ثلاثه في المقهى

عيد الماجد
كاتب
()

الحوار المتمدن-العدد: 7420 - 2022 / 11 / 2 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اجتمع الأصدقاء الثلاثه في ذلك المقهى المجاور للرصيف يفكرون في مشروع يجعلهم من الأثرياء فقال الاول مارايكم بافتتاح مطعم وقال الثاني مارايكم بمقهى كهذا وقال الثالث الا تعلمون اننا لانملك مالا فكيف نفتتح مطعما او مقهى أي مشروع في الدنيا بحاجه لراس مال ونحن لانملك شيئا يمكننا من افتتاح أي مشروع فقال الأول مالعمل اذن هل نجلس بلا عمل ام نهلك صحتنا وشبابنا بالعمل وراء الالات خاصة ونحن هنا في بلد راسمالي ولن يقف معك احد فضحك الثالث وقال الامر بسيط أيها المغفلان نحن لن نحتاج لراس مال نحتاج فقط جهاز هاتف نقال ولابتوب ونحتاج شخصا رابعا من جنسية غربيه فاستغرب الاثنان من هذا الكلام فاستدرك الثالث وقال نفتتح مسجد فضحك الاثنان وقالا بصوت واحد كيف فقال ناتي بشخص من جنسية غربيه ونجعله يطلق لحيته او نضع له لحية مستعاره ثم نلبسه ثوبا إسلاميا ونحن أيضا نلبس مثله ثم نصور فيديو قصير نعلمه فيه ان يقرا ياة قرانيه وانه دخل الإسلام حديثا ويريد ان يساهم في خدمة المسلمين وندعو فيه الناس للتبرع ببناء مسجد واننا نهدف لجمع كلمة المسلمين ونضع حسابا بنكيا ثم نجعل الفيس بوك يعمم هذا الإعلان للعالم بمبلغ بسيط ثم انظروا كيف ستنهال علينا الأموال من كل حدب وصوب وسنصبح اثرياء بفترة وجيزه وتم الامر والان الأصدقاء الثلاثه العرب والمساعد الرابع يعدون من رجال الاعمال ...
هذا بالضبط مايحدث اليوم فلاتكاد يمر يوم الا وتشاهد العشرات من إعلانات التبرع لبناء المساجد في كل دول العالم ويخرج أصحاب الذقون ليعلنوا انهم سيفقدون المفتاح فادركونا لتعمير المسجد او لبناء المسجد او اعطونا الأموال لشراء هذه الكنيسه المهجوره لتحويلها لمسجد مع بعض الديكورات والابتسامه الصفراء واللحيه المصبوغه بالاسود مع إضافة بعض الشعر الأبيض وعود السواك وبعض عبارات الضحك على الذقون مثلما قرات بالأمس في احد الإعلانات فقد كتبوا العديد من الفوائد المزعومه لمن يتبرع كان اخر ماكتب العباره التاليه ..الاجر النهائي لتبرعك لنا هو قصر في الجنه بين الحوريات والولدان المخلدون وعلى ضفاف انهار الخمر والعسل المصفى ....نعم هذا ماكتبه صاحب الإعلان وصدمت بصراحه عندما دخلت لقراءة تعليقات الجمهور فوجدت اكثر من ثمانون بالمئه منهم مصدقين لما يقال ويرددون كالبهائم امين مما يعطي هذا النصاب وعصابته دفعة قويه للامام في طريق النصب واستغلال الناس والاستمرار في هذا الخداع لجمع الأموال بطرق رخيصه مستغلين جهل الناس وتعلقهم بالخرافه لتحقيق مأربهم وللأسف الكثير من الناس لايستخدمون عقولهم مطلقا ويستمرون بالدوران في فلك الدجالون والنصابون الى مالا نهايه حتى اصبحوا وبالا على مجتمعاتهم وعلى العالم الذي يعيشون به .
تتسابق دول العالم المتقدمه في كل مجالات العلوم التي تفيد الانسان الحديث فهذا مختص بالفضاء وذاك بالطب والأخر بالفن والجغرافيا والتكنولوجيا وامة المسلمين يدرسون عذاب القبر وتفسير الاحلام والطب النبوي وانشقاق القمر وسفينة نوح والعلاج ببول وروث الابل والعسل والحجامه والحبه السوداء ولازالوا الى الان يرفضون تصديق ان الانسان صعد للقمر ويستشهدون بما قاله الطفل المصري في فيلم عسل اسود للمثل احمد حلمي عندما قال ..هو ازاي العلم بيرفرف مع انهم قالولنا بالمدرسه ان القمر مافيهوش هوا,,,ونسوا ان العلم الأمريكي لم يكن يرفرف بل به قطعه من المعدن وضعت لجعله بهذا الشكل ليكون واضحا اثناء التصوير ...هل تريدون الحقيقه ليس القمر فقط الذي يخلو من الهواء بل نحن الذين اكلنا الهواء حتى اصبحنا بالونات فارغه الا من الهواء نحن الذين ضعنا في هذا العالم المزدحم بالعلوم والاكتشافات في حين نحن مازلنا لانصدق ان الأرض كرويه ونعيش في دوامة وكذبة المؤامره الكونيه ضدنا وكأننا محور العالم وان الحياة لن تستمر بدوننا وان الاله قد صنع هذا الكون من اجلنا ولنا ولكن الحقيقه هي اننا لاقيمة لنا ولاوزن بقينا ام ذهبنا في ستين داهيه نحن عالة على هذا الكون وزيادة عدد تجرب فينا الاسلحه الاجديده وتدفن في بلداننا نفايات العالم المتطور نحن ببساطه اصبحنا حاوية كبيره او مكب نفايات يحكمنا لصوص يتوارثون حكمنا بين الأبناء والاحفاد ثم نرفع يدينا للسماء لنقول الحمدالله على نعمة البطيخ نحن امة الخرافات والدجل وجلب الحبيب نحن امة الذقون والعمائم نحن امة اقتلهم بددا ولاتغادر منهم أحدا نحن امة التطبيل للحاكم والمسؤول نحن امة التهليل وقتل العقول نحن امة الطبول نحن امة الشعب الكسول والحاكم المسطول نحن امة بول البعير نحن امة مين سمير نحن امة من الحمير الضائعه في مجتمع من الذئاب والأسود والثعالب.
يتسابق العرب والمسلمين لبناء المساجد ففي كل مكان في البلاد العربيه وغير العربيه تنتشر صناديق النصب والاحتيال وقد كتب عليها تبرع لبناء مسجد لاعمار مسجد لتأثيث مسجد لتجميل مسجد وكأن ماينقص هذه البلاد هو المسجد فقط بالطبع لا فالمساجد بالبلاد العربيه اكثر من أي شي اخر اكثر من المدارس ودور العلم اكثر من المستشفيات اكثر من الجامعات ولكن بناء المساجد وجمع الأموال لها هو سبوبه كما يقول المصريون وطريقه لملء حيوب أصحاب الذقون الطويله فالمسلم او العربي لايفكر بشي اخر غير بناء المساجد فهي بالنسبه له اهم من أي شي اخر حتى المشاهير من فنانين ورجال اعمال يتسابقون لبناء المساجد لتجميل صورهم امام الجمهور المسطول والذي يصدق هذه الأكاذيب وينسى ان الشعب يحتاج لاشياء أخرى غير المساجد فهو يحتاج مدرسه لتعليم الأبناء ومستشفيات لعلاج المرضى وجامعات لتخريج جيل جديد من الشباب لبناء الأوطان الأوطان تحتاج لمنشئات تخدم المجتمع ليحيا كما تحيا سائر الأمم فالحياة ليست فقط ركوع وطوبزه طول الوقت ودعاء على هذا وذاك الحياة هي علم وعمل وليست صلاة فقط فتخيلوا مثلا ان ينفذ البترول من الدول العربيه ماذا سوف يحدث عندها كيف تعيش هذه الملايين من البشر هل لديها صناعه لا هل لديها زراعه لا هل لديها عقول وايدي لتصنع لا ماذا اذا هل يوجد غير الحمير والبغال حتى هذه ربما لايجدونها لانها بحاجه للاعلاف والدول العربيه حتى الزراعه لاتملكها
مليارات من الأموال من تصدير النفط تذهب كما أتت فلا طورت بها صناعه ولازراعه ولا انسان عشرات السنين والعرب يبيعون النفط ولازال المسئول يذهب للعلاج في لندن ويدرس ابناءه في أمريكا والمواطن البسيط يموت من المرض والجهل والسؤال اين ذهبتم بكل تلك الأموال والجواب يعرفه الجميع لكن هل يجرؤ احد على محاسبة طويل العمر فخامة الرئيس جلالة الملك هل يستطيع احد محاسبة شيوخ الدجل والخرافه واخراجهم من السياسه هل يستطيع احد ان يقول كفى توقفوا عن تدمير البلاد هل يستطيع احد ان يوقف هذه المهزله بالطبع لا فنحن شعوب لاتفتح فمها الا للاكل والتكبير وطبيب الاسنان ....

#عيد_الماجد (هاشتاغ)       #          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل