أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - المتوحد المشاكس














المزيد.....

المتوحد المشاكس


هاشم معتوق

الحوار المتمدن-العدد: 7369 - 2022 / 9 / 12 - 20:33
المحور: الادب والفن
    


ما قبل الحدود
..
أسوأ الأمكنة التي تتلاشى فيها الجثث والذكريات
أسوأ الأمكنة السماء بلا غيوم, بلا مطر
أسوأ الأماكن رحلة الأفكار بلا عودة
أسوأ الأماكن عندما يتقطع الهمس والوصال ما بيننا وبين القمر
أسوأ الأماكن الأوبرا عندما تعزف موسيقى الجنائز
أسوأ الأماكن عندما لا تجد للذين عاشوا من قبل أي أثر
أسوأ الزهور الواقعية قليلة الدهشة

الأم القاسية
..
أغرق في بحر همسك العميق
رغم أنك لاتأتين
رغم أنك تسمعين
فلا تطلقي أسري
حيرتني يا أنت بالمسافات التي لا تنتهي
حيرتني بمذاق كأسك الكوثر
حيرتني بهذا الجسد الذي يتكاثر دون توقف
أيتها الطبيعة
أنا الابن الذي يتلاشى
أمه باقية

الصورة
..
الوجه الذي يتألف من ملامحك
أكثر من صورة معلقة على الحائط
أكثر من أغنية أسمعها كل يوم
أكثر من قصة صعبة للغاية
أكثر من أفعى سامة تتجول في الغرفة
الوجه الذي يتألف من ملامحك قد أصبح في مرور الوقت
رقصة مستحيلة على الفهم

الانتحار
..
قد تبقى القصائد جائعة بلا نهاية
قد تبقى أنت على أطراف النهاية المؤكدة
مثل الكثيرين لا تستسلم للدقائق الأخيرة
مثل الكثيرين تموت
مثل القلة الذين يتمسكون بالوجود بلا أرباح شخصية
مثل القلة تلبس ثوب اللاخوف مثل الروح بلا جسد
مثل فكرة عاقرة
مثل الوعي بلا زينة
مثل الحلم أناني يلهث خلف الحرية المزعومة
هي نظرة للهلاك بوقت مبكر

الخليفة
..
النبي مثل نخلة معمرة هزيلة الجسد
لكنه شديد المعرفة
الأمية كذبة لا تبتسم الشمس لها
النبي يعرف الشمس والمكان والنور الذي تخرج منه الملائكة
قد تكون وصايا
قد يكون النبي الذكي بشكل خارق
ليس من عنده الحنين والشوق
فيه مس من الشمس
من الإله
النبي له القدرة على الفرح

المنارات الساطعة
..
المقدسات مثل الأطفال بريئة لا تحب الألقاب
فهي تحب أن تخرج من قبورها لكي تستعيد لنفسها رقصة الحياة
المقدسات كم تتمنى لو تلبس أثواب الزهو كأجنحة الفراشات الرقيقة
المقدسات تمقت البقاء ككتلة واحدة في جسد الطبيعة
المقدسات تحب الألوان والزهور والعطور مثل المارة من فوق قبور أضرحتها
المقدسات عندما تتحسس أجسادها الخامدة
المقدسات تتمنى لو تستعيد الحياة
المقدسات أطفال تعاني اليتم والفراق وكل أشكال الحرمان

صلاة المسكين
..
أنا الجغرافيا ياصديقي
والموسيقى
أنا لست أكثر من أغنية
هي في حقيقة الأمر أمنية لن تتحقق
إنبعاث الخالق
من روح صغيرة
رقيقة
هي الوردة
أنا ياصديقي الغموض
وبعض أوراق الوضوح المتفرقة

المصب
..
كسائح بلا مكان ينام في عصف الريح
كمدرسة وزعت الريح اوراقها في الغرف والسطوح وحرار الشمس وأشلاء الظلال
كخوف التلميذ على وطن لم ينجح وقد يخسر الأيام التي تلوح بالمستقبل
كرحلة في الرحم فاشلة مخيبة للظن كجلسة مملة أو كآبة في المدى البعيد باكية
لا تخسر الجسر بين العربات الفارغة التي تثير الضجيج في الشوارع والكتب التي تخرج من مؤخرات الأحصنة
لا تتلف العقل بثورة بطنها محشوة بدفاتر الديون الدينية السابقة واللاحقة
لاتوقع النفس بما تدعي
بل لكرة الفكرة كيف تكسرت وتقسمت
ولم ترى الوجه الصحيح للهدف

المتوحد المشاكس
..
أسلك ذات الطريق كل يوم أقع في المستنقع أنهض أشعر أنني نظيف وطاهر وصالح
حينها استرجع شيئا من الصلح مع الحيطان الى وقت تبدأ بالتحرك والطيران أجنحة الحرية
هذا المستنقع شبه يومي والحرية كالغيمة قد تهبط أو لا كالمطر
هذا المستنقع هو الجدية هو الاجتهاد هو الحذر رغم كل هذه التعاسة جوهري ومفيد
فيما يبدو الشيطان أو النحس هو الأساس الجمال والكمال يحتاجان لثقافة ونية حسنة ودقة وبوصلة
للمستنقع صوت بعيد يشبه الإطمئنان فوق الأرصفة والقلوب التي يتراكم فيها الغبار كالرفوف المعلقة في منازل العقول والأرائك المتعبة بالأجساد الثقيلة
هذا المستنقع نفس الشخصية التي تتحلى بقناع القناعة والأصول المدنية
هذا المستنقع الحضارة التي تحاول أن تكون شخصيتها مؤدبة غير مباشرة ومستقيمة



#هاشم_معتوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة الحظ
- الصقيع
- إلتفاتة
- الفقير المتعالي
- المشي في الروح
- صديق الوضوح
- المشمس
- الناي الفرعوني
- مسارات الهدوء
- نصائح الأيام
- حديث النهار
- المسارات العلية
- هدوء الليل
- برتقالة في البعيد
- أول الليالي
- عودة الشعر
- أثناء المشي
- الى أجل غير مسمى
- خيمة في الصحراء
- الشفاء الأول


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - المتوحد المشاكس