أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - انحلال الحزب الشيوعي العراقي/ 6















المزيد.....

انحلال الحزب الشيوعي العراقي/ 6


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7011 - 2021 / 9 / 6 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ا
هل سينطق العراق؟، العراق العراقي التاريخي، فيفصح عن ذاته المؤجل الإفصاح عنها منذ سبعة الاف عام، وقبلا هل حلت ساعة النطقيه على مستوى المعمورة، بمعنى هل استنفدت الأحادية الارضوية الغالبة حتى اليوم، والمكرسة تصورا ونموذجا، اغراضها، وقاربت ساعة كسوفها وتوقف فعاليتها، وهل سيتمكن العقل أخيرا، من عبور قصوريته التاريخيه، وحالة عجزه الموضوعي عن ادراك الحقيقة المجتمعية، ومضمرها، ومنطويا تها الأهم، باعتبارها ظاهر "لاارضوية"، وجدت بالاصل مفردة صنفا، في ارض مابين النهرين، ليغلب على النظر اليها، والى طبيعتها ومهمتها منظور المجتمعية الارضوية التي تظل غالبة وسائدة على مدى الاف السنين.
وهذا ما ظل العقل البشري والى اليوم يعتقده، فيواضب على تكريس ماهو قادر على اعقاله من مفاهيم الارضوية الأحادية،موقفا الظاهرة المجتمعية عند بوابة ( التجمع + انتاج الغذاء)، مقرونة بافتراض الابديه، واللازوال، مع الاستبعاد التام والكلي لاية احتمالية مؤقتية، او انتهاءصلاحيه، قد تبررها غرضية ما، ومستهدف وغاية ضمنية مضمرة.
هذا والتفارق بين ارضوي ولا ارضوي مجتمعي، واضح تاسيسا، حفلت به بدايات المجتمعية وقد حضرت ابتداء موزعة الى صيغتين وشكلين، الأول السومري في مابين النهرين،ومقابله النيلي المصري، المتباينان اشتراطات وخاصيات إنتاجية بيئية، الأولى تقارب "العيش على حافة الفناء"، ومخالفة الشروط الإنتاجية الكلي لجهد الكائن البشري، والثانيه توافقية، الاشتراطات البيئية فيها متيسرة كليا، ومساعده لليد العامله في الأرض، مع ماقد نتج عن ذلك وترتب عليه من تباينات جوهرية، انعكست على شكل المجتمعات، والصيغ التنظيميه التي تمخضت عنها، بين محلوية "وطنيه" أحادية، المجتمع فيها يتجلى في دولة، في وادي النيل، وازدواج مفتوح متعد للكيانيه، وكوني التحقق في ارض مابين النهرين.
الا ان التباين او الاختلاف الجوهري بين الحالتين، وماقديترتب عليه من انعكاسات على كل منهماـ لم يكن حين ظهر قد وجد أداة القياس والتفرق النوعي، او التمييز على مستوى الاعقال المتاح ابتداء، وحتى في القرون اللاحقة، وصولا الى اليوم، ذلك لان من مميزات الظاهرة المجتمعية الأساسية، انها توجد متعدية كينونة للطاقة المتاحة للعقل على الإحاطة والادراك، خصوصا بما يتعلق بالمجتمعية التي هو محكوم/ العقل/ بالتصير في رحمها، وداخل بوتقتها، وبحكم تفاعليتها، حيث لايكون واردا التعرف على منطواها الأساس، ووجودها كعامل نشوئي مساعد، خارج الجسدية ومتبقيات الحيوانيه، الامر الذي يكرس فكرة المجتمعية بذاتها، ولوجودها البحت، لابصفتها وسيلة واداة مهمتها تتعداها، الى العقل نفسه، وصيرورته الذاهبة للانفصال عن الجسد، والتحررمنه.
عدا حالة الطفولة العقلية، يدخل عنصر اخر مهم بصالح غلبة الأحادية الارضوية، يتاتى من الغلبة الساحقة للمجتمعات التي من هذا الصنف على مستوى المعمورة، بمقابل حالة وحيدة مفردة، لاارضوية، ازدواجيه، هي التي توجد في ارض مابين النهرين، فقط لاغير، والاهم الأخطر بعد هذين العاملين، هو افتقاد اللاارضوية الجاري الحديث عنها، للعنصر الأساس المادي اللازم والضروري لتحققها، فالنصنف مدار البحث ينشا بنيويا وكينونة وهو بحاجة حتى يتحقق، واقعا، الى وسيلة مادية، لابد منها لتامين انتقاله الى ماهو ميسر له، وموجوده لكي يبلغه، ويدخل عالمه. وكل هذه أسباب اكثر من كافية لكي تجعل الارضوية التي توجد متحققه أصلا مكتفية بذاتها ومكتملة، تسود وتتغلب على مدى الاف السنين، وصولا الى منتصف القرن التاسع عشر، عندما عرفت اوربا اعلى اشكال الاحاديات ديناميه، حالة صعودها الأقصى الممكن ضمن صنفها، فنهضت محققه حزمة من المنجزات الكيرى والهامه، جاء بينها ماقد عرف ب "اخر العلوم" او "علم الاجتماع" بماهو مقاربة أولى، يتم تكريسها كالعادة باعتبارها حقيقة مطلقة، بتجاوز كونها مجرد مقاربة أولية للظاهرة المجتمعية بصنفها الأحادي الارضوي، مقفلة، وغير قابل للذهاب لماهو المقصود، والهدف المؤجل تاريخيا، والخاص بصنفي المجتمعات كما وجدت بالاصل.
ولابد للمرء من ان يستغرب نكوص العقل لهذه الجهه، رغما عن مقاربته في حالات معينه للمطلوب، وهاهو على سبيل المثال من يأتي ليقول : " وتتضح هذه الحقيقة مع كثرة تكرار الفيضانات والعواصف والجفاف والحرائق التي كانت الالهة تهدم بها اعمال الانسان. ولم تكن الأحوال الطبيعية في بلاد مابين النهرين، على عكس ماهي عليه في مصر، لتهيء الظروف الملائمه لتطور المدنيه ( يقصد المدنيه الأحادية المحلوية) فالتغيرات الفجائية تستطيع ان تخلق احوالا تفوق قدرة الانسان على على ضبطها والسيطرة عليها ( الكاتب يستند هنا الى مصدر هو ...). ان المد الربيعي في خليج فارس ( هكذا في النص مع ان فارس التي ينسب الخليج لها ماكانت موجودة وان الخليج كان سومريا) قد يرتفع الى ثمانية اقدام او تسعة اقدام، كما ان العواصف الجنوبيه التي تستمر مدة طويلة قد ترفع شاطيء النهر قدمين او اكثر بماتذروه من تراب وغبار. ثم ان سقوط الثلوج في أرمينيا وسقوط الامطار في الجنوب بصورة غير عادية قد يؤديان الى ارتفاع مستوى النهرين بصورة مفاجئة، وقد يسد زحل الأرض مجرى الزابين الضيقين او مجرى الخابور، ثم لايلبث المجرى طويلا حتى يدفع بكمية ضخمه من الماء. واية واحدة من هذه الاحداث، او وقوع اثنين منها في وقت واحد قد تسبب فيضانا لاقبل للسهل الجنوبي ان تصدها او ان تمنع اخطارها. وفي الازمنه السابقة للتاريخ حين كان الفلاحون البدائيون يزرعون المواسم بعد الفيضان، كان بالإمكان تكييف الاستيطان بحسب التغير الدائم لتوزيع الماء والأرض حتى لو تكرر تدمير القرى مرات كثيرة. لكن المدن الكبيرة الثابته التي تعتمد على التجفيف والري تحتاج الى مجار مائية ثابته . وهذا لا يتحقق الا بالمراقبة والكدح الشاقين، لان مياه دجله الجارية بسرعه تجرف معها غرينا خشنا بحيث تنسد الاقنيه بسهولة، حتى ولو نظفت سنويا فانها ترتفع عن السهل نتيجة للترسب، ومن هنا فان خطر انفجارها او انفجار النهرين لايستبعد ابدا، وفي عام 1831 ارتفع فجاة وحطم حواجزه وهدم 7000 منزل في بغداد في ليله واحده"(1) وليس هذا النوع من الانتباهات مفرد، او لا مثيل له، او من صنفه، ومن السهل ان نقع على نص اخر يكرر المعزوفة نفسها فيقول:" اما حضارة ارض الرافدين فقد نشات في بيئة مختلفة كل الاحتلاف. ولئن نجد فيها الايقاع الكوني نفسه، بالطبع ـ تعاقب الفصول، سير الشمس والقمر والنجوم ـ فاننا نجد فيها أيضا عنصرا من القسر والعنف لم تعرفه مصر. فدجله والفرات يختلفان عن النيل، قد يفيضان على غير انتظام او انتظام، فيحطمان سدود الانسان ويغرقان مزارعه. وهناك رياح لاهبه تخنق المرء بغبارها، وامطار عاتيه تحول الصلب من الارض الى بحر من الطين، وتسلب الانسان حرية الحركة، وتعوق كل سفر. فهنا في العراق، لاتضبط الطبيعة نفسها. انها ببطشها تتحكم بمشيئة الانسان"(2) وليس هذا بالأحرى كل مايمكن ان يذكر، سواء من مناحي الاختلاف بين الحالتين الرافدينيه والنيليه، او بما خص حالة مابين النهرين بمفردها، فما تقدم يسقط من الحساب عنصرا هاما اخر، من الواجب الحاقه بالعوامل المجافية.
فارض مابين النهرين توجد مفتوحة الحدود شرقا وغربا وشمالا، تضخ السلالات والشعوب النازله نحو ارض الخصب من مواضع جبلية جرداء، وصحراوية، بعكس حالة مصر المحمية بالصحاري، مايولد مع طبيعة المجتمعية اللارضويه التي لاتعيش الا داخل قانونها والياتها البنيوية، او تفنى، عنصر تحد وتهديد بالزوال، لاتوقف له، ينتج عنه في افضل الحالات حالا من الازدواج الارضوي اللاارضوي، يتولد عن نزول قوى أحادية ارضوية طامحه الى بسط سلطتها على المجال اللاارضوي الأسفل، مايدخلها ضمن عملية اصطراع افنائية، لاتلبث ان تتحول الى محاولة إيجاد صيغ تلاؤم وتعايش صراعية غير افنائية، تتولد عنها نزعة امبراطورية من الأعلى، ووجهة للتجلي اللاارضوي السماوي من اسفل.
وكل هذا يجعل المرء بغاية الاستغراب والدهشه من مقدار بلادة وانتفاء حساسية العقل الأحادي، وجدب مخيلته الاستنتاجيه، مع ماينم عنه ميله القسري من ايمان مطلق بنوعه المجتمعي، مامن شانه ادخار مايمكن اعتباره ثورة الثورات العقلية الكبرى، في الأرض الأولى، تلك المؤهلة من دون غيرها على مستوى المعمورة، لاماطة اللثام عن الحقيقة المطوية المضمرة، ففي موضع اللاارضوية الأول فقط، يمكن العثور على الأسباب الواقعيه المعاشة، التي من شانها تجاوز القصورية العقلية، ومع ان العراق عاش هو الاخر مجبرا وعلى مدى ثلاث دورات وانقطاعين من تاريخه، السومرية البابلية الابراهيمه الأولى، والعباسية القرمطية الانتظارية الثانيه/ والثاثة الحالية المستمرة من القرن السادس عشر، وهو خاضع لهيمنه الأحادية المفهوميه النموذجيه، لاسباب موضوعيه، الا انه مع ذلك ولنفس الأسباب الموضوعيه، المتولدة عن كينونته ونوع بنيته، وجد على مر التاريخ باعتباره حالة مختلفة ضمنا، وكممكن واعد منتظر ومتوقع في ساعته، ومع لحظة انبثاق أسباب "نطقه".
ـ يتبع ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فجر الحضارة في الشرق الأوسط/ هنري فرانكفورت/ ترجمة ميخائيل خوري/ ط2/ منشورات دار مكتبه الحياة ـ بيروت / صص 66 / 67
(2) ماقبل الفلسفة : الانسان في مغامرته الفكرية الأولى/ ترجمة جبرا إبراهيم جبرا/ هـ . فرنكفورت ـ هـ .أ . فرانكفورت ـ جون.ا. ولسن ـ توركيلد جاكبسون/ صص 146/147/ المؤسسة العربيه للدراسات والنشر/ بيروت



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/ 5
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/4
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي / 3
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/2
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/1
- نهاية القرن الامريكي والفوضى الكونيه/3
- نهاية القرن الامريكي والفوضى الكونية/ 2
- نهاية القرن الامريكي والفوضى الكونيه/1
- عراق النطقية العقلية؟/ ملحق أ
- متى يوجد العراق .. كيف؟/6
- متى يوجد العرق..كيف؟/5
- فبركة عراق لم يوجد بعد؟/4
- فبركة عراق لم يوجد بعد؟/3
- فبركة عراق لم يوجد بعد؟/2
- فبركة عراق لم يوجد بعد؟/1
- الشرق متوسطية على مشارف اللاارضوية؟/7
- شرق المتوسطية على مشارف اللاارضوية؟/6
- حرب شامله تريدها اسرائيل اليوم: لماذا؟
- الشرق متوسطية على مشارف اللاارضوية؟/5
- الشرق متوسطية على مشارف اللاارضوية؟/4


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - انحلال الحزب الشيوعي العراقي/ 6