أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الشيوعية اللاارضوية العراقية والنطقية العظمى/ ملحق ب1















المزيد.....

الشيوعية اللاارضوية العراقية والنطقية العظمى/ ملحق ب1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7372 - 2022 / 9 / 15 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن للشيوعيه والماركسية من بين الاسقاطات التي واكبت النهوض الغربي الحديث على المعمورة، وعمت مختلف البلدان ان تتجلى في ارض اللاارضوية في مابين النهرين، خارج الكينونة الرافدينيه الازدواجية، ومساراتها، وماكانت بلغته تشكلا حديثا، سابقا على الحضور الغربي المشار اليه، فالعراق بدا انبعاثه التاريخي منذ القرن السادس عشر، واجتاز قبل حضور الغرب المباشر عند مطلع القرن العشرين، حقبتين، اولى قبلية، وثانيه "انتظارية" تركزتا في ارض سومر التاريخيه، مؤئل ومبتدا التشكل الكياني التاريخي، وشملت ارض السواد على مستوى الاليات، بلا نطقية ماتزال منتظرة على مدار تاريخ المجتمعية في هذا الموضع من العالم.
وكان نوع الاصطراعية قد تغير منقلبا وقتها عما كان عليه ايام العثمانيين الذين لم يكونوا موجودين الا اسما في بغداد، عاصمة الدول البرانيه منذ سقوطها كعاصمة امبراطورية للدورة الثانيه التاريخيه للعراق، العباسية القرمطية الانتظارية، بعد الدورة الاولى السومرية البابلية الابراهيمه، حين دخل العراق من يومها حالة الانقطاع الثاني، بعد الاول الذي اعقب سقوط بابل حتى الفتح الجزيري، في بلاد يحكم تاريخها قانون الدورات والانقطاعات، مع فارق بين الاول والثاني، كون عاصمته ورمز دورته الثانيه ظلت قائمه وشاخصة خارج زمنها، بينما الاولى بابل درست وغابت تحت التراب والزمن، لاسباب هي الاخرى من طبيعه القانون المشار اليه.
ولم يكن مجيء الانكليز يشبه الوجود العثماني الهش والبراني الذي لم يكن ليمنع قيام كيانيه بلا اعلان في ارض المنتفك، فالعثمانيون كما غيرهم ممن احتلوا بغداد لا العراق منذ 1258 تاريخ دخولها من قبل هولاكو، وتعاقبوا على حكمها لم يكونوا يحملون مشروعا كيانيا جاءوا ليفرضوه باسم الحداثة وقيام الدول كما يقول لونكريك في "اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث"، معممين بذلك نموذجهم في الكيانات والدول على المعمورة، وهنا تنشا نقطة هامة، واساسس محدد لنوع التصادمية التي نشات وقتها، بين الصيرورة والبنية العراقية مافوق الكيانيه التاريخية، والوافد الساعي الى فرض نمطه بالقوة، ذلك ويبقى الاهم في سلوك البريطانيين الذي اخذهم التاريخ واحكامه غير المفسرة اليه، كونهم قد دخلوا العراق عسكريا من جنوبه وصعدوا الى الاعلى قاصدين بغداد المعتبرة"العاصمة"، وهو تصرف احتلالي نوعي، لم يسبق لهذا الموضع ان عرفه خلال تاريخه كله، مع انه موضع معرض دائما وعلى طول الخط، لنزول الامم والسلالات المنصبه على ارض الخصب بلا توقف من الجهات الشمالية والشرقية والغربية، الجافة والجرداء، بينما ظل الجنوب " منطقة الامان" التاريخي التي اخترقها اليوم غاز اجنبي، من خارج المنطقة، وله مواصفات مختلفه مغايرة على اكثر من صعيد.
هاتان الناحيتان تسببتا على المنقلب العراقي، مع خاصياته التكوينه، وطبيعته المجتمعية بنشوء ردة فعل وجودية، تمثلت اولا في ثورة حزيران في 1920 اللاارضوية غير الناطقة الاولى، التي لاشبيه لها ولسياقاتها، مهما حاولت الاقلام الحداثية الببغاوية ان تلحقها بالترسانه الغربية من باب التحررية المنتسبه للغرب ونمطه، ويمكن بهذه المناسبة، وهو مالم يخطر ابدا على بال الحداثيين وعبقرياتهم التفكير به، تصور احتمال لو ان البريطانيين وصلوا الى بغداد من جهات عليا، ودخلوها وازاحوا العثمانيين منها، كما ظل عليه الحال بالتناوب منذ هولاكو، وهل كانت ثورة العشرين وقتها ستحدث، وفي زمن قياسي من دخول المحتل لم يتعد الثلاث سنوات، او لاتخذت الطابع اللاارضوي الذي اتخذته تكوينا وتنظيما ومستهدفات وشمول، كالذي تميزت به الثورة العراقية اللاارضوية الكبرى؟
وبعدما اختار المحتلون بدل الانسحاب الذي بدئوا بالتحضير له، اعتماد شكل مبكر من اشكال ماعرف لاحقا في الستينات ب "الاستعمار الجديد"، بالحكم " من وراء ستار" كما اسموه وقتها، باقامتهم حكومة من اهل البلاد تكريسا لكيانيه، لم تفعل سوى انها زادت من اذكاء اسباب الرفض وتاجيج حضور الذاتيه وان من دون نطقية، فالعراق الكيانيه المتعدية للكيانيه والتي لم يسبق لها ان تجلت الا امبراطوريا كونيا على الاطلاق، وجدت اليوم امام حالة ووضع قاتل للاليات الاصل، الطبيعية والموصولة بحركة التاريخ البشري الاوسع والابعد، لتقوم هنا وفي حينه، حالة تصادم كونية افنائية.
في حال من هذا القبيل ماكان متوقعا استمرار موضع اللاارضوية الجنوبي متسلحا بنفس الوسائل، او الادوات التي كان قد لجا اليها، او اختارها ضمن اشتراطات الانبعاثية الراهنه قبليا او انتظاريا، مع ظهور دولة اللادولة النجفية، واحتلالها الموقع المتقدم قياديا مكان القبلية منذ القرن الثامن عشر، حين مالت القبائل الجنوبيه الى التشيع الانتظاري الحديث، على حساب ال شبيب زعماء المنتفك، ردا من القبيلة المسماواتية المشاعية، على تعاظم ميل ال شبيل التغلبيين طبيعة، بسبب اصولهم، للكيانيه القبلية العادية لدة صنفهم القبلي، وهو ماتجلى واضحا ابان الثورة الثلاثية عام 1787 ومطالبه زعيمها شيخ مشايخ المنتفك ثويني العبدالله بكرسي ولايه بغداد.
ومع النجف وميلها الانتظاري، كانت القبيله المشاعية قد وجدت ضالتها المعاكسه للكيانيه التي ترفضها في زمن "الغيبه"، فتطابق هذا الملمح الاساس في البنية النجفية الحديثة، مع جوهر النزوع اللاارضوي اللادولوي المساواتي، الذي كان مضطرا لاسباب تشكليه لاستجلاب قيادة من خارج المكان، لتعذر التمايزيه بين القبائل العراقية الجنوبية المساواتيه التي لاتنتج تمايزات من داخلها، فكان هذا تنفيذا لقانون تاريخي تلجا اليه قبائل اللاارضوية تاريحيا، هو " قانون الاستبدال"، حيث تذهب القبائل الجاري الحديث عنها، الى وضع قيادات شكليه واسميه على راسها اضطرارا، بينما تظل هي المقرر والحاكم الفعلي بما يتناسب وطبيعتها، وهذا الجانب او الخاصية المغفلة من بين المغفلات التي لاتحصى، كان له ان يحضر اليوم ويتجدد.
وضمن اشتراطات مغايرة واخطار غير عادية وغير مختبرة، ومن خارج المجال التاريخي مكانا ونوعا زمنيا، تولدت بعد دخول الانكليز وثورة العشرين، مناخات انقلابيه تسارعية لم تعد اليوم مرتكزه على ماكان حصل في القرن الثامن عشر من انقلاب الى الانتظارية المتطابقة مع واحدة من اهم خاصيات اللاارضوية، اذ تلاقت نزعه وظاهرة جديدة ملازمه للمشهد الغربي، كامنه بين تضاعيفه، موحية هذه المرة بالتطابق على مستوى النمطية المشاعية المساوتية التي هي كينونة اصل في ارض مابين النهرين، ابتداء من كوراجينا الى حمدان قرمط في الدورتين الاولى والثانيه، لاكنظرية او رؤية، بل كواقع وكينونه هي خاصية هذا الموضع من الكرة الارضية.
وكان ماقد حصل وقتها هنا مظهر في غاية الدلالة على المستوى العالمي والتاريخي على الجبهات وعناصر المشهد الفاعلة ككل، ففي هذا الموضع من العالم لم تات انعكاسات النهضة الغربية لتحدث حالة من الاسقاط التوهمي كما الحال في البلدان الاحادية، حيث لاكوراجينا ولا حمدان قرمط، مثل مصر او سوريا الاقرب، وماظهر من نموذج ينتمي لهذا النوع من النقل الايهامي، ظهرت له مشابهات هنا في القسم الاعلى العائد مايزال الى الدورة الثانيه ومتبقاياتها المنهارة في بغداد منذ العشرينات على يدشخص مثل حسين الرحال، كان قد اقام في بغداد اول خلية "شيوعيه" في العشرينات، وهي حركة نقلية توهميه، مقابل حركة عاصمة المنتفك الحديثة الناصرية و يوسف سلمان يوسف " فهد" وحزبه في الثلاثيني، الذي سيتحول لحالة لاارضوية مستقلة عن الاصل، وخارجة من نطاق الحداثية الماركسية اللينينيه الطبقية الغربوية بينما يظل خطابها المنقول ثانوي وبراني، على عكس حالته العامه على مستوى العالم، ينقلب هنا ليخضع للواقع والبنيه التي هي الاصل والنموذج الاكمل، قياسا لشيوعيه ماركس.
هكذا تكون " المشاعية المساواتيه" العراقية الحديثة قد وجدت اليوم بلا نطقية/ نظرية تدل عليها، وتشير لخاصياتها التاريخيه الاصل والسابق على ماركس ونظريته التحولية الطبقية الاحادية، لنتشأ اليوم حالة من التفارق النظري الواقعي، كما هي قائمه اصلا، حيث حضور الاليات بلا نطق، وكما حدث يوم بدات القبائل السنيه تميل الى التشيع في القرن الثامن عشر، ساحبه البساط من تحت الزعامه القبلية المستعارة ضمن اشتراطات التشكل الاول، استهولت النجف انعطاف الوسط الجنوبي السوادي الى الشيوعية، ماستكون له اثار هائله على البنية النجفية الانتظارية المتراجعه فعالية بظل الكيانيه و "الدولة الحديثة"، ذهبت بها كما فعل محسن الحكيم الى اصدار فتوى " الشيوعيه كفر والحاد" كما لم تضطر اية جهة دينيه من وزن النجف ان تلجا اليه، بينما تسبب وزن المشاعية اللاارضوية الحالية بلحظتها الثالثة بعد الانتظارية وقبلها القبلية، الى مبادرة جماعات من خارج النجف والحوزة، الى ركوب خيارالحزبية، واستخدام الدين في السياسية، فكانت ظاهرة الاحزاب الشيعية التي ظهرت في الخمسينات بالدرجة الاولى، ظاهرة دالة على اللجوء لوسائل تغطي العجز النجفي الحوزوي الاجتهادي الفاضخ.
ولنتصور لو ان النطقية اللاارضوية لم تتاخر، وظهرت وقتها في الاربعينات والخمسينات عندما كان "فهد" يعصر عقله، فلا يجد امامه سوى الدروس التي تلقاها في موسكو، كي يميز بين اللاارضوية من جهة والماركسة الطبقية، وهو يضع كراسه " حزب شيوعي لااشتراكية ديمقراطية" مميزا بين شيوعيوة " الافندية" المنشفيك، وشيوعية اللاارضوية البلشفيك، ولو انه وبدلا من ماركس ولنين، انبعث كوراجينا وحدمدان قرمط، وتاريخ دولة اللادولة واللاملكية خاصة، ولا طبقات، ولا سلطوية، حيث النموذج الاعلى للمساوتية على وجه المعمورة، وحيث الديمقراطية والمساواتيه مزيج كينونه بنيوي موحد، سائر حكما الى التحولية كمآل.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان إدماج الشيوعية الطبقية باللاارضوية؟/ملحق أ
- الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(2/2)
- الديمقراطية والاشتراكية مفهومان منقرضان؟(1/2)
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/6
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/5
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/4
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيه/3
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتيهم/2
- الانحطاطية العربية الثانيه واستعادة الذاتية؟/1
- السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(2/2)
- السردية -المجتمعوعقلية- أو الفناء البشري؟(1/2)
- من-المجتمعية الجسدية-الى-المجتمعية العقلية/5*
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/4
- جذور ومصادرالشيوعيه العراقية -اللاارضوية-؟/3
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية”/2
- جذور ومصادر الشيوعيه العراقية -اللاارضوية-/1
- قمة بايدن وموت العالم العربي -الحديث-؟/2
- قمة بايدن وموت العالم العربي-الحديث-؟/1
- بانتظار الثورة العقلية العراقوكونية*/ 5/ ملحق1
- -الارضوتوبيا-بعدعراق الانكليز وعراق الموتى؟/4


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الشيوعية اللاارضوية العراقية والنطقية العظمى/ ملحق ب1