أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - سكرات موت العملية السياسية














المزيد.....

سكرات موت العملية السياسية


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7334 - 2022 / 8 / 8 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد العراق أزمات سياسية باطراد ما يعطي انطباعاً بأن العملية السياسية تعيش لحظات موتها حيث انقطع التواصل بين مكوناته السياسية وفقد بوصلته وسكرات الموت يقرع ابوابه، بعد ان كان ومازال نموذجاً حقيقياً للعيش المشترك بين اطيافه ، والتسامح، والتعدديّة هي السمة التي تغلب على مجتمعه، حيث تشارك العراقيون معاً باطيافه المختلفة منذ الازل في أن يبنوا مع بعضهم البعض هذا الوطن، وأن يمدوا فيه جسور التآخي الإنساني، والتعاون، وفاضت خيراته على كل المحتاجين، فصار بذلك رقماً صعباً للعطاء والوفاء لارضهم ، يعتبر اللعب بعواطفهم من الامور التي لا تبقى بدون رد قاسي والعبث بمستقبله من أشد الأمور خطورة وكارثية. وقد أسهم هذا التسامح في إشراق نور العلم، حتى صار مصدراً للعلماء والمفكرين، والمجتهدين ، في كل زمان ومكان، والذي يحتل موقعاً مركزياً في قلب التطورات الإقليمية و من الصعوبة جداً في الوقت الحالي الحديث عن أجواء إيجابية والانفراج فيه مع الاسف بسبب المشاكل المتداخلة منذ أعوام طوال و من الصعوبة خلق مناخ آمن ومستقر فيه على المدى القريب. ان البنية الفكرية والنفسية للانسان العراقي بحاجة إلى تفكيك العناصر المؤسِسة للاطاحة به وتحليلها.. وفك انعكاساتها على الدولة العراقية لأنها تؤثر بشكل مدمر على تربية وتنشئة الأجيال القادمة وتدفعهم نحو الانحراف الفكري والعقائدي يدل ان تجعلهم يحملون صفات التنوير والشجاعة والروح الوطنية ويتمتعون بقدر من الثقافة العامة و مؤهل أن يكون رجل دولة حقيقي، ليصلح قيادة العـراق بمستوى أفضل بكثير من السياسيين الحاليين ،بدل ان تجعله يعيش في بيئة تتغلغل فيها الافكار الشاذة والتي دخلت في المجتمع منذ زمن بعيد بغطاء مسلفن لتسخير اوصاله ونهب ثرواته؟!
وتغلب العراق على هذه المشاكل ليس ممكناً في ظل الظروف الحالية و الغموض هو سيد الموقف في ظل عدم الوصول الى حلول رغم كل الوساطات ومقترحات التسوية من ناحية، وحالة الاحتقان المتزايدة في مواقف الأطراف المختلفة ، الذين باتوا على قناعة بأن «الفرصة أضحت مواتية لكسر العظم» في ظل الاختلال الشديد في توازن القوى بين التيار الصدري، وبين قوى الإطار التنسيقي الذي تتفاقم المنافسات بينها من جانب والخلاف السني -السني الكوردي –الكوردي من جانب آخر . ويستطيع الإرهاب أن يعيد نشاطه كما نشاهده ويجعل من أن تكون أرضا خصبة ترعرعه من خلال الحوادث والاعتداءات الاخيرة وبدعم من القوات الاجنبية والامريكية بشكل خاصة ويظهر ذلك في إبعاد القوات المسلحة من الوصول الى وادي حوران الاستراتيجي الذي يبلغ طوله نحو 350 كم، ولهُ التواءات كثيرة، يبدأ من الحدود العراقية السعودية جنوب مجنا وشمال عرعر، وينتهي بنهر الفرات قرب حديثة، ويمتاز بطبيعة جغرافية وعرة جداً، كان الأكثر خطورة في المعركة مع “داعش”، فهو هو أحد أكبر الأودية في العراق، أرضه وعرة وواسعة إلى درجة إذا سار رتل عسكري كبير فيه سيختفي، حيث يحتوي على صحراء واسعة وتلال وكهوف ووديان وجروف مختلفة الارتفاعات.والذي يضم الالاف من المجاميع الارهابية وتقدر أعدادهم ب( 10) الاف من الدواعش تظهر بين حين وآخر ويسعى للعودة نحو الملاذات الآمنة، منها طبيعة التضاريس في العراق ووجود مناطق صحراوية ووديان عديدة في مناطق وسط وغرب البلاد، ناهيك عن مناطق لا وجود للقوات العراقية فيها، خاصة الجبلية الوعرة والأودية المنتشرة والمساحات الشاسعة غير المأهولة بالسكانويعتديعلى القوات المسلحة والامنية والحشد الشعبي والقرى و ينتقم من الفلاحين بحرق محاصيلهم الزراعية في موسم الحصاد وضعف الحكومة المركزية وسهولة الوصول إلى السلاح ويظهر في أي محيط تتوافر لديه فيه القدرة على الوصول إلى الجغرافيا الملائمة، وللحصول على المورد البشري مما يثير القلق إلى حد بعيد ليس بالنسبة للعراق فحسب، بل للمنطقة بأسرها في الوقت ذاته ، إضافة إلى الظروف الصعبة التي تمر بالبلد. أن العملية السياسية التي فرضها الاحتلال الأمريكي على بغداد عقب غزو العراق واحتلاله عام 2003 كانت «عملية مصنعة» خصيصاً من أجل «تأمين احتواء العراق»، أي من أجل تأمين منع نهوضه مرة أخرى. فهذه العملية استهدفت للحيلولة دون عودة العراق الى مكانته و استلهام مشروع وطني يوحد العراقيين على قاعدة المواطنة المتساوية، باعتبار أن ظهور مثل هذا المشروع يعني إطلاق فرص انعتاق العراق من قيوده التي فرضت عليه، وكبلت أطرافه، وفرضت عليه الانكفاء الذاتي وانكسار الإرادة، وإعلاء شأن «الهوية الطائفية» على حساب «الوطنية العراقية الجامعة». فقد فرضت هذه العملية من خلال الدستور العراقي الذي جرى تصنيعه أمريكياً خصيصاً لتلك الأغراض، قاعدة «المحاصصة السياسية» بين من أسمتهم «مكونات العراق»، أي القوى والكتل العراقية والطائفية المكونة للعراق، وقسمت الوطن العراقي إلى شيعة وسنة وكرد، وعملت على اجتثاث كل جذور المشروع الوطني العراقي وهذا يعني ان الازمات سوف تبقى متأصلة. و تجسدت نتائج تلك الظواهر على المستوى الاجتماعي في التركيب الديموغرافي للسكان بين المدينة والريف بصورة هجرات وبطالة وفقر وتشوهات ، وتدهور نوعية الحياة. و اتساع دائرة العنف على مدى عقود الظاهرة الأكثر تدميراً للبيئة العراقية الطبيعية والاجتماعية ، وانعكست جميع تلك المظاهر في تراجع مؤشرات التنمية المستدامة، التي غدت في العراق تمثل أدنى المستويات. واستخلص أن حماية البيئة تستدعي خياراً استراتيجياً يعتمد التنمية المستدامة، في ظروف تتسم بالسلام والتوافق الاجتماعي.
عبد الخالق الفلاح باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارب الصبر..والسياسة المتهالكة
- الحوارات الوطنية ..الاهداف والمخرجات
- تعمّيق الجُرح..أقلية حاكمة وأكثرية محكومة
- العراق والدهاليز المظلمة وتكريس الفوضى
- القادم بعد انتخاب رئيس الوزراء العراقي
- الاعتداءات المتكررة... والأطماع التركية
- انواع الثورات الارادة والاسباب والمعاني
- التحالفات وترسيخ بؤرة التوترات
- سقوط جونسون بعد الفشل المخزي
- المنظومة الغربية وبوادر الانهيار
- المخدرات والمخاوف من الانتشار الأوسع
- غاب جسده وبقى شعره يصدح
- الانسداد السياسي وتضوع المواطن
- قلوب لا تخفق للوطن
- نزيف الدم وجرح الوطن
- العراق ...التيه السياسي والمنعطف الخطير
- العراق والانسداد السياسي في أخطر مراحله
- اهمية العلاقات الدولية وتأثيرها!
- التخبطات الامريكية تزيد في كشف عورتها
- فشل السياسة تنتج الحروب والفوضى


المزيد.....




- منها مدينة عربية.. أي المدن يقصدها المزيد من أصحاب الملايين؟ ...
- طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي.. شا ...
- حصريًا لـCNN.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. وموا ...
- إسرائيل تعلن إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدات الإ ...
- ملف المعارين يؤرق برشلونة.. فكيف سيديره؟
- الخارجية الروسية تحذر: القوات الفرنسية في حال تواجدها في أوك ...
- عبداللهيان: يمكن التوصل لاتفاق هدنة لكن نتنياهو يسعى لإطالة ...
- الأسد يهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا
- وفاة -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية
- سفير الاتحاد الأوروبي في مولدوفا: شعرت وكأنني -سارق العيد-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - سكرات موت العملية السياسية