أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(2/2)















المزيد.....

السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(2/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7345 - 2022 / 8 / 19 - 13:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غريب تماما ان يظل الكائن البشري الى اليوم مصرا على ارضويته،هذا مع تعدد الاسباب الموحية بعكس ذلك حين توضع في الاعتبار مقتضات الذكاء والخيال، في حين يتجلى الاصرار على تكريس الارضوية وكانه مبدا اعتقادي عفوي، ونوع من دفاعية تذكر بالحماسة "الوطنيه" او القبلية بصيغها البدائية، ذلك مع ان اللاارضوية وازنه الحضور، وشاخصة بالذات، وبالدرجه الاكثر تجليا حياتيا، من خلال مايعرف ب"الدين" كظاهرة ازدواج مجتمعي تكاد تكون شامله، تخترق البنى الاحادية المجتمعية، وتظل مستقلة عنها في قلبها، لها مصدرها العائد بوضوح الى "عالم اخر"، لم يسبق ان جرت معالجته كاحتمال دال على اشارة ليست عادية،. وهنا كمثال يلفت النظر الى بعض المناسبات التي جرى فيها التعرض للمخلوقات الاخرى المحتمل وجودها خارج الكوكب الارضي. وماقد اثاره بعضهم بخصوص احتمالية ان نكون نحن ككائنات ارضية، من صناعة مخلوقات سابقه علينا وجودا بملايين السنين، مايعني انها متقدمه علينا بما لايقاس.
ولدى الملاحظة التي تذهب لتفسير اسباب عدم تواصل المخلوقات المذكورة معنا كليا، فقد خطر على بال البعض ان المخلوقات المذكورة ربما تكون قد قررت وضعنا في "حديقة حيوان"، بانتظار شيء ما، او لانها تتوقع لنا ان نجتاز مع الوقت قصورنا الذي يمنع اليوم لانتفاء اللغة المشتركة، تواصلها معنا.
ولن نتوقف هنا عند نوع التفكر الانف الذكر وسذاجته الارضوية المصدر، والصادرة عن تكلس ايماني ارضوي متدن، مع انه صادر عن جهات تعتبر نفسها "علمية"(1) بمعنى العلمية الارضوية بقصوريتها ومحدوديتها الجسدوية، مايمنعها قطعا من ان تبحث في احتمالية ان يكون العالم الاخر حاضرا بيننا، بما هو ممكن ومتاح راهنا، وما مواكب لوجودنا من الاصل، وبالذات مع ابتداء تشكل الحقبة او الطور المجتمعي المواكب لها من عملية تصيّر وارتقاء العقل البشري، والمؤكد ان البشر الارضويين عندما لايكونون مدركين للازدواج الاصلي البدئي، واللاارضوية كنمط ونوع مجتمعية وجدت كمنطلق تمهيدي سابق على الارضوية، عاشت اولا بحالة اصطراع مع البيئة الطاردة، فانهم يعجزون عن تمثل ومقاربة نوع الحياة اللاارضوية وابعادها، والافاق التي تقاربها، لابل وتعيش في كنفها، ومنها الاشارات الدالة على نوع من علاقة لارض سومر والعراق البدئي بملمح مافوق ارضوي.
وقد تكون اخر مزحة اطلقت حول هذا الموضوع، مااثاره وزير النقل العراقي كاظم فنجان من تصريحات تقول بان ارض سومر عرفت المركبات الفضائية قبل الاف السنين، او مايقال بخصوص "الانوناكي"، وجمله من الاحداث والظواهر التي تخرج عن التفسير الارضوي، لتبقى بناء عليه خارج الاحاطة(2) وحين نذهب الى الالهامية النبوية بصيغتها الكونية، ومسارها التتابعي المحكم، بما هي حضور لعالم اخرلاارضوي، فاننا لانعود "علميين" وعقلانيين على طريقة الارضويين، اذا لم نراقب علاقة الاكوان العليا وحضورها غير العادي واليومي، في حياتنا، بما يعني على عكس مايتصور "العلماء" السالف ذكرهم، مع "حديقتهم الحيوانيه"، ان الامر ابعد بكثر مما يظنون متوهمين، وان العلاقة الارضية الاكوانية العليا قائمه واقعا، ولها سياقاتها التي تتفق مع قوانين الكون، ومقاصد "الغائية الكونيه العليا"، واللحظة الجاري الحديث عنها.
والواضح ان الارض والحياة عليها محكومه بمسار ذاهب بالكائنات البشرية للارتقاء ومغادرة حالتها الجسدوية الارضوية الراهنه، وهي حالة مانعه، تحول دون تفاعل البشر بصيغتهم "الانسايوانيه" مع العالم الاخر الاعلى، تفاعلا كاملا، والذي يشترط على ماهو واضح، الانتقال من الجسدوية الى الاستقلال العقلي، لا التسلي ببرامج ناسا، وذهابها الطفولي الى القمر والمريخ بوسائل ارضوية قاصرة ودونية، على مستوى الكتلة، والسرعه والزمن المتاحة جسدويا ارضويا،الامر الذي هو مجرد تسلية طفولية، مقارنه بتريلونات السنين الضوئية من المسافات، ومالانعلمه من اشكال التفاعلية والغرضية الديناميه النوعية، الاخرى المفارقة، وكل هذا يدعونا لان نعيد النظرمجبرين في جملة الظواهر المنسوبه الى حضور الحيوات الاخرى الكونية، وبعض الاشارات الدالة عليها باعتبارها نوع تفاعليات عن بعد اقرب الى المراقبه، متصلة بالسيرورة التصيّرية البشرية الذاهبه الى مافوق ارضوية، والى اكتساب اسباب وموجبات الانتماء التفاعلي مع للعالم الاخر وشرطة الاساس، مغادرة الارضوية الجسدوية.
الكون الاعلى حاضر ومتوطن في الحياة والمجتمعية الكوكبية ابتداء، مع ماكان قرره من ابتداء لاارضوي، هو نقطة التماس بالاكوان العليا، مفتوحة عليها، ناهيك عن كل التصميم الانماطي المجتمعي وتوزعاته على الكوكب الارضي، وديناميات تفاعله المتجاوزة للارضوية الحاجاتية، مع ضرورتها المؤقته اللازمة لبلوغ العقل المرتبه والكفاية النوعية الضرورية لاجل انتقاله الى العالم الاخر، حين يكون قد توفر على الاسباب الضرورية للتفاعلية مع العالم الاخر ومخلوقاته وكائناته وقوانينه، اي الى نوع اخرمن الوجود، وطبيعة متناسبه معه، الحياة الارضوية الراهنه خارجها، وليس ممكنا تفاعلها معها، لانها نوع مختلف كينونة بكل مالها من اشتراطات، فهل يمكن اليوم مثلا افتراض علاقة تفاعل متعادلة بين الحيوان و"الانسايوان"، وهذا فقط من باب التقريب، علما بان مانتحدث عنه تلفه استحالات ابعد بما لايقاس مما بين الحيوان والانسايوان.
وتبقى مسالة الديناميات، او ديناميات الحضور اللاارضوي، وهل هي متوقفه، او توقفت امكانيه تجددها منذ اول تعبيرية كونيه عنها كما تمثلت يومها في النبوية الابراهيمه وقراءاتها الثلاث الكبرى، الامر الذي يرى اليه الارضويون، وبالاخص اعلى قمم تجليهم الانجازي والعقلي الاوربي النهوضي، على انه بداهة مفروغ منها بحكم موجبات التطور من الاسطورية والدينيه، بما هي بدائية طفولية بشرية، الى العقل و"العقلانيه" الارضوية كما تحققت مع الانقلاب الالي البرجوازي، وماواكبه من منجز نوعي شامل في مجاله.
بحسب السردية اللاارضوية، فان التجلي اللاارضوي الاول، وهو التجلي المتناسب مع اشتراطات امتناع التحقق التحولي، حين كانت اسباب التحولية غير متوفرة وقتها اعقاليا وماديا، بانتظارالسيرورة التفاعيلة اللاحقة، حين كان التشكل الكوني يجري ضمن اشتراطات وعناصر الاصطراعية الازدواجية الذاتية داخل ارض مابين النهرين، وصولا الى التجلي الثاني الحالي الموشك اليوم، ومن هنا فصاعدا على الاطلال على المعمورة، واهم خاصياته انه يتبلور في غمرة الاصطراعية الكوكبيه، منتجه رؤية وتعبيرية "مابعد غرب"، ذلك المتغلب الذي يكون وقتها قد شارف على الافول، و بدأ يفقد مقومات ومبررات الاستمرار تحت طائلة الازمات الكبرى، المجتمعية البيئية المتفاقمه، ووقتها ومع "قران العراق" المنتظر ـ ككتاب وقراءة رابعه مؤجله منذ سبعة الاف عام واكثرـ والتعبيرية اللاارضوية العلّية السببية الاعقالية،على انقاض الاولى النبوية الالهامية الحدسية، لتأخذ العالم والكائنات البشرية الى مابعد مجتمعية حاجاتية جسدوية، انتهت ضرورتها، وماكان يوجبها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في مقال لجواد بشاره بعنوان / الكائنات الفضائية تراقب البشر عن بعد/ منشور في موقع "الحوار المتمدن" في 24/8/2020 يرد مايلي: "ومع ذلك، هناك إجابة أخرى محتملة لمفارقة فيرمي، وهي الإجابة التي كشف عنها الباحثون في METI في باريس العام الماضي: ماذا لو كان السبب الذي لم نره أو سمعناه من الفضائيين هو أبسط؟ على سبيل المثال، كان من الممكن أن نكون قد تم عزلنا من قبل هؤلاء؟ ربما نحن مجرد نوع من العينة مغلق في "حديقة حيوانات المجرة تحت إشراف ومراقبة الكائنات الفضائية؟". ويذكر المقال ان اجتماعا "علميا" عالميا قد عقد في باريس لمناقشه الامر لم تتعد نتائجه حدود الاستخلاصات التي انتهى اليها ماقد ورد سالفا.
(2) من قبيل اكتشاف السومرين كمثال لكواكب المجموعه الشمسية كامله قبل ستة الاف عام"اعظم ما اكتشفه عالم السومريات زكريا سيتشن في احد مخازن متحف برلين اسطوانة حجرية متروكة من نصف قرن لم ينتبه اليها احد من لقى الاثار السومرية المكتشفة من قبل علماء الاثار الذين نقبوا عن الاثار السومرية، وبعد ان فحصها تبين انها اعظم اكتشاف في التاريخ، انها تشير الى معرفة السومريين بكافة كواكب المجموعة الشمسية قبل العلم الحديث بستة الاف سنة . في الاسطوانة الحجرية السومرية المنحوتة ظهرت الشمس في المركز يحيط بها القمر مع الكواكب التسعة المعروفة مضافاً اليها الكوكب العاشرو يذكر-العالم سيتشن – ان هذا الكوكب هو– نيبيرو- او مردوخ-. والاغرب ان ابعد الكواكب وهي نبتون وبلوتوا منحوتين ضمن مجموعة الكواكب والتي لم يكتشفها الفلكيون الا في بداية القرن العشرين. بلوتو اكتشف في عام 1930."/ السومريون اول من عرف كواكب المجموعة الشمسية كاملة/ صباح ابراهيم/ الحوار المتمدن/ 24/3/2018 وهو بلا شك حدث خارق مع انه ملموس وخارج التفسير ارضويا.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(1/2)
- من-المجتمعية الجسدية-الى-المجتمعية العقلية/5*
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/4
- جذور ومصادرالشيوعيه العراقية -اللاارضوية-؟/3
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية”/2
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/1
- قمة بايدن وموت العالم العربي -الحديث-؟/2
- قمة بايدن وموت العالم العربي-الحديث-؟/1
- بانتظار الثورة العقلية العراقوكونية*/ 5/ ملحق1
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/4
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/3
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/2
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/1
- اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم ... / ملحق
- اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم ... ؟!!! ( 2/2)
- اكذوبة -الصراع الطبقي- اليوم..؟!!!(1/2)
- بيان- اللاارضوية- العراقي اللاعراقي*/1
- ثورة تشرين ووطاة حثالات -الويرلنديه-؟؟؟/2
- الثورة التشرينيه ووطاة حثالات -الويرلندية-؟؟؟/1
- ثورة تشرين اللاارضوية و -قران العراق-؟


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(2/2)