أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - مقترحات حلول الانسداد ... أحلاها مرُّ















المزيد.....

مقترحات حلول الانسداد ... أحلاها مرُّ


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7369 - 2022 / 9 / 12 - 02:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقترحات حلول الانسداد ... أحلاها مرُّ
هذا المقال لن يتوجه بالنقد للمسؤولين في العملية السياسية في الرئاسات وما دون بشخصياتهم ، وإنما كلُ بالمنصب الذي شغله . الهدف من النقد ليس الاساءة للأشخاص بذاتهم وإنّما لمن أساء استغلال المنصب ، جهلا ثم تعمدا ثم اسرافا وفسادا ، فتسبب بالواقع المهين للعراق كدولة وبالمخاطر المحدقة بحاضر ومستقبل العراقيين.
ـــــــ انه المال .. مال نفط العراق. إإتُمن عليه معدمون نكرات جاؤا على دبابة المحتل واصبحوا ساسة . مكّنهم النظام " البرلماني الفيدرالي" من التصرّف بالمال العام ، فأفاضوا على أنفسهم وأسرهم وتابعيهم مناصب َ ورواتب َ وإمتيازات . وإرتزقوا مليشيات لحمايتهم . فضلا عن فضائح أخس اساليب النهب والفساد . صاروا ساسة حكّاما أثرياء . تسلطوا على العراق عقدين من الزمن باسم الدين والمذهب والمكون الطائفي والعرقي. في تشرين 2019 إنتفض عليهم شباب العراق مطالبين بالاصلاح وتوفير فرص العمل والاقتصاص من أرباب الفساد . وكان رد " حكومة "دولة" رئيس الوزراء" وقتها بقتل المئات وجرح وخطف الالاف ... دماء المنتفضين أسقطت حكومته العتيدة .
ـــــــــ انه المال .. مال نفط العراق . " دولة " رئيس الوزراء عام 2019 ، عام الانتفاضة عادل عبد المهدي ، في مقابلة مع " دولته" في تشرين الاول عام 2018 وكان يتحدث عمّا كان مخصصا له من اموال عام 2009 وهو بمنصب نائب رئيس الجمهورية . سُئِل عن المخصصات المالية الشهرية فأجاب : في عام 2009 حوالي مليون دولار شهريا . في السنة 11 مليون دولار . المحاور : " حسبتُها تبلغ 48 مليون دولار كل اربع سنوات ." تلك المقابلة وما ورد فيها تلقي الضوء على حجم الفساد المقنن في تجيير المال العام ، أموال العراقيين ، للرئاسات الثلاث ونوابهم وما دون اسرفاً وهدراً وفساداً. كانت ، وما تزال تخصص لهم نثريات مالية " أجتماعية " فوق رواتبهم والامتيازات الاخرى و ما خفي من اساليب النهب المقنن . منصب نائب رئيس الجمهورية يجني 48 مليون دولار كل اربع سنوات ، فكم جني ويجني رؤساء الجمهورية ورؤساء الورزراء ورؤساء المجلس النيابي ... ونوابهم والدرجات الخاصة كافة خلال عشرين عاما ؟؟. ذلك هو الفساد المقنن الذي صيّره واقعا معظم المسؤولين في الرئاسات الثلاث على مدي العقدين الماضيين وساهم في تكريسه قيادات الاطار والتيار.
ـــــــــ هذا هو الواقع الذي سبب ويسبب و سيبقى مسببا للانسداد السياسي ، لأن الكل يتناقض مع الكل . قادة الاطار مستميتين وسيقاومون أي تشكيل حكومة وطنية مستقلة من الخبرات أولويات أجندتها والذي يطالب به شباب الانتفاضة التشرينية نزع الحصانه عن اي مسؤول في أي منصب سابق وإخضاعه للقضاء والمساءلة. قادة القوى السياسية الأخرى من أحزابٍ وتكتلات وتيارات ومليشيات ، معممون وأفندية ، شيعة وسنة ، هم أيضا سيقامون أي تشكيل حكومي يستحضرهم للقضاء والمسائلة. هؤلاء ، كلّهم ، هل يرضون الافصاح ، تحت القسم ، عن ذممهم المالية ؟ وهل يرضون تفعيل مبدأ " من أين لك هذا؟"
ــــــــــ السيدة "جينين بلاسخارت" ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق شاركت في الاجتماع الذي دعا له رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي والذي عقد يوم 5 أيلول 2022 بحضور "قادة القوى السياسية الوطنية العراقية" وبحسب بيان المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء، فقد خلص الاجتماع إلى الاتفاق على ست نقاط . من استعراض ما إتُفق عليه فإن أربعا منها هي ذاتها التي تبناها قادة الاطار في مسعاهم للبقاء قي مواقع المسؤولية والمناصب في أي تشكيل حكومي مقبل . ومضمونها وجوب استمرار جلسات " الحوار الوطني ". وتفعيل المؤسسات، والاستحقاقات الدستورية". وأيضا إقرار "تشكيل فريق فني من مختلف القوى السياسية؛ لتنضيج الرؤى والأفكار المشتركة حول خارطة الطريق للحل الوطني. وتقريب وجهات النظر و مراجعة قانون الانتخابات، وإعادة النظر في المفوضية. كذلك " دعوة التيار الصدري للمشاركة في الاجتماعات الفنية والسياسية، ومناقشة كل القضايا الخلافية، والتوصل إلى حلول لها".
ـــــــ أما النقطة الخامسة فقد صيغت لتزكية السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء الاسبق مما نسب له من تسريبات ، إذ لم يكن ما ورد في تلك التسريبات ما يراعي " العلاقات الأخوية التأريخية" بين اقطاب العملية السياسية . تلك التسريبات تضمنت إساءات شخصية للسيد الصدر الأمر الذي صلّب موقفه الذي ترجمه بدفع أتباعه لإحتلال مبنى البرلمان ثم القصر الحكومي. مع بقائهم جاهزين لأي تصعيد إحتجاجي.
ـــــــــ السيدة بلاسخارت ... هل يمكن التسامح و إعفاء المسؤولية عمّن تسبب بهدر وسرقة مئات مليارات الدولارات من المال العام في أطار نظام فساد مقنن؟ هل يمكن التغاضي وإعفاء من تسبب ، بجهله وسوء إدارته ، بقتل مئات الالاف من العراقيين من قبل تنظيمي القاعدة و داعش وسقوط ثلث مدن العراق . غير ناسين مجزرة "سبايكر؟. هل يمكن إعفاء أو التسامح مع من تسبب بوقوع ثلث سكان العراق بالفقر وما دون خط الفقر حسب الاحصاءات الرسمية ؟. هل يمكن التغاضي والسكوت عن إجرام الملشيات المسلحة التي تصدت لشباب إنتفاضة تشرين 2019 وقتل المئات وجرح والآلاف وما زالت تقتل وتخطف وتهدد بذرائع مذهبية ؟.هل يمكن إعفاء أوالتسامح ونسيان المعترفين بفشلهم في إدارة الدولة وهم في أعلى المناصب الدستورية. ؟. وهل يمكن التسامح وإعفاء من أوصل العراق الى واقع محفوف بكل المخاطر ؟
ممكنات الحلول المطروحة ، كلها ، أحلاها مرُّ:
ــــــــ قبول مساعي قادة الإطار للعودة الى المناصب أو من يمثلهم إلى أي تشكيل حكومي مقبل يعني الرضوخ للأمر الواقع وتكريس المحاصصة الطائفية ومكافأة من أفسد وتخبط في إدارة البلاد خلال عقدين من الزمن .
ـــــــــ التيار الصدري .. له ما له وعليه ما عليه في دوره في المشهد السياسي المزري الخطير . الاصلاح المنشود الذي يدعو له السيد الصدر ، حكومة أغلبية وطنية ، لا يمكن أن يتحقق بقرارات أنفعالية غير مدروسة . بدأت بأمر النواب التابعين له بالاستقالة من البرلمان ، تبعها الشروع بأحتجاجات واسعة شابها التطيّر والعنف وسقوط ضحايا باحتلال مبنى البرلمان والقصر الحكومي . ومن ثم إعلان الاعتكاف وإعتزال السياسة ، وأخرها وليس أخيرها التي توحي بعودته المتوقعة للعمل السياسي بإعلان الفتى وزيره يوم 8 أيلول 2022 المطالبة بإبقاء برهم صالح رئيسا للجمهورية و مصطفى الكاظمي رئيسا لحكومة تصريف الأعمال للإشراف على انتخابات مبكرة . وما زال التيار الصدري يتوعد "بمفاجآة " قد تتسبب بمزيد من أعمال العنف والفوضى الهدامة. ويتحسب السيد الصدر من فروض دينية عقائدية اسرية أعلن تخليه عنها.
ـــــــــ الاخطر في واقع الانسداد السياسي ، والعراك بين التيار والاطار وجود "الفصائل ــ المليشيات المسلحة " ، التي تموّل من المال العام رواتبا ، وإعتادت على تهديد الامن والحكومة كلما وقع أمر يتناقض مع توجهاتها كما أنها خاضعة لأوامر خارجية . ذريعتها المعلنة " المقاومة ". مليشيات سُلّحت من الخارج بإنتماء شكلي للحشد الشعبي واصبح لها رأي في تحالف الاطار.
ــــــــ القادة الكرد متناقضون في عدد من شؤون إدارة الاقليم الداخلية . وفي تحالفات حزبيهما أحدهما مع التيار و الاخر مع الاطار . الواقع السياسي و الاقتصادي والاجتماعي للاقليم يعتريه الفساد وسوء الادارة التي عنوانها نظام الحكم الاسري ــ القبلي . ولا تزال المشاكل العالقة عالقة مع الحكومة الاتحادية في موضوع النفط والغاز . قادة الاقليم يناورون للاصطفاف مع من يبقي الاقليم مستقلا كما دأب عليه منذ 2003 . يأخذ ولا يعطي بضمان حصة مالية من الموازنات الاتحادية ، فضلا عن تحصيل رواتب منتسبيه المدنيين والعسكريين من المال العام الاتحادي.
ـــــــ مقترحات حل البرلمان والاشكالية الدستورية والتوقيتات: الاشكالية الدستورية في موضوع انعقاد مجلس النواب والية حله وموضوع الانتخابات البديلة وموعدها . مقترحات تناقض بعضها لتجعل تمسك التيار والاطار كل بموقفه . كما أن مقترحات مستقلين من المتابعين لا تخرج في مضمونها عن الميل لأحد الطرفين . من هي الحكومة التي تقوم بتصريف الاعمال لحين الانتخابات؟. وهل يبقى الكاظمي ام يُرشَّح اخر غيره . وهل سيقبل أيُّ طرف بأيِّ مرشحٍ لرئاسة حكومة تصريف الاعمال؟ وما هي المدة الزمنية لبقاء حكومة تصريف الاعمال ... وكم ستُعطى من الصلاحيات؟
ـــــــ اقتراح ابعاد المالكي عن اي منصب او نفوذ خلال فترة تصريف الاعمال وما بعد حل البرلمان السابق للانتخابات لحين الانتخابات قد يضمن قبول التيار لبعض من مقترحات الاطار للمدة المؤقتة لحكومة تصريف الاعمال.. او ان يتم ترشيح شخصية مستقلة لم تتسلم منصباً يقبل به الطرفان لفترة حكومة تصريف الاعمال وذلك مع عودة نواب التيار الصدري. .
ـــــــ لعل المنازلة بين قادة الاطار والتيار المتواصلة أصبحت وكأن لا نهاية لها وهم غير آبهَين لتبعات " عراكهم " على أمن العراق وسلامة الشعب . العراقيون يرون أن السجال الفوضوي والمواقف المتناقضة بين الطار والتيار يمكن ان تتسبب باعمال العنف والتدخل الأجنبي المسلح.
ــــــــ إزاء هذا الواقع ... كيف يمكن تصور الخروج من الانسداد بحلول يتبناها ذات الساسة الذين هم أصلا من ساهم في صنع الواقع المهين و هم من أفسد وتخبط وإستحل سرقة وهدر المليارات من المال العام؟.
ـــــــ لعل افضل خاتمة للمقال الاستشهاد بما جاء في القران المجيد الذي يدعي معظم رموز العملية السياسية أنهم "مسلمون مؤمنون وأن القران دستورهم الفصل ":. {{ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ، الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ ، يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ }} الآيات الثلاث فاتحة سورة ( الهمزة ).



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المحال بقاء الحال .... الأسوأ الذي قد يأتي
- سؤال لقادة التيّار والإطار .... هل بالامكان تقديم افضل مما ك ...
- التغيير لا يزال بعيد المنال
- الإصرار على حكومة محاصصة ..... الأسوأ لم يأتِ بعد
- ما البديل عن -رجال- التيّار والإطار ؟
- مساعي ( البارتي ) لتكريس القطيعة مع بغداد ليست في صالح الكرد
- الاقليم يساوم تكتلات البرلمان لتطبيق سياسة الأمرالواقع في مل ...
- ( يونامي ) مدعوّة لإسناد العراق في تدويل المطالبة بحقوقه الم ...
- نفط العراق بين الدستور الإتحادي و - دستورالإقليم- ؟!؟
- أصل الحكاية في الازمة الأوكرانية
- الاقتصاد العراقي ... سجال بين العلم والجهل
- الفضائيات الاخبارية بين الرصانة المهنية والمبالغة والتهويل
- حكومة الاغلبية ... ما لها وما عليها
- اللعبة تتكرر؟!
- برلمان العراق وحكومته المقبلة ... الإفصاح عن الذمة المالية . ...
- برلمان العراق وحكومته المقبلة ... الإفصاح عن الذمة المالية . ...
- جمهورية إيران الإسلامية والاتحاد السوفيتي ؟!
- معوقات تطوير العلاقات العراقية مع إيران وإستدامتها
- مساعي المالكي لتولّي رئاسة الحكومة لدورة ثالثة
- من يعوّض ضحايا مجازر الانفال وحلبجة؟


المزيد.....




- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة
- وسائل إعلام: خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات تتعلق بانعقاد ...
- بنما: إغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة والرئيس السا ...
- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
- مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا ...
- الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في ...
- العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - مقترحات حلول الانسداد ... أحلاها مرُّ