أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - نظرة الحظ















المزيد.....

نظرة الحظ


هاشم معتوق

الحوار المتمدن-العدد: 7358 - 2022 / 9 / 1 - 16:01
المحور: الادب والفن
    


البقاء
..
بظني تتشكل الإرادة من جوهر الصفاء
مثل اللحظة غير المرئية
النادرة كونها تتشكل كالغيمة
اللحظة لا تنتمي لمقال
أو مقام
بل لحلم طويل الأجل
بل لتلك العيون الطاعنة في السفر اللانهاية
أنا كالغريب الذي تلاشى في الوحدة والعزلة
أسأل الكثير من الشموس
الإجابة تأتي من شمس واحدة
من كأس دافئة
اللحظة غيمة ممطرة
مستحيلة لربما
تصنعها قيم صعبة
مثل حياة اسطورية
غير قابلة للفناء

الصباحات
..
أنا دائما أترك خيباتي في الصفوف الأولى للذين يجلسون
كي يشاهدوا مسرح الحياة
أنا دمعتي لربما هي الأمل
هي بيتي الصغير النائي
خارج المدينة
فماذا لو تكاملت المدينة والصخب والعنف
أين سنهرب وقتها
الخوف ينسيني كل أمنياتي
من الفضائل النسيان
من الفضائل الغياب والإختفاء خلف الأفكار
هذه الواحة غير المجردة
الجنة المخزونة بالحور العين والجرذان والحشرات
لا أشبه الخيبة التي تنضج كالثمرة
من ثم يقضمها الوقت
ويسرع في دفنها الإنقراض
لهذا تتجدد الدمعة
الحزن قطرة الندى التي تتلاشى
نحن هكذا
نحيي أنفسنا

الجهاد والاتجاهات
..
ليست أكثر من دعابة
عليك أن تتقن الموت والحياة قدر ما تستطيع
بالقدر الكافي من الهروب
بلعبة الرضا التي تجعل الحياة تستمر
بلا ثوب عندما تكون مع الله
بلا تسميات ناعمة أو صاخبة
ليست أكثر من دعابة
ليست غالية الثمن
ليست رخيصة
الأديان مثل قربة مثقوبة لا يشبعها المال السحت الحرام
ليست أكثر من دعابة
أن تقصر الحياة
أو تطول
المهم وهو الأساس أن تكون الرحلة خالية من الألم
ليست أكثر من دعابة
عندما تكون دوامة الخيال
خالية من الواقعية
اليد القوية
أيضا الكلمات القوية

المواسم الانسيابية
..
جميل أن تمشي الروح وإياك عندما يبدأ السفر
جميل أنك كالأيام بلا عودة
أيهذا الصباح كالندى ذات العيون البريئة
الشمس التي يجعلها الحزن أكثر تركيزا في العطاء
جميل أن تتذكر السنوات كالحبل السري المقطوع والمدفون في الذاكرة
جميل هذا الليل بكل مآسية كالغيمة يقطر بالمعنى
جميل هو الصدق الذي هو الأساس في كل الأبنية
جميل الهدف كالسفينة التي تقاوم الرياح والعواصف من خلال الأشرعة
جميل الضمير الذي هو الخيط الإنساني الرفيع والرقيق تحاول أن لا يقطع
جميل التخاطر الذي هو الملائكة التي تتجول في الغيب
أو البعيد
من خلال التواضع نلتقي نحن البشر
نكون الطبيعة في كل تفاصيلها بصحوها وغيمها
نكون الوطن
نسترجع كل أصولنا المغيبة
جميل هذا الإتحاد بين الأنا والجسد
كالشجر والثمر بعد النضوج التخلص من بعضهما
يبدأ الاثنان بنكران الذات

القناعة والرضا
..
عندما لا يبقى في غرفة العقل غير اللغز والحيرة والتفسير
عندما تبدأ الإجابة
تكون قد ابتعدت من الأسف
النسيان الرحمة والرأفة
لربما الغفران
لربما التسامح
مثل زلات الأصدقاء نجتازها
كي نبدأ الحياة من جديد
لكن من أين كل هذا الدفء
كل هذا الجهد
هذا التورط الخالي من المعنى
الأدهى أننا نمارس الطقوس الدينية
نرقص تحت المطر
لكي ندير الزخم والعنفوان والدم في عروق الحياة
هذا اللاوجود
الذكريات تبقى عزيزة وغالية

العواطف العذبة
..
مخالفة كبيرة هذه الحياة
لو تأملت النهاية
سوف تحاسب عليها
أو تدفع الثمن لأجلها
هذه الحياة مثل القصائد
التي تكتب بثقة واطمئنان
وفي أوانها
هذه الحياة لاتحتمل الأخطاء
والتباطؤ والإهمال
هذه الحياة معجزة لا تتكر ولا يمكن لها أن تستمر
هذه الحياة شديدة النزاهة وسليمة
لا يمكن أن تتجاوز المعجزة بمثلها بل بأفضل منها
هذه الحياة صعبة للغاية كلما نهضت من نومها وتطورت
صارت أقوى صنعة وأكثر تعقيدا
هذه الحياة كالليل الذي تصنعه الفراغات
وأنت على هذا الحال تسافر ما بين الليالي
القلب مثل الطفل الغارق في الليل
المكان العظيم للإحساس
رجل الاستخبارات والإنذار المبكر القلب
لدائرة تسمى العقل

العنفوان
من يوقض الشكل في هدوء الليالي
ويسافر في متاهات الزهور والكلمات المتساقطة كأوراق الخريف
بحثا في النسيان محاولة للتفسير والمعنى
القلب يجيد المحاولات كأنها هموم نقية ليس فيها لبس أو عيب
الكثير من المعارك قد لا تستيقظ والكثير منها على استعداد للمواجهة
هذه هي الليالي حتمية كأنها قنابل موقوتة رغبة منها في اللا مكان والتلاشي
الليالي موجودات حقيقة أصفار تنطلق بأرقام وأعداد لا نهائية
الليالي لغة وصمت ونكران ذات الأم في لحظات الولادة
الليالي شهوة مكبوتة كواقعة الخندق حقيقية
الليالي ذكريات مابين النجار وامرأته والنبي
الليالي قد تتضمن معركة نهر جاسم المنسية
الليالي ممارسات للخلاص وصناعة ولربما تشبه الانتحار المسالم والبريء
الليالي تنتفخ فيها عضلات الجسم كي تبلغ أقصاها
الليل منازلة بين ماض أكيد مزروع بالألغام والهلاكات
ما بين مستقبل هارب في البعيد نحاول اللحاق به
الليل كنوع من الأمل وهمس العقل المستمر والإيحاء بالجمال


المكسرات
..
الهزات التي في ضمير الزهور كلها تستيقظ في الصباح
حي على خير العمل
مثل الثلج الذي يتجمد في عقل التأريخ
الدنيا مثل مهبل امرأة يلد ,يزهر ,يتكسر ,يتعب
مثل إنسانية الكلاب التي تهزم أمام الجوع ومنظر الخبز
علينا جميعا أن نحسن تزين الأيام بنكران الذات
هذا العالم العظيم مثل فقاعة مثل الندى فوق زهور الصباح مؤقت ويعيش تحت شروط قاسية
الذي لا يتقن تدوير الحلم وتخليصه من رصاصات الأوهام في أجسادنا التي تشبه البنادق
في رأس القمر الخالي من المياه العذبة والذي لا يصلح للسكن في قادم الأيام
من حق أي ذبابة أن تشعر بالزهو وتقاتل من أجل العيش الكريم
المشترك بيننا وبين الصخور وبين الزنا وبين سدود المياه التي تحتاج للصيانة
ليس شروق الشمس ثم غروبها بل التقمص الغير سليم لطفولة العقل

الحاجة
..
أنا بالكاد استعدت عيوني بعد أن تاهت في دروب المتاهات والتافهات
اسعدت اللغة التي تيبست في حروف الكلمات
استعدت الصيف للخروج من البرد القارص بعد أن تراكمت فيه الأشجان
اسعدت الكثير من وجوه الكلمات الصادقة
الحياة حقيقية لا تقبل التلاعب في قدسيتها
أنني شيئا فشيئا أستعيد المسافات كي استبدلها بزهور جديدة
أنني أيضا لا أتجاوز الصدق كي أتجنب الكلمات المشبوهة
لا حدود للكلمات لكن للصدق حدود ومسافات مقيدة لا يمكن التمادي فيها
الإنسان هو الطبيعة في هيأة إنسان
الإنسان مالك المعرفة

نظرة الحظ
..
السماوات ألعاب صغيرة في يد الأطفال
الذهب قليل المنازلة يعترف بين فترة وأخرى بقيمته النادرة
كثيرة اللهو الأمنيات قبل أن تحقق غاياتها وتشعل في روحها الثلج
هل تستطيع الأغنيات الاحتفاظ بشجونها كلما مرت الأيام واتسعت في العيون حدقات الإنتباه
الجوهر النظيف في حبات الرمل كريما لا يتقهقر لا يساوم قد يكون قليل التسامح
الزهور كثيرة المخاض في الليل لا تفكر في الاستسلام رغم أنها ليست عنيدة
الأشجار المعمرة ترغب أن تمنح الربيع الاخضرار السؤال هل تستطيع الاستمرار
الويل للذين لا ينطقون اسم التسامح ولا يتقنون قيادة النجوم الى حظائر المعنى
الأمكنة ثابتة لكنها كالأمهات ترجو عودة الأبناء والقطارات بالسلامة

دموع الإبتسامة
..
فكرة الفردوس البعيدة فيها الكثير من الدعوات الأنانية قد تجعل من الحياة سرير عاهرة مدمنة على الحيوانية
قد تحرمك الرؤيا والإكتشاف فتعيش على وصايا الآباء القديمة فوق رفوف الغرف المتهالكة
قد تتحول السنوات الى قتال بين أشباح غير مجدية وعديمة النفع
في الكتب الكثير من التلاعب في المعاني أيها الإنسان إصنع كتابك والنبي والإله
أننا هنا نتحدث عن الجينات في السيارات القديمة والتي يحب البعض إقتنائها
الزهرة في ذروة التفكير بالمستقبل والبعيد تتذكر الغيم والمطر فقط
الفردوس العظيم كيف يجمع النمل الطعام كي لا يموت من الجوع

الوحيد في الظلام
..
الشبه بين الطلقة والمستقبل أن يكون الهدف سليما
الشبه بيننا الطبيعة هذا النجاح وبنفس الوقت الموت يرافقنا في كل رحلاتنا
النجوم سليمة في تفاعلاتها تنام في كف القدر
السعادة طفلة لا تفرق بين الاتجاهات والألعاب
لون جلدي كشجاعتي وخوفي كالنهر والطريق والتجاوزات والحرص
أختار من الجنود أفضلهم ومن ردود الفعل أدقها ثم أشعل قصاصات الأمنية
الحياة سليمة تتحول فيها السذاجة للبساطة هذا كل شيء
القمر صديق الأرض



#هاشم_معتوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصقيع
- إلتفاتة
- الفقير المتعالي
- المشي في الروح
- صديق الوضوح
- المشمس
- الناي الفرعوني
- مسارات الهدوء
- نصائح الأيام
- حديث النهار
- المسارات العلية
- هدوء الليل
- برتقالة في البعيد
- أول الليالي
- عودة الشعر
- أثناء المشي
- الى أجل غير مسمى
- خيمة في الصحراء
- الشفاء الأول
- الإخضرار الطبيعي


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - نظرة الحظ