أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - هَارَاكِيرِي















المزيد.....

هَارَاكِيرِي


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7398 - 2022 / 10 / 11 - 16:39
المحور: الادب والفن
    


_ أنا:ظللتُ مقعدًا كوُرَيْقَة آسٍ تستعر في ركن من زاوية ما أزحف في خواء هاديسَ واقفًا مُعلقًا متأففًا واجفًا وكسيفا بعد ضنك نصب أسفار آلسفر، أمد يمناي يسراي أبحث لا أجد غيري في سَموم آلمحال.أفتح مساما مغلقة عصية،أقرع أبوابا ليست تفتح أبدا آملا متأملا أرى من خصاص آلأعين آلشاهقة جحيما يُزيح آلجحيم مبشرا بمزيد من قيعان آلحُفر..هُووف..لا جدوى من المحاولة..قال آسميَ المخضب بزكام آلجراح..سأخلد للنوم قليلا متشبتا مثابرا سأظل مكابرا حتى يَحِينَ حَيْنُ سعير جديد..أعاني لن أبالي..سَأقْفِزُ فوقَ آلممّرات وآلمَسافاتِ آلسخيفةِ أتسلَّلُ عبر الحواجز كلها.سأجعلُ آلجَسَدَ يختلطُ بظل الأحلام أغطسُ وإياهُ هناك خلف بوار هذا آلوبال وراء آلمتاريس آلقميئة وآلأسلاك آلشائكة تطوق رتابتُها حَياتَنا التي بلا حياة.. سأمْرُقُ كالسهم كالشرارةِ لا أكترث بحالي أحُومُ على آلشموس وآلكواكب وآلنجوم وآلمجرات لا يطالني مَصيرُ أو عَته آلأقدار.أركض أنطّ أغطسُ في عُباب في زلال أنتشي أرقصُ أصرخُ أمارسُ آلجنون أهْذي كزُورْبَا يُعانقُ العراءَ سَنْتُورُهُ الحَنُونُ..الحُمَّى في القلب سَتَسْتَعِرُ، سأشتعلُ بها ولها..ستنتشرُ أفْنَانُها آلوارفاتُ كمشاعلَ باردةٍ مَحمومة موشومة بحُبِّ آلقَصْفِ والأعين آلحَوَرِ..كثلوج الأقطاب أنْصَهرُ حيث البطاريقُ تَرْتَعُ في مساحات بيضاء بلا سَنَدِ.. سأحترقُ كَفنيقٍ ينهكه آلصمتُ يدومُ منتفضا لا يهون.. سأسْكبُ لونيَ آلهبابَ في آلألوانِ كلها أدمج الأوقات ببعضها أسيخُ مُستحضرا غيْبَ الغد في الحاضر الذي لا سرَّ له..لا سرَّ لي.لا عُمْقَ.لا قرارَ.لا غموضَ..لكنني مُصِرٌ دائما سأظل صاعدا كعواء كرواء كعطاء مُسْتَنْطِقا عُنْفوانيَ آلجارفَ أدفعُهُ حارقاً مُحترِقًا في تشابك غياهبِ خرساءِ ساكنة غورَ الدماء..لا دماء لدَيَّ إلا جؤاري آلصاخب المنتحر أسْكبُهُ في عقم الأيام المُحْمِقَاتِ عَلَّها تُعَانِقُ ظلالا من جنوني وغيب ظنوني.. عَلَني أُمْسِك حبلَ حيوات خاليات قادمات آلمُنْسَلِتَ أقودُه في زحامِ صلف آلأنام..وفي منعطفٍ واحدِ نلتقي..هل نلتقي..؟؟..سنلتقي نضُمُّ الصوتَ للصوت نُكَسِّر آلسَّوْطَ نُحَطِّم آلمحدود من الأزمنة نطيرُ كالعناديلِ كالحَساسينِ لا تأْبَهُ بخريفِ ولا بفصول الفواجعِ..سنمْرُقُ نُمَزِّقُ الأكفانَ عن الأفواه نحرقُ متاريسَ الحناجر نخترق الصُّفُوفَ كَيْ لا يبقى في حَنَايانا امْتِقَاعُ تَرَبُّصِ آلمنون ولا في الوجوهِ غُضُون الشجون..سنقفزُ كلُّنا فوق القَبْلِ والبَعْد والتّو وعيش اللحظة نتخطى أعمار المسافاتِ الخائبةِ..فوق سراط الصَّمْت العَقُور نطيرُ كسهم نطيشُ كشرارِ كشعاعِ كأطياف مَنارِ سننسلتُ..نصيرُ رُواءً كقَعْقَعَاتِ الصُّقُورِ صريرِ طيورِ الباز وصفيرِ الحَدآت..و..لتشهدْ هاتِ الطرقات آلمُحَلَّاتِ بالقار البَوارِ..سأضربُ آلمُطْلَقَ بآلمُطْلَق أزلزلُ تاريخ آلحدود أسَفِّهُ أخْفافَ آلخوفِ والعار والزمنِ العصيبِ..ستَتكَسَّرُ آلنِّصَالُ على النّصالِ أسْخرُ من الأدْرانِ وحُكْمِ الأقنانِ..سأجعلُ اللواعجَ تَتَضَوَّرُ من كَمَدٍ وتشربُ من سُؤْرِ اليعاسيبِ..سأرْسُمُ صورةَ الكَراسي المجَوَّفَةِ للقِرَدَةِ وبناتِ عِرْسَان وأصحاب الأعتاب آلشريفة أُمَنَاءِ الأسرار..سأرْكُضُ أضربُ أعناقَ آلرؤوسِ المُنَكَّسَةِ أزْلامَ الحِصار..وإذا أصابَ العُيونَ الحَوَصُ أفْقَؤُها بِيَدِي أُزيحُ الْقَََرنِيةََ بيدي أُلْقِي بها بعيدا كَيْ تَرى أكثرَ من مداها وتراكم وتراهم وتراني ثُمَّ مستنفرا أحفرُ لَحْدي بيدي أنبش الأتربة أزيحُ آلخشاش دقيق آلحصوات أعَمِّقُ آلحَفْرَ أرشُّهُ بماءِ الزهْرِ والحِنَّاءِ وعِطْرَ حَباب رذاذ أتربة قرى آلنمل أترقَّبُ مُرورَ السَّيلِِ العَرمِ ونيتي في كَبدي..عازمٌ مُصَمّمٌ أْكْسِرُ بيْضَةَ آلبُومِ المشؤومة المتناسلة في زمن آلخصاء، بيضةَ العَقْر التي باضَها تاريخ مُحْتَضِرُ..وأسكر أوووه بعدها بكُسوفي القادم وأشهر سيفي عاليا وأهوي به وأعيش...

_ أنتَ:لا تكشف، أيها آلسّامورايُ، سرا،لا تكاشف لا تلوم أو تؤاخذ في آحتضارك آلمترنح أحدا.هي نفسك تخاطبها وكفى، وإذا شاءتْ الملعونة أن تقبل مُكاشفتك فذاك، وإذا شاءت أنْ تصُكّ آذانَها ورغبتْ عن فضفضاتك فلها ذلك، حرة هي تفعل ما تشاء، أما أنت فما عليك إلا أن تسترسل في تسويد همسات حروفك المتشابكة المضطربة حتى وإنْ لم تجد لها صدى في..اُووف..لا يهم..ستستمر تُخْرِجُ زُلال الزلازلَ من فمك آليراع،تُخرج حِمم محمومة حمراء ساكنة مغاور جسدك آلآبق من مشنقة آلجاذبية، مشنوقا مُعَلَّقا ستظل تبوح بما علمتَ بما رأيتَ بما عاينتَ وبما سمعت، ستهدُّ الأرض تدكها قدمااك تضرب العراءَ والخواءَ قامتُك آلفيحاءُ، تكابدُ تعاند تشهدُ وتشاهد. وليكنْ بعد ذلك ما يكون..تعاني لا تبالي...

_ هو:وسيأتي زمن، يغدو جاحظ الزمن المقيت الساكن فيكَ، أورفيوسَ لحظات مطلقة صفيقة يبحث فيها عن موت ممتنع طارقا إلحاحُهُ أبوابا شتى موصدة..يلح في التوق والطَّرق..لا حياة لمَنْ ينادي لا حياة لمَنْ مِنْ أجله يصيتُ يصيخ يصخب يثورُ...

_ هاراكيري:يتلقى سيفُك آلبتارُ الفراغَ الأبرصَ وأشباحَ بَيَاضاتٍ مبهمة، لا تجد شيئا تقوله لهُوام لا تفهم أو تحس ما يُقَالُ..لا أحدَ في الانتظار، أيها آلسموراي، غير سفاسف ثرثرات التتار، لا شيء يُفْصَحُ عنه في عالم قنوط صفيق قميئ يُغْتَالُ فيه حَسيسُ الحروف والهمهمات ووجيع الكدمات..الأوراق والقراطيس خربشات آلخطوط والمتون والشوارد والجماجم تُلقى على قارعة رفوف مشرعة على سخف معيش بلا معنى..وسيأتي يومٌ قريب أو بَعيد تتعب فيه روحُك من صخب صولاتها في كمد الكروب ونقع مخلفات الحروب، في يوم ما سينثني كبرياؤك يا صُوَيْحِبي ستصرّ دواليبُ شجاعتك، في يوم ما ستصرخ:"أنا وحيد!"، لتُطْوَى تُلْصَقَ في عتمة عترات عتاقة مشروخة تتشظى بين تلابيب حواشي صحائف مصنفات كتب في أحضان حيطان متاحف مُرَاقٌ دمُها على حافة طرقات مفرومة ستظل هائما متيما عاشقا شاردا شريدا مشردا غارقا في آنتشاء طعنة هاراكيري..مخصبا مخضبا بدماء حنايا آلأحشاء سترقص بآنتشاء رقصتك الأخيرة..هاااا..جائرا ستظل تعاني لا تبالي...

_ هُوووهَاااا: يا صانع الأحلام في بلاد آلأسقام، هلا جدت بحلم أحشوه لفافتي أشهق روحي لا أزفرها أبدا أبقي تباريحها حبيسة البوح واللابوح يا غدقَ الجراح العصية، سحي عليّ بسرك العصي، إني أريد أن أرتاح من وجدي من ومْضي أَفْقَأُ ما تبقى في مقلتيّ من رُؤى عقيمة كنتُ رأيتها ذات شغف بالأحياء بالحياة أطمسُها لئلا يذوب وهمُ الحنين في عيني من جديد مثل دوائر ماء..دوائر معتمة مغلقة..مجرد نقط هالات سوداء مشرعة كسَماديرَ هُوووهَاااا أراها..على بياض ينفجر كالسديم...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَتِلْكَ حِكَايَةٌ أُخْرَى(مقاربة عروضية لميمية الشاعر المغر ...
- الدّيناصور وآلطّيطار
- آآآيَمَّااااا
- رَيْثَمَا نَصْحُو آلصَّيْحَةَ التي لا نَوْمَ بَعْدَهَا
- وَصِيَّةُ كَافْكَا
- كُنْ أَنْتَ أَنْتَ لَا تَكُنْ أَنْتَ سِوَاك
- شَمَمْتُنِي
- وَطَفِقَ يَقْتَاتُ آلنُّجُومَ
- حَياةُ آلْمَطَالِعِ
- حَسَاءٌ أَبَدِيّ
- مَزيدًا مِنْ ثُغَاءِ بَاااعْ فِي مَزْرَعَةِ آلْمَتَاع
- نَقِيق
- اللعِينَةُ
- سَكَرَاتِ
- جرعة واحدة لا غير
- حُلْمٌ مُبَلَّلٌ
- لَحْظَةٌ وَكَفَى
- حَالَة مُسْتَعْصِية
- عَيْنَا فِيرْجِينْيَا
- شَغَفِي بِهَا


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - هَارَاكِيرِي