أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أمين أحمد ثابت - المخلوق . . المعادي للخلق















المزيد.....


المخلوق . . المعادي للخلق


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7343 - 2022 / 8 / 17 - 08:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


صور لنا التاريخ الجيولوجي والطبيعي فواجع إنهاء كوكب الارض و . . كوارث هددت وجود الحياة على ذات الكوكب ، وبصورة تخييليه لرعب يمكن له التسبب بانقراض الانواع اللحمية الكبيرة لكونها تمثل فرائسا تكفي حاجتها من الغذاء – ففوضى النظام الكوني تزامن في عصر جيولوجي الجوراسي وبدايات العصر الترياسي – إن لم تخني الذاكرة - من تاريخ كوكب الارض وتاريخ حياة انواعه الحية ، الذي يعلم في علم البيولوجية التطورية بزمن الديناصورات والزواحف الضخمة – بينما كانت كل الانواع الحيوانية العليا بادئة البرمائيات حتى الثديات القديمة في ذلك العصر جميعها كانت عملاقة في احجامها ، حتى ما قبل الانسان الذي ظهر مرتين بنوعه في عصرين سابقين واختفى ليعود افتراضا ظهوره في بداية المليون عام الاخيرة ، وجاء بعده بمئات الالف من السنين معرف الانسان . . الذي ينحدر اصلنا النوعي منه تاريخيا – بغض النظر عن فارق التمييز حول مسألة الانسان بين النظريتين التاريخيتين البيولوجية والأنثروبولوجيا الاجتماعية ، كما وبغض النظر عن جدل الصراع الفلسفي بتوظيف علمي . . إذا كان الانسان يعود ظهوره لتحول من نوع حيواني سابق – أي النظرية التطورية – أو انه ذات خلق خاص – نظرية الخلق او التخلق الخاص - مثله مثل بقية المخلوقات الحيوية الاخرى - ذلك الاضطراب الكوني في نظامه الذي لم يصل الى حالته المستقرة نسبيا . . قادت بفعل تصادم كوكبين او تفجر نجم فقد اهلية وجوده الكوني او اختلالات قادت الى تمزق قمر او اكثر . . كان ناتج احد مما ذكرناه أن سحبت كتلة صخرية منها في مسار الجذب لجرم كوكب الارض ومنه تحت فعل قوة جاذبية كوكب الارض عبر حد المدى الفضائي مخترقا مجال الفضاء الكهرومغناطيسي لتسقط تلك الكتلة الفضائية _ بحجم يقارب ثلث حجم كوكب الارض – تسبب ارتطامها الى تدمير النظامية الجيو - بيئية للكوكب ، والفيزو – كيميائية للهواء والتراكيب غير العضوية والعضوية للطبيعة بكل مكوناتها ، كما ونتج عن اختراق تلك الكتلة الكونية للمجال الغازي لغلاف الارض وسرعة سقوطها المخبف . . بقدر ما سبب تغيرات كهرومغناطيسية كهربية لجو كوكب الارض . . المتحول الى جو خانق قاتل لأي حياة ، هذا غير الارتطام والشرر الكهربي المصاحب اختراق الكتلة الفضائية الاغلفة الغازية للأرض والغازات الموجودة في هواء الارض . . المتصادمة والمتفاعلة فيما بينها بفعل الضغوط العالية المهولة المتولدة خلال ذلك الاختراق للجسم الفضائي . . تسبب بانتشار الحرائق على امتداد واسع من مساحة الارض ، التي احترق فيها الكثير من الغطاء النباتي وقاد الى ابادة مختلف الانواع الحيوانية – احتراقا او اختناقا – ونتج عن الارتطام اختلال طبقات الارض وخاصة قشرتها ، التي اصبحت من الضعف لا تمنح بقاء للحيوانات العملاقة ، هذا غير متولدات البراكين والزلازل والتصدعات الفجوية لطبقات الارض العلوية . . قد اتت لتمحو في طريقها ما وصلت اليه من الانواع الحية ، حتى الحيوان والنباتات المائية قد افنيت الكثير من انواعها لتغير تشكل الرقعة اليابسة والمائية ، فمياه عدم بكائناتها وانسحب منها في تشكل بيئات مائية اخرى و . . مثلها اليابسة ، كما وتغيرت ميازين العناصر الكيماوية في تراكيبها غير العضوية في مكون المياه واليابسة والهواء فوقهما بتكوين سمي لا يبقي صفة حياة أي كائن حي سابق – سوى تلك الانواع التي صدف وجودها او لجوئها الى مواضع بعيدة تقل فيها نسب السمية وتقل في محيطها اخطار ذلك التغير العاصف داخل نطاق الارض ، وكان لتلك الانواع – العضوية الحيوية الحيوانية او النباتية العضوية الناجية نسبيا أن تصل الى حالة التكيف الامن النسبي مع متغير مناخ وبيئات الكوكب – اليابسة والمائية – أن تحدث فيها تحورات لبعض انواعها وتغيرات كلية لنظاميتها البيولوجية والحيوية كجبرية يصل شرط بقائها واستمرارها أن يكون واصلا الى حدوث تغير في مكونها الجيني ، فتلك الانواع الناجية بتغير جيني نسبي تحتفظ في نوعها تلك الخارطة الكروموسومية الاساسية لأسلافها السابقة القديمة – قبل الكارثة – لكنها تحتوي فيها تعديلات جينية الارتباط فيما بعضها الى جانب تحورات في بعض من الجينات او حدوث تعدل في كيميائيتها ، بينما في انواع لم تكن مهيأة بيو-كيميائيا لامتلاك مقدرة البقاء والاستمرار ، حيث انقرض الكثير منها ومنها حدثت فيه طفرات جوهرية في تركيبها الجيني . . فخلقت انواعا جديدة في خارطتها الكروموسومية بما لم يوجد منها سابقا ، يحقق لها البقاء ، بينما اسلافها تنقرض انواعها كليا - جميع هذه الانواع الحية التي تحقق لها البقاء في تغيرها التكويني الذاتي ، كان لمتغيرها الجسدي والعضوي والنظامي الحيوي بالنسبة لما هو حيواني ، أن يمتلك خصائصا ليس تلك فقط التي اعطته صفاتا وخواصا تمنحهم قدرة التكيف مع البيئة الجديدة للأرض ، لكنها منحتهم قدرة تأهيلية لأحداث التغير الذاتي مع كل تغير ناشئ على في بيئة الكوكب – بما اهلها سمة الاستمرار لأنواعها – ووفق تصوري العلمي شخصيا ، أن مختلف الانواع الناجية من كارثة الارتطام والحرائق والاختناق والتسمم ، أن الاصل الطبيعي المشترك بين كل الاحياء اصبح بتضاؤل الاحجام الجسدية وارتفاع طولها ، هذا غير تخلق صفات وتحورات جسدية وسلوكية ( خاصة بكل نوع ناجي ) بما يمكنه من الحفاظ على استمرار نوعه ، من حيث طبيعة الاغتذاء والدفاع الذاتي على النفس وعلاقات السلوك القطيعي كحماية واستمرار لوجود نوعه ، هذا غير للأهلية الجديدة لعمل النظامية العضوية الداخلية المكسبة له صفات مستجدة من التحمل وتغير عمل الاعضاء كمقدرة تكيفية للمتغير النسبي المؤقت الظرفي الطارئ على البيئة الخارجية ، والذي يصاحب ذلك كفاءة في احداث تغير في الاليات الحيوية الداخلية في ذات الوقت عفويا وبشكل غريزي لا إرادي – البيات الشتوي لأنواع من الحيوانات تتسم بقدرتها على تخزين الغذاء وحفظ طاقاتها الجسدية الحيوية والعضوية خلال الزمن المحدد لها فترة للبيات الشتوي - من هنا كان لمختلف الانواع الحية الناجية من السلالات العملاقة ليتحقق لها الاستمرار أن تفقد سماتها الجسدية الضخمة والعملاقة تلك – وعودة ، نعرف نحن معنى ودلالة مصطلح الفوضى في الحياة المجتمعية عبر التاريخ ، كاختلال اضطرابي يزلزل الوجود الحياتي المستقر او حتى شبه المستقر ، وتعصف بالحيوات – بشرية ، حيوانية وحتى نباتية – إبادة وفق اصطلاح عسكري جيو-سياسي يطلق عليه ب ( سياسة الارض المحروقة ) كمجاز تدليلي القصد – تلك الفوضى الكونية المضطربة – قبل وصول الكون الى نظاميته شبه المثلى نسبيا ، منذ ما يقارب اكثر من مليون وخمسمائة سنة ماضية من يومنا هذا – وصف لنا اقسى مولدات الرعب في التصور والتخيل لما يمكن أن يأتي به الكون . . من فضائه الخارجي لكوكب الارض – هذا المرعب عند جنونه – أي اختلال في التوازن النظامي بين الاجرام – كما يقوله البسطاء وايضا فيما يعتقد به البسطاء عقلا وفق ايمانيتهم الدينية – أنما هي ارادة الله – ولا ينظرون الى الاسباب المادية التي تقود حتما للنتائج المرعبة والمتخوف حدوثها – ومن جانب اخر بما يقولونه من بسطاء العقل في ( غضب الطبيعة ) ، حين تثور تدمر كل ما هو في محيط افراغ غضبها – مثلا الزلازل ، الهزات الارضية والتشققات ، الزحزحة التكتونية والفيضانات ، العواصف والتغير المناخي المهدد لحياة انواع او الحياة عامة عند وصوله الى اقصى درجات التغير السلبي ، الامطار الغزيرة غير المتوقفة بسيولها الجارفة والمغرقة لكل حي وغير حي في طريقها – حيث تبدو الطبيعة لفهم الانسان اعظم مصدر لإثارة الخوف والرعب والدمار ، بل أنها تعد المصدر الرئيسي للخوف والهلع مقارنة بالخطر الكوني القادم من الفضاء الخارجي . . كونه احتمال حدوثه مستبعدا – خاصة بعد تطور علم الرصد الفضائي للإنسان ، الذي يطرح حدوث مثل هذه الكارثة فينا امرا غير وارد الى مئات الالف السنين القادمة ، حتى وإن وجدت شوارد جسمية عملاقة طافرة سقطت في مدارنا الشمسي وتكون اكثر اقترابا الى الارض من غيرها من كواكب مجموعتنا الشمسية ، والخوف إذا ما حدث انحرافا لها في مسارها او في المسار الدوراني لكوكب الارض حول الشمس ، بما يقود الى تهديد توجه ذلك الشارد نحو ضرب الارض او أن يكون ذلك الاختلال يقرب الارض لتهديد التصادم بكوكب اخر من المجموعة او جذبها لقمر من اقمار ذلك الكوكب بما يهدد ارتطامه بكوكب الارض ، ومع هذه الاحتمالية البعيدة تتحضر قدرات الانسان العلمية لخلق وسائل وطرق وادوات لتلافي حدوث مثل هذه الكارثة المخيفة – مثل هذه التهيؤات المتخوفة ذاتها يتحرك العلم بصورة استباقية لتلافي خطر ما يسمى بغضب الطبيعة . . او حتى العمل لتخفيف آثار حدوثها – عندما تحدث – بما يقلل من نسبة الخسائر في كل شيء . . . .

اعرف مسبقا أن كثرة ممن سيقرؤون الجزء السابق اعلاه من موضوعي أو حتى من بضعة سطور من بدايته . . سيقولون ما علاقة هذا الموضوع بالعنوان الذي وضعه الكاتب ، أو يبدو أن الكاتب فلت من بين يديه ما كان يريد الوصول اليه فيما يكتبه او أن الكاتب غير عارف بموضوعه او لم تكتمل الصورة لديه لهذا تاه في كتابته ولن يكون قادرا على ضبط موضوعه وايصال الفكرة التي يريد توصيلها لنا – لن ارد وإن كنت اعرف فيمن يستنتج ذلك ناتج عن قلة صبر او جهالة او استعلاء نرجسي - مصاب به الغالبية من نخبنا المثقفة والاكاديمية – ستميحهم اختلاق أي عذري لي ليواصلون القراءة حتى نهاية الموضوع قبل التعجل والحكم المسبق على الموضوع ، وليعرفوا اني استخدم منهجا خاصا بي – استحدثته شخصيا – يصبغ طابع كتابتي واسلوب الكتابة كدمغة خاصة بي واكون مسئولا عن كل كلمة وفكرة ترد في أي كتابة تخرج للآخرين وتكون ملكا عاما لهم ، أما ثانيا فإن طريقة الكتابة هذه التي قعدتها تمنح القارئ مزيدا من المعارف الدقيقة العلمية وحتى التفلسفية في ابعاد ومجالات واتجاهات عديدة خلال موضوع واحد صغير ، بينما هي تتواجد منفصلة داخل مؤلفات مختلفة المجلات غير معتاد الجمع بينها – لن اقول اني الاصوب والاصلح ولكن يكفيني تقبل لوني كتقبلنا لكل واحد منا في كتابته واسلوبه . . .

عودة الى ما هو وراء عنوان الموضوع ، مفاده أن الرعب وراء الكوارث القادمة من الفضاء الخارجي او من التقلبات الكارثية للطبيعة الفيزو-كيميائية غير الحية او المناخية والجرثومية المميتة ( الطبيعية ) ، وحتى الرعب التخوفي من وحشية اللواحم البرية المفترسة او الاخرى ذوات السمية القاتلة – أجد انها لا تصل الى قبح وحشية الانسان ذاته وافعاله الانانية المتجمعة في بؤرة واحدة يمكن توصيفها ب ( العدائية ، الكراهية ) في طابع عدمي مطلق يمقت الوجود ويستهدف انهائه – على صعيد الانسان ، الحيوان والطبيعة ، وعلى صعيد الهواء والماء واليابسة – إن الانسان في وجه من حقيقته المعلم بالقبح اللامتناهي ، أنه يسعى ويفعل دوما ما يوصله الى التدمير وإبادة الحيوات . . على رأسها النوع البشري من الكائنات الحية – جوهر حقيقة طبيعة وجهه المخيف يكمن ب ( سمته الانانية ) - العاقلة ادراكا منه لها لفرض واقع استحواذه لكل ما يريد – انانيته التي يتجاوز (جشعه وشراهته ) حدود الانانية لأكثر الحيوانات جشعا وشراهة – كالضباع والتماسيح وغيرها – رغم حدة علو هذه السمة الوحشية الاكثر قبحا وارعابا فيها دونا عن بقية الحيوانات مجتمعة . . بما فيها الاسود والنمور بفصائلها العائلية القططية المختلفة والذئاب بفصائل الكلبيات المختلفة والكواسر . . إلخ ، إلا أن سمتها هذه لها سقف او حد معين . . تنغلق عندها هذه السمة وتنعدم عندها الصفات الوحشية القبيحة ( الانانية الموسومة بالشراهة والجشع ) – مثلا عند الشبع والارتواء تنعدم نوازع الاعتداء والتملك الفردي لمصدر الاغتذاء او الارتواء ، حتى في التملك الذاتي للموطن البيئي للنوع والذود عنه ، يكون في حدود المساحة الحامية لوجود نوعه العائلي – منطقة وجود للأسود ، ولكنها في اتساعها توجد فيها انواع اخرى من المفترسات ( بكسر حرف الراء ) والمفترسات ( بفتح حرف الراء ) ، وهنا كل عائلة تقتص جزء مساحة من المنطقة كموطن خاص بها – والدفاع عن الموطن يعني حق ملكية غريزية الوجود بما يحفظ امنها - وتتحدد المساحة الآمنة بما يبعد بمسافة غير كبيرة اقصى حد من قدرة نوعها الحسية البصرية والشمية والسمعية والحسية الجسدية – حتى إذا وجدت عائلة اخرى من ذات النوع والفصيل . . كالأسود مثلا فإنها ستجابه وتطرد إذا تعدت تلك الحدود لموطن العائلة الاولى – إذا أن نزعة التملك الذاتي الاستحواذي ( الاناني ) عند كافة الانواع الحيوانية والحية عموما . . تتوقف عند حد معين تزول معها صفة الانانية في وجودها الحياتي الى جانب مختلف الانواع في تعايش مشترك – مثلا إن وجد فرس نهر في بقعة نهرية تعج بالتماسيح . . يغادر منها ، والعكس إذا ما دخل تمساح او اكثر الى بيئة نهرية خاصة بأفراس النهر فإنها تنسحب الى ضفاف بعيدة عن موطن فرس النهر – حتى في المذهب الطبيعي لقانون الغاب الموضوعي المعبر عنه بمذهب القوة – الموصولة بالتوحش الغابي ، والمتمثل قصدا ب التملك الاستحواذي ل ( شراهة الجنس ) ، فالقوي حتى وإن كان غازي يستحل ملكية التزاوج بإناث الزوج المنهزم – لكنه من منطق القانونية الطبيعية المقابلة ، أن إناث ذكر الزوج المنهزم تقاتل هذا الدخيل المستقوي لإشباع غريزته الحيوانية في تملك الزوجات والموطن ، حتى تصل في بعض الاحيان أن تصل الى قتله او طرده . . حتى بعد انتصاره على ملكهم – هنا نجد الشراهة والجشع التملكي الاستحواذي الفردي الاناني تلاشى عند حد الهزيمة عند كل من الاسدين ، لا يعاود الدخيل او الغازي الذي تم طرده الى ذات الموطن مجددا ، ويمكن للأسد المخلوع أن يعود الى مملكته او تغادر العائلة متتبعة رائحته للاجتماع به وإقامة موطن جديد او الترحل والعودة مجددا الى الموطن القديم للعائلة – لنرى مقارنة بين عالم الحيوان المتوحش في حقيقة طبيعة وجوده وعالم الانسان – العاقل ادراكا وفق قيم اخلاقية وقانونية وعلاقاتية تحكم نوازعه وتوجه سلوكه وفعله . . وهو المنعدم وجوده عند كل الكائنات الحية باستثناء نوع الانسان – فأنانية الانسان الشرهة والجشعة للتملك الاستحواذي . . لا يعرف حدود مانعة او سقوف تقف عندها حد انانيته وجشعه وشراهته ، وإذا كانت وحشية الحيوان تكمن في اشباع حاجته التي تضمن له البقاء والاستمرار لحياة نوعه ، أي لا تكمن في مزاجه واهوائه ونزعته الدموية ، بينما الانسان ما يطبعه بالوحشية بما يفوق الحيوان ، أن إدراكه الذاتي لأنانية التي لا تعرف حدا للشبع ، فإنه يعتمد مذهب القوة لاغتصاب حق الاخرين ، وحتى بعد نيل مراده يذهب بقبحه الى اخضاع من اعتصب حقهم ليكونوا اذلاء طوع امره يقتل منهم من يشاء ويذل من يشاء – بينما اذا ما شبعت الاسود فإن الظبى والغزلان ترعى قريبا من مواضع الاسود دون خوف ، حيث لا تهاجم المفترسات عند شبعها ، حتى طرائدها لم تعد صيدا لها عند امتلاء معدتها ، ولا تعد تهديدا لها في أن تتواجد داخل موطنها الخاص ، والعكس للغزلان انانيته اشباع بطونها من المرعى المتواجد في موطن الاسود يختفي عند زمن جوع الاسود في صيد الفرائس ، حيث تهرب لترعى بعيدا في مراع آمنة من صيدها ، بينما تأتيها جرأة اقتحام مناطق الاسود حين تكون شابعة . . لتحقيق شبعها الذاتي ، الذي يتوقف عند شعورها بالشبع او عند الاحساس بالخطر – ماذا نجده في الانسان ؟ ، أنانية شراهته وجشعه لا متناهية ، إذا نال شيئا يطلب المزيد – إن كان قويا نافذا يستحوذ على ما هو ليس له و . . ولا يكتفي بما استحوذ عليه ، بل يذهب لاستحواذ حقوق وملكيات اخرين و . . وهكذا لا يتوقف ولا يكتفي بما اخذه عنوة ، بل يستمر وكلما نال زاد جوعا وجشعا وشراهة . . ليصبحون المنتهكون بقوته غير مالكين لحريتهم وامنهم الشخصي ، منهم من يكون اداة رخيصة خادمة لكل ما يريد ويزيد قوته والغالبية تكون تحت رحمة مصالحه غير المنتهية واهوائه ورغباته ونزعاته وامزجته الطاووسية المتوهمة بالعظمة في وحدانيته ، فهو المانح للحياة والقابض المانع لها ، وهو المسير ومحكوميه هم التابعين في سيرهم كالأنعام ، وهو المحل والمحرم ، وهو المالك المطلق وغيره الاقل قوة والضعيف هو مملوك ، وهو الصادق والعدل والحكيم ، وهو الرحيم والجبار المتعال الذي ليس في مثل غضبه احدا او شيء – وهو ذات الطبع من الوجه القبيح من حقيقة الانسان . . حتى الضعيف والمستضعف ، إنه لا يمتلك القوة ليظهر وجهه القبيح ، بل يضمره في سره ونفسه ، بينما حين يتأوه بمظلوميته يخادع بالقيم الانسانية من الرحمة والعدالة والتسامح وعمل الخير والسلوك القويم ، وهو ذات وبأجندة الخداع للمستضعفين فيما نعرفهم بالمنافقين والانتهازيين والابواق وخدام القمع والمخبرين ، وذاتها للمستقوى الاعلى الفرد المطلق وهما في نفسه ، بقدر وجهه القبيح الوحشي الملموس موضوعيا من فعله وسلوكه ، نجده يسوق بخطابه عن العدالة والوطنية والشرف والتسامح والخير . . الخ ، نجد بلدان الغرب الاستعماري تجدد تملكها لبلدان العالم الاخرى وانسان شعوبها . . سخرة لمصالحها واطماعها واذلالها لكل من يجرأ على اظهار ولو قليل من الاعتراض او الرفض لتبعيته العبودية الطوعية – ماذا عمل الانسان في مسار تطوره من القديم – في جانب وجهه الوحشي البشع – بقدر تخليقه لمسمى ( المعادل العام ) في قضية التبادل في السلع والمنتوجات بدلا من طابع ( المقايضة ) ، حتى وصل المعادل الى صك عملة نقدية معدنية ثم البنكنوت واخيرا العملة الالكترونية الدولية – هذا التخليق سهل التبادل ونشوء الاسواق ووفر حاجات الاستهلاك للإنسان بوصول بضائع ومنتوجات مختلفة المصدر من العالم وبجودات مختلفة – لكن قبح حقيقة الانسان بأن جعل المال متحولا من قيمته الفعلية المتحصلة عن طابع العمل ونوعيته الذي يمارسه المرء لتسهيل الحياة وتحسين المعيشة . . ليكون المال جوهر الحياة واصل المعيشة ، أي بمعنى وفق القول الشعبي المصري ( من معه قرش يساوي قرش ، ومن ما معاه شيء لا يساوي شيء ) ، وبمعنى اخر تنعدم الحياة وتصبح مستحيلة ومقيتة وغير ممكن تحملها بغياب المال او شحة وجوده بيد الانسان ، ولا عيش دون فلوس – قول يمني شعبي ( هي الفلوس لمن ارادة فصاحة ، وحين تنقص من بين يديك ينقص مقدارك ) ، وفي قول اخر شعبي يمني ( صاحب السعيد تسعد – بإشارة مجازية ضمنية - وإن كان ناهبا ومختلسا ومرتشيا وقاتلا ، ولا تصاحب المنحوس خائب الرجاء – بإشارة ضمنية مجازية – وإن كان عالما ، وطنيا وشريفا ) – أي أن من مجالسة النوع الاول يفضي إليك – مباشرة او بشكل غير مباشر – منحة بدرجة من القوة او المال او الثروة واقلها توفر الفرص ، أما مجالسة النوع الثاني لا يمنحك سوى كلاما واوهاما لا تؤكل عيش . . . .

ولتدوير المسار بالعودة عما بدء لغلق الموضوع ، يمكن القول أن الاثر الكوني الخارجي المدمر والابادي كتهديد للأرض وما عليها وفيها . . حين وقع او إذا ما وقع ، فإنه بالضرورة ما يأتي وقتا زمنيا تزول فيها تلك الاثار ، كما وتخلق معادلات جديدة للوجود في الكوكب بمختلف انواع مادته الحية المؤهلة للبقاء والاستمرار بخاصية تطورية افضل من تلك المبادة التي كانت قديما واندثرت ، ومثل ذلك يمكن قوله على غضب الطبيعة كاختلالات ذاتية حادثة في خواصها او في علاقة التفاعل الذاتي لكوكب الارض بالأجرام السماوية الاخرى إذا ما اختل النظام التوازني للمنظومة الشمسية الواحدة بالنسبة لنا على الاقل او وجود الشواذ في المسارات التابعة لكوكب الارض من العواصف الطاقية الفضائية او الثقوب السوداء والبقع المظلمة من الكون او الساقطة عن التصادمات الكونية او انتهاء نجوم وسقوط فتاتها في تلك المسارات الخاطئة كشوارد تهدد كوكب ما من الكواكب ومثلها الارض من – وهذا الاخير رغم بعد افتراضية حدوثه الزمني ، إلا أن حقيقة كوكبة الارض بكونه كوكبا يافعا صغير العمر مقارنة بعمر الكواكب والنجوم الاخرى في الكون ، فإنه يكون موسوما بطبيعته غير الحية والحية على التعافي تدريجيا ، بينما دور الانسان التدمير للطبيعة غير الحية في باطن الارض وعلى سطحها من اليابسة او الماء والهواء ، فإن فعله التدميري يحدث تغيرات جوهرية سلبية في النظامية الكلية للكوكب ويخلخل اتزان قشرته يبيد ما يبيد وينهي مصادر الوجود للأحياء – كمياه الشرب وتلويث الهواء والماء والغذاء – لأجل الربح المالي يقود الى الافقاد المناعي البيولوجي للإنسان بما يجعله مهددا بإبادة الامراض والجراثيم ، ويهدد استمرار نوعه بالاستهلاك الشره العبثي والمفقر لغذائه الحيواني – على اليابسة او المائي – وعلى الانهاء التدريجي للثروة الحيوانية بفعل التلويث الذي انتجه الانسان ، الى جانب اضعاف القيمة الغذائية في اللحميات بفعل انانيته لسرعة الربح غير الاخلاقي باستخدام الكيماويات الصناعية والهرمونات الموهمة لجودة المنتوج بينما ذاتها تقلل من القيمة الغذائية الفعلية للحوم الحيوانات او البانها ومشتقاتها ومثلها الغذاء البحري ، وغالبا ما يمرر ذلك الخداع الطفيلي للربح ليطال الغالبية السكانية من انسان المجتمعات البشرية خاصة الاقل نموا ووعيا عاما ، حيث يكون الغذاء والدواء مصدرا اساسيا من مصادر التهديد لحياته بالأمراض او الموت او بضعف المناعة والصحة – هذا غير البيع البضاعي المخادع لتخزين سيء او نقل اسوأ يحول الغذاء والمشروبات الى سموم قاتلة ، ويزيد قبح حقيقة انساننا حيث تكون الدولة الفاسدة حامية لتجارات الموت مثل ما ذكرناه او لتجارة المخدرات والاسلحة المشيعة واقعا مسلحا يقتتل فيه الناس كما تقتل المخدرات كالأغذية المسممة في انتشار استهلاكها من قبل انسان هذا المجتمع او وذاك – ويزيد قبح وحشية الانسان كعدو جوهري للوجود والحياة بإصراره انتهاك وجود غالبية اجناس البشر المستضعفين وابادتهم وتدمير عوالمهم من اجل قلة متنمرة ، تجفيف مصادر مياه الشرب وتسميمها وإنضاب الثروات في باطن الارض – ما ينهى منها الان في خمسين عاما بأصله يمثل حاجة استهلاكية لعيش بشري لمائتين او ثلاثمائة او اكثر من الاعوام – هذا غير تدمير الغابات وقطع الاخشاب والتصحر وتفضيل الانسان للأرض ان تصبح بورا افضل من ان تبقى زراعية ، حيث تمنها المالي اصبح يعادل عشرات بل مئات اضعاف الثمن عما إن كانت ارضا زراعية – واخيرا رغم كل الكوارث في الزمن الجيولوجي والطبيعي لم تمس سوءا جوهر حقيقة الارض وهو ما جعله قادرا على اعادة نظامية توازنه الوجودي القابل للحياة ، بينما فعل الانسان الكاره – بادراك ارادي او بغريزة لا واعية فوق الوحشية – للوجود والحياة في كل شيء بما فيه نوعه البشري ، فبقدر تنامي فعل تدميره للحياة والطبيعة والجمال لجني مزيد من الاموال ، يتنامى فعله المريض في زرع فتن الاقتتال والابادة بين البشر ، ومن اجل الاستحواذ بقوة النفوذ الجبرية طور اداة الحرب للإبادة السهلة اللحظية لنوع الانسان – الاسلحة النووية والاهتزازية وغيرها وتكبير سعة المحمول للمادة التفجرية وسرعات انطلاق القذائف والمسافات التي تقطعها للوصول الى الاهداف المرغوب تدميرها – وتثبيت قاعدة الاستغلال الحبري وعيش العبودية الطوعية عبر مخول القوة في التسلح الابادي الحربي او من خلال الوجه الاخر للاستعباد المتمثل بالتحكم المالي لحركتي الاقتصاد والتجارة العالميين – وهذا ما يقودنا الى استنتاج أن وحشية الغاب ارحم في طبيعة الحياة واستمرارها بين الانواع ، ورغم الافتراس الدموي وفق قانون الغاب لم يفرض عبودية غالبية انواع الطرائد والحيوانات المستضعفة أن تفقد حرية وجود عيش حياتها دون املاء من مستعبد اقوى يفرض عليها الخنوع والعيش طوع امره ورغبته ومصالحه بل وامزجته – فالزراف لم ينهي اغصان الاشجار الباسقة ولم تنهي الضواري الحيوانات العشبية ولم تنهي القروش والحيتان بقية انواع الاسماك والاحياء المائية – حقيقة أن الانسان وجودا اباديا جبانا في مرضه يسعى فاعلا الى هدم الوجود والطبيعة بنوعيها الحي وغير الحي الى إبادة نوعه البشري وهدم قيمه وتدمير كل ما بناه من القديم والحديث .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 9 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- في السر . . صدى 7اغسطس2022م/صباح يوم غائم
- مدينتي وأنا . . على ضفاف النائمين
- فك اشتباكات معاصرة جدلية التحرر الفكري عند الشباب
- 8 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- طريق الطهارة . . ماطر
- 7 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- ميمون . . يس عليك . . ياسين قصة قصيرة 18/7/2022م.
- 5 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- يتبع ....4 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- 4 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- 3 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- مدخل . . فتح العقل المتصنم
- 2 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- جوهر اساسي من جواهر طبعنا بالانقياد الطوعي
- عرب التواصل الاجتماعي . . تطبعا معاصرا للانقياد العقلي
- عيد مصادرة حق العيش . . للطبقة المثقفة النظيفة
- الطبقة الوسطى المثقفة النظيفة . . عيد مصادرة حق العيش
- خطاب تحذير ي . . لمن تجرفهم العاصفة . . دون علم
- ما يجري اليوم . . في يمن فاكهة العرب


المزيد.....




- في زيارته الأولى.. ما الذي دفع أمريكي لشراء منزل بإيطاليا خل ...
- الغلاف الفني الأصلي لأول رواية في سلسلة -هاري بوتر-.. للبيع ...
- إعلام مصري يتحدث عن تقدم ملحوظ بمفاوضات وقف إطلاق النار وإطل ...
- الأرجنتين ترفض تصريحا -افترائيا ومهينا- من وزير إسباني بحق ا ...
- وفد حماس يصل القاهرة و مصر تقول إن هناك تقدما كبيرا في مفاوض ...
- مقالة خاصة: تقلبات بين إيقاع المصريين فى الفخاخ وانتشالهم من ...
- مصرع 14 شخصا جراء انزلاقات للتربة في إندونيسيا (فيديو)
- سفير: زيارة رئيس كازاخستان إلى روسيا ستتم في الفترة من 8 - 9 ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 34654 قتيلا ...
- بالفيديو.. مطر بالأسماك في ياسوج الإيرانية


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أمين أحمد ثابت - المخلوق . . المعادي للخلق