أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/4















المزيد.....

جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/4


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7339 - 2022 / 8 / 13 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء الوقت لكي تعرف "الشيوعية اللاارضوية العراقية"، فتحال الى مصادرها، والجذور المزدوجة التي تنتمي لها، خارج المفاهيم والسردية النقلية الايديلوجية "الطبقوية" التوهمية. والامر يحتاج لهذه الجهة الى التفريق بين انماط وصنوف المجتمعات، وانواع نطقيتها المطابقة لدينامياتها، لتحتل الماركسية موقع النطقية الطبقية التحولية لمجتمعات الانشطارية والازدواج الطبقي الارضوي، حيث الشيوعية هي الهدف والغرضية الاعلى، في حين انها واقع معاش وكينونة، كما هي قائمة منذ بداية المجتمعات في ارض سومر، كمجتمعية مشاعية مكتملة، لاارضوية، لاتنتج تمايزات طبقية او سلطوية مجتمعية هي مجتمعية لادولة مساواتيه، هدفها وماتطمح اليه وتريد بلوغه، ابعد من شيوعية ماركس الطبقية، تحولي مابعد مجتمعي. عقلي مكان الجسدي الراهن.
تتاسس الشيوعية في مصر من قبل مهاجرين واجانب، جاليات، يعيشون في الاسكندرية خارج العملية المجتمعية، وتقوم في العراق ضمن سياقات التشكل التاريخي اللاارضوي الحديث بصفتها دولة مقابل الدولة المفبركة من اعلى، وضمن سياقات واشتراطات التصارعية الافنائية مع الغرب، بما هي واقع وكينونه لاتحتاج الى طبقات، ولا الى مراحل تاريخيه خمس، وان هي جاءت تحمل مثل هذه التخريجات البرانيه المنقولة الملائمه لنمط مجتمعية ارضوية احادية في حال انقلاب وتازم اصطراعي استثنائي.
لم يكن "غالي الزويد" الزنجي المتبقي من ايام ثورة الزنج، والذي كان يعمل في مضايف المنتفك، وصار رفيق "فهد" الاكثر فعالية، الكثير من الاطلاع على نظريات تثبت له الشيوعية التي يعيشها، وكذا حال عمال البصرة التي انتقل اليها وصار يقود اضراباتها، وكذا الحال في الفرات الاوسط منطلق ثورة العشرين التي وجدت في الظاهرة الجديدة، شكل نطقية بديلة عن ضائع، ولا احد عاش في ارياف العراق ولم يسمع ترجمات للنظرية الماركسية ناشئة عن تراث المكان وعراقته، بلغة "الحسجه"،" وكنت اسمع من "محيسن نايف" المطارد المنفي، سبع الهور يقول مفسرا الصراع الطبقي: ( يعنى ابو عمامه، ومامور المركز، والقايمقام طبغه/ طبقة/ واحنا الباجي كلنا طبغه" والحديث هنا يطول ويتشعب، مع ان احدا ممن عاشوا في الريف ككوادر، لم يخطر له على سبيل المثال، ولاسمعنا من حزبه ـ وهذا امر مستحيل ـ عن مطالعة من نوع " شيوعية ماركس من منظور تطبيقي فلاحي لاارضوي عراقي"، مع ان ظاهرة من هذا النوع قد وجدت بصفتها حالة ابداع مهمة، لم تفسر خلفيتها الى الان، هي ظاهرة "ابو كاطع" شمران الياسري، ومحدثة اللماح النبيه الدائم "خلف الدواح"، كما رباعية شمران الروائية.
ثمة عملية اعادة بناء وتوليف لما يعرف بالنظرية الماركسية، تحدث في ارض اللاارضوية مسقطة كليا من السجل، منها تلك التي تترافق احيانا حتى مع المواكب الحسينيه، وهي موقوفه فقط على ارض السواد، وجد لها صدى او مشابهة واضحه، حتى لدى مؤسس الحزب " فهد" يوسف سلمان يوسف في كراسه "حزب شيوعي لااشتراكية ديمقراطية"، مستعملا مصطلح " البلشفية" اشارة الى " الحزب اللاارضوي" و"المنشفية" كما تعلمها في المدارس الماركسة الروسية، توصيفا للشيوعية الارضوية، شيوعية " الافندية"، وليس هذا بالامر العارض او الذي يمكن المرور عليه من دون توقف، قياسا لايه ظاهرة من ذات النوع في اي مكان من العالم الثالث والمنطقة العربية(1)
ليس اعظم مايستحقه العراق موضع البدئية المجتمعية ان يكون "كيانيه" واحدة موحده، الامر الذي يصر ابناء الارضوية العراقية في العصر الحديث على التمسك به باعتباره غاية الشرف، متناغمين بذلك مع ومتشبهين بالغرب ونزعته المعادية الافنائية المضادة لهم ولكينونتهم، كما لدورهم ومكانهم الكوني المفترض، وهم ابناء موضع لاكياني متعد للكيانيه "الوطنوية"، ازدواجي اصطراعي ضمن الوحدة بلا واحدية، نوع بنيته الاسفل لاارضوي، واعلاها ارضوي، وجد اليوم ومع ظاهرة الغرب الحديث وصعوده البرجوازي الالي، بحال انهيار وانقطاعية في الاعلى، وتشكل ابتدائي من الاسفل، كما هي قاعدة تشكله الدائمه، ونحن هنا امام خاصيات تاريخيه واليات مختلفة عن تلك المراحلية التاريخية الطبقية الاوربية،فارض الرافدين محكومة لقانون الدورات والانقطاعات.
ولا تعود نزعة المجتمعية العليا الارضوية لتوحيد الكيانيه الرافدينيه الى الغرب الذي جاء اليوم كي يعززها، فهي بالاصل، وكانت من اهم محركات الاصطراعيه الذاتيه الازدواجية بحكم كونها طبيعة وخاصية اساسية لاارضوية، تغلبية سلطوية تقابل عادة باستحالة بسطها سلطتها على المجتمعية اللاارضوية، التي لاتحتل ولاتخضع لغيرها، وهي مشكله كينونة على قاعدة اما الحياة كينونة وبحسب البنية، او الفناء، بحيث يصير السيف والرمح والفالة والمكوار والبندقيه اخيرا(2) وسائل انتاج، لاضمان للعملية الانتاجية والوجودية من دونها، اي اننا امام مجتمعية "اخرى" مكتملة القوام واسباب الوجود والديمومه، بغض النظر عن عدم ادراك نوعها، ومن ثم نفيه بداهة، الامر الباقي مستمرا وجرى تعزيزه على يد الغرب اليوم.
ويدل موقف ابناء العراق الاعلى اليوم، كما عموما، على قصورية فادحة موروثة، متاتيه من خاصية وقوف العقل دون منطويات الظاهرة المجتمعية باهم خاصياتها، في الموضع الاكثر تعبيرا عن حقيقتها المؤجله، زاد من غلوائها وعززها اليوم، حضور الغرب وغلبة نموذجه الكياني الدولوي، ليصير وهم التشبه به وبما ال اليه، بمثابة هدف ومقصد اعلى، فما كان يرى الى بغداد كموضع براني انهياري، منذ هولاكو الى اليوم،فاذا قرات بغداد واستعيدت امجادها، فانها تكون والحالة هذه ومع اهمية مامبذول من جهد "هدية المنصور الى صدام حسين"(3)وازاد تكريسا مثل هذا الاعتقاد الفبركة الغربية للدولة "الحديثة " و "عاصمتها" والكيان المقحم البراني المتصادم مع نوع وطبيعة كيانيه تاريخيه، مقابلة ومختلفة كونية ابتداء ومنتهى.
ولنتصور لو انه قد حدثت اليوم قفزة "حداثية ازدواجية" في العراق مقابل " حداثة الغرب" الغالبةحتى الان، الامر المطلوب والواقعي، الموافق لحالة وواقع تاريخي مميز، وله سماته وحضوره التاريخي، وضرورته غيرالعادية، بحيث ماعادت الانبعاثية الراهنه الثالثة العراقية مجرد آليات بلا نطقية، اي لو ان ماحدث للغرب الطبقي، حدث للعراق المجتمعي الازدواجي، وبدل ان نقرا نص ماركس " ان تاريخ المجتمعات ماهو الا تاريخ صراع طبقات"، يحضر نص اخر يقول "ان تاريخ المجتمعات ماهو الا تاريخ تفاعليه سائرة الى مابعد مجتمعات ارضوية جسدوية" بما يجعل من الماركسية بروفه اوليه ارضوية ابتدائية.
ويبدو وهو الاقرب للمنطق، ان الافصاحية النطقية تاتي في اخر المطاف على مرحلتين، اولى ازدواجية طبقيىة، واخرى لاحقة ازدواجية مجتمعية، ضمن التفارقية الرباعيه وتفاعليتها مع وحدة الفعالية المجتمعية الكونيه، بعد منتصف الالفية الثانيه المنتهية قبل عقدين، ومن الحداثية الغربية الاوربية وكشف النقاب عن الاصطراعية الطبقية، تلوح في الافق من هنا فصاعدا علائم الحداثية العراقية الازدواجية التي تنهي القصورية التاريخيه، التي ظلت تحول من بداية المجتمعات وتبلورها كظاهرة، تفتقر لادراك الكيانيه المتعدية للكيانيه لذاتيتها ومنطوياتها النمطية، والياتها البنيوية.
لنتخيل لو ان العراق عرف يوم دخول الانكليز ذاته وتبلورت فيه حركة ( وطن /كونية) شاملة، تضم الحيزين اللاارضوي ومعه الارضوي، ورفع وقتها شعار لالفبركة "الكيانيه المتعدية للكيانيه" الكونية الامبراطورية، مالاحتكام لاليات الدورة الثالثة الراهنه، واعتبر هذا النهج " الوطني" منطلقا " مفتوحا" على صياغة رؤية للعالم، ومسارات تاريخه ومالاتها، مضاهية ومقابله للرؤى الغربيه الحداثية الارضوية، وماذا كانت ستكون اثار وانعكاسات مثل هذه الظاهرة عربيا، وعلى مستوى المعمورة، وبما خص اجمالي وعموم ماهر متعارف عليه تفكرا وانموذجا واليات كونية.
ـ يتبع ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قال لي الحسن الظاهر زروق، احد مؤسسي الحزب الشيوعي السوداني في بغداد، بان كراس " حزب شيوعي لااشتراكية ديمقراطية" كان احد مصادرهم الاولى، ابان تاسيسهم الحزب الشيوعي السوداني. وكنا قد تحاورنا انا وهو على صفحات مجلة "الهدف" التابعة للجبهة الشعبية الفلسطينيه،ايام رئاسة تحريرها من قبل غسان كنفاني، وعاد ونشر حوارنا في كتاب له صدر عن دار الطليعه في بيروت بعنوان "السودان الى اين؟"، ولدى زيارته بغداد عقدت معه لقاء مطولا، نشرته في حينه مجلة "الثقافة الجديدة" التابعة للحزب الشيوعي.
(2) يقول الملك فيصل في مذكراته:" كل هذا يضطرني ان اقول بان الحكومة اضعف من الشعب بكثير، ولو كانت البلاد خالية من السلاح لهان الامر، لكنه يوجد في المملكة مايزيد على المائة الف بندقية، يقابلها 15 الف حكومية، ولايوجد في بلد من بلاد الله، حالة حكومة وشعب كهذه" عبدالرزاق الحسني/ تاريخ الوزارات العراقية/مطبعة دار الكتب / بيروت ط 4 ج3 ص 326 .
(3) من اهم المصادر المنشورة عن بغداد وتاريخها، ومختلف نواحيها الهندسية والحياتيه والتاريخيه،بلا منازع،ما اصدرته مجلة " المورد" الصادرة عن وزارة الثقافة والاعلام/ دار الجاحظ/ المجلد الثامن/ العدد الرابع 1400 ـ1979/ بعنوان " بغداد"/ كعدد خاص/ ب 692 ص بالقطع الكبير الاستثنائي، تتصدره مقدمه تهدي بغداد المنصور لصدام حسين.من دون اية اشاره الى تبدل دور وموقع المدينه واشتراطات وجودها، وديناميات حضورها بين وجودها ضمن اشتراطات التشكل الامبراطوري وماصارت عليه بعد 1258 مع احتلالها من قبل هولاكو حين تبدا فترة الانقطاع الثاني، وتغلب فترة عنوانها ( بغداد العاصمة البرانيه).



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور ومصادرالشيوعيه العراقية -اللاارضوية-؟/3
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية”/2
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/1
- قمة بايدن وموت العالم العربي -الحديث-؟/2
- قمة بايدن وموت العالم العربي-الحديث-؟/1
- بانتظار الثورة العقلية العراقوكونية*/ 5/ ملحق1
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/4
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/3
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/2
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/1
- اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم ... / ملحق
- اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم ... ؟!!! ( 2/2)
- اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم..؟!!!(1/2)
- بيان- اللاارضوية- العراقي اللاعراقي*/1
- ثورة تشرين ووطاة حثالات -الويرلنديه-؟؟؟/2
- الثورة التشرينيه ووطاة حثالات -الويرلندية-؟؟؟/1
- ثورة تشرين اللاارضوية و -قران العراق-؟
- ثورة على -النهضوية الحداثية الزائفه-/2
- ثوره على -النهضوية الحداثية الزائفه-؟/1
- امريكا الموشكه على الانفجار؟/ 2


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/4