحد اليوم، ولم يتم الكشف ولحد اليوم عن منفذه الحقيقي وعن دوافعه او من يقف وراءه بشكل موثق ومقنع من السلطات التركية التي تقوم بالتحقيق. وما يعزز امر العدوان الآثم القادم على الشعب الكردي بعد هذا التفحير الارهابي هو طلب اردوغان للقاء عاجل مع بايدن في قمة العشرين في اندونيسيا ، واصدرت الادارة الامريكية تحذيرا لرعاياها من السفر الى مناطق النزاع، كل هذه الامور تجري متسارعة مع تصريحات قاآني مؤخرا باحتمال اجتياح كردستان العراق تنبئ بعدوان واسع على الشعب الكردي في العراق وسوريا.

ان لأيران مصالح كبيرة في شن هذا العدوان المشترك على الكرد، فعدا مصالح اية الله لقمع الثورة داخليا بافتعال تدخل مسلح وحالة حرب لفرض الاحكام العرفية، فهو يرمي لأخضاع سلطات كردستان العراق ، التي يتهمها انها الجانب المتحالف مع اميركا والصهيونية ، ولكنها في الواقع المتمرد للخضوع امام اية الله في العراق والسمح له بشق طريقه نحو سوريا واقامة امبراطورية خراسان التاريخية امام امبراطورية اردوغان العصملية.
المسألة التي تبقى دون جواب: هل سيقوم وسيجرأ اردوغان بعدوانه ان رفض بايدن وهو امر مفروغ منه ، اعطاءه الضوء الاخضر؟ انا اعتقد انه سيقوم به ولكن بعنلية سريعة وليس كما يريد باحتلال الشريط الشمالي من سوريا. بنفس الوقت يدرس اية الله ايضا رد الفعل الامريكي لو اجتاح مناطق من كردستان العراق، وهو كما يبدو لاينتظرها لأنه ان هجم سيحقق مايريد عند مجابهة الاكراد له،فسيعلن ان امريكا هي من يقاتل ليقوم بأعلان الاخكام العرفية ويتخلص من الثورة. ان اردوغان كما يبدو انه مستعجل ايضا لتصفية القوات والحركات الكردية بضربة سريعة تطغي على حادثة اسطنبول ، والسؤال : هل هناك قانون دولي وقوة دولية اليوم، وبعد عدوان بوتين على اوكرانيا، تمنع حروبا عدوانية مفبركة على دول وشعوب مجاورة ضعيفة ؟ ما نعرفه هو النفوذ الامريكي الدولي هو ما يقف امامهم خارجيا ، وداخليا فتصميم الشعوب على التحررمن البوتينية والاردوغانية وايات الله وميليشياته التي يصل تعدادها في العراق وحده قرابة سبعة وثلاثين فصيلا، فهي من يقف امامهم . ولو حدث العدوان الاردوغاني القاآني المشترك او الأحادي على الشعب الكردي فسيجدونه مثل الشعب الاوكراني ، باسلا وشجاعا ويدافع عن ارضه وحقوقه وحريته ومصيره ، وسيقف الشعب العراقي باجمعه ، كما وقف سابقا معالكرد ،وهنا ربما يبدأ كشف القناع عن السلطة للولائية الزائفة في بغداد ، وربما يبدأ يوم الحساب ،وهو امر ربما يمنع اية الله من التورط مع اردوغان، إن حسبها جيدا.



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صواريخ بوتين في سجل جرائم الحرب والأرهاب
- قراءة في نتائج الانتخابات النصفية الامريكية
- حكومة السوداني اهانة للشعب العراقي سيدفعون ثمنها سحلا
- تحليل بنيوي لفشل الديمقراطية في العراق-4
- تحليل بنيوي لفشل الديمقراطية في العراق-3
- تحليل بنيوي لفشل الديمقراطية في العراق-2
- تحليل بنيوي لفشل الديمقراطية في العراق -1
- حول العلاقة بين الفكر والأخلاق والتأدلج السياسي
- تشرين بدأت الطريق..كيف اتمامه
- مساهمة الليبرالية في التمدن الأنساني وإنهاء عصرالأدلجة والدي ...
- صعود اليسار الليبرالي وأفول الماركسي ..قراءة نقدية
- النظم الرأسمالية : مصطلح فارغ المعنى والمحتوى في واقع اليوم
- قراءة في تجربة التسيس والحكم الشيعي في العراق-1
- ألقضاء العراقي رجعي ومسيس ومتستر ودمر بقايا الدولة
- حول العلاقة بين الماركسية والليبرالية-3
- حول العلاقة بين الماركسية والليبرالية-2
- حول علاقة الماركسية بالليبرالية-1
- لماذا لا تنزل جماهير اوسع رغم المطالب الوطنية للصدر
- اجهاض ثورة 14 تموز وراءه غياب مشروع لبناء دولة أهدمتها
- معادات الغرب منهج رجعي-3


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - بوادر عدوان واسع وآثم على الشعب الكردي