أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ثورة على -النهضوية الحداثية الزائفه-/2















المزيد.....

ثورة على -النهضوية الحداثية الزائفه-/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7053 - 2021 / 10 / 21 - 14:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترتكز الأحادية الارضوية، رؤية ومفهوما للوجود والعالم والمجتمعات، على "تعبد الظاهرة المجتمعية" باعتبارها مطلقا، وغاية عليا بذاتها، ترتقي اليوم ومع الظاهرة الغربية، متحولة الى هوس التقدم والمنجز غير المحدود، ولا القابل للتوقف، وهو منطق بدائي مجاف للحقيقة التي تقوم المجتمعات والظاهرة المجتمعية على تكريسها، مع الوصول اليها، الامر الذي تعجز وعجزت الظاهرة الغربيه، وحداثتها عن اكتشافه، ومقاربة موجباته، وانعكاسها على الحياة والجهد البشري، وشكل توجيهه وتركيزه بما يتلاءم مع الضرورة الوجودية.
الا ان الأهم والأخطر على هذا الصعيد، لا ماقد كرسه الغرب واوغل في تعميمه، فالموضع المذكور ليس هو المعنى كينونة بإنجاز المطلوب، ولا تامين اشتراطات المهمة العظمى الغائبة التي تقول بان المجتمعية كظاهرة، محكومه لانتهاء الصلاحية، والزوال، بعد ان تؤدي المطلوب، وتبلغ ماهي مبسرة لادائه، وموجودة ابتداء لتبلغه، عابرة اخر محطة من محطات الحيوانيه الجسدية لصالح "العقل"، الذي هوالغاية والمقصد الذي وجدت المجتمعات كمحطة أخيرة، لاجل تصّيره النهائي، قبل انتقاله بتوفر اشتراطات ادراكيته مابعد الارضوية المجتمعية، كما كان عليه الحال مع بدء المجتمعات وتبلورها، باعتباره حالة عقلية صارت متجاوزه لاشتراطات وممكنات الادراكية العائدة لاحكام زمن "الصيد واللقاط".
ومشكله الأحادية الكبرى، انها ترى الى ماتطلق عليه اسم "الانسان" اعتباطا، كوحدة ( جسد /عقلية) وع تغليب الجسد، من دون تبين ازدواجية الكائن البشري "الانسايوان"، منذ ان برز على ماهو عليه الان مع انتصاب الحيوان واستعماله يديه، أي انتقاله من الشكل والبنيه الحيوانيه، الى الانسايوانيه الازدواجية، بعد ان ظل الجسد قبلها في حالة غلبة شبه مطلقة، بمعنى ان "العقل" كما الجسد، كانا موجودين بالاصل ابان الفترة الحيوانيه، وانهما قد عرفا لحظة انقلاب استثنائي بانتقالهما، من الغلبة والاحادية الجسدية، الى "الازدواج" العقلي/ الجسدي، بما يشير الى ان العملية المذكورة محكومه الى، ومصممه لا لكي يكون الجسد والحيوانيه هي الغرض، بل لكي يتصيّر العقل صعدا وقدما، فالحيوان الذي انتقل الى الانتصاب على قائمتين، تغير "شكليا"، مع ظهور "الانسايوان" مقارنه بالعقل الذي عرف وقتها حالة انقلاب نوعي، بلغ مع الظاهرة المجتمعية، محطة عليا هي المتحصل من مسار استمر من تلك اللحظة، الى ظهور المجتمعية، لم يعرف الجسد ابانها أي تغيير، او تبدل، بينما ظل العقل في حالة تشكل مستمر وترق مفتوح، غير محدد السقف، بمعنى ان مايعرف وعرف مع "دارون" على انه نشوئية جسدية مادية حيوانيه، هو بالأحرى وفي العمق عملية "نشوء عقلي"، ابتداء ومنتهى.
والمنظوور السالف يقلب بالطبع وكليا، منطلقات الرؤية الوجودية، والاقتراب اللازم من الذاتيه على مستوى الكائن البشري ومصيره، وهو يعين أساسا وبالاصل، مايعرف من مفهوم "التقدم"، او المآل والمنتهى المقصود، المحكوم على المجتمعات الذهاب اليه، وبكلمه، مايتفق مع مسارات التصيرية التاريخيه، وينتمي اليها، كمثل كون المجتمعية سائرة عبر التفاعليه الى "اللاارضوية"، مهما تكن الارضوية غالبه، وراسخه في الاذهان، ابان طور اعقالي قاصر بعينه، مامن شانه تغيير عينة، ونموذج وموضع المجتمعية الدالة على، والمتوافقه مع الغرض الابعد الأعلى المجتمعي، المحكوم بنية الى الضرورة التصيرية العقليه، ليجعل واجيا على الكائن البشري، تغيير مجمل المفاهيم والرؤى المعتمدة في النظر الى التاريخ والمستقبل، نوعا واستهدافا.
فالمجتمعات ذاهبة الى "اللامجتمعية"، يحكمها قانون تصيّر متجه بالتفاعل الى غرضه، والجسدية نهايتها التراجع حضورا، ومعها الحاجات الحيوية، لصالح العقل الذي ينتظر اليوم ومن هنا فصاعدا، لحظة انعطافية جديدة، من نوع تلك التي صار فيها العقل مساويا كحضور للجسدية مع انتصاب الحيوان، حيث ينتظر وعبر التفاعليه المجتمعية الحاليه، عبور الازدواج ( العقل/ جسدي) الى مابعده، وقت يسود العقل، ويصير على عتبة التحرر من الجسد، والاستقلال عنه كحامل، وكمتبقى حيواني.
تصير المجتمعات متطابقه مع الهدف الأعلى والغاية المجتمعية، على قدر قربها بنيويا وكينونه، او بعدها عن "الارضوية"، والمجتمعات تنشا بالاصل "لاارضوية"، تتكفل البيئة والطبيعة بتامين اشتراطاتها في مكان بعينه من المعمورة في ارض مابين النهرين، حيث اشتراطات "العيش على حافة الفناء"، ومجافاة البيئة الأقرب للمطلقة، مقابل نموذج الارضوية المحلوية " الوطنيه" النيلية، حيث نموذجج التوافقية البيئية الإنتاجية البشرية، ومعها تدني الديناميه، وغلبة السكونية والمنجز الوحيد الأول، مقابل حالة الدورات والانقطاعات الرافدينيه: الاولى السومرية البابلية الابراهيميه، والثانه العباسية القرمطية الانتظارية، والثالثة الحالية المستمرة منذذ القرن السادس عشر.
في الموضع اللاارضوي، يتسامى الحضور الاعقالي الى مافوق ارضوية، ليقارب الكونية العليا كينونة، وبحكم الاشتراطات، سبيلا مفضيا الى الاعقال مافوق الارضوي، وهو مالا يتحقق واقعا، عند الابتداء، وابان الدورة الأولى، وحتى الثانيه، بانتظار وصول الارضوية المجتمعية منتهى وقمة تجليها كما هو حاصل اليوم، مع الحداثة والنهوض الغربي اللازم كعتبة أخيرة، قبل انتهاء صلاحية المجتمعات الارضوية، وبدء فقدانها أسباب استمرارها، مع الحاح وحضور اشتراطات الانتقالية الكبرى، بشمول ظاهرة "العيش على حافة الفناء" للمعمورة ككل، نتيجة لانبثاق الالة، واثارها الافنائية على العملية الانتاجيه والبيئية.
قبلها وخلال قرابة العشرة الاف عام، تكون الارضوية ومنظورها ورؤيتها، هي الغالبه والسارية، بينما اللاارضوية منتكسه ومضطرة للتعبير عن ذاتها بحسب ما تسمح به اشتراطات غلبة الأحادية، وهو ما يتجلى باعلى واكمل اشكاله في الابراهيمه، عقيدة العالم الأكثر رسوخا وعمقا في النفس البشرية، برغم مايظهر ويظل ساريا من تغلب الأحادية الارضوية، بانتظار علامات انتهاء فعالية الأحادية المجتمعية، حين تصير الرؤية اللاارضوية وقتها، وتنتقل الى الاشتراطات التعبيرية التحققية، ومكان الابراهيمه الحدسية النبوية الالهامية، تنبثق الرؤية اللاارضوية "الادراكيه العليّه"، التي معها يعي الكائن البشري "الانسايوان" ذاته، ويصير مهيئا من يومها للانتقال الى الطور الأعلى من اطوار تصيره ك "انسان".
ليس الغرب هو موضع ومنطوى الغاية المجتمعية، بخلاف مايدأب ساعيا لتكريسه من مفاهيم التقدم والحضاروية، والعلو الارضوي المخالف للحقيقة المجتمعية، ولاليات التصيّر البشري المجتمعي، ومآلاته، والشرق متوسطة التي تعيش زمن الانقطاع الانحطاطي بمفازتيه، الأولى والثانيه التشبهيه بالغرب، هي المعنية والموكلة كينونه وبنيه، ووجودا ابتدائيا، بإنجاز المهمه الكونية العظمى المطوية اليوم، والتي آن الأوان لكي يماط اللثام عنها، وعن منطوياتها، لالصالح المنطقة الشرق متوسطية بذاتها، بل وبما هي ضرورة للعالم وللغرب أساسا بتحريرها له من توهماته، وقصوره الاعقالي لذاته وللعالم، منذ ان عبر الى الإنتاجية الاليه، الى الوقت الحاضر، ومن هذا المدخل تكون الفترة الراهنه من "النهضوية الزائفة"، كما عرفها "العالم العربي"، من الضرورات واللوازم التي كان لابد من المرور عبرها، قبل الانتقال ضمن اشتراطات الانقلابيه العالمية الساريه اليوم، داخليا وعلى مستوى العالم.
ففي الشرق الأوسط، تأخذ مصر بمغادرة خاصياتها التاريخيه ك "هبة النيل"، بعد ان خرج حضور النيل من تشكيل بنيتها، بسبب تعاظم عدد السكان وتفوقه على ممكنات النهر التشكلية، واشكالات التشارك النهري مع دول المنبع، بينما بلغت ارض الشام منتهى وغاية ممكنات تشبهها بالغرب وكيانيته في موضع هو دون كياني، في الوقت الذي تلوح فيه احتمالات الانفجار جزيريا، في مجتمع محارب كينونة، جرت عملية إلغاء كينونته، بالريع النفطي، ليحول الى مجتمع "منزوع السلاح"، في حين تدخل ارض مابين النهرين زمنا من تحدي التحقق الكياني العراقي اللاارضوي، بعد زوال وتدمير الكيانيه المفبركة الويرلندية على يد مفبركيها انفسهم، بعدما ظلت تحاول اكراهه على نزع خاصياته لقرن كامل، انتهى بثبوت قصورها، وعدم اهليتها، مع تعدي وتجاوز العراقوية بطورها الثالث من دورات هذا المكان لحدود الويرلنديه وممكناتها، لتحل احتمالية اللاارضوية وممكناتها، وهو ماتمثل ثورة تشرين 2019 ابرز الدلالات عليه، بانتظار الرؤية اللاارضوية المتطابقه مع جوهر الثورة الغائب عن الادراك حاليا،و"قران العراق" القادم، المنتظر منذ سبعة آلآف عام.
كما الحال ابان القرن التاسع عشر، والتبلورات التي جعلت الطهطاوي، ومن ثم الافغاني ومحمد عبده، يؤشرون مفتتحين زمن الانحطاط الثاني، تتبلور اليوم ومنذ العقد الأخير من القرن العشرين، ومنذ الحرب العراقيه الايرانيه ـ أطول حرب بين دولتين بعد الحرب العالميه الثانيه ـ ومااعتقبها من اختلال تكويني أصاب النظام العراقي، ودفع به للخروج على الثوابت الاستراتيجيه العالمية والغربية، بالاخص نفطيا، مع ماكان يوحي به تصرف مثل احتلال الكويت من احتمالية امبراطورية نفطية راهنه، ذهابا الى الحربين الكونيتين التدميريتين للكيانيه العراقية غير القابله للضبط 1991/2003 ،ومابينهما من حصار هو الاقسى الذي عرفته دولة في التاريخ، ومااتصل ب 2011 كدالة على عبور مصر كينونتها النيليه التاريخيه، والمنطقة تشهد تبلورات الانتقال الأكبر نحو استعادة الذات عبر التمخضات غير الموعاة، بينما العالم برمته، والغرب، وبمقدمه الإمبراطورية المفقسة خارج رحم التاريخ/ امريكا، تنتقل الى زمن اندحار الرسالية الزائفه، بمعنى دخول العالم برمته مؤشرات ودالات الزمن الأخير اللارضوي.
العالم يغادر الارضوية اليوم ومن هنا فصاعدا، بانتظار الابراهيمه الثانيه، و "قرآن العراق" الذي لاغنى عنه كي يكمل حاسما، مقومات الانتقالية الكونيه العظمى....



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثوره على -النهضوية الحداثية الزائفه-؟/1
- امريكا الموشكه على الانفجار؟/ 2
- اميركا: عراقية هي ام اوربيه!!؟/1
- العراق الويرلندي والعراق العراقي والعالم؟!
- هل من عراق قبل -النطقية الثالثه-؟
- عراق النطقية الثالثه؟
- (1258) ومروية الانحطاط الحداثوية الزائفة/2
- (1258) ومروية الانحطاطية الحداثوية الزائفة/1
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/9
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/8
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/7
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/ 6
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/ 5
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/4
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي / 3
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/2
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/1
- نهاية القرن الامريكي والفوضى الكونيه/3
- نهاية القرن الامريكي والفوضى الكونية/ 2
- نهاية القرن الامريكي والفوضى الكونيه/1


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ثورة على -النهضوية الحداثية الزائفه-/2