مصطفى راشد
الحوار المتمدن-العدد: 7402 - 2022 / 10 / 15 - 08:35
المحور:
الادب والفن
قصيدة / الْقَضَاءِ وَالْقَدرِ
=============
نَامَ الْعَرَبِيُّ قَرِيرَ الْعَينِين مَشْحُوطَ الْبَالٍ مُرتَاحَاً
وَلِمَ لَا،؛؛؛ فَلَدَيهِ شَمَّاعَةٌ اِسَمُّهَا الْقَضَاءُ وَالْقَدر
تَرفَعُ عَنهُ كُلَّ فُحشٍ أَوْ جُرمٍ؛ وَكُلَّ مَا وَزر
لِأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ مَكْتُوبٌ عَلَيهِ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدر
فَمَا عُسَّاهُ أَنْ يُفَكِّرَ أَوْ يَفعَلَ مِن جُهدٍ أَوْ حَذَر
فَلَا ذَنبَ لَهُ، وَحَاسِبُوا مِنْ كَتِبَ عَلِيَّهِ الْقَضَاءَ وَالْقَدر
فَالشَّمَّاعَةُ تَجعَلَهُ مُستَكِينَاً كالحجر، ولَا يَحَلِمُ لِلْمُستَقبَلِ كالْبَشَر
وَمَا فَائِدَةَ اِجتِهَادِهِ أَوْ سَعِيِّهِ وَهُنَاكَ قَضَاءٌ وَقَدر
فَلَعنَةُ اللهِ عَلَى فُقَهَاءِ وَمَشَايِخِ الْقَضَاءِ وَالْقَدر
اِختَرَعُوا ذَلِكَ بِكُلِّ تَخَلُّفٍ وَغَبَاءٍ ذَمِيمٍ مُقتَدِر
وَنَسَجُوا لِذَلِكَ الْأَحَادِيثَ الْمُزَوَّرَةَ لِتنطَلَى الْفِكْرَةُ عَلَى الْبَقَرِ
وَجَعَلُوا التَّفكِيرَ جَرِيمَةً وَالنَّقلَ عَنهُمْ غَايَةَ الْفَقِيهِ الْمعتبر
وَتَجَاهَلُوا الْقُرآنَ الَّذِى نَفَى وُجُودَ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ
وَالْفَضلُ فَقَط لِمَن يَسعَى وَيَعمَلُ بِجُهدٍ وَيَبتَكِرُ
وَقُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ
فَضَاعَ الْعَرَبُ بِفَتوَى وَتَسَوَّلُوا مِنْ كُل أنواع الْبَشَر
وَاَنتَظَرُوا الْمُلْحِدَ الذى كفروه لِيُقَدِّمَ لَهُم إِنتَاجَاً مُبتَكَر
وَتَشَدَّقُوا بِأَنَّهُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ بِلَا أمَارَةٍ مِنْ مُبتَدَأٍ أَوْ خَبَر
فَمَتَى تَستَفِيقُ أُمَّةُ الْعَرَبِ مِنْ هَذَا الْفِكْرِ الْمُدَمِّرِ الْمُحتَقَر
وَيُدرِكُونَ أَنَّهُ اخْتِرَاعُ فُقَهَاءٍ مَلْعُونِينَ بِكُلِّ أَلْوَانِ الْعِبْر
الَّذِي يُجَافَي شَرَعَ اللهُ فَأَنتَجَ تَخَلُّفَ الْيَوْمِ وَمُنتَظَر
فَأُصَبَّحنَا فِي ذَيلِ الْعَالَمِ أُمَّةً تَأْكَلُ بَعضَهَا وَتَحتَضِر
وَتُصدِرُ لِلْعَالَمِ الْإِرهَابَ وَكُلَّ مَا فِيهِ مِنْ شَرٍّ وَكَرَاهِيَّةٍ وَضَرَر
حَتَّى فِيمَا بَينَنَا نَتَقَاتَلُ وَنَقُولُ هَذَا قَضَاءٌ وَقَدر
وَنَسَوا أَنَّ اللهَ هُوَ مَنْ قَالَ كَلَاَمَاً كَرِيمَاً مُفتَخِر
وَأَنَّ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّاَ مَاَ سَعَىَ فَلَا قَضَاءَاً وَلَا قَدَر
كَلِمَات د. مُصْطَفَى رَاشِد
#مصطفى_راشد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟