أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صالح مهدي عباس المنديل - الانسان ، غاية ام وسيلة














المزيد.....

الانسان ، غاية ام وسيلة


صالح مهدي عباس المنديل

الحوار المتمدن-العدد: 7407 - 2022 / 10 / 20 - 18:23
المحور: المجتمع المدني
    


هذا الموضوع شغل المفكرين منذ ايام سقراط، اما الأديان فقد ساهمت و بشكل كبير بالفكر الذي اثرى التاريخ مما يخص بالذات الحقوق الأساسية للأنسان و كونه ذات لها حقوقها بل قدسيتها. و من هذا المنطلق ان حياة الفرد لها اهميتها و لا يجوز لأحد ان يقتل الآخر على الرغم من شرور النفس البشرية التي تأمر بالسوء. اذ جبل الرجل بالذات على حب السلطة والنساء و المال ، ولا يوجد شخص لا يمكن افساده و تخريبه بأحد هذه الوسائل الثلاث. الحياة في ارض الواقع مليئة بالمصاعب بالذات قبل الثورة الصناعية اذ كان الجوع و المرض و الجهل صديق على الانسان على مدى تاريخ الأنسانية، الحاجة تدفع الرجل الى الأعتداء على الأخرين و كذلك حب السلطة و الشهوات. و بسبب تجمع الناس في مجتمعات بشرية بالضرورة كثرت المصاعب في التعامل بين الناس و كثرت مشاكلهم مما استدعى المفكرين الى وضع اسس للتعامل الأخلاقي بين افراد المجتمع.
على مدى التاريخ سادت العبودية و الأقطاعية حيث استغل القوي الضعيف ليستعبده او يستغله للعمل باجر زهيد الأمر الذي ادى الى ظهور الطبقات الأجتماعية حسب مستوى الثراء و التعليم و السلطة.
المشرع الديني رفض فكرة الأستغلال و العبودية و لم يتمكن من الغائها رغم المحاولات عبر التاريخ. وبعد ذلك وصلت البشرية ال عصر النهضة حيث بدأ المفكرين بمحاولة ايجاد اسس افضل للتعامل الأنساني و يعتبر ايمانويل كانت من اشهر المفكرين في هذا المضمار، ربما لم يأتي بشيء جديد و لكن مبادئه العشرة اصبحت الركيزة الأساسية للتعامل الأنساني و نظام العدالة المعاصر و كذلك مباديء حقوق الأنسان كما نعرفها الآن.
المبدا الأول هو احترام النفس البشرية و اعتبارها كائن له نوع من القدسية يجب صيانتها و كان ذلك في مبدأ كانت المعروف بالضرورة الحتمية. Categorical Imperative ، مبني على مبدأ ان كل نفس لها استقلالية و قيمة معنوية و حرمه متساوية مع الجميع بلا شرط و بغض النظر عن الأختلافات.
اذ يجب ان يكون الأنسان في القيم النبيلة هو الغاية ولا يجوز استخدامه كوسيلة لتحقيق مباديء، اضرب لك مثلا هنا اذا كنت في الطائرة فان من واجب المضيفة ان تخدمك و لاكن اذا اردت ان
تطلب منها شيء لابد ان تعاملها كانسان له قيمته تماما كما تتعامل بادب و لطف مع رئيسك او مديرك، اذا اسأت لها بالكلام فأنك مقصر و تستحق التوبيخ، لان هذه المضيفة خارج حدود الطائرة وفي اي مكان اخر اذا صادفتها سوف تعاملها بأحترام بلا شك كما تتوقعها انت ان تعاملك بأحترام.
و هذا المبدا ينطبق ايضاً على تعاملك مع نفسك، اذ لا يجوز ان تتذلل للأخرين وتقلل من قدر نفسك امام رئيسك او مديرك مهما كانت العواقب. و كما لا يجوز ان تقتل نفسا لا يجوز ان تقتل نفسك، تلاحظ هنا لا جديد في الأمر و لكن المفكر اخرجها من مظلة الدين و القوى الألاهية الخارقة و وضعها تحت مظلة العقل و المعقول و اعتبرها واجب انساني مقدس يفرضه الشخص على نفسه من وحي القناعة و يطبقه بغض النظر عن الظروف. هنا اعتمد المشرع القانوني المعاصر على هذا المبدأ في الغاء حكم الأعدام.
هذا المبدأ يركز على حفظ كرامة الأنسان، كونه انسان فهو يستحق نفس مستوى الأحترام بغض النظر عن اللون او لعرق او مستوى الغنى او مستوى التعليم، بلا قيد و لا شرط، لا يهان، يعطى اجوره الوافية اذا انجز عمل.
يجب هنا الأشارة الى نقطة مهمة و هي انك اذا استأجرت عامل او مهندس او طبيب، انك لم تستأجره كانسان و إنما استأجرت خدماته او مهاراته او خبرته لحالة معينة و في وقت محدود ينتهي بانتهاء العمل و هذا لا يعني انك استخدمت الشخص نفسه كوسيلة انما مهاراته و جهده.
يشدد المفكر في هذا المضمار ان سوء التصرف مثل الكذب و الخداع او العنف صفات ينتج عنها سوء استعمال الأخرين و لا تجوز لأحد. اذا خدعك شخص بمعلومات غير صحيحة يؤدي ذلك الى ان تتخذ قرارات غير صحيحة و هذا يعني انه اعتدى على استقلاليتك كأنسان.
هنالك الكثير من الأمثلة في الحياة اليومية عن المعنى الفلسفي لأحترام و قدسية النفس البشرية، اليك هذا المثال:
طبيب لديه خمسة مرضى احدهم بحاجة الى كلية والاخر بحاجة الى زرع قلب و الآخر بحاجة الى رئه و الآخر بحاجة الى زرع كبد و الخامس بحاجة الزرع بنكرياس، و كان احدهم مريض جداً بحاجة الى رئه و اعضائه الأخرى سليمة و من المتوقع انه سيموت في فترة وجيزة فهل يحق للطبيب ان يأخذ اعضائه و ينقذ اربعة اشخاص ام يترك الجميع يموتون لعدم تواجد الأعضاء.
الجواب على ذلك انه لا يحق للطبيب ذلك الفعل لأنه خرق لمبدا القدسية الفردية لحياة الأنسان مهما كانت العواقب و لو اخل ذلك بالمصلحة العامة.



#صالح_مهدي_عباس_المنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا فشلت الشيوعية
- لماذا سيفشل السوداني
- الصداقة في مجتمعنا
- ادارة الدول العربية
- نقد الأعلام العربي
- مآثر العرب
- السقوط
- التجديد في الشعر العربي
- مؤسس المدرسة
- كيفية ايجاد حلول للمشاكل
- التفكير النقدي
- التفكير النقدي لطلبة الجامعات
- التعليم في العالم العربي
- الجامعة
- المدارس
- كلية الطب
- اوجاع في بغداد الحصار
- كي لا ننسى
- النهر الغريب
- لغة العيون


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صالح مهدي عباس المنديل - الانسان ، غاية ام وسيلة