أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - انحلال الحزب الشيوعي العراقي/2















المزيد.....

انحلال الحزب الشيوعي العراقي/2


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7003 - 2021 / 8 / 29 - 14:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق عراقان: عراق كما رآه الغرب واراده ان يكون، وعراق تاريخي مايزال يتشكل غير مفصح عن كينونته وخاصياته، الأول يرهنه الغرب به وبحضوره، فيفبرك له سرديه تبدا بحسب الضابط الإنكليزي "ويرلند"( ويؤيده ويصادق على مايقول كل الحداثيين الايديلوجيين) عام 1831،مفترضا انها اللحظة التي صار فيها تاثير الظاهرة الغربيه، والسوق الراسماليه العالمية حاضرة. وعراق اخرمختلف، يبدا بالانبعاث والتشكل في القرن السادس عشرمحكوما لاشتراطات التشكل الازدواجي المجتعي، كينونته التاريخيه، بفترة قبلية، تتبعها بعد ثورة حررت العراق من بغداد للفاو عام 1787، فترة اخرى دينيه انتظاريه استمرت حتى الثورة الكونية غير الناطقة عام 1920 ردا على الاحتلال الإنكليزي.
العراق الأول افتراضي مركب من خارج المكان، ومفبرك على منوال ونموذج الغرب الحديث، ونمطه في الدول والكيانات، جاء ليطبق على مكان متعد للكيانيه، لايتجلى الا كونيا امبراطوريا، هو موضع ازدواج مجتمعي لاارضوي سماوي، وارضوي امبراطوري، خاضع لقانون الدورات الصعودية، والانقطاعات، وهو اعلى كينونة وبنيه من النمط الغربي، وارفع منه، يتجاوز متعديا مايمثله اويصدر عنه، حتى وهو في اعلى وارفع تعبيراته الحديثة، وثورته الشاملة الالية.
ليس هذا وحسب، بل ان النمط او النموذج الازدواجي لمابين النهرين، متعد لطاقة العقل ومامتاج له من ممكنات الاستيعاب الادراكي على مستوى المعمورة، كما بالنسبه له هو الذي يبقى، وبقي على مدى ثلاث دورات، غير قادر على "النطق" عن ذاته وكينونته، الامر الذي دخلت عليه اليوم، ومع ظاهرة الغرب وهيمنتها العالمية، حالة جديدة غير معروفة من قبل بدت وكانها بديل عن ضائع، او اكتشاف وهمي مخادع للذات، زين لمجموعه من الأشخاص ممن وجدوا وقتها بموقع التعبيرعن المطلوب، الذهاب لاستعارة الغرب بالخضوع لظاهرته اجمالا، ولنمطه ونموذجه، معتمدين إياها كحقيقة وبداهة، متحولين الى أداة للغرب ومفهومه، اخطر من حضوره ووطاته المباشرة، وكاشفين عن جهل مطبق، وقصور عقلي تاريخي، مع الافتقار للحد الأدنى من الحتسس بالكينونه والذاتيه التاريخيه، وقد بادرهؤلاء لاعتماد المروية الغربيه، وصولا لتشكيل ماعرف ب"الوطنيه الحزبية الايديلوجيه" الزائفة العارضة، المؤسسة والمرتكزة الى توهمية اسقاطية، تابعه لظاهرة كانت بلا شك، غالبه في حينها على مستوى المعمورة.
هذا الحال، جعل مسالة العراق ووجوده الحديث، ومايعرف بوطنيته، او نطقه عن ذاته وبدء التعرف على كينونته، مؤجله، ومحكومه بالمرور بطور اول من التماهي مع الغرب على حساب الذات، وماتنطوي عليه وتدخره من دلالات ومعنى، متجاوز للحظة الغربيه الحديثه، ومتعد لها، مضطر للمرور بها، وتلقي والتفاعل مع اثارها وانعكاساتها، قبل ان الانتقال الى حبث تصير الذاتيه حاضرة، وممكنه الانبجاس، بماهي انقلابيه كونيه اخيره، وشكل تجل متصل ب، ومتداخل مع انقلابيه شامله على مستوى المعمورة، والظاهرة المجتمعية، الامر الذي يجعل من هذا السياق ومساراته وتشكله، محكوما لسردية أخرى مختلفة كليا وقطعا، تتناسب مع نوع كيانيه مختلفة، لاتمت باية صله لتلك "الكيانيه الوطنويه الجغرافوية المحلية" واعلى وارفع اشكالها النموذج الغربي الراهن الحديث، مقارنة بكيانيه نشات وعاشت تاريخها ازدواجا متعديا للكيانيه المحلية، خاضعة لسياق ومسارات من نوعها، متوافقه مع ضروراتها ومحركاتها وخاصياتها البنيوية.
ويمكن اليوم إعادة النظر بأمثال الجادرجي، و يوسف سلمان يوسف " فهد"، وفؤاد الركابي، من ناحية امكان وصلهم، او نسبتهم باي شكل كان، لمكان قال امبراطوره في الالف الثالثة قبل الميلاد :"انا حاكم زويا الدنيا الأربع"، بعد ان احتل من لكش في اقصى جنوب ارض مابين النهرين، وقبل ان تعرف الظاهرة الإمبراطورية على مستوى المعمورة، عيلام شرقا، وساحل الشام، والاناضول، وعبر البحر الى كريت، وصولا الى عاصمة العالم "بابل"(1) ثم الى بغداد عاصمة العالم الثانيه، وخليفتها الرشيد الذي قال للغيوم:" امطري حيثما شئت فانت في ارضي"، هذا اذا لم نتذكر الا القمم الإمبراطورية، وماتنطوي عليه، قبل الذهاب لمقابلها، بدين البشرية "الابراهيمي"، وظهور المدينة الأولى،والدولاب، والكتابه، والشرائع، مع اولاها شريعة الراعي كوراجينا، حيث ترد لأول مرة في التاريخ، وقبل ثلاثة الاف عام قبل الميلاد أيضا، كلمة "حرية"، مع كل مايتغى به العالم اليوم من "حقوق الانسان" والمظلومين والمضطهدين، وصولا لحامورابي ومسلته، ومقدمتها التي ماتزال ارقى دلالة من مقدمة الدستور السويسري ارقى الدساتيرالغربية "انا حامورابي العبد الفقير الى الله اظهر للناس السود الرؤوس لاقتص للفقير من الغني"، فاذا اكملنا متحاشين ذكر المنجز الإبداعي الادبي التاسيسي وملاحمه، وقيثارته، أي التاسيس الموسيقي، وصولا لقمم الشعرية، مع العظيم المتنبي، وابي تمام، وبشار، وامريء القيس، ومالايحصى من المنجزات الكبرى، لجيش المبدعين، مع الجاحظ، والمذاهب التي صارت هي الإسلام، محوله الأصل الجزيري الى كلاسيك، تطبيقه وممارسته العملية، مذهبية، ذهابا الى الغناء والموسيقى مع زرياب مؤسس التاليف السمفوني،وناقله الى الغرب، ومعلم اوربا اتيكيت المائدة،عدا عن القرمطية والاسماعيلية، والخوارجية، والحلاجية، واخوان الصفا، والمعتزلة، والتشيع وانتظاريته المهدوية الخاتمه، ومالايمكن احصاؤه من دفق الإبداعية الكونيه، الموافقة لاشتراطات الدورة الثانيه.
فهل يمكن ياترى او يجوز باي شكل من الاشكال، ومع الاحتكام لادنى حد من المنطق، ان يلغى حضور موضع كهذا، عالمي كوني بامتياز، البشرية تدين به، وبمنجزه، وبرؤيته، وكانها لون بشرة، او دقات قلب بني البشر،لامجرد عقيدة زائلة، بدلالة القراءات الابراهيمه الكبرى الثلاث، مع اهم ماقد تاسس للمجتمعات ووجودها على الكوكب، من دون ان يخطر لمن يريد اليوم عراقا حاضرا متجددا، ومنبعثا بالارتكاز لكل ماخلفه من عظمة المنجز وشموليته، مع ازدواجه النوعي المجتمعي، فيبدا من القول بصوت عال وجهور،كما لايحق لاي مكان سواه على مستوى المعمورة القول بان : "العالم عراقي، العراق قليه وعقلة، وموضع وجوده ونطقه الازدواجي المنطوي على والسائر نحو حقيقته المضمرة المودعه فيه"، ليذهب بدل ذلك وباستخذاء معيب دال على صغارة أصحابه، لنكران الذاتيه، ومنعها وتحريمها القطعي اذا بان مايدل على محاولة التذكير بها، باسم سيف تحريم "الخصوصيات"، لصالح الأحادية الغربية، وطغيانها الاعتباطي، وحمية وكلائها الجهله، حثالة محتقري الذات الساميه العيا، بالضد من الحقيقة ومستقبل الكائن البشري، ومايضاعف من حالة الاستغراب هنا، كون هؤلاء لم يكونوا باية درجة، بموضع التدقيق بالظاهرة الطارئة المستجده ومايزالون، ولا كانوا قادرين ولامؤهلين باية درجة، للإحاطة بها، والتعرف على كينونتها، فضلا عن اكتناه احتمالية نقصها او خداعيتها، وماقد يكون كامنا فيها من أسباب تجعلها على غير ماتوحي به آ نيا، مايعني جهالة من ننوه بهم هنا على المنقلبين، لجهة عالمهم وذواتهم، كما لجهة من يتماهون معه ويعملون بخدمته، مالايترك أي مجال لتوقع انتباه أمثال لهؤلاء، لكون الغرب الأوربي، سبق ان حضر الى الشرق المتوسطي، وانه بناء عليه خرج مخترقا ابراهيما مسيحيا والى اليوم، كخطوة أولى مخلخله لوثنيته، وصلادة احاديته التكوينيه.
كذلك تبرز هنا في السياق مسالة جوهرية خاصة بالتعاقيبة الصعودية المجتمعية كما هي عموما، وكما يدل عليها الغرب الراهن بنهضته وصعوده الكبير المعاصر، مقارنه بالدورة الأولى من حضوره، اليوناني الاغريقي الروماني، باعتبار الحاصل راهناعتبه عليا، ضمن سياق تطور بنيه، وموضع نمطي مجتمعي، الأحرى، لابل هو يجيز، ان لم يكن يحفز تخيل احتمالية من نوع ارتقاء الموضع المؤسس للبدئية التاريخيه، مع، وبما سبق من التعرض لمنجزه نوعا، وقد ارتقى مجددا اليوم الى طور اعلى من دوراته وصعوده، أي لو انه ذهب حاليا كنتيجه ومآل، لما هو قائم فعلا وواقعا من الدورة التشكلية الثالثة الراهنه، فبلغ ذروتها، واعلى منطوياتها الموقوفة على منتهاها، وتحقق نطقيتها وهو الامر المنتظر من هنا فصاعدا.
تخيل تاريخي كهذا، كان يتطلب يقظة عبقرية، لاترهن التعاقبية المراحلية بالغرب لوحده، لتضعه بموقع من يصادر التاريخ، ما يقتنع به مؤمنا نفر مغرق في التردي، بالكاد سمعوا بالغرب، وقرأوا بعض صفحاته بالواسطة، وهم خارج ذواتهم، عينهم عين الجهل، ووطاة قرون الانحطاط. انما ومع كل هذا، ورغم التهافت الكلي في الجوهر، وجدت الأحزاب "الحديثة"، وصار لها ماتقوله عن نفسها، ومايقال عنها ويكتب(2)دليلا على مدى توطن أسباب التهافت المفهومي، قبل ان يتحول لدالة معيبه تدعو للخجل، لولا ان يتذكر المرء احدى اهم خاصيات تاريخ العراق المتراوحة، بين الدورات الصعودية، والغياب الانقطاعي، ومامتوقع ان يظهر من اشكال التردي الموافق لحالات وفترات الانهيار واخرها، الحالية.
الحزب الشيوعي ومعه مجموعة قوى (جبهة الاتحاد الوطني)، هي قوى استوجبتها الضرورة الاصطراعية مع الغرب ونموذجه، ابان طور استمرار تعذرالنطقية الذاتيه ( الوطن/ كونيه) المتعدية للكيانيه، وغلبة النموذجية الافتكارية الغربية، الكاسحة على مستوى المعمورة، مااوجد حالة من الاصطراعية المرحلية امتازت من الجانب العراقي، بحضور الاليات البنيوية التكوينيه، من دون، وقبل توفر أسباب النطقيه، ما جعل مسالة الاستبدال، ومجابهة الغرب بوسائله، فرضا مؤقتا، برروجود الأحزاب الجاري الحديث عنها، بغض النظر عن نوعها وطبيعتها، وعن خطابها المفبرك البراني، وهو حال استمر ابان الطور الافنائي الجزئي الغربي الأول لموضع واساس ومصدر الاليات الوطن كونيه(1921/1958)، وما قد طرأعلى حالة التشكل الحديث الراهن الرافديني اثناءها ، كان لابد لمفعوله، والغرض منه،ان ينتهي مع ثورة 14 تموز 1958 ، حين لم تعد تتمتع هذه/ الأحزاب / ـ وانحل بعضها تلقائيا وطوعا مثل "الحزب الوطني الديمقراطي" ـ ، باية فعالية ضمن شروط الصراعية بفترتها اللاحقة، الناشئة من يومها، ومع تبدلها، وحلول الطور الافنائي الثاني قبل الثالث الحالي، محلها.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انحلال الحزب الشيوعي العراقي/1
- نهاية القرن الامريكي والفوضى الكونيه/3
- نهاية القرن الامريكي والفوضى الكونية/ 2
- نهاية القرن الامريكي والفوضى الكونيه/1
- عراق النطقية العقلية؟/ ملحق أ
- متى يوجد العراق .. كيف؟/6
- متى يوجد العرق..كيف؟/5
- فبركة عراق لم يوجد بعد؟/4
- فبركة عراق لم يوجد بعد؟/3
- فبركة عراق لم يوجد بعد؟/2
- فبركة عراق لم يوجد بعد؟/1
- الشرق متوسطية على مشارف اللاارضوية؟/7
- شرق المتوسطية على مشارف اللاارضوية؟/6
- حرب شامله تريدها اسرائيل اليوم: لماذا؟
- الشرق متوسطية على مشارف اللاارضوية؟/5
- الشرق متوسطية على مشارف اللاارضوية؟/4
- الشرق متوسطية على مشارف اللاارضوية؟/3
- الشرق متوسطية على مشارف اللاارضوية؟/2
- الشرق المتوسطي على مشارف اللاارضوية؟
- -الانسايوان- والطبيعة: مقاربتان عقليتان؟/4


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - انحلال الحزب الشيوعي العراقي/2