أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(1/2)















المزيد.....

الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(1/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7364 - 2022 / 9 / 7 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماتزال معزوفة الغرب الحديث الايهامية سارية وان بكسوف، وبلا دينامية، وبمحاولة تحاشي المواجهات المباشرة، وكل هذا يدخل باب الموت السريري، لتصورات عارضة لحظوية، الاشتراكية منها اتصلت نظريا باحتدامية الاصطراعية المصنعية الاولى، مع وهم الصعود البرجوازي الذي تنفيه الاله نفسها، وماعدنا اليوم نسمع عن "منظرين" افذاذ من وزن ماركس ولنين، ولاحتى من مستويات ادنى، والمنظرون الذين يمكن احتسابهم ضمن هذه الخانه لايمكن اعتبارهم "منظرين اشتراكيين" بالاخص "عمليين"، وماركوز منهم كمثال اذا ذهب الى نفى الاليات الراسمالية المعتمد كلاسيكيا، وسقوط الاتحاد السوفيتي اورث حالة بؤس نظري مريع، بينما حل لدى الباقين من المؤمنين بما قد انهار وزال، الاتكال على الباري عز وجل، ورافته بالكائن البشري والقدر المحتم، بدون محركات كان الماركسيون يباهون باكتشافها وباماطة اللثام عن محتماتها الاصطراعية الطبقية.
في بلداننا مازال هنالك "يسار" محتضر لالزوم له، وليس هنالك مايبرربقاءه بعدما انتفت اسباب وجوده الفعلية التي هي برانيه جملة وتفصيلا، فاذا تحدث هذا الجمع عن نفسه اليوم لمح بخجل الى وجود "ازمة"ما، الملفت انه لايعرف، ولن يعرف مصدرها او اسبابها، باعتباره لحظة تناغم مع متغير براني جملة وتفصيلا، واكثر منه ولاسباب تطبيقية لها مسببات غير التي يتوهمها اصحابها، شعار الدولة المدنيه والديمقراطية، التي يرى من يصرون على المطالبه بها، ان غيابها كان السبب فيما الت اليه الاوضاع في المنطقة، وانها لو اتبعت لما حصل الحاصل اليوم، الا ان هؤلاء لايتوقفون عند البواعث والاسباب، ولايجيبون على سؤال اساس : لماذا ياترى لم تتحقق؟ ذلك على الاقل بينهم وبين انفسهم، حتى يكونون منسجمين مع ذواتهم ان كانت اصلا تتمتع بالنضج اللازم، ولا نقول الصدق.
الايمكن ان تكون الديمقراطية اصلا، ومعها الاشتراكية، اي العنوانين الرئيسيين اللذين واكبا ظاهرة الغرب الحديث ومساره وقطبيته، اكذوبة لااساس لها ومجرد حالة توهمية عابره بالقياسات التاريخيه الزمنية؟ لسنا هنا بصدد المماحكة، او المنطق الدعائوي، فمسارات اللحظة ومايعرف بحركة التصيّر، تتعدى قدرة الغرب على الاحاطة بالحاصل ابان اللحظة الانقلابية الالية، حين سجلت من وقته الانتقالة الكبرى من "المجتمعية البيئية" الى " المجتمعية التقنيه"، ومع الاصرار المبالغ به على "العلمية " و"العقلانيه" الذروة،التي يقول الغرب بحيازتها، فان الحاصل لهذه الجهة هو بالاحرى، وكان من قبيل التبرير غير الواعي لقصورية اعقالية كبرى، ماكان بالامكان تخطيها في ساعتها، بسبب ثقل طغيان ماقبلها وما هو معتاد وراسخ.
فالمجتمعات كظاهرة تنشا في احضان البيئة وتلوناتها، ومنها وبالتفاعل معها تكتسب صفاتها وانماطها على اختلافها وتعددها غير المكتشف، وهذا الحال ابرز مايميزه كون المنتجين في الارض، كانوا ماخوذين بقوة حكم الطبيعه لحين انبثاق الالة، حين تغيرت القاعدة، وصار الكائن البشري من وقته مهياة له اسباب التدخليه الواعية، ولم يعد على اية حال كما كان خاضعا للحكم البيئي، مايعني ولادة مجتمعية اخرى غير تلك التي كانت قائمة من بداية تبلور الظاهرة المجتمعية.
الا ان الفترة بين القرن السابع عشر المصنعي والعشرين، لم تكن كافية لكي تتبلور خلالها المفاهيم المجتمعية المستجده على ضوء المتغير التقني، وظلت المترسبات ومتبقيات وقواعد قياسات العقل المتاخر اصلا عن ادراك الظاهرة المجتمعية، تفعل فعلها،ذلك من دون ان نستبعد من المشهد الغرضية، ودافع الربحية والجشع المواكب للوفرة الانتاجية الالية، ماقد عززفي العقل الغربي في حينه قصورية تصورية موضوعيه، تكاد تكون من قبيل البداهة، عندما لم يكن متاحا وقتها باي شكل كان، استشراف ماهو غير مختبر، ولم يعط بعد مايكفي، وماهو لازم من الدلالات التي تعين نوعه، او تكشف مخاطره حتى، فيما لو جدت.
وتشكل مفاهيمي ممارسي من هذا القبيل، بظل تحولية انقلابيه من هذا النوع، تصير بالاحرى حالة نكوص تدميري، فالانقلاب الالي على البيئة، يعني حتما انقلاب على المجتمعية وممكنات استمرارها، بوضعها امام احتمالية مستجدة مختلفة، هي من نوع البدئية الثانيه بلا رؤية من نوعها، الامر الذي قد يجعلها منطوية على اسباب " افنائية"، خصوصا اذا هي لم تتمخض عن انقلابية تصورية مفهومية من نوع المتغير الحاصل، بما يعني الانتقال الى المفهوم "المجتمعي التقني"، باشتراطاته ونوع الياته، ومايمكن ان يضبط مساراته، فلايتركها كما فعل الغرب عمليا خارج الاحاطة العقلانيه وما تتطلبه من التدبير.
وبسبب نوع الدوافع التي ظلت متحكمه بموقف الغرب، فلقد جرى استعمال الطاقة التقنية الاليه المنبثقة، وبقوة مفعول الجهل، ضد الكينونه المجتمعية الراسخه البيئية، من دون التوقف عند منطوياتها، او مايمكن ان يكون متضمنا فيها من مستهدفات تفاعليه، سائرة نحو غرضية بعينها، لقد اسقط لحظتها اصلا نوع النمطية المجتمعية البيئية، فظل العقل هنا عاجزا عن ازاحة النقاب عن التوزع الازدواجي، احادي الدولة، واحادي اللادولة، ومنه انواع الاحادية الطبيقة واللاطبقية الدولوية فقط، ناهيك عن مجتمع اللادولة الاحترابي الاستثنائي من بين مجتمعات اللادولة الاخرى، وفي حين كان يفترض لو ان النقاب قد ازيح عن النمطية المجتمعية البيئية، ان تجري الموائمة بين المتغير الانقلابي في الوسائل، وبين الحال القائم تاريخيا منذ التبلور المجتمعي الاول، ذهبت الظاهرة الاوربية بجهل تام وصارخ، الى العمل على توحيد المجتمعات قسرا تحت نمطيتها "البرجوازية"، و " الديمقراطية"، الامر الذي سيؤسس من يومها لاعنف واضخم عملية تحوير قسري قصوري غير معلوم النتائج، بدات مفاعيلة اليوم تطغى على العالم احتقانا، وتازما خطرا، ليس بالامكان تقدير نتائجه، ومستويات الخطر المترتبه عليه بظل مايوازيه، ومايواكبه وتراكم بحصيلته، من نتائج التدخلية التخريبية الواقعه على البيئة بذاتها.
ولن يكون القول بالغرب الجاهل مقبولا او مما يمكن سماعه براحة، بعدما تكرس عنه من ارتقاء على سلم المعرفة والعلم بحسب المقاييس الارضوية والاحادية، حين جرى الباسها على ماهو غيرها كينونتها ونوعها، فالغرب الحديث المنتقل الى الالية، وتبعا لها المجتمعية التقنيه، وجد وظل من حيث ادراكه لما طرا عليه، ادنى منه، عاجز عن استكناه حقيقته المتعدية طاقة لماقبلها، كما هو الحال مع الطور البيئي اليدوي المتجاوز موضوعيا، وفي حين كان لازما الربط بين المتغير الالي، والاليات المجتمعية السابقه، ودمجها لاجل تسريع وتسهيل بلوغ التفاعلية النمطية المجتمعية الاصل الى اهدافها كما هي مضمرة في نوع المتغير المستجد هو الاخر، وممكناته، واحتماليته المتعدية لمجرد الالية المصنعية الابتدائية، جرى فصل الالة بذاتها، لاستعمالها كقوة تميز، تمنح السطوة والغلبه، بغض النظر حتى عن سلامة وحسن سير الحياة في مواضع المنشا نفسها،ومن ذلك بالاخص ما يتعلق بالديمقراطية والحرية.
وبينما يرهن الغرب التحول البرجوازي الديمقراطي بالقفزة الاليه، فانه يولد في اللحظة نفسها الية اصطراع مع المجتمعية البيئية التي تقاوم وجهة تحويرها، والعس لفرض النمط المفترض، وشكل المجتمعية المتوهم انيا من قبل الغرب، بحيث يحل على المعمورة نوع اصطراعية غير مكشوف عنه النقاب هو الاخر، مع ان مظاهر منه تلاحظ وتعتمد بدلالة نزعة التحرر من الهيمنه الاستعمارية، المرافقه لصعود الغرب وظاهرته الراسمالية، وسواء بما خص البيئة بذاتها، او "المجتمعية البيئية" فان النمط الغربي الطبقي المتحول الى الالية البرجوازية، يظهر غير متلائم، فضلا عن ان يكون متطابقا مع جوهر وحقيقة الانقلابية الالية، باعتباره بالاحرى عامل تاجيج لاصطراعية كوكبية تشمل الالة نفسها، وتفرض عليها هي ذاتها التحور المطرد، ذهابا الى "التكنولوجيا العليا" كوسيلة انتاج عقلي.
من هنا يمكن تعديل زاوية النظر الى الحدث الالي باعتباره متحصل ونتيجة للتفاعلية المجتمعية البيئية كما هي، وبحسب الياتها، ومصادرتصيّرها، واشكال تعثرها، كما صعودها، ونوع المسارات التي توافق انبثاقها، مايدخلنا بابا من النظر مختلف عن ماقد رافق الانبثاق الاول الحالي، وقد صودروكانه خصوصية مكانية ونوعيه، منفصله عن مجمل المجتمعية وحركتها الشاملة العائدة الى البدئية، ووجهة سيرها المقررة، والاهداف الكامنه بين تضاعيفها، وهي سائرة باتجاهها، مما يخالف التوهمية الانيه الغربية الاوربية كما تجلت اليوم.
فليست الثورات البرجوازية وديمقراطيتها هي ماظلت المجتمعات منذ نشاتها تتطلع نحوه، ولا تدخل اغراض من هذا النوع ضمن مستهدفاتها بحسب ماتدل عليه الكينونه الابتدائية النمطية المتعدية للديمقراطية والاشتراكية بصيغة دولة اللادولة اللاارضوية، بنظامها الطبيعي اللاتمايزي فوق الارضي، الذي لايولد تمايزات على مستوىىي الملكية والسلطة، الموكوله الى الوظيفة وانجازها الاكمل ضمن اشتراطات حياتيه، اساسها التحدي المطلق والمجابهه المستمرة مع البيئة الطاردة، وشروط العيش على حافة الفناء، حيث لاوراثه، ولامناصب مقررة مسبقا، بل حيازه للدوربالتجربة والمراقبة، وهو النظام الذي يتمثل تباعا في كوراجينا والقول ب "الحرية" لاول مرة في التاريخ، مع كل حقوق الانسان الحالية، وحقوق المستضعفين، او حمدان قرمط، ومجلس العقدانيه، واول مبدا من مبادئة "يحق للانسان ان يؤمن، كما يحق له ان لايؤمن"، مايجعل من الشيوعيه الممتزجه بالحرية موحدتان، نظاما قائما ومستمرا وجودا عبر المراحل، كينونه لا افتعالا او تطلبا خلال طور عابر، محكوم لوطاة الاحادية والتكلس البنيوي التمايزي، الذي يحول الاله الى سبب لتكريس الملكية والسلطة، تلك التي تحول الكائن البشري الى كائن" ذو بعد واحد"و " نظام تفاهه".



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/6
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/5
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/4
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/3
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيهم/2
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتية؟/1
- السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(2/2)
- السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(1/2)
- من-المجتمعية الجسدية-الى-المجتمعية العقلية/5*
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/4
- جذور ومصادرالشيوعيه العراقية -اللاارضوية-؟/3
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية”/2
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/1
- قمة بايدن وموت العالم العربي -الحديث-؟/2
- قمة بايدن وموت العالم العربي-الحديث-؟/1
- بانتظار الثورة العقلية العراقوكونية*/ 5/ ملحق1
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/4
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/3
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/2
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/1


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(1/2)