أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - تنامي المجتمعات هل يتوقف؟؟/ ملحق ج3















المزيد.....

تنامي المجتمعات هل يتوقف؟؟/ ملحق ج3


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7381 - 2022 / 9 / 24 - 16:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يكرس العقل البداهي اعتقادا مبهما عن المجتمعية وحدود استمرار تبلورها كظاهرة حية، فهي في المتداول خارج النظر اذا تعلق الامر بها تطوريا، وصولا لاحتمالية الزوال فضلا عن كيف او متى، الا اذا تعلق الامر بالمنظور السماوي الاكثر "علمية" وواقعية على هذا الصعيد، بغض النظر عن الاطار او نوع المبررات التي تساق هنا عن يوم "القيامه"، وانتهاء امد وجود الكائن البشري على الارض، الى يوم الدينونة والحساب.
بناء عليه فاننا لن نجد بين اهتمامات العقل وعالم البحث، اي فرع معرفي يدلنا على الافق، او العتبه التي هي دالة على بدء توقف التبلور المجتمعي ومؤشراته، والمظاهر التي تلفت النظر اليه، فنحن لهذه الجهه في "امان" تام وكلي، اي بحالة جهل مطبق ازاء ممكن اساس يتعلق بوجودنا، وينعكس حكما على علاقتنا به، وبضرورات التفاعل العقلي والوجودي معه، مما يؤشر لمستوى حضورنا الاعقالي الفعلي.
وبالمقارنه فان اللاارضوية السماوية تسجل لهذه الجهه افضلية وتقدما، في حين تتوقف الارضوية الاحادية كليا دون التعامل معه، الامر الذي يتكرس بالذات ابان الفترات الاعلى من التعبيرية الارضوية مع الانقلاب الالي البرجوازي، حيث يجري التركيز بصورة خاصة وحصرا على الافضلية الانتاجوية، وتعاظم القدرات المنتجية التي توفرها الالة، من دون ان يخطر على البال اطلاقا، احتمال من نوع تضمن المتغير الحاصل ممكنات مستجدة في غير صالح الاستمرارية او الديمومة المجتمعية، على العكس يكرس لهذه الناحية وباصرار، جانب الوثبة التاريخيه، و"التقدم" المستمر الذي لاتوقف ولانهاية له.
ومايقصد ب"التقدم" هنا هو ذلك الذي تتيحه الاحادية كحدود نابعة منها ومن طبيعتها الجسدوية، مع اطراح اي اساس للاحتمالية الاخرى الموصولة باللاجسدية اللاارضوية، وفعلها داخل الكينونة المجتمعية، بما في ذلك حضورها غير المؤشر عليه في الانقلابية الالية، بما هي بحسب المنظور المقابل للارضوية، عملية انتقال من "الانتاجية اليدوية الجسدية" الى " الانتاجية العقلية"، وهنا ينبغي التوقف عند افتراق المنظورين، بين الرؤية الاحادية التي تنظر لانبجاس الالة على انه "انتقال من اليدوية الى الالية"، مقابل المنظور المؤجل اللاارضوي الذاهب بدلالة الاله كبداية الى "الانتاجية العقلية"، حيث يتمثل الفصل الاساس والاهم من فصول "الاجتماع اللاارضوي"، عنوانه "الانتقال الى مابعد مجتمعية".
واول عنصر، لابل العنصر الاساس الذي يبدا معه الطور المنوه عنه، هو الانتقال الالي، وهنا يتوجب التوقف مرة اخرى عند خاصية الثباتية الاحادية، وماينجم عنها من اسباغ لمواصفات على الظواهر النوعية المستجده، تجعلها في الغالب في حال جمود وثبات، ومن ذلك الالة نفسها، وكيف جرى النظر اليها مع ظهورها ابتداء، من دون اي تفكير باحتمالية تغيرها، وهو ماقد حصل الى الان من تغيير، ما بين الالية المصنعية، والتكنولوجيا الحالية من دون اطراح احتمالية الانتقال الى حالة ونوع اخر من التكنولوجيا، والاهم دون ذلك تجاهل مسالة العلاقة المجتمعية، بالحضور الالي ونوع التفاعلية والاصطراعية الرئيسية الحالة على المجتمعات من وقتها.
ولاينتبه الاحاديون بالطبع، الى كون الالة هي عنصر من خارج المجتمعية، من شانه قلب الاليات المجتمعية بنقلها من كونها ظاهرة بيئية، تشكلها مرهون بالبيئة والتضاريس وفعلها، من دون تدخلية بشرية على مدى عشرات القرون، الى حضور عنصرتدخلي فعال، صار بالامكان استعماله بهدف التاثير في التكوين المجتمعي ومساراته، بما يجعل من تاريخ المجتمعات قطعا، تاريخ ماقبل ومابعد آلي، ليس على مستوى الانتاج فحسب، بل بما خص الكينونة والعناصر الرئيسية الفاعلة فيها، وفي مسارها، هذا غير مايحايث هذا الجانب التحولي النوعي كنتائج من نوعه بصفته حالة انقلابية.
اذن نحن امام حالة اصطراع تنشا مع الالة، العنصر البراني الطاريء على المجتمعات تضعها امام اشتراطات جديده تدخليه نوعية، تغير الفعل الاجتماعي، ولاتعفي الاله هي نفسها من التاثر به، والوقوع ضمن متغيراته الناشئة عن التفاعل الجديد الذي هو اليوم "مجتمعت بيئية" تدافع عن بنيتها وكينونتها، و "آلة تريد اعادة صياغة المجتمعات البيئية"، المجتمعات البيئية فيها ليست طرفا خاضعا او مستسلما بلا حول ولاقوة، وهي تقاوم من جهتها وتحاول فرض نوعها واستمراره، او التحور بما يحفظ جوهرها، وصولا الى جعل الطرف التدخلي الالي مضطرا هو نفسه للتحورعلى مراحل، الامر الطبيعي اذا مااخنا بالاعتبار تاريخ التراكمية النوعية المجتمعية البيئي الطويل.
على هذا تكون الالة على عكس الشائع المكرس عنها ظاهرا، ليست مادة جماد مصمتة، او ميته، بل قوة حية ومتغيرة بناء على الاصطراعية مع العنصر الحي الاساس، المجتمعي التاريخي، وهنا على مايبدو يكمن منطويا سر الانقلابة العظمى، مع ذهاب الاصطراعية الالية المجتمعية الى التكنولوجيا، والتكنولوجيا العليا،حين تسقط وقتها الالة والمجتمعية الجسدية معا، ويحل طور التلاقي بين التكنولوجيا العليا والعقل، وتصير عملية حضور العقل وتخلصه من وطاة الجسدية، محتمة.
ومرة اخرى نقف امام مظهر من مظاهر القصورية الحداثية الغربية الفادحة، وفي الوقت الذي تجري وقتها محاولة اقتراب متاخرة من الظاهرة بغية الكشف عن منطوياتها، فيكون المطلوب ابعد بما لايقاس، وتكون المجتمعات قد دخلت عالما اخر، ونوع تفاعلية اصطراعية تصيرية مابعد مجتمعية بيئية، لايرى الغرب بحداثته منها سوى "الوسيلة الانتاجية" المنفصلة عن اجمالي التصيّرية التاريخيه المجتمعية، بما هي وسيله تفرزها التفاعلية المجتمعية ومسارها، وتراكماتها، وكنتيجه عضوية من طبيعتها، ليست مجرد "تغير" عرضي في الوسائل، حتى بالمقارنه بالوسيله التي سبقتها، فالانتاجية اليدوية لم تكن محايده هي نفسها، ووجودها بالتداخل مع الفعل البيئي، كان حاضرا في نوع المجتمعية وطبيعتها، وحدودها التكوينيه، لامجرد اداة للانتاج، ووحدة وتفاعل ( اليد، والارض، والماء)، لايمكن فصلها عن الكينونه، والاليات المجتمعية التي افضت في نهاية المطاف الى الالة، هي منطقيا حالة ذهاب الى عالم مجتمعي اخر.
فمع الاله لاتعود المجتمعية التي نعرفها هي المجتمعية، ومايحصل هو حكما بدء اخر، وانقلاب في النوع المجتمعي، لاشيء يمنع من ان يكون عتبه انتقال وتحول الى مجتمعية، او ناتج من المجتمعية الحالية، من نوع الناتج الحال محل الوسيلة اليدوية، مع الاختلاف النوعي المتوقع، هذا اذا استطعنا ان نفترض بان المجتمعات البشرية لاتسير عشوائيا، او من دون غرضية وهدف تريد بلوغه، نحن معنيون بان نركز البحث لاجل محاولة التعرف عليه، مع كل مانستطيع من تخيل المتغيرات في التفاصيل الانقلابية المناظرة للمتغير المستجد، ونوعه مقارنه بالنوع اليدوي.
تتوافق المجتمعية اليدوية الببيئية مع النمطية الاحادية الارضوية الجسدية، الا بحالة واحدة البيئية فيها طاردة، تضع المنتجين على حافة الفناء، فاذا انقلب الحال وانبجست الالة من بين تضاعيف المجتمعية بحصيلة تفاعليتها المديده، انتهى زمن ونوع المجتمعية الجسدوية الاحادية الارضوية، وصارت مع الاله خارج الصيرورة، متراجعه حضورا وتبلورا ضمن الاصطراعية الناشبه، وبالقياس الى ماصار المطلوب والمتوافق مع الاشتراطات الناشئة المتولدة عن الوضع المستجد، مع التغيرات الواقعه على الالة نفسها، وتحورها نوعا وفعلا، من الالية المصنعية الابتدائية، الى التكنولوجية مراحلا وتدرجات، حين لايعود ثمة امكان توافق بين الوسيلة ونوع المرتكز الجسدي الذي يروح الى التراجع والتوقف عن التلاؤم مع العملية التفاعلية، بصيغتها ونوع عناصرها، واطرافها اللازمة الضرورية، سواء الوسيله باعلى صنوفها " التكنولوجيا الاعلى"، أ ومايقابلها ويفترض ان يقابلها "العقل"، حينما نقف على اعتاب الانقلاب الاكبر، وتصل المجتمعية غايتها التي تتعداها كينونة.
نعم المجتمعات ذاهبة الى فقدان اسباب الاستمرارية التبلورية الراهنه بحكم تبدل الاشتراطات نوعا، ومن ثمة حصيلة ونتيجه، الامر الموافق لحقيقة المجتمعية، والكامن في كينونتها الاصل، فالمجتمعات حالة ازدواج جسدو / عقلي، ذاهب الى العقلية، بعد طور هو الاطول من التاريخ التصيّري الجسدي، شرط الانتقال اليه، الانتقال من الانتاجية اليدوية الجسدوية اجتماعيا، الى الالية ، ومايطرا عليها هي والمجتمعية الاولى من تغير نوعي.
ـ يتبع ـ انتهاء الموت الجسدي والحاجاتية؟ ملحق ج4



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان إعادة تأسيس العراق والعالم /ملحق ج2
- علم اجتماع اللاارضوية وحداثة الغرب/ ملحق ج1
- الشيوعية العراقية اللاارضوية والنطقية العظمى/ ملحق ب2
- الشيوعية اللاارضوية العراقية والنطقية العظمى/ ملحق ب1
- بيان إدماج الشيوعية الطبقية باللاارضوية؟/ملحق أ
- الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(2/2)
- الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(1/2)
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/6
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/5
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/4
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/3
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيهم/2
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتية؟/1
- السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(2/2)
- السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(1/2)
- من-المجتمعية الجسدية-الى-المجتمعية العقلية/5*
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/4
- جذور ومصادرالشيوعيه العراقية -اللاارضوية-؟/3
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية”/2
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/1


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - تنامي المجتمعات هل يتوقف؟؟/ ملحق ج3