أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الوطنية وبديهية الهوية وتطلعات الجماهير














المزيد.....

الوطنية وبديهية الهوية وتطلعات الجماهير


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7369 - 2022 / 9 / 12 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن حالة الإنقسام الذي يمر به العراق بين كتله السياسية لا تعدو كونها حالة موجودة لدى القادة دون تمييز ولا علاقة للمواطن العادي فيها رغم انه هو صاحب الامر، بسبب تعثر التوافق السياسي داخل كتل واحزاب العملية بشكل ملحوظ مما ينعكس سلبياً على ادارة الدولة داخلياً ، لدواعي مُختلفة منها الصراع حول السلطة والنفوذ، ودوافع أخرى لا ترمي إلى خلق توازن واسعة انما فرض توازنات مُحددة، ولكن الحقائق تظل حقائق ولا يستطيع أحد الهروب منها أو إظهارها بغير طبيعتها وأخرى مُرتبطة بالوضع الأمنى والسياسي المرتبك و فى النهاية تظل السلوكيات والممارسات الخاطئة التي وقعت من كافة الأطراف دون إستثناء هو العامل الأهم والسبب الرئيسي في عدم الثبات وتزايد الفوضى ، فلا يوجد من هو بعيد عن المشاركة بالأخطاء التي اوصلت البلد الى حافة الهاوية و لا يوجد أي تغيير جوهري في سلوك المشاركين في السلطة يدلل على الرغبة في الاستفادة من الخبرة من التجارب واصلاح الاعوجاج وتجاوز المحنة التي يعاني منها أبناء الشعب رغم ردود الأفعال المعبرة عنها بالكتابة والتظاهرات ووسائل التواصل الإجتماعي ، وما يرتب على الاكثرية التي ما زالت لديها عقلية السلطة لا عقلية الدولة من أن تفعل شيئاً قبل فوات الأوان ،والإنسان غالباً ما تقوده دوافعه المُختلفة وإرتباطها بالمصالح لارتكاب الأخطاء .
من البديهات في ان الهوية الوطنية تُعبرعن الهوية الجمعية المتكونة في المجتمع ، والانطباع المتولد لدى أفراده عن أنفسهم وثقافتهم التي هي طابع الاغلبية فيهم ، وتضفي الشرعية عبر الوضع الاجتماعي والتآلف المشترك، وتسعى إلى تحقيق التماسك المجتمعي والوحدة السياسية وهي تتخطى الولاءات الاخرى التي نشاهدها في العملية السياسية العراقية والتي أربكت الوضع وتحول الى هش ومائل للانهيار.
تعزيز الهوية الوطنية بلا شك هي من أولويات العمل الوطني؛ كإستراتيجية ثابتة لا تحتمل التغيير ولا التأجيل، باعتبارها أم القضايا ، وعلى اساسياتها ينمو المجتمع، ويكبر، ويتطور، وعبرها تتعزز علاقات أبناء البلد الشركاء في الأرض والمصير الواحد، الذين تجمعهم روابط كثيرة، وتربطهم آمال مشتركة يحلمون بها ؛ ويسعون إلى تحقيقها، باذلين كل الجهود المطلوبة لإنجاح هذا التوجه، الذي لا مكان لقبول بديل عنه، مهما تجملت البدائل، وزاد بريقها ولمعانها، تعتمد على عدة مقوّمات أهمها التراث، والتاريخ، والثقافة، واللغة، والتجارب، وهموم الشعب وطموحاته، وهناك مستوى عاماً من التهديد، تواجهه الهوية، في العالم كله وهو العولمة من نواحي الثقافة التي يتمّ مشاهدتها في الكتب والإعلام . والجانب الثاني من التهديد الذي تواجهه الهوية في تغيير الواقع والتي تحطيم الارتباط بالأرض ،والعبرة فى الطُرق المثلى للتقويم والإصلاح لتحقيق التماسك المجتمعى وبناء ضمير مشترك غير مُقسَّم بالاعتماد على المواجهة والاصلاح ، فطريق ما يُسمى بالحوار بشروطه المتكاملة هو الطريق الصحيح للمضي نحو الامام والارتباط بالهوية الوطنية التي تعني الانتظام العام في المجتمع على ان تكون نابعة من رحم الجماهير التي تسعى لنيل حقوقها المشروعة، من حرية ومساواة وعدالة ورخاء، ، ومن صميم فطرة الانسان، و تكون مصاديق العملية في أي حراك او نشاط ثقافي داخل المجتمع، ليحقق نجاحه من خلال تفاعله مع الجماهير، لانه منهم واليهم ، اذا ما كانت الفكرة اساساً نابعة من رحم هذه الجماهير، وتحمل همومه وتطلعاته، وتستفاد من تجارب اخرى ماضية، وعدم واقتصاره على فئة معينة، وانقطاعه عن الجماهير وتصاغ الهوية الوطنية وفق مبدأ اخلاقي ضمن نسيج مجتمعي متماسك او الوعي الذي يجب أن يربى عليه الاولاد في حب الوطن والاخلاص له والتضحية في سبيله وبالقيم والمبادئ التي يجب ان يؤمن بها كل فرد ويسعى الى تحقيقها ،ويحمل مبادئ سياسية واضحة اساسية يعتنقها ويستخلصها من حاجة الناس ومعاناتهم ،ويردد تلك المبادئ لتدور على ألسنة الكتل والاحزاب السياسية والافراد والشخصيات الواعية ، ويناقشونها ويتحدثون بها في كل مناسبة متاحة للتعبير عن افكارهم وارائهم ، و تكن هذه المبادئ مستندة على فلسفة سياسية أو افكار تسوعب بل تجسدها في واقع وتطلعات الجماهير لتحقيقها.
عبد الخالق الفلاح - باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب العنف وربطه بالدين خطاءاً
- العراق.. حُلْكَةُ المواسم السياسية فيه
- الكرامة الانسانية والشعور بالمساواة
- شماتة المرتزقة وشيطنة الاعلام الحاقد
- العباءة السلطوية تحت راية الديمقراطية
- الاستبداد والطغيان
- المفهوم السياسي والدلالة العلمية
- الملف النووي في الامتار الاخيرة للانفراج
- غزل المغانم السياسية في العراق
- العراق وتصاعد الفتن
- الوطن والوصولية
- سكرات موت العملية السياسية
- تجارب الصبر..والسياسة المتهالكة
- الحوارات الوطنية ..الاهداف والمخرجات
- تعمّيق الجُرح..أقلية حاكمة وأكثرية محكومة
- العراق والدهاليز المظلمة وتكريس الفوضى
- القادم بعد انتخاب رئيس الوزراء العراقي
- الاعتداءات المتكررة... والأطماع التركية
- انواع الثورات الارادة والاسباب والمعاني
- التحالفات وترسيخ بؤرة التوترات


المزيد.....




- سيارات أجرة تسلا الروبوتية تثير ردود فعل متباينة في أوستن.. ...
- الذكاء الاصطناعي لرصد المؤشرات البيولوجية للخلايا
- خامنئي يهدد أمريكا بدفع -ثمن باهظ- في حال شن هجوم آخر على بل ...
- فلسطينيو الضفة الغربية يتبرعون بالدم لفلسطيني غزة
- إيرانيون يشككون بدوام الهدنة مع إسرائيل ويترددون بالعودة لدي ...
- أزمة الحريديم تشتعل مجددا.. إنذار نتنياهو لإقرار قانون التجن ...
- رئيس الوزراء الإسباني يدعو إلى تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرا ...
- استطلاع جديد في أميركا يثير قلقا بإسرائيل
- الرئيس الأوغندي يدعو للاعتراف بإسرائيل ويدافع عن تاريخها
- لهذه الأسباب إيران وأميركا تتفقان على مخاطر تطبيق واتساب على ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الوطنية وبديهية الهوية وتطلعات الجماهير