أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - نحواللاحزب الكوني اللاكيانوي العراقي؟/ 1















المزيد.....

نحواللاحزب الكوني اللاكيانوي العراقي؟/ 1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7413 - 2022 / 10 / 26 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع بدايات القرن العشرين وعشريناته، بدات مسالة التعرف على الذات في ارض مابين النهرين تغدو مما لايمكن تحاشيه، بالاخص مع الثورة اللاارضوية الاولى غير الناطقة عام عشرين، وذهاب الغزو الانكليزي لتكريس الكيانوية المحلوية بالضد من كينونة العراق، وكسرا لشوكة ثورته الكبرى، واقامه مابعرف ب " الدولة" المركبة من خارج النصاب المجتمعي ومسارات التشكل الوطني، وبينما ذهب الاحتلال الى صياغة مروية عن العراق الحديث، وتاريخ بدء تشكله، مرهونه بالغرب وظاهرته، وتحديدا منذ القرن التاسع عشر والاحتلال التركي الثالث عام 1831 وصولا الى السوق الوطنيه الواحدة، بالارتكاز للولايات التركية الثلاثة بغداد والموصل والبصرة كجغرافية، والدولة "الحديثة" المقامة عام 1921 ليصير ثمة عراق مركب، هو بالاحرى العراق الاحتلالي الويرلندي كسردية تشكلية.
التشكيل البراني سالف الذكر، هو بلا ادنى شك، اصطناع لكيانيه، لم تخضع لكينونة وبنية المكان، او مايمتاز به، كما يدل على ذلك تاريخه الطويل الزاخر والمميز، هذا مع كل ماللعراق من موقع غير عادي، ان لم يكن استثنائيا في التواريخ البشرية القديمة والوسيطة، عدا عن نوع منجزه الثر والاستثنائي، المتعدي لحدوده، والباقي راسخا على مستوى المعمورة، ماكان يستدعي بالحد الادنى نظرا لاحتمالية انطوائة على اي نوع من الخاصيات التي لاغنى عن معرفتها، حتى من باب ماقد يتطلبه الحاقة راهنا بالنموذج الغربي الحديث الغالب من تدابير ملائمه، خصوصا وان، اي حسم بشان التشكل التاريخي ومطابقته هنا على النموذجية الغربية، يخالف كليا النظرة المعتمده من قبل الغرب للتاريخ الحديث من حيث اسبقية التشكل العراقي الحالي، حتى على التشكل الغربي الحديث نفسه.
هذا ومن المفترض ان يكون مثل هذا الميل للتعرف على الذاتيه الكيانية العراقية، حاضرا في ذهن وتوجهات اولئك الذين تصدوا، وكانوا افتراضا بموقع الانشغال بالشأن العام من ابناء البلاد، كجزء اساس من نزوعهم او شعورهم "الوطني" البديهي، على الاخص وانهم يمتلكون على هذا الصعيد كل اللازم، ومايزيد على المعتاد من الاسباب والمحفزات الضرورية لاجل اظهار مكوناتهم الشخصية التاريخيه بوجه احتلال، لاقائمة له تقوم الا بالفبركة والاختلاق، وحيث غابت كليا مثل هذه النزعة"الوطنيه"، تحت حجة مضللة بمنتهى التهافت، منعا لسريان مايطلقون عليه جهلا واتباعا "الميل للخصوصية"، فلقد دلت على ملمح مثير للاستغراب، يظل من الصعب تفسيره، فضلا عن ايجاد المبررات التي قد تجيزه.
هكذا نشات وقتها حالة افتراق غير معلن بين خيارين:"العراق الاحتلالي الويرلندي"، و "العراق العراقي"، الثاني منهما مطموس ولا اثر له او يدل عليه من قريب او بعيد، بغيابه كانت مسالة "الوطنية العراقية"، وطنية العراق العراقي، الوطن/كوني، قد انتفت، ولم يظهر لها اي اثر، فاستبدلت بظاهرة الوطنية الحزبية الايديلوجية النقلية، المرتكزه للسردية الاستعمارية الانية، فلا عراق الاذلك الذي وجد اليوم مع الاحتلال الانكليزي، بحدوده القائمة، ودولته المقامة على النمط والنموذج الغربي، مع ان ذلك لم يكن ليمنع تعارض، لابل تصادم هذا النمط من الوطنيه النقلية الزائفة الظاهري، مع الاستعمار ومشروعه والمعسكر الذي يمثله.
فالتصادم بين الطرفين في مجتمعية ازدواجية تاريخيا وبنيويا، ليس مشروطا حتما بالنطقية، وبالذات بهيمنة النطقية من الجانب المحتل، وتاخر الاولى، لايمنع حضور الاليات الدالة عليها واقعا عمليا، وحضورا فعالا، هو مايقرر الوجهة التي تتخذها القوى المختلفة من الجانب العراقي، الامر الذي يصل حد اسباغ الصفات، ومنح القوى الايديلوجية ذاتها نعوتا، ويفرض عليها مواقف وتصرفات من غير طينتها المفترضة، او التي هي مبنية وفقها وعلى اساسها، وهذا ماكان بقدر ابرز من سواه، حال الحزب الشيوعي في طوره اللاارضوي 1934/ 1964 قبل ان يتحول مع سطو عزيز محمد على قيادة الحزب رسميا، وبصورة نهائية مؤسساتية، الى قوة ارضوية مضادة للكينونه الوطن كونيه واللاارضوية، وهو ماكان بدأ بالاصل بعودة الحزبية الى طبيعتها الايديلوجية في غمرة الثورة اللارضوية الثانيه غير الناطقة، في 14 تموز1958.
ومع ماقد حققته الثورة وقتها من اجهاز وسحق لهيكل الفبركة البرانيه الغربية الاستعمارية، وهو هدف اللاارضوية منذ العشرينات، الاان العراق من يومها عاد الى التاريخ اللانطقي الملازم لحيزه الاساس الاسفل اللاارضوي، بينما كانت دخلت على الاصطراعية المجتمعية وسيلة جديده من خارج التوازن المجتمعي، مثلتها في حينه ومع عام 1968 ،الريعية النفطية، التي ستصبح من يومها الركيزه البديلة للبرانيه التناوبية المستمرة من 1258 مع دخول هولاكو الى بغداد، عاصمة الدورة الثانيه المنهارة، وصولا الى الحضور البراني الاخير، المميز بكونه على خلاف ماسبقه من سلطنات واشباه امبراطوريت شرقية، نمط حضور فبركه يمتلك اسباب اسباغ نموذجه الكياني والتفكري المفهومي على غيره، اضافة لاحتلاله المباشر، والذي تحول في ارض مابين النهرين بعد العشرينات، الى اصطراعية افنائية للنوع، تذكر باول عملية نزول للاحادية من "عراق الجزيرة"، باتجاه النمطية اللاارضوية في "ارض السواد" مع الاختلاف بين الاصطراع الذاتي المحلي، والاصطراع النوعي الحالي الكوني.
يعني ماتقدم ان حضور الانكليز الى ارض مابين النهرين، هو لحظة تصادم كوني بين نمطين مجتمعيين، وكيانيتين، ارضوية في حالتها الاعلى والذروة الالية، ولاارضوية ازدواجية تحولية عند لحظة اقتراب الاصطراعية المذكورة، فصلها الاخير التحولي الانقلابي الاقصى، فالعراق الحالي، هو نفسه العراق الكوني المتعدي للمحلوية وللكيانيه الاحادية، وجد اليوم ومع النهوض الغربي الطبقي الالي، بصفته حالة كونية امبراطورية سماوية، واقعه بين دورتين تاريخيتن، الاولى المنهارة، هي الدورة الثانيه العباسية القرمطية الانتظارية، والحالية التي ابتدات تشكلية انبعاثية مع القرن السادس عشر، مع ظهور "اتحاد قبائل المنتفج" في ارض سومر ذاتها، تلك التي عرفت ابتداء الدورة المجتمعية الازدواجية التحولية اللااضوية الاولى التاسيسيه، السومرية البابلية الابراهيميه.
هذا يعني ان العراق الراهن المحكوم بنويا وكينونة بقانون الدورات والانقطاعات، لم يغادر ذاته، وانه كان ما هو، مزدوجا يوم حضر الانكليز الى ارضه، في الاعلى تتابعية برانيه مستمرة منذ سقوط بغداد على يد هولاكو، وتحولها الى رمزية احتلالية منهارة شكلية، توحي بالسيطرة على العراق، من دول وسلالات محصورة نفوذا داخل بغداد، وبعض المدن، وعراق اسفل تسوده الفوضى الانقطاعية خلال الفترة من 1258 الى القرن السادس عشر، حين تبدا التشكلية الانبعاثية الثالثة الراهنه المستمرة الى الان، ومعها يتولد حال مستجد "حديث "من الديناميه الاصطراعية مع الاطار الاعلى، عراق السواد خلالها كيانيه غير معلنه، وبلا حدود ونواة حكم، مع انها مستقلة تمارس استقلالها انتفاضات وتنظيما، وصولا للثورات الكبرى، واهمها الثورة الثلاثية التي حررت العراق من بغداد الى الفاو عام 1787، وطالبت بولاية بغداد بعد احتلال الثوار للبصرة، لتعود نفس الديناميات الازدواجية سارية على تاريخ هذا المكان من المعمورة، كما هو، وكما كان مبتدأ وتاريخيا.
ليس مانركز النظر عليه صدفه او ظاهرة من دون منطوى ودلالة شامله لكل مفاصل التاريخ وحدثانه، في الماضي على طوله، واليوم، ماصار يستوجب اعادة قراءة الحاضر حرصا على علاقة ابنائنا بوجودهم وتاريخهم، ابتداء بالثورة الاولى غير الناطقة عام عشرين، والتي لم يكن لها ان تقع كما هي، ولا في توقيتها الذي حصلت فيه، لوان الحملة الانكليزيه دخلت العراق من موضع دخول البرانيه المعتاد من جهة ايران او حتى سوريا، او شمالا كما كان علية الحال تتابعا، فاما وانهم دخلوا من منطقة الامان التاريخي ضد الغزو، واخترقوا ارض التشكلية الحديثة في ارض السواد، فذلك ماقد جعل ثورة الوجود والكينونة التاريخيه تنطلق بصيغها النوعية وتاكتيكاتها، ونوع المشاركة فيها،وحجمها( وصل عدد المقاتلين في الثورة مايقارب المئة الف في موضع قد لايكون تعدى وقتها المليون ونصف الى مليونين في اقصى الاحوال وهي نسبة استنفار لامثيل لها )، هذا غير كون الانكليز لم يذهبوا الى، ولاكانوا يفكرون مثلا، بافامة حكومة في ارض السواد، او الناصرية عاصمة المنتفك التي اقامها داود باشا في القرن التاسع عشر لاغراض احتوائية هي الاخرى، وانهم اقاموا دولتهم المضادة للثورة اصلا، وغرضا، في موضع وحيز الانقطاعية الانهيارية البراني التقليدي، كاجراء مضاد تصفوي، ليعودوا من ثم ويقرروا قانون تغيير نوع ملكية الارض جنوبا، بقانون التسوية لعام 1932 المصمم لاجل افناء ارضية الثورة، واقتلاع جذورها، وان هم ارتكبوا هنا خطا يليق بهم، لانهم لم يكونوا ليعرفوا في حينه، بان اللاارضوية جذورها ليست في الارض، بل في الاكون العليا.
ليس ثمة من شك بان الذاتيه العراقية ظلت وماتزال تعاني وطاة "الغاء الازدواج" تاريخيا واليوم، مع اختلاف استجد راهنا، مصدره قوة حضور النموذج الكياني الاوربي، وشيوعه على مستوى المعمورة، وهو ماجعل الايديلوجيين العراقيين، وكل الحداثيين الببغاويين يعتبرون ال"وحدة" الكيانية، والويرلندية منها على وجه التحديد، دالة على الكمال، وعلى الانتساب الى العصر والتقدم، فطمست بذلك وازيلت من تاريخ هذا الموضع المميز، اهم خاصياته الوطن/كونية، كما تجلت راهنا في طريقة النظر الى اجمالي عملية الاحتلال، وماقد تمخض عنها، واجمالي سياقات العملية التاريخيه الحديثة والياتها، الامر الذي يستحق لفداحته، وقفة وتلبثا خاصين.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/6
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/5
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/4
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/3
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/2
- شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/1
- -التكنولوجيا العليا- ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/3
- -التكنولوجيا العليا- ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/2
- -التكنولوجيا العليا-ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/1
- ديالكتيك اللاارضوية: ايران ، العراق، الجزيرة؟/(2/2)
- ديالكتيك اللاارضوية: العراق،ايران ،الجزيرة؟/ (1/2)
- -الانسايوان- وخطر اكذوبة -الانسان-؟
- انتهاء الموت الجسدي مع الحاجاتية؟ ملحق ج4
- تنامي المجتمعات هل يتوقف؟؟/ ملحق ج3
- بيان إعادة تأسيس العراق والعالم /ملحق ج2
- علم اجتماع اللاارضوية وحداثة الغرب/ ملحق ج1
- الشيوعية العراقية اللاارضوية والنطقية العظمى/ ملحق ب2
- الشيوعية اللاارضوية العراقية والنطقية العظمى/ ملحق ب1
- بيان إدماج الشيوعية الطبقية باللاارضوية؟/ملحق أ
- الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(2/2)


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - نحواللاحزب الكوني اللاكيانوي العراقي؟/ 1