أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح مهدي عباس المنديل - لماذا فشلت الشيوعية














المزيد.....

لماذا فشلت الشيوعية


صالح مهدي عباس المنديل

الحوار المتمدن-العدد: 7406 - 2022 / 10 / 19 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبقى ماركس من احد اهم الشخصيات التي غيرت مجرى التاريخ و أثرت في حياة الأنسان بغض النظر عن النتائج. كانت افكار كارل ماركس ثاقبة البصيرة، حيث انتقد النظام الرأسمالي الذي ولدت من رحمه."، ان صح التعبير
الديموقراطية و الحرية الفردية ولو ان هذا قابل النقاش و مثير للجدل. اعتمد ماركس على نظام يكفل المساواة عن طريق الغاء الملكية الفردية لانه اعتبر الأملاك هي اساس النزاع بين الطبقة العاملة و الطبقة المالكة. فكرة نبيلة و قد نادت بها من قبله الأديان و الفلاسفة، حيث كان هدفهم دعم الفقراء من اموال الأغنياء و هي ظاهرة اجتماعية بدت و هكذا جرت على مر العصور فهناك من يملك و اخرون يكدحون يسحقهم الفقر.
لذا فان فكرة اعادة توزيع الثروة كانت هي الفكرة المناسبة للمساوات، الأسلام لديه حل للمشكلة عن طريق الزكاة و عائدية الثروات الطبيعية لجميع السكان.
لكن فكرة الغاء الملكية الفردية فكرة لا تتناسب مع طبيعة الأنسان الغريزية و الأنانية و العمل على ما يخدم مصلحة الفرد نفسه و لو على حساب الآخرين، و هذا موضوع اخر تصدت له العدالة و ربما نكتب عنه فيما بعد. و هنا لابد من الأشارة الى ان عالم النفس فرويد يقول ان الفكر الماركسي لم يتفهم تطلعات النفس البشرية في الحياة اليومية و اعتقد انه مصيب جداً. و ربما كان هذا احد اسباب فشل الشيوعية.
من اشهر التجارب هي الأتحاد السوفياتي ففي باديء الأمر نجحت الفكرة و ازدهر الأقتصاد حين كانت اوربا و امريكا تحت وطأة الركود الأقتصادي. و حيث ان الوقت هو افضل تجربة انحدر الأتحاد الى دكتاتورية صارمة نتج عن مصادرة الأرادة و الحريات، خنق الأبداع الأقتصادي للأنسان و سلب ملكيته و الأملاء عليه يوميا من قبل السلطة العليا و هنا انتهت الحرية، الأنسان خلق حر و ان صادرت حريته لن يهداء و تبدأ المؤامرات و القلاقل مما حدى بالسلطة الى المزيد من فرض السلطة المركزية و الشموليةو مناهضة اي فكر مغاير و اصبحت الحكومة كبيرة جدا و استشرى الفساد الأداري و اراد النظام فرض الفكر الشيوعي على العالم الثالث ، هذه النتائج الثلاث ارهقت النضام حيث انهارت دعائمه الأصلية و انهار و تناثرت اشلائه.
هناك من يعترض و لا يلوم الفكر الماركسي بل يلقي باللوم على طريقة التطبيق، و ذالك موضوع مثير للنقاش و الجدل. و اعتقد انه صحيح الى حد بعيد. الدليل على ذلك هو الدول الغربية المزدهرة حيث النظام فيها رأسمالي جزئيا و اشتراكي في اجزاء كثيرة. هذه الدول تطبق الأشتراكية في الكثير من اجزاء المجتمع و توفر خدمات لا تقع تحت الفكر الرأسمالي الذي عارضه ماركس، فهناك التعليم المجاني و الصحة المجانية و مختلف دعائم الأمن الأجتماعي للأطفال و النساء و الشيوخ و العاجزين. كل هذه الخدمات هي اشتراكية و من صاب الفكر الماركسي.
بماء على ذلك تستطيع ان تقول ان الدول الشيوعية اخذت فكر ماركس كحجة و عملت على ارض الواقع بشكل مغاير ادى الى الحكم الشمولي الفردي و النظام الحكومي الفاسد و مصادرة الحريات.
هناك من يحتج مستشهدا بتجربة الصين. و لكن ماوتسي تونگ تسبب بموت و قتل الملايين من الجوع و التعسف السياسي اذ كانت الصين بلد الجوع و الموت من عام 1948 الى السبعينيات من القرن الماضي. لكن الصين لها تاريخ ناجح في ادارة الدولة ربما هو الأرث الكوفوشيوسي حيث بقيت الصين دولة ناجحة الاف السنين، ادرك الحزب الشيوعي بعد ماوتسي تونگ ان الشمولية حرمت الأنسان من الفرص و بدأت تعيد الملكية الفردية و اعطت الناس مساحة اوسع من الحرية لذا استطاع الأنسان ان يخلق الفرص و يبدع و هكذا دمجت الصين كغيرها من البلدان الأشتراكية مع الرأسمالية و هنا يكمن سر نهضة الصين.
ارى ان الخطأ القاتل في التطبيق الشيوعي هو ان النظام حول الانسان الى اداة استعملها لغرض خدمة الحكومات و الأفكار التي ارادت تطبيقها. انها تجاهلت حق الفرد في حرية اتخاذ القرار و سلبت ارادته، اي انها خرقت مبدأ مهم جدا للأنسان و هي الفردية، اي مجموعة من القيم التي يقدسها البشر وهي حرية الملكية الفردية و التصرف بها، حق التعبير عن الرأي و اتخاذ القرار بما يناسب كل فرد و حق التعبير السياسي و المشورة في الحكم و أعادة توزيع الثروات وهي مباديء يقدسها الأنسان اكثر من الملكية.
من الجدير بالذكر ان النظرية الماركسية كانت تنظر الى مسيرة البشرية المستقبلية و تدعي ان تطبيق الشيوعية بالنهاية يقوم الأنسان و يكون كل شيء ملك الجميع و كل عمل يصب في هدمة المجتمع مما يؤدي الى ترشيق الدولة و الوصول الى مرحلة المساواة التامة بين الناس و عدم الحاجة الى الحكومه، و هذه فكرة نرجسية روج لهه شريك ماركس و هو فريدريك انگل. على ارض الواقع بقى الأنسان بكل اشراره و أطماعه و كبرت الحكومة الى ان اصبحت دعائمها لا تقوى على حمل الثقل و انهارت. و فقد الأنسان قابليته الخلاقة و انعدمت روح المبادرة و العمل المثمر مما ادى الى انهيار الأقتصاد
لان الأنسان فقد المحفز الأساسي له و هو المصلحة الفردية فالطبيب لم يكن ليداوي جراحنا اذا لم تكن له مصلحة سخصية فيها وهي الأنجاز الشخصي المعنوي و الكسب المادي.



#صالح_مهدي_عباس_المنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سيفشل السوداني
- الصداقة في مجتمعنا
- ادارة الدول العربية
- نقد الأعلام العربي
- مآثر العرب
- السقوط
- التجديد في الشعر العربي
- مؤسس المدرسة
- كيفية ايجاد حلول للمشاكل
- التفكير النقدي
- التفكير النقدي لطلبة الجامعات
- التعليم في العالم العربي
- الجامعة
- المدارس
- كلية الطب
- اوجاع في بغداد الحصار
- كي لا ننسى
- النهر الغريب
- لغة العيون
- السامري


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح مهدي عباس المنديل - لماذا فشلت الشيوعية