أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العراق وتصاعد الفتن














المزيد.....

العراق وتصاعد الفتن


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7344 - 2022 / 8 / 18 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشتد الفتن على العراقيين يوما بعد يوم وخاصة عندما تقع الامور بيد الجهلة و وصلوا إلى ذروة العناد واللجاجة حتى لو حلقت في أجواء السماء" فنحن لا نؤمن لك إلاّ بأن تأتينا بكتاب من الله:"المائدة 84 "وَلَنْ نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُه)93 المائدة).ولا يكون للعقل والمنطق حيز من المكان ومن المعروف حينما تحتدم الصراعات في بلد ما وتشتد النزاعات بين ابناء البلد الواحد، فان الحاجة تكون ماسة جدا للعقلاء والحكماء وأصحاب الرأي والبصيرة من مختلف الاطراف المتنازعة، لكي يطفئوا النيران، ويشيعوا ثقافة الحوار، ويقول سبحانه وتعالى في القران الكريم..(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً)" 25 الحج" ليتجنبوا شعوبهم الحروب الاهلية والنزاعات الداخلية التي يقتل فيها الاخ اخاه، والصديق صديقه، والجار جاره ابعدنا الله منها.
العراق العزيز تحت خمسة عقود من الزمن صار منتجعاً للفتن والمآسي من خلال الحكومات الفاسدة والظالمة التي تناوبت عليه وتزداد يوما بعد يوم، و اصبح بلدا منتج للمصائب لسكانه وازداد بعد عقدين من عمره حيث دنسته الاقدام القذرة الاجنبية الغربية والتنابز والمزايدات والصراعات بين التكتلات والاحزاب المشاركة في العملية السياسيةً، والغموض الذي لا يزال يكتنف عملية تشكيل الحكومة لادارة البلد الموجع بالنكسات والمعاناة، بل أصبح مصدرللخوف والقلق ، و نصيب واسع من الفتن و التدهورات على ساحاته وأرض وطنه ، والانفلات الأمني ، وانفلات اقتصادي واجتماعي وأمور أخرى كثيرة تتصاعد حدتها يوما بعد يوم مع الاسف، و يكون العراق اليوم بحدوده الجغرافية السياسية منها والدينية والعقائدية مولداً للتدهور الأمني والانفلات الغير مسبوق في كل جوانبه.
ويلعب الاعلام المؤدلج والاجير دوراً سلبياً في الكثير من الجوانب ليزيد النار حطباً ومن المعروف ان الاعلام هوسلاح ذو حدين يمكنه بناء المجتمع أو هدمه من خلال المضمون الذي يقدمه ،و للاعلام دورًا كبيرًا في وضع آلية لتوعية المجتمع والطلبة والشباب بخطورة مواقع التواصل الاجتماعي المسيئة وتخرب عقول الاجيال ، وخطورة نشر فيديوهات العنف والقتل كونها تؤثر في المجتمع، من خلال إقامة الندوات بالمدارس والجامعات، و أن الصحف يجب ان تتناول الحوادث بشكل مهني كبير ولا تسرع إلى نشر الفيديوهات عبر مواقعها الإلكترونية و ما تقدمه بعض شاشات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي اليوم من إثارة للفتن بين الناس يهدفون للوقيعة بينهم ، بل بين أبناء الوطن الواحد من خلال ما نلاحظه من سخرية وسب وقذف علانية على بعض هذه الوسائل أو على بعض المواقع الإخبارية التي سهّلت على القراء التعليق على أخبارها من خلال مجموعة من الوجوه المطبلة والتي تبيع ما تحمل من سلوكيات بثمن بخس في سبيل نشرة سمومهم في المجتمع تحت القاب وعناوين ما انزل الله بها من سلطان ، لا بل التشابك في الكلمات حتى السب والقذف والمساس بالاعراض لان البعض استغل عدم وجود رقابة دقيقة يكون فحمل معول الهدم، لأنه في هذه الحالة يخلط بين الجانب الإعلامي التثقيفي الذي ظهر من أجله وبيان أهداف أخرى ويسعى لتحقيقها بطريقة مسخة.
إن أخطر ما يواجه به الشعب اليوم، هو الغزو الوافد إلينا عن طريق القنوات التلفزيونية الفضائية الرخيصة، لزرع الفتنة التي لم يبق بيت من بيوت العراقيين إلا دخلته، وتقتحم بيوتهم وغرفهم في خلوتهم، الاف من الفضائيات و تلعب دورا خطيرا في قلب مفاهيم الشباب واهتماماتهم، وتفتح أبوابها وأسواقها وتسخر أدواتها وإمكانياتها للفكر الانحلالي الغربي السيئ منها، من خلال الثغرات التي يتسلل منها الغزو الفكري إلي الشباب.
المشاهد لشبكات التلفزة والقنوات الفضائية ويطالع ما تكتب في البعض من الصحف والمجلات التي تدار الكترونياً هذه الايام صارت بسبب كثرتها يرقق بعضها بعضا وحين لم يحصلوا على مبتغاهم، يبدؤن بالتهجم وشتم وتسقيط وتسفيه الآخرين ولعل في هذا مصدقا لقول النبي صلى الله عليه واله وسلم: إن هذه الأمة جُعل عافيتها في أولها ، وسيصيب أخرها بلاء وأمور تنكرونها ، وتجيء الفتن يرقق بعضها بعضا، يحملون نتنهم وسمومها ، ويبثون كفرهم و إلحادهم و مجونه ، وينشرون رذائلهم وحقارتهم وفجورهم في قول زور بدل الحقيقة ، بل إنها بمثابة شرك الكيد وحبائل الصيد تقتنص القلوب الضعيفة وتصطاد النفوس الغافلة ، فتفسد عقائدها ، وتحريف أخلاقها وتوقعها في الافتتان ، ولا أشد من الفتنة التي تغزو الناس في عقر دورهم ووسط بيوتهم محمومة مسمومة محملة بالشر والفساد.
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن والوصولية
- سكرات موت العملية السياسية
- تجارب الصبر..والسياسة المتهالكة
- الحوارات الوطنية ..الاهداف والمخرجات
- تعمّيق الجُرح..أقلية حاكمة وأكثرية محكومة
- العراق والدهاليز المظلمة وتكريس الفوضى
- القادم بعد انتخاب رئيس الوزراء العراقي
- الاعتداءات المتكررة... والأطماع التركية
- انواع الثورات الارادة والاسباب والمعاني
- التحالفات وترسيخ بؤرة التوترات
- سقوط جونسون بعد الفشل المخزي
- المنظومة الغربية وبوادر الانهيار
- المخدرات والمخاوف من الانتشار الأوسع
- غاب جسده وبقى شعره يصدح
- الانسداد السياسي وتضوع المواطن
- قلوب لا تخفق للوطن
- نزيف الدم وجرح الوطن
- العراق ...التيه السياسي والمنعطف الخطير
- العراق والانسداد السياسي في أخطر مراحله
- اهمية العلاقات الدولية وتأثيرها!


المزيد.....




- تفاهم أردني سوري لإعادة تنظيم تقاسم مياه حوض اليرموك.. وخبير ...
- ما جائزة نوبل للسلام التي يرى ترامب أنه أهلٌ لنيلها؟
- ماذا قال مبعوث ترامب عن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار ...
- هل ستندلع حرب قريبة بين إيران وإسرائيل؟
- ما الذي فعله كمين بيت حانون بحسابات نتنياهو أمام ترامب؟
- ماكرون: لا نكيل بمكيالين ونريد وقف حرب غزة بدون نقاش
- ماذا قال محمد بن سلمان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ...
- حريق مهول يلتهم آلاف الهكتارات في كاتالونيا بسبب موجة الحر ا ...
- عواصف عنيفة تضرب وسط وشرق أوروبا وتخلّف قتلى ودماراً واسعاً ...
- تونس ـ أحكام بالسجن بحق سياسيين ومسؤولين سابقين بينهم الغنوش ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العراق وتصاعد الفتن