أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - من دروس الحرب في أوكرانيا














المزيد.....

من دروس الحرب في أوكرانيا


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7392 - 2022 / 10 / 5 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من باب ادعاء أهلية لشرح و تحليل تطورات الحرب الدائرة في أوكرانيا بين روسيا من جهة و المعسكر الغربي من جهة ثانية ، ولكن المقصود بعنوان هذه المقالة "دروس أوكرانيا " هو في الحقيقة مقاربة تلك الحرب بمنظار شرق أوسطي ، او تبسيطا للأمور مقاربتها بمنظار لبناني ، كون لبنان ساحة من ساحات الرصد و التجارب الأميركية في شرق المتوسط . انطلاقا من أن الدورس التي يمكن استخلاصها هي نفسها التي تبطنها في الواقع الحروب الأميركية في لبنان و العراق و سورية و البلدان المجاورة لهم في شبه جزيرة العرب و الخليج ااعربي ـ الفارسي و إيران و تركيا ، تحت مسمى " الشرق الأوسط الجديد " تعبيرا عن رغبة الولايات المتحدة في وضع خريطة جغرافية و سياسية للمنطقة . بكلام أكثر وضوحا ، إن ما تشهده أوكرانيا ، غربي روسيا لا يختلف جوهريا عما يجري على حدودها الجنوبية ، هنا تنبع في تقديري أهمية الربط بين الجبهتين .

من المعروف أن الولايات المتحدة و الدول الأوروبية نجحوا في سنة 2014 في تدبير " ثورة ملونة " ضد السلطة في أوكرانيا ، اطلقوا عليها "ثورة الميدان " أوصلوا بواسطتها إلى الحكم ، جماعة من عملائهم الذين أشهروا عداءهم للروس ، في بلاد يشكل هؤلاء غالبية سكان مناطقها الشرقية . و سرعان ما ترجم هذا الأمر على أرض الواقع بحرب أعلنتها السلطة المركزية ، بدعم من المعسكر الغربي ضد سكان أوكرانيا الروس أو الناطقين بالروسية الذين كانوا يتلقون الدعم من روسيا .
استمرت هذه الحرب حتى شهر فبراير شباط من العام الجاري ، قبل أن تظهر طبيعتها و الغاية المتوخاة من ورائها ، بما هي حرب ضد الدولة الروسيا نفسها من أجل إضعافها و تجزئتها و الإستيلاء على مواردها الطبيعية ، المنجمية و النفط و الغاز ، التي تحتاج إليها غالبية الدول الأوروبية في السيرورة العلمية و الصناعية الرائدة المتواصلة في معاهدها و مختبراتها . مجمل القول أن غاية العملاء في السلطة الأوكرانية هي إخضاع و إذلال الأوكرانيين ذوي الميول الروسية بينما غاية الولايات المتحدة هي إخضاع و إذلال الاتحاد الاوروبي ، و الدول الأساسية فيه بةجه خاص ، و روسيا للمجمع العسكري الصناعي الأميركي للحؤول دون التعاون فيما بينهما و استباقا لزعزعة القطبية الأحادية التي تدعي أحقية استحقاقها استنادا إلى أنها " اقذت " أوروبا من ألمانية النازية من ناحية و إلى انتصارها على الإتحاد السوفياتي و تفكيكه من ناحية ثانية .
نكتفي بهذه التوطئة للننتقا من بعد إلى " الدروس و العبر " :
ـ اللافت للنظر في المسألة الأوكرانية هو انشقاق المجتمع الوطني إلى فريقين عدوين لدودين متحاربين ، يعتمد كل منهما على دعم طرف أو أطراف خارجية هي أيضا متنازعة فيما بينها ، فتبحث عن بلدان تتوافر فيها الظروف الملائمة لمصالحها أو لجر خصومها لحروب تستنزفها ، توقيا للتصادم المباشر معهم . فالإنشقاق الداخلي إلى فصيلين عدوين هو العامل الأساس لقضّ الكيان الوطني قضا ، فيستحيل إعماره من جديد ، بأيد هدمته . على الأرجح في هذا السياق أن الدول التي تهدمت ، نتيجة الإنشقاق الداخلي و الإحتراب بين المنشقين بمشاركة أطراف خارجية ، لن تقوم لها قائمة . و في مختلف الأحوال أنها لن تعود كما كانت ، إذا عادت . و أغلب الظن أيضا أن نقطة الإنطلاق للهزيمة أو الإنهيار الذي يلحق بالمجتمع أو الدولة هي الفرقة و العنصرية ضد الجار و الشريك فيها .
ـ العبرة الثانية التي يمكننا أن نتوقف عندها لنتفكر في الأوضاع السائدة في البلدان التي ضربها زلزال " الربيع العربي " أو تلك التي تنتظره ، أن الطرف الخارجي الذي يدعم فريق داخلي في حربه على فريق داخلي آخر ، انما يقوم بذلك من أجل أضعاف الطرف الخارجي الذي يقف وراء هذا الأخير هذا من جهة أما من جهة ثانية فإن غاية من يُسعّر الحرب الأهلية هي غالبا ، إلغاء أحد أطراف النزاع و استيلاب إرادة الطرف الثاني ، ناهيك من أن النفوذ و المصلحة هما في دائما في نظر الجهة الخارجية ، أعلى و أغلى من الحليف الداخلي و من الوكيل و العميل .
خلاصة القول و قصاراه أن كل مجتمع وطني أو قومي قابل في هذا الزمان ، للإنشقاق أو للإشتعال لاسباب عقائدية أو سياسية أو دينية ، هو بالقطع مجتمع متخلف آيل حتما للزوال ,



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادة خطاؤون
- الشيعةُغيرالشيعةِ
- الدين السياسي و المؤامرة الدينية .
- العودة دائما إلى نفس النقطة !
- الوطنية -1-
- صدق أو لا تصدق ، زابوريجيا و إيضاحات الوزير الأميركي
- الدولة و الوطن
- الهلال الناري بين أوكرانيا و قطاع غزة
- مقابر و منازل (2)
- مقابر و منازل -1-
- الوقت المقتطع
- التطبع و التطبيع -7-
- عن الفكر و الموقف في السياسة في حكم العراق و بلاد الشام .
- كيف أخْتلقَ - الشعب الإسلامي - فرنسا نموذجا
- فرقعة في أوكرانيا و أرق و جوع و عطش وظلام في الشرق الأوسط
- الحائط المسدود ، الدولة اللاوطنية (2)
- الإعصار
- نكران الوطن
- الولايات المتحدة و سياسة السّلب والتسليح و التدمير و التعمير
- عن الوباء السابق و الحالي و القادم


المزيد.....




- وزير الدفاع الأمريكي: ترامب هيأ الظروف لإنهاء الحرب الإسرائي ...
- مرشح ليكون أول مسلم يُصبح عمدة نيويورك.. من هو زهران ممداني ...
- مبابي يتهم باريس سان جيرمان بـ-الاعتداء الأخلاقي- في شكوى جن ...
- هل تناول تفاحة في اليوم مفيد حقّاً لصحتك؟
- بين جنون الارتياب والقمع الجماعي... ما تداعيات -حرب الاثني ع ...
- لماذا شددت إسرائيل حصار غزة بعد الحرب مع إيران؟ مغردون يتفاع ...
- سائل ذهبي بلا فوائد.. إليك أشهر طرق غش العسل في المصانع غير ...
- شاهد أحدث الابتكارات الصينية.. مسيّرة تجسس بحجم بعوضة
- هل دفع العدوان الإسرائيلي المعارضة الإيرانية إلى -حضن- النظا ...
- لماذا تركز المقاومة بغزة عملياتها ضد ناقلات الجند والفرق اله ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - من دروس الحرب في أوكرانيا