أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - قطار آخن 21














المزيد.....

قطار آخن 21


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7412 - 2022 / 10 / 25 - 23:57
المحور: الادب والفن
    


في غرفة الجلوس وقع نظره من جديد على اللوحة الكبيرة "رجل واِمرأتان" فوق الأريكة التي خُصصت لجلوسه في بداية السهرة، رسم على وجهه ابتسامة بخيلة، ألقى بجسده على الأريكة، أصدرت مؤخرته ضجيجاً عذباً، لم يكترث له، فاحت رائحة خفيفة، استساغها، خجل من ذاته، بَرَّرَ جريمته:
ـ في الشرق يفعل الضابط ما يشتهي لأنه لا يستحي.
داعب بطنه كما يفعل ضابط صغير عُيّنَ في مزرعة نائية، خاطب نفسه:
ـ من هو صاحب القول المأثور "إذا لم تَسْتَحِ فافْعَلْ ما شئتَ"؟
أشعل سيجارة لإخفاء آثار الجريمة.
صبّ لنفسه القليل من "جيم بيم" الأمريكي، أخذ رشفة من كأس الويسكي ثم احتضن الكأس بين أصابع يده القوية.
عادت الشَّهيَّتان بعدة صحون للمازة، انهمكت سابينه في توزيعها على الطاولة.
ـ أعتقد الآن أنّ المائدة جاهزة. دقائق وتأتي هنيلوري بالتِيجَان.
سوّت الممرضة هندامها، غَمَزَته بعينها اليسرى ثم اِنْحَنَتْ كغصن شجرة تفاح أمام فخذيه المتباعدين، وضعت راحَتا يديها على فخذيه، همست:
ـ أعشق الحذاء الأبيض ومرتديه!
قَبَّلَته على شفتيه السّاخنتين، ضَيّق من انفراجة فخذيه!

حالما يصفُ ضابط البحرية، ذاك الجالس في البعيد بلباسه الأبيض على أريكته البيضاء في وضعية تَقْبيل، جذع شجرة زيتون أو برتقال مثلاً، شارحاً أسباب فَرْشَحَاتها وانفراجاتها الغصنية، شارحاً أسباب تَضْيِيقه لاِنفراجة فخذيه واِمتناعه عن شرب القهوة وقراءة الجريدة، حالما يُفهمنا الضابط سبب نُمُوّ أحد الفروع بالاتجاه الفلاني الذي نَمَا فيه وعدم قدرته على النمو في اتجاه آخر، حينها نصدّقه بلا شك، نصدّق أنّه تغلّبَ عليها فنياً وإبداعياً، نصدّق أنّه من خَلَقَ الشجرة.

شَدّها إلى صّدره، تزحلقت بفخذيها العاريتين كصابونة صباحٍ فوق فخذيه، أَمسَكَ رَّدْفيها، ضغط على لحمهما البَضّ، حين اِلتقت الشِّفاه، صار شَّهِيقها زَفِيره وزَفِيرها شَّهِيقه.

ـ سأكون لك الليل بطوله، اِمرأة في عربة تسوُّق.
ـ أتقصدين مثل صورة "فيونا بريس" للمُصوِّر البريطاني "جون رانكين"؟
ـ تماماً، أين رأيتها؟
ـ في صالة الفنون في مدينة روستوك.
ـ أيثيرك هذا النوع من الصور؟
أجابها مُناكفاً في الوقت الذي أبعد فيه كفّيها عن وجهه تحسّباً للَطْمَة:
ـ أنا تثيرني نصف الشُرطِيّة ونصف المُمَرِّضة أكثر.
**

دخلت هنيلوري تحمل على راحة يديها الإثنتين صينية خشبية بحذرٍ.
قالت ضاحكة وجسدها ينوح تحت ثقل الصينية التي تحملها:
ـ هل بدأتما الاحتفال من دوني؟
ـ لا، أبداً، كان مجرد تمرين على تبادل القُبَل! أجابت سابينه.
ـ لكنكما لم تشربا ما يكفي بعد!
ـ هذا أفضل، لكل تفصيل رائحته ووقته.
ـ لا تقربوا الشّفاه وأنتم سُكارى، حتى تعلموا ما تُقبِّلون. قال إبراهيم ضاحكاً ثم أبعد جسد سابينه عنه برفق.
ـ هلاَّ ساعدتني يا إبراهيم الشرقي؟
ـ ألا ترين كيف أحاول النهوض!؟ قادم إليك، ما هذه الأشكال الغريبة التي تحملينها؟ هل أحضرت معك بعض حواجل مُخْتَبَر الكيمياء من مدرستك؟
اِقترب منها، نظر إلى حمولتها، كانت قد أحضرت معها ثلاث قنِّينات من الزجاج المزخرف، مفتُوحَات على رأسِ غَليونٍ، يلتصق بكل واحدة منهن أنبوب طويل، ثلاثة مَشَارِط، كومة من المسحوق الأبيض، رقائق السلوفان الرفيعة، شوكولاتة، أعواد ثقاب وعلبة مكعبة الشكل كُتب عليها بالإنكليزية تبغ غارغويل.
كانت عينا هنيلوري ترجوانه تخفيف الحمولة عن كاهلها.
ـ هل تكون لطيفاً وتتناول الناراجيل وتضعهم على الطاولة؟
ـ ها أنا أفعل بطيبة خاطر، ألا ترين؟
ـ أشعر أحياناً، كأنّكَ لست في هذا العالم، لست معنا في الحاضر.
ـ لا، لا أبداً، كل شيء تمام، ليس هناك أدنى مشكلة.
ـ ماذا فعلتِ في الأيام الأخيرة بهذا الوسيم؟ سألت هنيلوري دون أن تحصل على جواب من سابينه.
**

ـ كيف نبدأ سهرتنا يا مؤمنات؟
ـ مثلما يبدأها سكان أمريكا الجنوبية! أجابت سابينه.
ـ ما الذي تريدين قوله؟
ـ سنشرب الشاي للانتعاش والتغلب على تعب النهار!
ـ شاي!
ـ نعم، سنضع معه جزء من هذا المسحوق النادر.
ـ ما هذه البودرة البيضاء بالمناسبة؟
ـ يسمونه بالإنكليزية "الكوكايين"، هل تعرفه؟ هل جربته سابقاً؟
ـ لا، لم يحصل أن تعاطيته!
ـ أنت لا تقول الحقيقة!
ـ بلى!
ـ لقد جربته معي في غرفتك الطلابية.
ـ هل أعطيتني مخدرات، في تلك الليلة!؟
ـ لم أعطيك شيئاً، أنتَ رغبت بسحبة دخان من غليوني.
ـ لا أذكر!
ـ سنهاجم السماء هذه الليلة! سنمشي إليها كالرجل في تمثال الفنان "جوناثان بوروفسكي"، هل تعرفه؟
ـ نعم، سبق أن شاهدته أمام محطة القطار في مدينة كاسل.
**



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطار آخن 20
- قطار آخن 19
- قطار آخن 18
- قطار آخن 17
- قطار آخن 16
- قطار آخن 15
- قطار آخن 14
- قطار آخن 13
- قطار آخن 12
- قطار آخن 11
- قطار آخن 10
- قطار آخن 9
- قطار آخن 8
- قطار آخن 7
- قطار آخن 6
- قطار آخن 5
- قطار آخن 4
- قطار آخن 3
- قطار آخن 2
- قطار آخن 1


المزيد.....




- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - قطار آخن 21