أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - روسيا ليست على هذه الدرجة من السذاجة














المزيد.....

روسيا ليست على هذه الدرجة من السذاجة


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7435 - 2022 / 11 / 17 - 04:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيداً عن نفى وزارة الدفاع الروسية من أن قواتها لم تشن أي ضربات على أهداف قريبة من الحدود الأوكرانية مع بولندا وأنه لاعلاقة للقوات الروسية عن الصاروخ الذي سقط داخل الأراضي البولندية ..
لا اعتقد أن الروس يعانون من قدر ما من السذاجة والحماقة يجعلهم يطلقون صواريخهم نحو بولندا حتى ولو كانت بولندا هي المعبر الرئيسي لإمدادات الناتو اللوجستية لأوكرنيا ..
فالطبيعي أن يركز الروس على محاور القتال الفعلية التي تقربها من تحقيق أهداف روسيا في هذه الحرب .. لا أن يتورطوا في فتح جبهة قتال أوسع يصعب السيطرة على مساراتها .. فأى نشاط عسكري روسي سيقترب من حدود بولندا سيعني اندلاع المعارك العسكرية مباشرة مع الناتو ومن ثم حرب عالمية مرشحة بشدة لأن تكون حرباً نووية وهو مايعني تدمير هذا العالم ..
لذا فإن الميل المبدئي سيكون لصالح استبعاد أن يكون قد تم هذا الإطلاق الصاروخي على الأراضي البولندية بواسطة القوات الروسية .. وحتى بافتراض أن الصاروخين أو الصاروخ الذي سقط على الأراضي البولندية هما أو هو من طراز روسي فليس هذا معناه الجزم بأن الروس يقفون وراء هذا الإطلاق الصاروخي فكل دول الاتحاد السوفيتي السابقة ومنها أوكرانيا وليتوانيا وبولندا وغيرهم يمتلكون اسلحة روسية بل أن الكثير من دول العالم تمتلك صواريخاً روسية بمافي ذلك دول الناتو ذاتها ..
ومن حيث الدوافع علينا أن نضع في الإعتبار أن توقيت هذا الإطلاق الصاروخي تزامن مع بداية ظهور نصائح امريكية أوربية للرئيس الأوكراني (بالإنفتاح) على مفاوضات سلام مع موسكو بالتوازى مع مؤشرات على بدء ظهور انقسامات داخل الإدارة الأمريكية ذاتها ترى عدم إمكان إحراز انتصار حاسم عبر مسارات الحرب الأوكرانية منها ماذكرته شبكة سي إن إن"، أن رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي يقود جهودا قوية داخل أروقة الإدارة الأمريكية ، للبحث عن حل دبلوماسي مع اقتراب فصل الشتاء حتى لايتجه الموقف إلى استسلام أوكرانى فى الوقت الذى يحلم فيه الرئيس الأوكرانى زيلينسكى بقيام حلفائه الأوروأمريكيون بالقيام بتكرار عملية إنزال نورماندى الكبرى التى تمت فى خلال الحرب العالمية الثانية فى 1944 على شواطئ نورماند بفرنسا ولكن هذه المرة فإنه يتصور (حسب تصريحاته الاخيرة بهذا الصدد) أن يتكرر هذا الإنزال هذه المرة على شاطئ خيرسون !!!!
، وفي نفس الوقت الذي فشل فيه الدعم الأمريكي الأوربي للرئيس زيلنيسكي في تغيير موازين القوى على الأرض الأوكرانية أو في تركيع روسيا عبر الحصار الإقتصادي والإمدادات العسكرية لأوكرانيا أو في إرضاء زيلينيسكي الذي يلح من اللحظة الأولى لاندلاع القتال على انخراط الناتو مباشرة في القتال ..
كذلك أيضاً لايمكن المرور مرور الكرام على أن الملفت للنظر أنه قد تم هذا الإطلاق الصاروخي قبل ان تنتهي أعمال قمة مجموعة العشرين والتي تظهر دلائل قوية في الأفق الدولى على أن هناك اتجاه نحو انهاء الحرب عبر طريق التفاوض ، وهو اتجاه لايصب في صالح أوكرانيا زيلينسكي لأن نتائج أي مفاوضات تتحدد بالأوضاع الفعلية للقوى المتفاوضة على الأرض وليس بالإستجابة لمطالبها ورغباتها التي تبديها على مائدة المفاوضات ..
، ومع عدم إهمال اعتبار هام وهو أن طبيعة زيلينسكي ذاته كشخص مغامر إلى درجة المقامرة خسر كل شئ تقريباً ويواجه ضربات روسية مؤثرة إلى حد بعيد فى البنية التحتية الأوكرانية ، وهذا الفتى الغر والممثل الكوميدى الذى ساقته الظروف إلى رئاسة أوكرانيا دونما أن يمتلك أية خبرة سياسية فتسبب فى دخول بلاده حربا كان يمكن تجنبها بإدراك أبسط حقائق التموضع التاريخى والجيوسياسي لبلاده إلى أن انتهى به الأمر الآن إلى أن يصبح تحت رحمة رغبة تتملكه في في إحداث شئ ما يجبر دول أمريكا وأوربا على التخلي عن تحفظاتهم تجاه الانخراط العسكرى المباشر للناتو في الحرب الدائرة ، لهذه الدرجة فمن المحتمل جدا أن زيلينسكى لن يتواني عن فعل أي شئ يمكنه أن يفعله في سبيل أن يجبر الناتو على الدخول المباشر في الحرب كملاذ أخير يعتقده ، وهو مايعني بالنسبة لدول الناتو التي تعاني اقتصادياتها الآن من الإنزلاق إلى حرب لايملك أحد إيقافها أو التحكم في مساراتها أو ضمان النجاة من نيرانها المدمرة ..
ولذلك فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه قد سارع بتصريح أولي حول الحادث قائلاً :
(المعلومات الأولية تدحض هذه الفرضية، ولا أريد أن أقول هذا حتى يكتمل التحقيق ، لكن من غير المحتمل ، من حيث المسار ، أن يكون هذا الصاروخ قد تم إطلاقه من روسيا..)
بادين استبق ردود الأفعال الغربية بهذا التصريح لأسباب منها :
أولا / أنه ربما كانت لديه معلومات حول الجهة الحقيقية التى تقف وراء هذا الإطلاق الصاروخى وملابسات هذا الفعل ..
ثانيا / العمل على ألا تنزلق ردود الأفعال الأكثر مغامرة في أوربا (ليتوانيا - بولندا - سلوفينيا .. أو حتى بريطانيا) إلى إطلاق المزيد من التصريحات الملتهبة والدعوة إلى الاستجابة إلى مطالبات زيلينسكي الملحة بدخول القوات الغربية في الحرب مباشرة إلى جوار القوات الأوكرانية .. ففى النهاية يجب على الجميع ألا ينسى أن أمريكا هى التى تحدد مسارات المواجهة مع روسيا ودرجات تصاعدها وهى من تمسك بريموتات تشغيل هذه المسارات وليس غيرها وهى بالتالى لن تدع لزيلينسكى رغم دعمها الغير مسبوق له مساحة أكبر من كونه مجرد صبى منفذ وليس له أن يدبر أو يحدد أىة مسائل خارج الإطار الذى تحدده له ..
ثالثا / توجيه رسالة لزيلينسكي بأن أمريكا ستقاتل لآخر نقطة دم أوكرانية وعلى الأرض الأوكرانية دونما أي استعداد لبذل شئ أكثر من هذا مما يطمح إليه الرئيس الأوكراني .
___________



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النازية لم تولد من فراغ
- فى قضية الشهيدة الإيرانية مهسا أمينى .. تحديد موقف
- حكاية لها طعم لايغادر ..
- عبد الفتاح حمد .. ذلك الفلاح الفيلسوف ..
- القطار ..
- دين عظيم ..
- قصور كبير
- عبد المعطى فهمى نموذجا للمناضل الطاقة ..
- أين ذهبت المسئولية وفي أي دهليز تتسكع
- تشوهات مزمنة تفضحها الرائحة
- التعامل مع إيران بمنطق مصالح شعوب المنطقة لابمنطق الغرب الإس ...
- علي هامش وثيقة ملكية الدولة
- إنه واجب دولة
- قبل أن تشتعل -التريندات-
- علي هامش الحكايات
- امريكا شيكابيكا !!!
- ثلاثة مشاهد عبقرية لجان لوى ترنتنيان وهو فى سن الثمانين
- مقاربةٌ مبدئيّةٌ لمساراتِ الحربِ الأوكرانيّة
- ليلة بصحبة جيرمي أورنز وبيل اوجست
- دعوة للمشاهدة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - روسيا ليست على هذه الدرجة من السذاجة