أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - قمة بايدن وموت العالم العربي-الحديث-؟/1















المزيد.....

قمة بايدن وموت العالم العربي-الحديث-؟/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7313 - 2022 / 7 / 18 - 19:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القمة التي امر بعقدها الرئيس الامريكي بايدن في جدة مؤخرا، انطوت على نحو صارخ على دخول مايعرف بالعالم العربي عمليا وعلى مستوى التجلي في نظام اخذ بالتبلور، هو نظام موت هذا الجزء من العالم، والحكم لهذه الجهه قائم على احتساب قرني، وتمرحل يصل الى مايزيد على القرنين من تاريخ هذه المنطقة، بعلاقتها بالمتغير، او الظاهرة الكبرى الحالة على العالم منذ الانقلاب الالي البرجوازي الذي انبثق في اوربا، ومارافقه ونتج عنه من متغيرات انقلابية، استقرت على مابعرف بمفاهيم "الحداثة" النموذجية والتفكرية، باجمالي ماقد نتج عنها من منجز نوعي على الصعد المختلفة.
وكانت المنطقة منذ بدايات القرن التاسع عشر قد بدت وكانها منخرطة في الظاهرة الحديثة، او ماسمي في حينه "عصر النهضة"، تمثلت نواتها الحيوية على وجه التحديد، في المواضع المجتمعية الشرق متوسطية، في مصر وساحل الشام بالذات، عدا عن الفعالية العملية الدينامية العراقية، وابتداء من الاصلاحية الاسلامية، الى "العلمانية" وخيار الدولة المعروفة بالحديثة على نمط ( الدولة / الامة)، فقد غلبت على الخيارات التاريخيه نزعة طابعها الرئيسي توطين الحدث الغربي، بجعله امكانية شرق متوسطية قابلة للحياة.
ولم تكن الفترة، او الظاهرة المنوه عنها قد عرفت في حينه اية نزعة استدراكية، وان بحدود دنيا، اذا مافصدنا ظهور تيار، او وجهه يمكن التوقف عندها، وبدا وقتها من مظاهر خلل ولاواقعية الموجه مدار البحث، اعتبارها للغرب كبداهة، بينما اختفى الميل للذاتيه كمحرك تاريخي، عدا محاولة اعتبار الظاهرة الغالبه على مستوى المعمورة، بمثابة محفز للانكباب على الذات والبحث عنها خارج مواصفات البحث الشائعه، ذهابا لاحتمالية وجود اليات خاصة مطموسة، او غير مكتشفة، او متوقفه، سواء مؤقتا الان، او بصورة دائمه، وحين كان يتردد قول من نوع " لماذا تاخرنا وتقدم الغرب؟"، فان احدا لم يكن يفكر وقتها بان الاجابة على هذا السوال الجوهري غير ممكنه اذا لم يتعرف العالم الشرق متوسطي على ذاته على مستوى الديناميات والمستهدفات.
وعلى هذا فان الغرب كان قد تحول هنا لا الى نموذج ومشروع، بل الى استبدال بنيوي، وان الامر المطروح اليوم هو "عمل ارادة"، والحاق كينونه باخرى، ماعداه يعتبر نزوعا مرفوضا الى "الخصوصية"، والاهم من هذا والاخطر الذي لم يكن واردا على الاطلاق، ان نتصور احتمالية ظهور اراء او وجهات نظر تبحث في امكانيه ان يكون الغرب ومنجزه، ومايراه عن نفسه والعالم، منطو على خطأ، او قصور ما، او انه بالاحرى ادنى من منجزه الذي مايزال ينتظر التبلورات والتراكم الضروري، قبل انبثاق الاحاطة العقلية بالظاهرة الانقلابيه المستجدة بعد القرن السابع عشر وترسخ الالية المصنعية.
ومما هو بديهي من حيث علاقة العقل بالمتغيرات والانقلابات الواقعيه، تاخره عن الاحاطة بها في ساعتها، الامر الذي يضع الغرب الحالي وحداثته، رهن المستقبل، وخارج مجاله الحيوي ربما، اي يجعل منه ظاهرة "عالمية" مستقبلية، مفتوحة على مستوى الاحاطة الادراكية، وفي موضع مثل الشرق الاوسط، متميز على مستوى الحضور التاريخي التاسيسي، ومايطلق عليه "الحضاري" التاسيسي، والوسيط الامبراطوري، وظاهرة اختراقيته اللاارضوية السماوية لروما/ اوربا، اولا، وللشرق الواصل الى الصين، بعد انصباب هذين المجالين امبراطوريا في المنطقة الجاري الحديث عنها،ليس من الغريب، ولن يكون من قبيل التجاوز المبادرة للبحث عن احتمالية تبلور راهنه تصورية ونموذجية، متجاوزة للغرب وظاهرته الراهنه، الامر الذي لايمكن ان يكون الا من صنف "مابعد غرب".
ومن الواضح اننا نقصد اليوم منطقة هي ليست في حال صعود ديناميات، الامر الذي كان حل هنا بصيغة انقطاع تاريخي، وتراجع مع القرن الثالث عشر، يوم ختمت الدورة الثانيه العباسية القرمطية الانتظارية في ارض مابين النهرين، بسقوط بغداد عام 1258، في الوقت الذي بدات فيه ديناميات الصعود تنتقل الى الضفة الثانيه الغربيه من المتوسط، وتحت طائلة حال كهذا، ومع النهضة التي تحققت في الغرب، فان ماكان منتظرا وقتها كانعكاس هنا لايمكن ان يكون الا من صنف "النهضة الزائفه"بديناميات مستعارة، وجهل كلي بالديناميات غير الناطقة، واشكال حضورها، ومواضع تجليها .
ولايمكن تخيل شكل ومسار النهوض الفعلي ان وجد، مكان ماعرف بالنهضة الحالية، على الاقل الى الان، بينما نحن لانستطيع بعد افتراض سردية من هذا النوع، تقول بتتابع الفترات، من الانقطاعية الانهيارية، بعد قمة عليا امبراطورية، الى توهم "النهضة" الكاذبه، وصولا لانتهائها وموتها بعد قرابة قرنين على بدئها كما هو حاصل الان. وكانت ابرزمظاهر "النهضة" الجاري الحديث عنها، ومايدل عليها ويبرر اعتمادها عمليا قد ارتبط بتجربة الالباني محمد علي في مصر، ومشروعه الحداثي المركب من اعلى في مصر،بلا آليات، وهو الذي تكفل بانهاء المشروع المقابل الجزيري المتشبه بالثورة الختامية النبوية الابراهيميه، مع اختلاف الحوافز والاشتراطات، بين مجتمعية "احادية لادولة قبلية" خاضعه لاقتصاد الغزو الاحترابي، ولاحتقار العمل اليدوي، طاقتها القتالية استثنائية لاتجارى، وصلت درجة تازم قصوى، بفعل الاغلق الفارسي للطريق التجاري، والمتنفس الواصل بين البحرجنوبا، والهلال الخصيب في الشمال،والذي اليه يعود منح موضع اقتصاد الغزو، الحدود الدنيا من التوازن الضروري للاستمرار، عدا عن التهديد الفارسي الروماني المباشر بالاختراق، لولا قسوة التضاريس، والطاقة القتالية الاستثنائية لمكان مازوم بسبب الحصار، حتى وصل مشارف "اقتل لتعيش" قانونا حياتيا. وكل هذه اسباب هيات مايلزم لكي ينتقل مجتمع الجزيرة وقتها من "القبلية" باعتبارها الوحدة والخلية الاجتماعية الاساس، الى " العقيدية" التي استمرت متغلبة طيلة فترة النبي محمد والخلفاء الراشدين، لتعود القبلية فتستعيد موقعها القيادي، محولة العقيدة الى "ايديلوجيا"، ووسيلة لتكريس الحكم الوراثي، الامر الذي عاد ليتكرس منذ معاوية بن ابي سفيان والدولة الامويه، اعتمادا على تركز الجند باعداد كبيرة في الشام بمواجهة الروم، وزخم عملية الفتح، لابفعل، او استنادا لاليات منطقة الشام، التي لم تكن، وهي غير مهياة كينونة، للتبلور الكياني حتى بصيغته "الوطنيه"، ماقد جعلها تاريخيا ممرا للامبراطوريات.
وبالمقارنه بين عجز محمد بن عبدالوهاب دون تحقيق اي منجز الا بقوة حضور "ال سعود/القبيلة" مقارنه بالنبي محمد، الذي ابتدأ دعوته بالخروج على " قريش"، وهزيمه "الوهابية" في عقر دارها على يد محمد علي، مقارنه بعملية الفتح غير المسبوق لقوة احترابيه استثنائية لاترد، بلغت مشارف الصين، وهيات بفترة قياسية، الاشتراطات الضرورية لقيام امبراطورية مابين النهرين باشتراطاتها البنيوية، بعد دورتها الاولى السومرية البابلية الابراهيمه، وقد استمرت اليوم لخمسة قرون، هي تاريخ "عودة الابراهيميه الى ارضها"، الامامية، التشيعية، الاسماعلية، الحلاجية، القرمطية، المعتزلية، الاخوان صفائية.... الخ، واختلاف تجلياتها، وصولا لاعلاها "الانتظارية" التي تحيل وجهة التاريخ الى دورة ثالثة، بعد انغلاق وعدم توفر اسباب التحقق تكرارافي الدورة الثانيه، وثبوت استحالتها.
القبلية مكان الغلبة العقيدية، وغياب عنصر الاحتراب الاستثنائي بعد المتغيرات الطارئة عالميا على وسائل وادوات الحرب، احلا اليوم على محاولة الانبعاث السلفي الجزيري عنصرا من خارج كينونتها ابعدها عنها وعن كينونة المكان كليا، لتصبح مملكة الريع النفطي القبلي، وبرنامجها المجتمعي، "المجتمع منزوع السلاح" مكان مجتمع الاحتراب الاقصى، ولتغدو بقوة النظام الغربي الحديث، بعد اكتشاف النفط، وبالارتكاز لميكانزماته فقط، قابله للوجود، بعد ان كان من تصدوا للمشروع الجاري الحديث عنه منفيين عند حيرانهم الكويتين. وهكذا نصير بحضرة اسلام الريع النفطي القبلي، الاسلام المفبرك الذي يقلب المجتمع الجزيري الى ضده تماما، بينما يذهب بالعقيدة الى ماهي ليست منه. وبين ميل للالتحاق بالعصر مستحيل على وفق نموذجه، مايبقي الالتحاق به، بمحركات وارتباط عضوي، وهي تدعي متظاهرة بالعكس رضوخا لوطاة كينونتها الاصل وما من شانه منحها "الشرعية"، مامنع كليا الاعلان عن التحاقها به نمطا وسلوكا، لتصبح الفترة مدار التناول فريدة ولاشك قياسا لاية حالة اخرى معروفة على مستوى المعمورة من حيث تفاعليتها المزدوجة مع ظاهرة الغرب الحديث مابين ابار نفط و"دول" قبائل متغلبة، لاتسري عليها مفاعيل الفشل والنجاح لانتفائها كينونة مجتمعية وديناميات بحكم التاريخ وقانون الريع النافي لفعل المجتمعات من الاسفل واسقلال دول النفط عن مجتمعاتها التي هي بموقع المعيل لها .
ولم يسبق، ولاحدث في اي مكان من العالم ان انبثقت مجموعة من الدول/ القبائل النفطية المتقاربة جغرافيا، بما يشكل مجالا نمطيا، هي غير خاضعة لمعاملات القياس المستعملة في تقدير وتقييم اليات، واحتسابات التقدم والتاخرالمجتمعي، ذلك لانها بلا تاريخ، وهي لم توجد قبل القرن الماضي، ومع ذلك يمكنها الان ان تتحدث زورا وبهتانا، بصفتها "العالم العربي"، او النائب عنه، برغم انها خارج سياقات هذا الكيان التاريخي، من المفترض ان يشرع بكتابة، او تاسيس فرع تاريخ خاص بها، وبنوعها، هذا علما بان المجال الخليجي يقابل في المساحة التي تعرف بالعالم العربي، كيانات تاريخيه هي الاعرق في التاريخ البشري، كما حال ارض مابين النهرين، وارض النيل، اذا لم تذكر ارض الشام بينهما، وهذان الموقعان، يقابلان كتلة المجتمعات الاوربية الطبقية والتاريخية العريقه تشكلا هي الاخرى.
وهنا بين العراق ومصر، الذين حضرا قمة بايدن بلا حضور، تطبق بصرامه قياسات التقدم والتاخر، بالمقارنه، وعلى ضوء الخيارات والمنجزات، لانهما موضعان اسسا فعليا، المنطلق الاجتماعي البشري اليدوي، وذهبا اليوم ليجربا محاولين الانتقال الى الالية، على وقع ماهو حاصل على الضفة المتوسطية الاخرى.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانتظار الثورة العقلية العراقوكونية*/ 5/ ملحق1
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/4
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/3
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/2
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/1
- اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم ... / ملحق
- اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم ... ؟!!! ( 2/2)
- اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم..؟!!!(1/2)
- بيان- اللاارضوية- العراقي اللاعراقي*/1
- ثورة تشرين ووطاة حثالات -الويرلنديه-؟؟؟/2
- الثورة التشرينيه ووطاة حثالات -الويرلندية-؟؟؟/1
- ثورة تشرين اللاارضوية و -قران العراق-؟
- ثورة على -النهضوية الحداثية الزائفه-/2
- ثوره على -النهضوية الحداثية الزائفه-؟/1
- امريكا الموشكه على الانفجار؟/ 2
- اميركا: عراقية هي ام اوربيه!!؟/1
- العراق الويرلندي والعراق العراقي والعالم؟!
- هل من عراق قبل -النطقية الثالثه-؟
- عراق النطقية الثالثه؟
- (1258) ومروية الانحطاط الحداثوية الزائفة/2


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - قمة بايدن وموت العالم العربي-الحديث-؟/1