أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - صواريخ بوتين في سجل جرائم الحرب والأرهاب














المزيد.....

صواريخ بوتين في سجل جرائم الحرب والأرهاب


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 7436 - 2022 / 11 / 18 - 12:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سمع العالم يوم 20 اكتوبر الماضي ولأول مرة بصواريخ بوتين تستهدف تحديدا المحطات والبنى التحتية للطاقة في اوكرانيا، وبرر بوتين وقتها هجومه الصاروخي انه جاء ردا على قيام اوكرانيا بتفجير جسر القرم ، على اعتبار ان كليهما يعتبر بنى تحتية وله استخدام مزدوج ، وهنا مكمن الدجل والتوحش البوتيني ، فتدمير جسر او جسور لايعرض السكان لخطر الابادة او التجمد في برد الشتاء ، بينما الجميع يعلم ان تدمير قطاع الطاقة هو تهديد وجودي لحياة السكان تصل الى ابادات جماعية في بلد ذو شتاء ثلجي بارد.فعدا الحرمان من احد مصادر التدفئة ، معناه حرمان السكان من المياه لتوقف المضخات ومحطات المعالجة ، وتوقف المستشفيات عن العمل، وتوقف التعليم والتدريس والمدارس، وتوقف وسائل الانتاج والعمل والعيش للسكان، وبصورة عامة شلل الحياة وكل مرافق الحياة تقريبا . ان ضحاياه المباشرون هم ليسوا الجيوش المتحاربة بل نفس السكان المدنيون الذين ادعى بوتين انه جاء ليحررهم من النازية ، وها هو يقوم بنفس ممارسات النازية الالمانية مع السكان ،مثلا، في عدوانها على الجمهوريات السوفياتية ومنها روسيا واوكرانيا، اوفاقت قصف اميركا الوحشي على ميناء هايفونغ في الحرب العدوانية على الشعب الفيتنامي لأيقاف الامدادات لفيتنام، فاستهداف حياة السكان المدنيين باستهداف مرافقهم مباشرة هي قاموس جديد في بربريته.
ظن الكثيرون ان القصف الصاروخي الذي استمر لمدة ثلاة ايام متوالية بين 18-20 اكتوبر على محطات الطاقة هو رد فعل لبوتين على تفجير جسر القرم، وسيتوقف، ولكنه تكرر عشرات المرات وكان اخرها اطلاق 100 صاروخ في يوم واحد 15 نوفمبر الحالي. لقد اصبح واضحا انه ليس رد فعل بل استراتيجية ممنهجة خطط لها بوتين لأستهداف واخضاع الشعب الاوكراني بتدمير كامل قطاع الطاقة اللازم لحياته. انه في الواقع استهداف وجودي تسبب لحد اليوم بحرمان عشرة ملايين من السكان من الطاقة وهي واحدة من اهم اسس الحياة اليوم. مما يثير الأنتباه هو ان العالم انشغل بسقوط صاروخ روسي او صاروخ اوكراني مضاد في بولندا واثار خوف العالم واهتمامه ولم يلق أي اهتمام ان عشرة ملايين من سكان اوكرانيا اصبحوا مهددين عمليا بحياتهم بدون كهرباء وماء ودرجات الحرارة هي تحت الصفر، واذا اضفنا تهجير عشرة ملايين منذ بدء عدوانه، نرى انها حرب صليبية تستهدف شعب باكمله .
شاهدت قبل يومين على قناة ABC الأمريكية مناضرة بين صحفي روسي من الموالين لبوتين واخر باحث امريكي من واشنطن حول صاروخ بولندا،واعتمد الروسي في مجال تفنيده ان الصاروخ ليس روسيا كون القصف استهدف محطات طاقة وليس اهدافا داخل بولندا، وعندما سأله مقدم البرنامج هل محطات الطاقة هي اهداف عسكرية مشروعة كي يتم قصفها ام منشآت مدنية ، اجابه الصحفي البوتيني : الم تستخدموا السلاح النووي في هيروشيما ، فيحق لنا مثلما يحق لكم . حاول المحلل الامريكي ان يوضح ان استخدامه لم يبرر او يقبل انسانيا ولكن كوسيلة لأنقاذ الملايين لو استمرت اليابان في الحرب ولم يكن الهدف احتلال اليابان ، كما هو وضع روسيا في اومرانيا، بل لأجبار اليابان على انهاء الحرب العدوانية التي بدئتها على اميركا، وذكر بموقف الشعب الامريكي المناهض للحرب الفيتتامية ، فاجابه الروسي ان الشعب يراها حربا عادلة وصحيحة لتحرير الشعب الاوكراني ولهذا لم يدينها ، وليس الخوف من قمع الديكتاتورية .
والسؤال هنا : هل تحرير شعب يتم بحرب عدوانية واحتلال ارض وضمها وتدمير مدن و منشآت مدنية كمحطات الطاقة؟ ولكن يبقي الذهن مشدودا حول المقارنة وتبرير لجرائم ضد الانسانية ارتكبها الطرف الاخر، واذا كان العالم قبل الحرب العالمية الثانية يفتقر الى مؤسسات كالامم المتحدة ومحاكم الجنائية الدولية ومجلس حقوق الانسان وغيرها من المؤسسات والهيئات الدولية ، فكيف يسمح اليوم بتعريض حياة عشرة ملايين من البشر لخطر وجود حياتي واستخدام ارهابهم كاحدى وسائل الحرب والقوانين الدولية التي تحرم استهداف المدنيين والمنشآت المدنية العامة. لم نسمع الكثير من هذه المؤسسات كونها ربما عاجزة او حتى تغطية هذا الموضوع في الاعلام ..انه عالم مخيف واناني حقا، ووفق علمي لم تدنه سوى منظمة العفو الدولية باسم مديرها لروسيا واسيا الوسطى "ان منظمته تعتبر قصف منشآت الطاقة الاوكرانية هي جرائم حرب وعمليات ارهابية ضد المدنيين كونها تهدف لتحقيق أغراض سياسية "، وعدا هذا التصريح المؤرخ يوم 22 اكتوبر والمنشورعلى موقع المنظمة لم اجد شيئا اخر،ولم ازل اتعجب كيف ولماذا يسكت الجميع عن جريمة قادمة مروعة، هل هي وسيلة لأيقاف ثور هائج مثل بوتين ، ومتى كان ترك ثورهائج وسيلة لمنع دماره الهائل.



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في نتائج الانتخابات النصفية الامريكية
- حكومة السوداني اهانة للشعب العراقي سيدفعون ثمنها سحلا
- تحليل بنيوي لفشل الديمقراطية في العراق-4
- تحليل بنيوي لفشل الديمقراطية في العراق-3
- تحليل بنيوي لفشل الديمقراطية في العراق-2
- تحليل بنيوي لفشل الديمقراطية في العراق -1
- حول العلاقة بين الفكر والأخلاق والتأدلج السياسي
- تشرين بدأت الطريق..كيف اتمامه
- مساهمة الليبرالية في التمدن الأنساني وإنهاء عصرالأدلجة والدي ...
- صعود اليسار الليبرالي وأفول الماركسي ..قراءة نقدية
- النظم الرأسمالية : مصطلح فارغ المعنى والمحتوى في واقع اليوم
- قراءة في تجربة التسيس والحكم الشيعي في العراق-1
- ألقضاء العراقي رجعي ومسيس ومتستر ودمر بقايا الدولة
- حول العلاقة بين الماركسية والليبرالية-3
- حول العلاقة بين الماركسية والليبرالية-2
- حول علاقة الماركسية بالليبرالية-1
- لماذا لا تنزل جماهير اوسع رغم المطالب الوطنية للصدر
- اجهاض ثورة 14 تموز وراءه غياب مشروع لبناء دولة أهدمتها
- معادات الغرب منهج رجعي-3
- معاداة الغرب منهج للرجعية والظلامية في العالم العربي-2


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لبيب سلطان - صواريخ بوتين في سجل جرائم الحرب والأرهاب