أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الوطن والوصولية














المزيد.....

الوطن والوصولية


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7339 - 2022 / 8 / 13 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك ان حبّ الوطن لا ينبع من مبدأ الواجب فقط بل للثبات على المبدأ، والاستقامة على القيم، ورسوخ العقيدة، ودوام النهج السديد ،والوطن هو المكان الذي ترتاح به القلوب وتشعر بالأمان، المكان الذي يشعرنا بالثقة بالنفس، وهو المكان الذي نخلع به قناع الخوف ونرتدي قناع الشجاعة للدفاع عنه مهما تطلب الأمر، و المكان الذي نستطيع التعبير عن آرائنا بحرية دون الشعور بالتردد أو الخوف اذا فهم معانيه وعمق تاريخه.
الوطن متأصلٌ في أعماق كل شخص، بشعور فطري وعليه أن يُحبه ويدافع عنه في كل وقت، وعليه أن يرخص نفسه وروحه ودمه وماله لأجل وطنه، وأن يُسهم في رفعته وتطوره ليكون دوماً في الطليعة، والأهم أن يدافع عنه ضدّأي اختراق لمبائه فحبّ الوطن ليس شيئاً خاصاً بأحدٍ دون آخر، بل إنه للجميع، للكبار والصغار والنساء والرجال، وكل شخصٍ فيه ينبغي أن يدافع عنه بطريقته. لا يشك احد منا من أننا في زمن يطغى على العراق الكثيرة من التقلبات والتغييرات، في العديد من النواحي والمجالات، فعقديًا اضطرب بل ضعف جانب الولاء والبراء فيه ،وأخلاقيًا انعدمت العديد من القيم، وسلوكيًا تقهقرت الكثير من المبادئ، وثقافيًا تبدلت واضطربت نسبة كبيرة من المفاهيم، حتى تكرست حالة أصبحت سمة ظاهرة في العديد من كيانات المجتمع، تفاقمت ونمت يومًا بعد يوم حالة من الوصولية: وانتشرت بشكل غيرمألوف في الوقت الحالي وعدم الاعتراف بصاحب الفضل عليه في البذل والعطاء، لأسباب فئوية،
وقول الشاعر معن بن أوس يهجي ابناخته:
فياعجباً لمن ربيت طفلاً *** ألقمه بأطراف البنان
أعلمه الرماية كل يوم *** فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي *** فلما قال قافية هجاني
لأن إظهار الحقائق يتقاطع مع الوصول لأغراضه وأهدافه ضيقة،.وهي من أخطر وأفتك الأمراض التي سادت المجتمع والوصولي هو " من يسعى لتحقيق أهدافه وغاياته ومصالحه، بأية صورة ووسيلة مشروعة أم لا، ويستثمر علاقته بالآخرين ونفوذه حتى لو كانت على حساب مبادئه، وعمقه المجتمعي وحتى لو تعارض مع ثوابته وسلوكه، وبيئته المتعاطفة" والتي أخذت العديد من الصور والأشكال و الوصوليون يهابون من يتفوق عليهم ويخشونه ويحسبون له الحسابات، مع تربصهم به ومحاولة تشويه سمعته وتدميره، بكل الطرق والوسائل لتكون هذه الظاهرة الخطيرة والتي انتشرت في الاوساط السياسية العراقية خاصة اذا بقيت كالنار التي تأكل الهشيم والتي من شأنها تدميرالدول والمجتمع والشعب، وهي في الحقيقة بمعناها ومظاهرها وأشكالها و لا بد من التنويه والتنبيه لحقيقة هامة جدًا، هي التحلي بالحصانة والوقاية وهما صمامان أمان لنا من الوقاية من هذه الآفة الفتاكة والتي تبيد مفاهيم المواطنة الحقيقية ، ومثل هذه الشخصية مستعدة للتخلي عن القيم والمبادئ، والتقولب بقوالب والوان جديدة حتى لوتنافت مع مفاهيمه، والتأطير بإطار جديد، وبالتالي يتيح لنفسه استخدام أساليب النفاق والتملق والتزلف، لصاحب القرار والمعني بذاك الشأن وكسب وده، والإطراء والمبالغة بالمدح بما لا يستحق، وانتقاص الآخرين وخصومتهم وبغضهم، والتحريض ضدهم والاستعلاءعليهم، وقد قال عليه واله الصلاة والسلام :«الكبر بطر الحق وغمط الناس» (صحيح مسلم)، "وبطر الحق دفعه وإنكاره ترفعًا وتجبرًا" (شرح النووي عن مسلم) .
تعد المواصلة على الثبات في حفظ المبادئ الاخلاقية للفرد والمجتمع في هذه المرحلة مهمة جداً لا بل في جميع المراحل في حياة الفرد والمجتمع و من أعظم هذه الاولويات و التي تحافظ على التكامل الاجتماعي ، والتي تساعد على حفظ كرامة وحرية الإنسان ، ونشر الاستقرار والأمان ، و السعادة في مختلف المجالات ، لذلك ينبغي التمسك بالقيم والمبادئ والثبات عليها ، ومحاولة العمل بها دائما لتحقيق مساعي وتطلعات الوطن والمواطن ، فالثبات على الموقف يؤدي لتحقيق الأهداف ، ويمجّد القرآن الكريم الثابتين على مبادئهم الرفيعة، المستمسكين بقيم الإيمان ومثله العليا: ﴿إن الذين قالوا: ربنا اللّه، ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنواوأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أوليائكم في الحياة الدنيا والآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون، نزلاً من غفور رحيم﴾(فصلت:30-31) ،وبالتالي لو تنتشر الأخلاق وتسود القيم المجتمع ، فهي مصدر الإشعاع والتوجيه في الأمة، ومظهر رقيها أو تخلفها، وكلما سمت مبادئ الامة، ونظمها الاصلاح الحقيقي المبدئي، كان ذلك برهاناً على تحضّرها وازدهارها.
عبد الخالق الفلاح باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكرات موت العملية السياسية
- تجارب الصبر..والسياسة المتهالكة
- الحوارات الوطنية ..الاهداف والمخرجات
- تعمّيق الجُرح..أقلية حاكمة وأكثرية محكومة
- العراق والدهاليز المظلمة وتكريس الفوضى
- القادم بعد انتخاب رئيس الوزراء العراقي
- الاعتداءات المتكررة... والأطماع التركية
- انواع الثورات الارادة والاسباب والمعاني
- التحالفات وترسيخ بؤرة التوترات
- سقوط جونسون بعد الفشل المخزي
- المنظومة الغربية وبوادر الانهيار
- المخدرات والمخاوف من الانتشار الأوسع
- غاب جسده وبقى شعره يصدح
- الانسداد السياسي وتضوع المواطن
- قلوب لا تخفق للوطن
- نزيف الدم وجرح الوطن
- العراق ...التيه السياسي والمنعطف الخطير
- العراق والانسداد السياسي في أخطر مراحله
- اهمية العلاقات الدولية وتأثيرها!
- التخبطات الامريكية تزيد في كشف عورتها


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الوطن والوصولية