أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الكرامة الانسانية والشعور بالمساواة














المزيد.....

الكرامة الانسانية والشعور بالمساواة


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7359 - 2022 / 9 / 2 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان الاباحة التي يمارسها السياسيون في العراقي اليوم بحق الشعب العراقي في الاستهانة بكرامته تثير الغضب والاشمئزاز بحق هذه الشلة التي عبثت وبعواطف وامال الجماهير الناقمة عليهم والتي تتحمل بكل صبر واباء هذه المحنة ولكن لا يمكن الاستمرار في قبولها وتحملها ولعل غد لنظاره لقريب ، تشير المادة الأولى للإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن "يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق ، وقد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء".ووضع الكرامة في بداية المادة الاولى لها لان كرامة الإنسانية، تعني أن نعامل الإنسان على أنه غاية بنفسه، وليس وسيلة أو أداة، فالإنسان ليس شيئًا، ولا يقارن بشيء.
من هنا وجب التمييز بين مفهوم الإنسان وبين مفهوم الشيء ، والكرامة الإنسانية هي مبدأ ثابت، لا ينقص ولا يجوز التنازل عنه تحت أي ظرف من الظروف وهي بعبارة اوضح تعني عن قيمة داخلية، تجعل الإنسان يشعر بالمساواة مع الآخرين في المجمع وتناقض الكرامة الانسانية أشياء أخرى، مثل: التعذيب والشتم والمعاملة المهينة و يعامل الإنسان على أنه غاية بنفسه، وليس وسيلة أو أداة. فالإنسان ليس شيئاً، ولا يقارن بشيء؛ ومن هنا وجب التمييز بين مفهوم الشخص وبين مفهوم الشيء. والكرامة الإنسانية هي مبدأ ثابت، لا ينقص ولا يصحّ التنازل عنه، ولو بالرضا. وهو أحد المبادئ العالميّة المتعارف عليها، بين الأمم والشعوب، فنُصّ عليه في القوانين واللوائح، وورد ذكره في الوثائق العالمية حول الأخلاقيات الحيوية، مثل وثيقة اليونسكو، وغيرها؛ وأمرت به الأديان والشرائع. شملت الكرامة الإنسانية الإسلامية جميع البشر وليس فئة المؤمنين فقط، كما جاء في قوله تعالى: (ولقد كرَّمنا بني آدم)[الإسراء:70] والآية تشير إلى تكريم بني آدم وليس فئة خاصّة من البشر، والمفهوم الإسلاميّ للكرامة يؤكد أنّ الإنسان خلق مكرماً منذ الجبلة الأولى ولا يجوز لأحد أن يسلبه هذه الكرامة بغض النظر عن سلطته وقوته في المجتمع. ومنظومة الحقوق في الحقيقة هي أساس التموقع في العالم اليوم، أي أن الاندماج الناجح لأي دولة في العالم اليوم يُقاس وفق احترامها لحقوق الإنسان وحفظ كرامته ، وكلما كان واقع الحقوق والكرامة متدنية أو تشهد مشاكل، فإن ذلك يوصد أبواب العالم والدول ، بمعنى آخر فإن الواقع الإيجابي لحقوق وكرامة الإنسان هما جوازا سفر اليوم نحو الحصول على الدعم والمناصرة متعددة الرساميل من العالم ، وتدور الفكرة للكرامة الإنسانيّة حول قيمة الإنسان كإنسان يعيش على الارض﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61]،و انّ الغوص في معناه الدقيق، يثير الكثير من الجدل بين الآراء المتعارضة. حيث يستخدم مبدأ احترام كرامة الإنسان كمبرّر أخلاقي للكثير من الأحكام. فبعض البلدان التي تشرّع اللجوء إلى إنهاء الحياة أو الانتحار بمساعدة الطبيب الذي يسمى بقاتل الرحمة " وهذه الصفة ليست عمومية انما نقول للبعض منهم لان البعض الآخر يصل الى درجة ملائكة الرحمة"، تستند في ذلك إلى وجوب احترام رغبة المريض وعدم التأثير في استقلاليّة قراراته؛ غير أنّ هذا ليس صحيحاً مطلقاً، لأنّها تحمل في طيّاتها انتقاصاً من كرامة الضعفاء والمرضى والعجزة، الذين اُستغلّ ضعفهم، وأمكن ممارسة الضغوط عليهم، بشكل غير مباشر من المجتمع والمحيطين حولهم، فلجؤوا إلى اتخاذ قرارات لم يكونوا ليختاروا لو أنهم كانوا بكامل قوّتهم، وعنفوان شبابهم. ومثال آخر على التناقض المثير للجدل في فكرة الكرامة، هو أنّ احترام كرامة الإنسان يستلزم مداواة المريض، والبحث عن جميع أنواع العلاجات التي توصل لشفائه؛ ولكن حينما يأتي العلاج الممكن الوحيد عبر إجراء استنساخ لخلايا جنينيّة مثلاً، فيحدث صراع بين فكرتين، تقول إحداها: بوجوب استخدام العلاج مهما كان مصدره، مادام يحمل في ثناياه الدواء و الشفاء، فيما تقول ثانيتهما: إنّ إنتاج خلايا إنسانيّة في شكلها الجنينيّ، ومن ثمّ تدميرها ببساطة بعد الانتهاء منها، هو إهانة لمصدر هذه الخلايا، الذي هو الإنسان ذاته، وبالتالي هو إهانة لكرامة الإنسان ويقول الكتاب الكريم ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾ [التغابن: 3]، وتكريمٌ لِدَوره في إعمار الأرض: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ هود: 61 ، ان تعزيز مبدأ احترام كرامة الإنسان ليس سهلا وليس متاحا في كل زمان أو مكان، وثمة عقبات وتحديات تحول دون تعميم هذا المبدأ النبيل، لكن واجبنا كبشر يرتب علينا التزاماً أخلاقياً باحترامه وصونه باعتباره محورا رئيسيا في جميع الديانات السماوية و إن ذلك يدعو المجتمع الإنساني كله شعوبا وحكومات وأفرادا إلى التكاتف والتعاون لاحترام حقوق الإنسان وصون كرامته، ومعالجة كل الأوضاع التي تسبب الصراع وعدم الاستقرار والتطرف والعنف في أي مكان من هذا العالم.
عبد الخالق الفلاح ، باحث و اعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شماتة المرتزقة وشيطنة الاعلام الحاقد
- العباءة السلطوية تحت راية الديمقراطية
- الاستبداد والطغيان
- المفهوم السياسي والدلالة العلمية
- الملف النووي في الامتار الاخيرة للانفراج
- غزل المغانم السياسية في العراق
- العراق وتصاعد الفتن
- الوطن والوصولية
- سكرات موت العملية السياسية
- تجارب الصبر..والسياسة المتهالكة
- الحوارات الوطنية ..الاهداف والمخرجات
- تعمّيق الجُرح..أقلية حاكمة وأكثرية محكومة
- العراق والدهاليز المظلمة وتكريس الفوضى
- القادم بعد انتخاب رئيس الوزراء العراقي
- الاعتداءات المتكررة... والأطماع التركية
- انواع الثورات الارادة والاسباب والمعاني
- التحالفات وترسيخ بؤرة التوترات
- سقوط جونسون بعد الفشل المخزي
- المنظومة الغربية وبوادر الانهيار
- المخدرات والمخاوف من الانتشار الأوسع


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الكرامة الانسانية والشعور بالمساواة