أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمين أحمد ثابت - 7 - مدخل . . فتح العقل المتصنم















المزيد.....


7 - مدخل . . فتح العقل المتصنم


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7318 - 2022 / 7 / 23 - 02:46
المحور: المجتمع المدني
    


س 6 – الدكتور ، الاستاذ الجامعي ، العالم – اهناك فرقا ؟

كل يمني – والعربي . . وإن لم يصلوا من حيث الدرجة التي تطبع عليها العقل اليمني واصبح طبيعته المعلمة له – من العامة الى المتعلمين ، من عمر الدخول الى الجامعة وحتى عمر الكهولة . . سيرى في عنوان الموضوع للحلقة السادسة . . أمرا تافها يستبقه حكما متعجلا بتفاهة الكاتب في تطرقه لشيء يعرفه القاصي والداني ، كما وليس فيه ما يستحق لإضاعة الوقت للكتابة فيه – ما بال القارئ الذي سيجد نفسه غير قابل لصرف ثواني للوقوف عليه . . لقراءته ، ما دام الموضوع معروفا فلا جذب فيه مطلقا . . حتى من باب الفضول . . . .
وبالطبع ، ستكون من بينهم ذوات من النخب المتعلمة او المثقفة ( محتارة في نفسها للظهور ) ، لن يجذبها الموضوع لكونها تحمل وجهة نظر خاصة ، لكنها ولطالما قد تطرق إليه كاتبا من اساتذة الجامعة . . يسيل لعابها لاعتلاء منصة جدل الاستعراض – جدلا لموقف مسبق ( ذاتي عاطفي ) لتحقير الموضوع وسطحيته ولا اهميته ، ليملأ صفحات رده او تعليقه بكل ما أوتي من ألفاظ التجريح والاستهانة بنا بإطلاق اوهامه المريضة التي يعاني منها في سره و . . قذفها علينا ، ومنها مثلا أن صاحب هذا الموضوع مفرغا تافها . . ليس عنده قضية يكتب حولها ، بل ما في شيء في رأسه ، لذا يطرح موضوعا فارغا من اية قيمة ، فقط لكي يظهر أنه يفجر قضايا . . حسب ما يهيئ له عقله ونفسية المريضة المصابة بالنرجسية وتضخم الأنا – هنا استبق طرحي لكشف ما يمكن أن تظهر لنا من محاجات لأنفس يضج حياتها الخواء في عقلها لتعوضه بالمهاجمة والتعريض توهما انه ( نقد علمي ) – هذا ليعرفه القارئ اللبيب مسبقا – أما ثانيا لقطع دابر مثل تلك المداخلات الرخيصة ، التي تملئ المساحة فتقتل قيمة الموضوع الذي نطرحه – وكما اعتدنا استخدام اسلوبنا الخاص في الطرح والتحليل والمعالجة بنا في سلسلة ( مدخل . . فتح العقل السليم ) ، لن نخرج عن سياق موضوعنا للوصول الى الهدف الذي نرصده . . .

مجددا من ذات طبيعة العقل المنفصم - اليمني والعربي – من الوهلة الأولى للألفاظ الثلاثة – خاصة ذوي التعليم العالي او المثقفين . . يجيبون مباشرة . . نعم هناك فرق – أي أبله لا يرى غير ذلك – بينما نجدهم في منكشف الوجه الاخر للعقل ( الممارسي ) ، نجد الألفاظ الثلاثة ليست إلا مترادفات لبعضها – مثلهم مثل العامة في جوهر فهمهم واعتقادهم – حين يقدم المثقف الدكاترة – في معرض عرض خطابه المبالغ لدور الجامعة واهميتها . . كما الإطناب المبالغ لأهمية العلم بالنسبة لأي مجتمع في هذا الزمن – يقدمهم ب ( العلماء ) ، وليس هناك فرق بين حملة الدكتوراه PhD خارج الجامعة ومن هم اساتذة جامعة ، فجميعهم اساتذة وصفوة المجتمع ، اللهم أن من حملة تلك الشهادة العلمية لم تمكنهم الظروف الإعاقية ليكونوا كغيرهم من اساتذة الجامعة ! ! – كما ونجد خطاب الكثير من اساتذة الجامعة ( كلاما او كتابة ) يقدمون انفسهم – في صيغة العموم – نحن معشر العلماء – وفي معرض آخر حين يجري نقاشا تعرضي مواجه من حملة هذه الشهادة ممن هم في الجامعة او خارجها مع فقهاء الدين السياسي ، المسوقون ب ( علماء الامة ) ، نجدهم يوصفون انفسهم بالعلماء علنا او ضمنا ويسقطونها عن الاخر تشهيرا ، بينما يرد الطرف الاخر نكاية بكونهم عملاء زنادقة للكفر ، علمهم يستهدف هدم القيم والدين والتقاليد وخصائصنا المجتمعية ، من خلال مسخ عقول الناس وطمسا لهويتهم . . ليكونوا نكرة تابعين لبلدان الكفر ، ما يجعل الوطن لا وجود له او قيمة بذهاب هوية ابنائه ! – هذا إن لم يتحدث حامل الشهادة ( استاذا جامعيا او خارج هيئة التدريس الجامعي ) – في ندوة او محاضرة عامة او مقابلة شفوية او كتابة – بتصريح علني بموصف العلماء او ضمني تستقيه من سياق جمله ! ! !

ألا نرى الآن حالة الفصام الفهمي العقلي فينا ! ، ننظر باستعراض فهمي نقلي لتبيان الفرق المفهومي بين الألفاظ الثلاثة – وغيرها سنأتي عليها – بينما نتعامل بها بطبيعة معاكسة ضديا لتنظيراتنا ! ! !
وقبل عرضنا لبنية العقل السوي في موضوعنا المطروح ، يلزمنا تبيان ما وراء هذه الطبيعة المنفصمة للعقل – بغض النظر عند الحالات الفردية المصابة بتضخم الذات كتعويض ظاهر لشعور النقص بالكفاءة – كما ويلزمنا لتحقيق الإفادة من وراء موضوعنا وسلسلتنا ( إعادة تخليق العقل ) بطبيعة سوية ، في أن نبين فارق الدقة المفهومية بين ألفاظ الاصطلاحات المختلفة ، بحيث كل لفظ بمفهومه المجرد الخاص به يظهر فيه تخالفه مع غيره من الالفاظ – ويكون منتج العقلي الممارسي ( افتراضا او سويا ) مفرقا بين الألفاظ المختلفة فهما كما هو حالها على الصعيد الذهني المجرد - لا كما هو ملموسا في انساننا واقعيا في منكشفنا العقلي الممارسي بتمظهره المضاد عن اصله المجرد في الذهن - هذا الى جانب كشف الخلط المفهومي للمصطلحات بين كل لفظ من الثلاثة وألفاظ اخرى خلال التعامل الممارسي فيها – الذي هو مفقودا عن عقولنا ، ما يسبب الاختفاء المطلق في بنية الاهتمام او حتى التحسس او الحدس لعبوره صدفة على آليات التفكير لدينا ، كتساؤل ذاتي – لكون كل فرد لا إراديا عفويا يدرك في داخله دون أن يدرك نطقه – لماذا في عقلي وتوصيفي لمفردات ألفاظ بعينها تكون غير مترادفة المعنى والدلالة بينما اجدني خلال تعاملي الممارسي بها مع المجتمع والاخرين تكون جميعها مرادفة للأخرى ؟ !!

1 – إن السبب الجوهري الورائي لخلطيه مفاهيم الألفاظ المختلفة في الممارسة اليومية تحمل وتعطي الاخرين تداولا أنها مثل بعض من المعنى والدلالة – بينما ينكرون جميعهم عند اعطاء كل لفظ معناه أنها متماثلة – والاشكالية غير المدركة والغائبة حتى عند القلة النادرة من صفوف النخب العربية ذات الطبيعة الأعلى تنظيما لعمل عقولها . . تتمثل ب الثنائية لطابع عقولنا في الطبيعة التشغيلية لأدمغتنا للمعارف ( تعليما او ثقافة ) تكون موسومة بالتلقي التلقيني المكتسب لكل معلومة او منظومات من المعارف – جيلا بعد جيل لعشرات الاف من السنين الى اليوم وغدا المنظور ، أكان ذلك للعامة او حتى النخبة ومن هذه الاخيرة حملة الشهادات العليا ، فكل ما يحتفظ به العقل ( عندنا ) ونجد ما يتصل به تأثرا بانقياد عاطفي تلقائي يحكم فهمنا الممارسي بما يتعارض مع اصله المجرد ، فيكون الفهم ( مخدوعا او متوهما ذاتيا ) كمنتج عقلي حر من للفرد من داخله وارادته وليس نقلا لما قرأناه او عرفناه لمفكرين او علماء او خبراء اخرين ، والذي هو ضرب من التوهم نعتقد فيه ركيزة ننطلق منها لعرض تصوراتنا وافكارنا وملاحظاتنا من خلاله ، وهو انطلاق حسب مفهوم طبيعة عقلنا للأمر ، ويتجلى الوجه الاخر من مركب الوهم أن ما اكتسبناها من معارف هي متوافقة مع ما نعتقده او نصدقه داخلنا قبلنا كفكر مجرد داخل عقولنا ومتوافق مع نزعاتنا ورغباتنا – العلة هنا يتوهم كل منا أنه العالم والمفكر والاعلم بكل شيء ، وأن ما دون كأفكار عبقرية لمفكرين قدماء سبقوا زمنهم ولعلماء ومفكرين معاصرين – حتى وإن تلقيناها تعليما او تثقيفا او تربية بما سجل كعطاء نوعي خاص بهم قدم للبشرية – لا قيمة لهم في انفسنا - إلا للاستعراض المعرفي المتظاهر لنموذج الشكلانيون لإدهاش المتلقين والحكم عليهم كمثقفين او اكاديميين موسوعيين - اما حين تكون ممارستنا العقلية التعاملية المعتادة ، لا وجود معنى لذكر اصحاب تلك الافكار المبدعة وأنا ننهل من عطائهم ولا في ذكر ما هو ( مفترضا منسوب إلى هذا او ذاك ) في ايراده دون تغيير او تعديل ومن ثم نطرح تصورنا الخاص ، بل أنا دونا عن الاخرين من البشر ، نورد عجينة خلطيه من افكار أولئك المفكرين والعلماء بصورة مسخية مسطحة وننسبها الى انفسنا ، وحين يتدارك احد من الحاضرين او المشاركين تداخلا في النقاش . . بأن هذا الجزء من الطرح مأخوذ من الفيلسوف او المفكر فلان ولكن مطروح بطريقة غير صحيحة ، نعارك ان هذا تصورنا – كإبداع ذهني ذاتي – ولو افترضنا بحسن نية بصحة ملاحظة تصور هذا الاخ او ذلك انها سرقة من فكرة المفكر فلان ومعروضة بطريقة مشوهة ، فإن ما يقولونه القصد بالتعريض لطرحنا والنيل منا ، فإنهم من حيث لا يدرون يكبرون من قيمة ما نطرحه انه ابداع خالص ، . . بل ويتجاوز طروحات أولئك المفكرين والعلماء ، الذي يعد ما قدموه قاصرا ومحدودا مقارنة بما نطرحه !!!!!!!

إن الأشد ظهورا بشكل ملموس ( لطبيعة عقلنا التوهمي المعاق ) يتجسد – دون أن يدرك أي منا بأن عورته مكشوفة – يتجسد باتصاف كل منا بالنرجسية الذاتية ب ( أنه الأعلم من الجميع ) . . حتى من المفكرين والعلماء المخترعين والمكتشفين اصحاب النظريات الموضوعة انفسهم ، وهي صفة حالة عموم جامعة للفرد من النخبة او العامة على حد سواء .

وعودة لذي بدء ، نرد بعض مفردات تلك الألفاظ بفهمها المفهومي غير المترادف ، التي سيجد القارئ أنه يعرفها كذلك وانها لا تشبه بعضها في المعنى او الدلالة ، وأنا لم نقدم له جديد – أي أن الموضوع المطروح من قبلنا لا معنى او قيمة له – ولكنا سنورد امثلة لاحقة لخلطيه واحدية المعنى لها كلها . . عند التعامل بها ممارسة فيما بيننا ، وهو إيراد من قبلنا لما هو ملموس واقعيا فيما نمارسه – ويصبح من سينكر ذلك . . كما لو انه ينكر حقيقة موضوعية لا يمكن لعاقل أن ينكرها .

من تلك المفردات اللفظية : الدكتور ، العالم ، الاستاذ الاكاديمي ، الباحث ، الخبير ، المحاضر ، الطالب او الدارس . . . إلخ – تنويها لتجنب السفسطة التذرعية جدلا بأن مما سنورده من امثلة من التعامل الخالط لمعنى الألفاظ او دلالتها . . لا يعني حين يستخدم لفظ بمعنى او تعريف للفظ اخر . . لا يقصد به المعنى حرفيا للمفردة ، ولكن هو تعامل مجازي او رمزي الدلالة مستخدم لغرض خاص – معنوي – لا أكثر ، المثل ساطعا في مثل هذا التحجج الواهي لشيوع زيف الوعي – من الانتهازيين من النخبة – طالب الطب حتى في السنوات الاولى من دراسته يدعى ب ( الدكتور ) ، وذلك فيما بين زملاء الدفعة او بين دارسين علوم اخرى لتمييزه عن الاخرين – وايضا مهندس – وهذا الوصف يطلقه الاساتذة انفسهم لطلابهم او الجهاز الاداري والفني ، وهو نفس التعامل المجتمعي وصفا لذلك الفرد – بغض النظر إن كان نخبويا يقصد باللفظ المسمى تدليلا او دعما معنويا – والحقيقة المعرفية لمثل هذا الشخص المسمى وصفا بالدكتور هو مسمى لفظ ( الطالب ) – بمفهومه المجرد او الملموس تعاملا . . الطبيعي او السوي لعمل العقل – ولا يجوز حتى اخلاقيا منح صفة لفظ لإنسان لا يمتلكها بعد – ومن الغرائب حين كانت دراسة المختبرات والمايكرو بيولوجي ضمن كلية العلوم الطبيعية . . لا يطلق على خريجييها وليس الذين ما زالوا في مقاعد الدراسة . . لا يطلقون عليهم لقب دكتور ، بينما حين استحدث بناء وتنظيم عمل الكليات في اختصاصها العصري او الحديث – كما يتعللون السطحيين النفعيين من الاكاديميين بذريعة مواكبة العصر – فطالما اصبح دارس المختبرات والميكروبيولوجي و . . حتى الطفيليات ضمن معرف كلية الطب . . اصبح حقا مكتسبا لدارس هذه التخصصات أن يطلق عليه مسمى دكتور . . مثل دارس الطب البشري على السواء داخل الجامعة او خارجها في المجتمع – والعلة إن تخرج طالب مختبرات من بلد اخر او كلية محلية تضم هذا التخصص ضمن كلية العلوم ، فإن مثل هذا الخريج لا يطلق عليه المسمى مقارنة بغيره خريج بنفس التخصص ولكنه منسب ضمن كلية الطب عن الجامعة التي تخرج منها – أليس هذا عجب العجاب !!!! – من جانب اخر كما اوضحناه من تخرج عن كلية الطب يطلق عليه لقبا توصيفيا ( معنى ودلالة ) لفظ الدكتور في كل مكان من المجتمع او عمل الدولة او الجامعات و . . كيف الحاصل على درجة ال PHD يطلق عليه دكتور ، فمجرد التعامل بذات اللفظ لموصفين غير متطابقين او متماثلين حتى بمعنى من المعاني او الدلالات ، والسوي عقلا ( في بنيته المجردة المفاهيمية او العملية الممارسية ) أن الذي ما زال على مقاعد الدراسة الجامعية لا لفظا وصفيا اخرا يطلق عليه بأي حال من الاحوال غير ( طالب ) في أية مجال اكاديمي كان ، وخريج مجال الطب البشري في أي مجال دقيق في السنة او السنتين الاخيرتين . . يطلق عليه مسمى لفظ ( طبيب ) وليس دكتور ، أما الدكتور كلفظ لقب مسمى لا يطلق إلا على حملة الدرجة العلمية PHD فقط ولا يجوز غير ذلك – بغض النظر إن كانت شهادة مزيفة او غير متعوب عليها ، فهذه امور تفحص وتحاكم اجرائيا وقانونيا واخلاقيا ، وبغض النظر عن غياب هذه الاخيرة في بلداننا العربية لشيوع الفساد دولة ومجتمعيا .

ولا تختلف النخبة عن العامة في التفريق بين حملة شهادة الدكتوراه PHD ، فكلهم علماء اكاديميين بنفس الدرجة العلمية ، اللهم ما يفرق بينهم مكان الوظيفة ، فأستاذ الجامعة سنحت له الظروف لكي يلتحق وظيفيا في الجامعة وليكون موصفا بهذه التسمية والاخر لم تخدمه الظروف ، ولشيوع هذا الفهم السطحي بين الجميع ، كان للتقليد التبعي المجتمعي الخاص بنا بظهور خصخصة التعليم ، أن لا تستعين الجامعات الخاصة بداية بأساتذة جامعات اكاديمية وتعد بموجب بروتكولات التعليم الاكاديمي معيدين يتم ابتعاثهم ليعودوا اساتذة اكاديميين فعليا ، بل صوريا تأخذ اثنين إلى ثلاثة من اساتذة الجامعة المقاولين بدرجات علمية مختلفة ، بينما تملأ شاغر التدريس لعشرات من التخصصات بأولئك من الحاصلين على شهادة الدكتوراه المبتعثين بعد سنوات طويلة الانقطاع بعد تخرجهم عن الجامعة عبر الاجهزة الخدمية للدولة وبرسوب او مقبول في درجة البكالوريوس او الليسانس ، يقحمون مثل هؤلاء للعمل كأساتذة اكاديميين في الجامعات الخاصة ، ويتحمل الواحد منهم من اجل المقابل المالي أن يدرس العديد من المجالات العلمية الدقيقة التي لا تمت لمسمى تخصصه بشيء – الادهى بشيوع زيف الوعي في بلداننا . . اصبح اعتياديا أن نجد لاحقا مثل هؤلاء الفاشلين وغير الاكفاء إلا وهم على واجهة التعليم الاكاديمي الحكومي . . حتى نجدهم يترقون سريعا لدرجات علمية اعلى مقارنة بالآخرين من المؤهلين جامعيا ليعودوا اعضاء هيئة التدريس الجامعي .

إن لطخة الاعتقاد المفهومي الخاطئ بتوصيف الدكتور الجامعي بصفة الوظيفة ، دكتورا إذا كان مسؤولا إداريا وبقدرة قادر نجده استاذا اكاديميا وبدرجة استاذ دكتور كان يضعها على مكتبه الوظيفي الاداري قبلا ب اسم لقب ( استاذ دكتور ) !

المشكلة لدينا في وعينا الجامد الساذج كونه يتوقف عند حدود سطحيته التلقنية – ما دام الشخص حاصلا على تلك الشهادة فهو دكتور ومن عين في الجامعة هو استاذ اكاديمي – حكومية او خاصة – قد يكون مبررا أن يثبت مثل هذا الفهم لدى العوام ، ولكن حتى عند النخبة المفترض أن تكون نوعية من الاكاديميين والمثقفين السياسيين . . فهو المخيف ، حيث أن عقول هؤلاء بوعيهم المنظم العالي أن لا يجمد تفكيره عند الحدود الروتينية من قبل تعيينه في الجامعة فهو استاذ اكاديمي – أما قبل تعيينه لا – وزيف الوعي الجامد الشامل هذا هو ما قاد الى تسرب الفساد القيمي الى الجامعات بدء بالجهاز الوظيفي الاداري ومن ثم الى الجهاز الاكاديمي ليطال عضو هيئة التدريس والطالب لتعم حالة من التفسخ الانحلالي للمهنة والعلاقات والتقييمات لتركد طابعة نفسها على مجمل العملية التعليمية الاكاديمية ، والذي نتج عن ذلك انهيارا لمخرجات التعليم خلال السنوات الثلاثين الاخيرة وغدا ، وانحلال قيمة العلم في متصور الخريجين وشيوع منحل القيم بينهم لنيل وظيفة ليس حسب الكفاءة والقدرة والتميز الفردي علميا وذهنيا وخبراتيا ولكن من خلال ادوات واساليب الفساد الناخرة كقاعدة تحكم مجمل حياتنا اليوم .

إن العقل السوي حر التفكير – غير الانقيادي السلبي اختيارا طوعيا ، لا يقر بمسمى الاستاذ الاكاديمي حتى إن كان معين رسميا في وظيفة ذلك المسمى ، طالما ومنكشف عنه في تاريخه الدراسي أن لا يكون لائقا وجديرا بهذه الوظيفة بلقبها الخاص عن بقية الوظائف العليا في المجتمع ، هذا غير أن ينكشف عنه انعدام الكفاءة تدريسا كمحاضر او مناقش علمي او حتى في طبيعة حديثه الخاص او العام ولغته المستخدمة الاقرب الى العامية غير المفرقة بين الاميين وانصاف المتعلمين ، هذا غير اخلاقياته وسلوكياته الخاصة والعامة التي يظهر فيها مجتمعيا ، الدالة عن جهالة او تخلف معتقدي يتعارض بل ويناقض طبيعة الدرجة في علميتها التي يحملها ، مثل هذا الفهم السوي مفترضا أن نلمسه من داخل النخبة او العامة حتى وإن كان نسبيا من حيث العدد ، أما أن يكون فهم التعامل بذلك الجمود الزائف فهو ما يطبع المجتمع في سائر فئاته على تقبل ما يفرض عليها ليصبح تطبعا ومن ثم يتحول ليكون طبعا موسما به عقل المجتمع عامة كعقل خامل انقيادي اختيارا . إن موصف الاستاذ الجامعي لا ينطبق ( افتراضا ) بالنسبة للعقل السوي ، هو حامل درجة ال PHD باستحقاق فعلي علميا – لن ندخل في تفاصيل المعايير المطلوبة – فهو المحاضر الذي لا يقارن به في مجاله تحدثا واداء تعليميا معرفيا واخلاقيا يتطابق وطبيعة الشهادة التي يحملها ( دكتوراه الفلسفة في المجال التخصصي المعني ) ، وهو الباحث العلمي الدقيق في مجاله والصانع للعقول ، وهو المدرب المعد خبراتيا علميا لمن يتتلمذ على يديه ليكونوا خبراء ذات المجال في المجتمع ، وهو المفكر المبدع ذهنيا فيما يطرحه من مؤلفات ( في مجاله العلمي العام او الدقيق وفي ما يتناوله من قضايا وافكار تصورية ونظريات خاصة به ) يعرضها من خلال ما يمتلكه من مخزون معرفي فيها – إذا حتى المدرس الجامعي الموظف إن لم تنطبق عليه هذه الخصائص إضافة الى صفات احترام الرأي المخالف واعتماد قيم التشاركية والحوار البناء وإيمانية اعادة تخليق العقول على اساس علمي ومسألة العدالة والمساواة في المعاملة دون تفريق بين الدارسين او ابناء المجتمع بأي معنى من المعاني المتخلفة العصبوية . . فإنه لا يتقبله العقل السوي بتوصيفه بمسمى الاستاذ الاكاديمي – أما علة العلة حين تتعامل عقلنا بسطحية ساذجة في قبول المتداول بأن من موضوع لفظة دكتور قبل اسمه – لا ندري من اين وكيف وفي أي مجال ومتى حصل عليها . . إلخ – فهو مثل اخوته من حملة ال PHD في الجامعات الرسمية والخاصة – التي نعرفها نحن بالجامعات الدكاكين – او العاملين خارج التدريس الجامعي . . فهم صفوة المجتمع ولذا يوصفون بالعلماء !!!!!!!!

من الواضح الموضوع يزداد توسعا وإطالة واسهاب كلما ترك سياق التحليل والنقد والتعليل والحكم يقودنا الى اللامنتهى حديثه في هذا الامر ، ولذا نقطع المسار طالما المفردات الاصطلاحية كمسميات هي مختلفة عن بعضها على الصعيد المجرد لا يجوز التعامل فيها ممارسيا كمتشابهات في مفهومها من المعنى والدلالة ، وإن مثل الجواز قبل سائدا مجتمعيا فإن ذلك لا يدل إلا حقيقة عقلنا غير السوية بما يوسمنا ب ( العقل الزائف ) المخدوع ، التوهمي ، الجامد والخامل بإرادتنا الاختيارية ، وهو ما نوسمه نحن ب ( العقل الفصامي المرضي ) .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميمون . . يس عليك . . ياسين قصة قصيرة 18/7/2022م.
- 5 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- يتبع ....4 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- 4 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- 3 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- مدخل . . فتح العقل المتصنم
- 2 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- جوهر اساسي من جواهر طبعنا بالانقياد الطوعي
- عرب التواصل الاجتماعي . . تطبعا معاصرا للانقياد العقلي
- عيد مصادرة حق العيش . . للطبقة المثقفة النظيفة
- الطبقة الوسطى المثقفة النظيفة . . عيد مصادرة حق العيش
- خطاب تحذير ي . . لمن تجرفهم العاصفة . . دون علم
- ما يجري اليوم . . في يمن فاكهة العرب
- نحن النافقون . . في ردهة متكرر التاريخ
- تآكل الجدار نثر شعري
- اليمن و . . لعبة البيضة والحجر
- الوهم
- إطلالة . . من السر
- فاجعة يمني في بلد فقد انسانية مجتمعه
- تفريخ في شعب . . يفتقد حس الرؤية ذهاني التفكير


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية ...
- الأمم المتحدة: 80 ألف شخص فروا من رفح منذ كثفت إسرائيل عمليا ...
- بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد ...
- الأونروا: لن نتمكن من إيصال المواد الغذائية لأهل غزة غدا بسب ...
- ماسك: انتخابات 2024 قد تكون الأخيرة بالنسبة للأمريكيين بسبب ...
- نادي الأسير: اعتقال 25 فلسطينيا في الضفة بينهم أسرى سابقون
- السعودية تدين اعتداء مستوطنين إسرائيليين على مقر الأونروا في ...
- التصويت على عضوية كاملة لفلسطين بالأمم المتحدة غدا
- كنعاني: من المعيب ممارسة التهديد والضغط ضد المحكمة الجنائية ...
- هيومن رايتس تتهم الدعم السريع بارتكاب -تطهير عرقي- في غرب دا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمين أحمد ثابت - 7 - مدخل . . فتح العقل المتصنم