أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/1















المزيد.....

شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تلفت انتباه علي الوردي، المستشرق من اصول عراقية بالولادة، ظاهرة غاية في الدلالة البنيوية، من نوع انتشار الشيوعية في منطقة "البداوة" كما يطلق عليها، وعلى "مدها" بحسب نظريته العبقرية عن بلاد الخصب ارض مابين المهرين، والمكان الذي لم يعثر من بين ملايين اللقى العائدة لتاريخه القديم، على لقية تصوّر "الجمل"، الى جانب الاسود المجنحه. الاخطر في الامر ربما، ان المذكور ذائع الصيت والشهرة باعتباره "عالم اجتماع"، مع انه لاهو، ولاغيره من ثلة الحداثيين النقليين الاتباعيين، وقف امام حدث بارزبعينه، هو اصدار المجتهد الاكبر النجفي فتواه القائلة "الشيوعية كفر والحاد"، دلالة على الشعور بثقل اعراض اهل ارض السواد اللاارضويين عن المرجعية النجفية، مع دلالة التلويح باحتمالية الانتقال الى ماوراء الرؤية الانتظارية اللاارضوية النبوية، خلافا للانتظارية المهدوية كما هو مقرر.
عالم الاجتماع المذكور، فاتته ايضا ظاهرة اخرى، هي الحزبية الاسلامية التي بدات تولد مع الخمسينات تحت وطاة صعود"المد الاحمر"، في الموضع المعتبر قلعة الانتظارية الشيعية، ماقد دفع بالبعض من خارج المرجعية، وتجاوزا لازمتها، لاعتماد الاسلوب "الحزبي العصري" المقابل للشيوعية والقومية، دلالة على التيقن من فشل المرجعية بمواجهة نمط الموجة اللارضوية الاخيرة، هذا مع العلم ان هذا الصنف من التعبيرية لم يكن هو الاخر ليعي ماوراء الظاهرة مدار الاهتمام، مما هو ابعد بما لايقاس، من نوع الوسائل الجاري اللجوء اليها ضدها، ولاجل ايقاف توغلها.
قامت الحزبية الاسلامية في العراق في الجوهر واساسا، ضد "الشيوعية اللاارضوية"، لاضد النظام الملكي، او بصفتها حركة تحررية، الامر الذي لاشبيه له، ولاحدث مايماثله او يقاربه في اي موضع من العالم، والاسلامي منه على وجه التحديد، فالاحزاب الشيوعيه تنشا عادة ضمن اشتراطات تجعلها في الغالب معزوله، تسعى لتثبيت ركائز لها بعد جهود مضنية، لم يعرف ان حصيلتها قد جعلتها تحتل مواقع مؤثرة، سوى ضمن ظروف خاصة، وهي بالاجمال لم تصل حد التنافس مع المراكز الاسلاميه في البلدان المعنية، وفي اندونيسيا كانت متحالفة مع الحركة الاسلامية ضمن تحالف " الناساكوم"ن يوم تعرضت للهجود الدموي الرهيب على يد العسكرفي الستينات.
في العراق ينقسم تاريخ الحزبية الحديثة الى لحظتين غير ملحوظتي التتابع والدوافع: الاولى الثلاثينيه، وشهدت قيام احزاب، الوطني الديمقراطي، والشيوعي، والبعث متاخرا قليلا، ولحظة ثانيه خمسينيه، تاسست معها الاحزاب الشيعيه المعروفة، الاولى نشات كحركة تحرر ايديلوجية نقلية تحت شعار مناهضة الاحتلال، والاستعمار الانكليزي، والثانيه قامت ضد الاولى، وبالذات وتحديدا ضد الحزب الشيوعي العراقي، كردة فعل على انتشاره الواسع، وتحوله الى حركة شعبية شديدة الفعاليّة.
من ينظرون للعراق ويرلنديا، وبحسب منظور الضابط الانكليزي الذي يرى العراق كيانيه موحدة "عصرية"، تبدا نشاتها الحديثة مع الاحتلال التركي الثالث عام 1831، بمعنى التلفيقية الحداثية الكيانوية الشائعه والمكرسه، اسلاميين كانوا، او حداتثيين، لايمكنهم رؤية المغزى الفعلي لظاهرة الشيوعية الجنوبيه، ومن هؤلاء طبعا، من يعرفون على انهم الحزب الشيوعي نفسه، اي كل الفئات التي تجهل كون العراق الراهن تشكلية ثالثة، تبدا مع القرن السادس عشر بظهور "اتحاد قبائل المنتفك"، بعد قرابة ثلاثة قرون على انتهاء وانهيار الدورة الثانيه الامبراطورية الكونية التي عرفها العراق، بين الفتح الجزيري في القرن السابع، الى القرن الثالث عشر، وهي القرون السته الوسيطة الكونية، الانقلابيه الفاصلة، التي افضت لتوفير اسباب طور تعرض الوحدة البشرية الطبيعية البيئية للاختلال، مع الالة.
وتنقسم الفترة الانقطاعية الى، اولى برانيه، تستمر من لحظة سقوط بغداد عام 1258 الى القرن السادس عشر/ يتناوب على حكم العاصمة الامبراطورية المنهارة ابانها بالتناوب، سلالات برانيه، واشباه امبراطوريات لاتتعدى سلطتها حدود بغداد، وبعض المدن، بظل الفوضى الحالة على ارض السواد، وغياب العراق تشكلا او حضورا ماديا، الى القرن السادس عشر، عندما تنقلب المعادلة، ويصير العراق الثالث في حال انبعاث وتشكل يتخذ ابتداء صيغة التشكل القبلي، الامر الذي يتواقت عمليا مع اخر الاحتلالات البرانيه، الشرقي العثماني، الذي يتميز حضوره بالازدواجية، البغدادية المنتفجية، واصطراعهما الذي لايتوقف، وعرف قرابة 150 انتفاضة وصدام مسلح، من دون كيانيه معلنه في الجنوب، لامتناع ذلك كينونه وطبيعة لاكيانيه لاارضوية، حتى القرن الثامن عشر، والثورة الثلاثية عام 1787، التي حررت العراق من بغداد الى الفاو، بقيادة ثويني العبدالله، شيخ مشايخ المنتفك، ومشاركة حمد ال حمود شيخ الخزاعل، وحضور سليمان الشاوي احد امراء عبيد، القبيله البغدادية.
وكانت الثورة المشار اليها بالاحرى قمة التجسيد التشكلي الحديث الثالث الراهن بصيغته القبلية ونهايته، معه يتغير شكل القيادة، والمغزى الدلالي، مع اتجاه القبائل السنيه الجنوبية الى التشيع وهو ماعد من قبل المؤرخين(1)بمثابة ظاهرة ملفته في حينه من دون محاولة تفسير، سوف تكون لازمه باستمرار، مع التعرف على طبيعة المكان ونمط تشكليته المجتمعية، واضطراره بحسب الظروف والاشتراطات لاتباع قانون "الاستبدال"،وهو ماحدث بابتداء باستجلاب "قيادة" من خارج المكان، لتعذر الغلبة داخل بنية القبيله المساواتيه العراقية التي لاتنتج تمايزا تملكيا او سلطويا من داخلها، اي انتفاء امكان تسيد قبيله على اخرى، مادفع للا تيان بال شبيب من خارج المكان، حيث تتوضع هذه جنوبا في صفوان، مع خاصياتها التغلبية الصحراوية، ليكلفوا بمهمه متعذرة في الموضع الذي جاءوا اليه، بدور زعامه مقيدة باشتراطات المساواتيه المطلقة، الى ان مالت هذه وصارت تفصح عن رغبتها في التغلب والحكم، ماتجلى بو ضوح في طلب الثورار في مضبطة رفعت الى الباب العالي ابان الثورة المشار لها من البصرة بعد احتلالها، بتولية ثويني العبدالله " الاسد الذي يحميها من العجم ويؤمن الطرق" كرسي ولاية بغداد، ماقد دفع بالقبيله اللاارضوية التي ولت هؤلاء على شرط ضمني غير معلن انما ممارس، لان تنقلب وقتها مختارة وجهة "الانتظار" التي ترفع النجف لواءها عبر " موامنتها" المتغلغلين بين القبائل.
تمارس القبيلة المساواتية اللاارضوية الاستبدال، ليس بوجهه بعينها من دون الاخرى، وهي اذ تبدي قبولا بموقع جهة تكون لازمة في حينه، فانها لاتفتقر الى اللازم لاجل الحد من سلطتها او تذهب لازالتها عمليا، وكل هذا يحدث ضمن اشتراطانت وديناميات خاصة بالمكان والكينونه البنيوية نتاج اشتراطات "العيش البيئي على حافة الفناء"، ميزه المكان الفريدة والتاسيسية مجتمعيا تاريخيا، وهو مايتمثل تاريخا مطويا غير منظور، مع مايترتب عليه على المدى الابعد، من اشكال الخطل المفهومي، وعلى مستوى المنظور، وبالاخص الاحادي الارضوي منه الشائع، كما جرى تكريسه بقوة في العصر الحديث.
ومن هنا تولد نوع الانحياز الاستبدالي الثاني نحو النجف، التي تتخذ هي من جهتها تكوينا ونمط اليات مطابقة لاشتراطات البحر القبلي المساواتي اللاارضوي، لتصوغ شكل "مدينة لادولة"، بقانون اجتهاد محكوم لنمطية الاختيار اللاارضوية كما هو شائع في القبيله اللاارضوية، حيث الديمقراطية من دون انتخابات، والتعاقب بلا وراثة، بل بحسب الافضلية والجدارة، مع المراقبة الفاحصة المدققة المسبقة، هذا من زاوية، ومن زاوية اخرى تؤمن الارتيباط التفاعلي، فان النجف تعتمد نظام " التقليد"، بين المجتهدين "الدكاترة في القانون" كما يسميهم لونكريك، وبين القبيلة بحسب اختيارها، وهكذا يؤرخ اليوم لحركة تشيع حديثة لاعلاقة لها نشاة ومادة بالتشيع الاول الكوفي العباسي، جوهرها انتظاري ناف للكيانيه وللحكم، بمافيه الشيعي في زمن الغيبه، وهو مايتطابق اليوم تماما وطبيعة القبيلة اللارضوية المابين نهرينيه، وماتريده، وهكذا وجدت الفترة الثانيه من التشكلية اللاارضوية الحديثة، لتظل مستمرة على هذا، فاضعفت مكان ودور الزعامة القبلية، التي بدات تميل للموازنه والحفاظ على موقعها بمهادنه العثمانيين، وان يكن بحذر، لصعوبة، ان لم يكن استحالة النجاح عن هذا الطريق في تكريس سلطة، في مكان كينونته لاسلطوية محسوسة بوضوح.
من القرن الثامن عشر الى عشرينات القرن العشرين، عندما استهدف رئيس الوزراء في دولة الانكليز الحداثية المفبركة عبدالمحسن السعون، ابن السعدون احفاد "ال شبيب"، جمعا من مجتهدي النجف بترحيلهم الى ايران، واضطرارهم للتعهد بعدم ممارسة السياسة، او التدخل بالشؤون العامة، وصولا لتوجيه بعض هؤلاء رسائل مستخذية للملك، تعلن الالتزام بما تراه الدولة، هكذا ووقتها، تسقط النجف بسرعة، من موقع القيادة والاستقلال، بعد الاضطلاع بمهمة قيادة الطورالثاني من التشكلية العراقية اللاارضوية الحديثة، والتي هي بالاحرى ـ مع الاخذ بنظر الاعتبار كل مايترتب على اعلان كهذا من رفضـ تشكلية كونية، متعدية للتشكلية المقابلة الاوربية الحداثية.
فلا تشكلية عراقية انبعاثية حديثة اليوم، او في اي من دورات التاريخ، محلوية كيانيه على الاطلاق، والمكان الذي نتحدث عنه، هو البؤرة التحولية الكونية الدالة على، والسائرة كينونة واليات بالظاهرة المجتمعية، الى مابعدها، ومايتعداها.
ـ يتبع ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لاحظ ابن سند مؤرخ الوالي داود باشا وكتب مستهولا الظاهرة المذكورة في رسالة له يذكرها فهد عبداللة النفيسي في كتابه عن /دور الشيعة في تطور العراق السياسي/



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -التكنولوجيا العليا- ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/3
- -التكنولوجيا العليا- ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/2
- -التكنولوجيا العليا-ونهاية الراسمالية اللاطبقية؟/1
- ديالكتيك اللاارضوية: ايران ، العراق، الجزيرة؟/(2/2)
- ديالكتيك اللاارضوية: العراق،ايران ،الجزيرة؟/ (1/2)
- -الانسايوان- وخطر اكذوبة -الانسان-؟
- انتهاء الموت الجسدي مع الحاجاتية؟ ملحق ج4
- تنامي المجتمعات هل يتوقف؟؟/ ملحق ج3
- بيان إعادة تأسيس العراق والعالم /ملحق ج2
- علم اجتماع اللاارضوية وحداثة الغرب/ ملحق ج1
- الشيوعية العراقية اللاارضوية والنطقية العظمى/ ملحق ب2
- الشيوعية اللاارضوية العراقية والنطقية العظمى/ ملحق ب1
- بيان إدماج الشيوعية الطبقية باللاارضوية؟/ملحق أ
- الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(2/2)
- الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(1/2)
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/6
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/5
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/4
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/3
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيهم/2


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - شيوعية ماركس واللاارضوية العراقية؟/1