أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عيد الماجد - الحياة التي اعرفها















المزيد.....

الحياة التي اعرفها


عيد الماجد
كاتب وشاعر

(Aid Motreb)


الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 23:27
المحور: حقوق الانسان
    


في ليله كئيبه لاتختلف عن اغلب الليالي التي تمر في حياتي سحبت ذلك الكرسي الهزاز ووضعته في الشرفه المطله على الغابه في شقتي ثم ذهبت لعمل فنجان قهوتي المره كمرارة الحياة التي اعيشها منذ ان جئت لهذه الحياة البائسه وفي هذه الليله لابد من تجهيز الارجيله التي اعتدت عليها منذ زمن طويل لأحاول بزفيرها ان انفخ بعضا من هموم زمن لايرحم علني اخذ قسطا من الراحه في وسط هذه المعمعه والزحام الخانق للانفاس .
الان الشيشه جاهزه وفنجان القهوة المره يتصاعد منه الدخان الشهي كغيمة تسبح فوق واحة تنتظر بشوق هطول قطراتها المنعشه او كبخار من فم طفل قد ولد للتو في يوم بارد ينتظر ابويه ابتسامته الاولى
اتممت تجهيزاتي واستعداداتي لرحلة التأمل والغوص في مجاهل هذا العالم القذر الذي يلبس ثوب الانسانيه والنعومه والرحمه ليستر بها عورة عنصريته البغيضه وسفكه لدماء بعضه البعض رفعت بصري الى السماء متأملا في شريط ذكرياتي باحثا عن ومضات فرح ربما اكون قد عشتها سابقا محاولا ان استعيدها لاعيش معها مرة اخرى ربما اقنع نفسي ان لكل جواد كبوه وان بعد الضيق الفرج بحثت وبحثت وبحثت ولم اجد سوى صياح وغضب ذاك الاب الراقد الان تحت التراب وكيف كان يعاملنا بجفاء وعنصريه وكيف كان يحملنا الجميل لانه جلبنا لهذه الحياة البائسه وكيف كان يهملنا ولو متنا كلنا امامه لن يتحرك او يرف له جفن كان قاسيا اقسى من الصخر لكنه عندما يصاب بنزلة برد يجلس يبكي كالاطفال ذلك الاب الذي عانى من ظلم والده واهماله لم يصلح خطا والده بابنائه بل طبق المثل القائل فاقد الشئ لايعطيه فاعاد الكره وظلم هو ابنائه كانتقام من الواقع ربما او كتطبيق للمثل القائل حط ابنك تحت رجليك ولازلت اتذكر عندما كنت بالسادسه من عمري وكنا انا وابي نمشي في سوق الفحاحيل بالكويت عندما نهرني ابي وامرني ان اربط حذائه ذو الخيوط السوداء فجلست لاربط خيوط حذائه في وسط الشارع علما ان ابي في تلك الفتره كان عمره في اواخر الثلاثينات وفي هذه الاثناء مر رجل فنظر الى ابي ثم قال لي بلهجه شاميه ..الله يعينك على هيك اب ياابني ..نظرت بالجهه الاخرى فتذكرت امي تلك الراقده ايضا تحت التراب وتذكرت معاناتها وتعبها بالحياة مع ابي الكسول الذي لايحب ان يتعب نفسه ولايهتم الا بنفسه وتذكرت كيف كانت هي الاخرى تقسو علينا احيانا واحيانا تحتضننا وكم كانت تندب حضها لزواجها من ابي وكيف كانت تقارن حياتها المعدمه بحياة اختيها اللتان تعيشان حياة الملوك لانهن تزوجن من رجال اغنياء وكانت في كلما غضبت صبت جام غضبها وثورتها علينا نظرت الى الارض فتذكرت كيف كنا نعيش في ضياع لايحتمل نفتقد الحضن الدافئ والكلمة الطيبه فمهما عملنا فنحن في عيونهم فاشلين وعاله عليهما واكبر غلطة ارتكباها هذان الزوجين .
كبرنا واخذتنا الحياة وعرفنا ان الحياة ماهي الا حزن وملل دائم وان المروج الخضراء والسعاده التي كنا نشاهدها في افلام ومسلسلات الكرتون غير موجوده في ارض الواقع وان ريمي وهايدي وفلونه وببيرو وبسيط وبراتينو والحب الذي يجمع توم وجيري وصيحات وودي بيكر كل هذا لاوجود له وماهو الا خداع وتزييف وكذب وان الواقع قاسي ومرعب وان الاخوة والصداقه والمحبه ماهي الا قصص وروايات وقصائد خياليه اه ليتنا لم نكبر ليتنا بقينا اطفال نعيش في مسلسلات الكارتون ليتنا لم نولد ولم ناتي لهذه الحياة ليت ابي وامي لم يتزوجا .
عدت للبحث مرة اخرى فبحثت كثيرا وكثيرا عن ذرات او ومضات للنور وسط هذا السواد الموحش فلم اجد الا بشرا يتباهون برحمتهم للحيوانات ويتسابقون لانشاء فنادق للكلاب وللابل وفي نفس الوقت يقتلون اخوانهم في الانسانيه يشترون بعيرا بمليون دولار ويبخلون على طفل بدولار وجدت دولا تقصف دولا فتفنيها عن بكرة ابيها بحجة نشر الديمقراطيه ووجدت دولا تحرق ملايين البشر بدون ذنب كما فعلت النازيه باليهود في اوروبا عندما احرقتهم بالافران باطفالهم بنساءهم برجالهم بمرضاهم وجدت مليشيات تقتل الكبير والصغير فقط لانهم ينتمون لمذهب اخر وجدت رقاب تقطع واشلاء تتطاير وبطون تشق واكباد تؤكل ثم يكبر اكلها طمعا بجنة ربه المتعطش للدماء ثم سالت نفسي سؤالا ...
ماهذا العالم القذر كيف احتمل هذا الكون مايحدث فوق هذه الارض القذره كيف لاياتينا نيزك غاضب ويحطم هذه الارض ويريح الكون من جرائم البشر ثم كيف احتملت هذه الارض كل هذا كيف لاتخسف وتبتلع هؤلاء الطغاة والمجرمين الذين اهلكوا كل شي ملايين البشر قتلهم النازي هتلر وملايين البشر قتلهم بوش وملايين البشر قتلهم صدام وملايين البشر قتلتهم المليشيات وهذا غيض من فيض ولو اردت ذكر كل جرائم الطغاة لاحتجت ربما لمليون سنة ضوئيه لاكتب اسماءهم وجرائمهم .
هل تتخيلوا يا اعزائي كيف يقطع انسانا راس انسان مثله وهو يتفاخر ويضحك ويكبر هل تتخيلون كيف يرفع راسه امام الكاميرا وهل تتخيلوا كيف يوضع شخصا داخل فرن مشتعل ليحرق وهو يرى ويسمع ويحس هل تتخيلون حجم معاناة من يموت حرقا او طعنا او قطعا هل نحن بشرا ام نحن وحوش في غابه
انا وانت وهو وهي ماذا فعلنا ببساطه لاشي نحن نمسك جهاز التحكم بالتلفيزيون ونسمع ونشاهد اخبار الجرائم والمجازر ثم نقلب المحطه لنشاهد مسلسلنا او برنامجنا المفضل وننسى وكأن شيئا لم يحدث فنحن لم نعد بشرا بل الات تعمل وتعمل ثم تعود لمنزلها لتنام لتذهب لاعادة نفس العمل في اليوم التالي وهكذا حتى نموت لم تعد بيننا رحمه ولا انسانيه ولا عاطفه .
في كل يوم نفقد ساعات وساعات ونحن نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ونشاهد العشرات من الحوادث والجرائم والضحايا يموتون امام الكاميرات والجمهور يكتفي بالتصوير عله ياخذ فيلما حصريا ينشره على يوتيوب او فيس بوك ليكسب منه بضع دولارات غير ابه بمعاناة الضحيه وشعور ذويه كل حياتنا كذب في كذب في كذب مشاعرنا كذب احلامنا كذب ادياننا كذب علاقتنا كذب العراق سقطت بكذبه والشام سقطت بكذبه وليبيا سقطت بكذبه ثم بعد كل تلك الدماء نقول نحن انسانيون لاننا نرعى الكلاب الضاله .
في عام 2018 واثناء مشاركتي بحصص تعليم الالمانيه قام المدرسه بعرض فيلم سينمائي يتحدث عن الهولوكوست اي المحرقه التي نفذها هتلر النازي بحق يهود اوروبا في القرن الماضي وكانت حصه من كورس الاندماج بالمجتمع الالماني هدفها تعريف القادمين الجدد بما حصل بالماضي وتعريفا بمعاناة اليهود من جرائم النازيه الهتلريه وشاهدت بهذا الفيلم مشاهد حقيقيه للالاف من البشر وهم يساقون لتلك الافران الكبيره ويرموا بداخلها ليحترقوا شاهدت الالاف من البشر فوق بعضهم البعض في سجون مرعبه بالواقع لم اكن اتخيل انها كانت هكذا وبهذه البشاعه شاهدت كيف يقتل الناس بغرف الغاز عدت بعدها الى البيت ودخلت في مرحله من الرعب والكأبه لازلت اعاني منها الى اليوم تخيلوا انا كمشاهد وبعد عشرات السنين واحس هذا الاحساس ماذا اذن عن من عايشوا وشاهدوا هذه المحرقه كيف كان شعورهم كيف كان احساسهم هل يكفيهم ياترى التعويض المالي ؟؟
في العراق ملايين الضحايا من جرائم المليشيات والدواعش وحروب النظام السابق والاغتصابات هل يكفيهم عبارات المواساة والتشجيع هل ترد لهم حياتهم كرامتهم وماذا يستفيد المقتول ظلما من بعض الكلمات الفارغه او الخطب الطنانه والرنانه في سوريا ملايين الناس ماتوا وفقدوا وذبحوا ملايين البيوت دمرت لماذا ماذا جنت سوريا وماذا جنى العراق وماذا جنت المانيا من حروب هتلر لاشئ غير الدمار وقتل الناس بلا سبب .
نضحك على انفسنا عندما نقول ان الحياة حلوة بس نفهمها كما كان يروج فريد الاطرش وغوار الطوشه في مسلسل الاصدقاء والحقيقه ان الحياة بشعه لما نفهمها والحياة قذره بس نفهما والحياة بائسه والحياة جحيم فهمناها ام لم نفهمها فكلها جرائم ومصائب ودماء ...لقد سئمت من كل هذا لكن ماذا افعل ..لاشئ سوف اكمل ماتبقى من معسل البطيخ واشرب قهوتي الساده واذهب للنوم فان الحياة بطيخ بس نفهمها ...



#عيد_الماجد (هاشتاغ)       Aid_Motreb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الثعالب تعود من جديد
- اهلا بكم في جمهورية العمائم
- لاتبتسم انت في العراق
- تمخض الجبل فولد فأرا انتهت المظاهرات
- ثورة تشرين الثانيه ولعبة تبديل الجلد
- امبراطورية فارس الكبرى بايد عربيه
- ابتسم انت في بلد العجائب
- اوقفوا عقوبة الاعدام
- بماذا يفكر مقتدى الصدر
- تقلبات الصدر ومواقفه الغيبه
- غسيل العقول
- للحياة وجه اخر
- انقلاب في العراق
- بين الايمان والالحاد(من اين اتينا)
- ممنوع الدخول
- حريق البصره والوجه الحقيقي للدوله
- تسعة اشهر بلا حكومه
- خرافة الجن في الاسلام
- الجهل اعلان مجاني لترويج الخرافه
- الخوف من الله مرض نفسي


المزيد.....




- إسرائيل: واشنطن ستوقف تمويل الأمم المتحدة إذا منحت فلسطين ال ...
- الصين تدعو إلى وقف إطلاق نار فوري ومستدام في غزة وتدعم العضو ...
- -هيومن رايتس ووتش-: الغارة الإسرائيلية على مركز إسعاف في جنو ...
- مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟
- منظمات إغاثة: عملية إسرائيل في رفح تعطل الخدمات الطبية
- منظمات إغاثة دولية: تعطل الخدمات الطبية بعد بدء إسرائيل عملي ...
- الأمم المتحدة تنتقد قرار إخلاء مدينة رفح وتعتبره -غير إنساني ...
- الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا
- صحيفة إسرائيلية: السجون لم تعد تتسع للمعتقلين الفلسطينيين
- NBC: اعتقال عسكري أمريكي في روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عيد الماجد - الحياة التي اعرفها