أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/3















المزيد.....

-الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/3


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7281 - 2022 / 6 / 16 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مر العراق خلال تاريخ تشكله الحديث المستمر منذ اربعة قرون تبدا مع القرن السادس عشر، بثلاث فترات من الوعي الادنى الاستبدالي: الاول قبلي، والثاني انتظاري، والثالث ايديلوجي حزبي مستعار، لم تصل حد التعبير المطابق لكينونة وبنية هذا الموضع من المعمورة، فظل بحال ماقبل التعرف على ذاتيته (الوطن/ كونية)، الى ان دخل منذ اكثر من نصف قرن فترة من التازم الاقصى، فقدت فيها التعبيرات الانف ذكرها، وفي مقدمتها الايديلوجية، اي دور، او فعالية، حتى بالمقارنه بالفترة الفاصلة بين الثلاثينات وثورة 14 تموز 1958 اللاارضوية الثانيه، غير الناطقة، ومن يومها وظاهرة انعدام الوعي "الوطن/ كوني" تترافق مع الحاح شديد، وتعاظم الحاجة القصوى لها مع تحولها المطرد الى ضرورة كونيه، في الوقت الذي حل على هذا الجزء من العالم مايمكن ان نطلق عليه حالة من "العيش على حافة الفناء" جديدة، ماتزال مستمرة منذ 1980 تاريخ الحرب العراقية الايرانيه، اطول حرب بين دولتين بعد الحرب العالمية الثانيه، وماتبعها من مسلسل حروب كونية، وحصارات، واقتتال داخلي، ومقاومة، وحروب متعددة من شتى الاصناف.
فالتشكل الراهن الثالث هو تشكل "جديد"، ودورة ثالثة كونية موافقه لمسار الفعالية المجتمعية الشاملة، بعد انقطاع كما سابقاتها، انما مع اختلاف كون الحالية هي "دورة تحققية"، بعد دورتين تعذر ابانهما التحقق، لنقص لازم المجتمعية اللاارضوية لارض مابين النهرين، ماديا من حيث الوسائل، وعلى مستوى الاعقال، وهما عنصران اساسيان، تحققهما مرهون للتفاعليه المجتمعية الطويلة، الى ان يصير الادراك الضروري للظاهرة المجتمعية ممكنا، فينتقل الكائن البشري من حالة الارضوية والاحادية، الى اللاارضوية والازدواج وعيا.
وكما هي القاعدة فان التجليات الثلاثة، القبيلة، والانتظارية، والايديلوجية، تنبت في ارض السواد تباعا، بما فيها حزبي الايديلوجيا الرئيسيين، الشيوعي، وحزب البعث، اللذان تاسسا في الناصرية عاصمة "المنتفك"/ اول مظهر دال على بدء التشكل الحديث/ بعد محاولات فاشلة، ارادت تاسيسهما في بغداد" العاصمة"، او بالاحرى عاصمة الدورة الثانيه المنهارة، والباقية خارج الاليات الامبراطورية، كنقطة دلالة على الانهيار التاريخي للدورة الثانيه، تتعاقب عليها اشباه الامبراطوريات والسلالات المحتله منذ وطاها هولاكو، لحين مجيء الانكليز.
فالكائن البشري "الانسايوان" الذي يطلق عليه اعتباطا اسم "الانسان"، يظل على مدى عشرات القرون اعجز من ان يبلغ من حيث الطاقة الاعقالية، مستوى التعرف على الظاهرة المجتمعية، وكنهها وماتضمره وتنطوي عليه كما نشات اولا في ارض مابين النهرين، باعتبارها حالة تصادم انتاجي حياتي مع البيئة المعاكسة الطاردة، كما هي الحال في الموضع المذكور، حيث كل شيء مخالف ومضاد، ابتداء من النهرين المدمرين العاتيين اللذين يفيضان عكس الدورة الزراعية، الى المناج المتطرف صيفا شتاء، الى انفتاح الجهات الثلاث الشرقية والغربية والشمالية على السيل البشري الاتي الى ارض الخصب من الجبال الجرداء والصحارى، الامر الذي يجعل الحياة في هذا الجزء من المعمورة اقرب لحالة "العيش على حافة الفناء" البيئية، مقارنه بحال التوافق البيئي الانتاجي البشري المصري كمثال ساطع معاكس.
وليس هذا كل مايخص المجتمعية مابين النهرينيه، وقد يكون الاهم لهذه الجهه ان هذا النمط او النموذج المجتمعي، يتبلور وينشا ابتداء قبل غيره من المجتمعات بفترة زمنيه ليست بالقصيرة، ويظل يتشكل ويتصير ضمن الشروط المفروضة عليه، الى ان يكتسب قوامه وخاصياته، وكينونته البنيوية المكتملة، المباينه نوعا، والمغايرة لتلك الارضوية، ووقتها تبدا مرحلة اخرى من الاصطراعية، ينضاف ابانها عنصر جديد هو المجتمعية الارضوية الاحادية النازلة من الاعلى حيث "عراق الجزيرة" كما يطلق عليه الجغرافيون، هناك حيث الاشتراطات مختلفة، والبيئة اكثر ملائمه للجهد البشري، بما يجعل شكل المجتمعية هنا ارضويا، من ذات نمط المجتمعية المصرية المتاخرتان تبلورا، فاذا نزل هذا الى الاسفل تحت دفع الرغبة بالسيطرة والتغلب، وحلب الريع من موضع الخصب، فان صراعية اللاارضوية تصير من حينه مضاعفة،فتغدومن وقتها، بيئية/مجتمعية.
هذا الواقع او الحال، هو ماينتج هنا نوع او نمط مجتمعية "الازدواج البؤرةالتحولي"، معه تبدا عملية تحور عبر الاصطراع، بين نوعين مجتمعيين، وان كان احدهما لايتبلور كيانيا، غير قابلين للتوحيد، كل منهما كينونة بذاته، يحتفظ بمقومات وجوده واستمراره المستقل، يستحيل اخضاع احدهما للاخر، او وبالذات الطرف اللاارضوي، للطرف النازل للاسفل، الحالم بالامساك، بسبب طبيعته التغلبية الأحادية، برقبة مكان، حريته الحياتيه والإنتاجية الاستثنائية، وتكريس نوعه، تعادل وجوده وديمومته، حيث السيف والرمح، وصولا الى البندقية لديه، ليست أسلحة قتالية وحسب كما الحال في أي مكان من العالم، بل وسيلة انتاج مثل المنجل والمحراث، لا انتاج ولابقاء من دونها، هذا عدا التجليات الاعقالية، والجموح الاعقالي بازاء الوجود والعالم كونيا، بما يجعل الطاقة التاسيسية الحدسية، وقوة وشمول العملية العقلية التالهية مما لايضاهى، او يمكن ان يقارن نوعا ومنجزا،لاختلافه النوعي عن غيره مما هو موجودمن انماط مجتمعات الاحادية، وقوته وصلابة ووضوح اسباب وجوده، وتجليه المادي على مستوى المعمورة.
وتذهب الامبراطوريات العليا الارضوية في ارض الازدواج، مجبرة من ضمن اليات التشكل الازدواجي، الى محاولة التناغم مع النمط الأسفل اللاارضوي ، مستجيبة لقانون مخالف لقانون التغلب السائد، مضطرة، ومن اول اصلاح زراعي قام به سرجون الاكدي، عدا توجيهه بابعاد رجال الدين والمؤسسة الدينيه عن شؤون الحكم، الى شريعة حامورابي، وريثة، والمتماهية مع الشرائع المقابلة السابقة الثلاث، ابتداء من " شريعة كوراجينا" 2355 قبل الميلاد،حيث وجدت للمرة الأولى في التاريخ البشري في لوح محفوظ كلمة ( حرية / امارجي)، وحقوق المستضعفين، وكل المعروف اليوم ممايطلق عليه "حقوق الانسان"، واذا كان الحاكم هنا يقبل ان يجر اذنه رئيس الكهنه في اجتماع شعبي احتفالي عام ويلطمه، وينزع عنه شاراته، كما لايمكن تخيل حصوله في أي مكان من العالم، فلان مثل هذه الممارسة هي من مقومات اكتساب الشرعية، او الرغبة بذلك ضمن اشتراطات مقابلة وحاضرة نافية للسلطوية كليا، نبوية واسطورية، تتشكل اكوانيا فوق ارضويا، لها نظام تجليها المتتابع الصاعد الى الاعلى بحسب اشتراطات التصارعية الاولى والثانيه، وصولا الى الابراهيمه وليدة اختبارات الطورين وحصيلتهما، والمهم ان ذلك كان يحدث في بابل في الوقت الذي توفرت فيه معظم عوامل القوة والمنعة من اعلى، فبلغت عاصمة العالم القديم مستوى من العلو الاستثنائي، كقوة وإمكانات لم تجدها مشجعه على استعمال البطش المعتاد المجرب وغير المجدي، بل واضبت برغمها على السعي لمصادرة القيم السفلى، ومنافستها بالتماهي شرائعيا وسلوكيا، وصولا الى عالم الالوهية الذي هو من اختصاص الحيز اللاارضوي ابتداء، الى ان امكن اخيرا إحلال الاله "مردوخ " البابلي، محل " انليل" اله اللاارضوية الغالب، منتج تشكلية المجتمعية السفلي ابان طور الصراعية الاولى البيئية، وبداية الاصطراعية الثانيه حتى حينه، ليصير الانتقال الى التجلي الأعلى التوحيدي الإلهي النبوي، ضرورة لزوم بقاء واستمرارعليا، مطابقة لما تصدر عنه تكوينا، دونها الفناء النهائي لمجتمعية، ليس من الوارد فناءها ل "واقعيتها/ ماديتها" الخاصة بنوعها، واسبقيتها وضرورتها المطلقة.
وليست "المجتمعية اللاارضوية" مجرد صنف مجتمعي غير مكشوف عنه النقاب، بقدر ماهي السر المجتمعي الموافق للغرض الكامن، او الهدف السائرة اليه ظاهرة المجتمعات باعتبارها ظاهرة متحولة الى مابعد مجتمعية، يسري عليها قانون انتهاء الصلاحية، احد اهم محركاتها غير المنظورة، "مادتها" الانسايوانيه التي تتشكل منها،والتي هي "ازدواج" ذاهب الى "فك الازدواج"، لاكما تعتقد الاحادية، فتتصور كون الكائن البشري وحدة، العقل فيها ملحق بالجسدية، فالقفزة العقلية التي اعقبت وقوف الكائن الحي على قائمتين، واستعماله يدية، هي قفزة ازدواج ( عقل/ جسدوية)، سائرة الى محطة اخيرة، يتحرر عندها العقل، وينتهي امد سكنى الكائن الحي على الكوكب الارضي، كما انتقل خلال فترات النشوئية الاولى تدرجا، من حالة العقل الكامن، مع الغلبة الجسدية الحيوانيه شبه المطلقة، الى الازدواج الحالي.
يعني ذلك ان رحلة الكائن الحي، هي رحله ذاهبة الى الاكوان العليا، بعد المرور بالحيوانيه الاولى، ثم الازدواج العقل / جسدي الحالي.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/2
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/1
- اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم ... / ملحق
- اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم ... ؟!!! ( 2/2)
- اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم..؟!!!(1/2)
- بيان- اللاارضوية- العراقي اللاعراقي*/1
- ثورة تشرين ووطاة حثالات -الويرلنديه-؟؟؟/2
- الثورة التشرينيه ووطاة حثالات -الويرلندية-؟؟؟/1
- ثورة تشرين اللاارضوية و -قران العراق-؟
- ثورة على -النهضوية الحداثية الزائفه-/2
- ثوره على -النهضوية الحداثية الزائفه-؟/1
- امريكا الموشكه على الانفجار؟/ 2
- اميركا: عراقية هي ام اوربيه!!؟/1
- العراق الويرلندي والعراق العراقي والعالم؟!
- هل من عراق قبل -النطقية الثالثه-؟
- عراق النطقية الثالثه؟
- (1258) ومروية الانحطاط الحداثوية الزائفة/2
- (1258) ومروية الانحطاطية الحداثوية الزائفة/1
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/9
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/8


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/3