أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - ميمون . . يس عليك . . ياسين قصة قصيرة 18/7/2022م.















المزيد.....

ميمون . . يس عليك . . ياسين قصة قصيرة 18/7/2022م.


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7314 - 2022 / 7 / 19 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


مات السادات من زمــــ........ان – الله يرحمه – وماتت مراته من زمــــ.............ان الله يرحمها – كنت اتسكع على كورنيش القاهرة ، استمتع بانعكاس اضواء القوارب والاندية الليلية على صفحة مياه النيل شبه الراكدة في مجرى ذلك المضيق المطل على بصري – كانت تنكسر على الفضاء المظلم كجواهر متلألئة متعددة الألوان ، والأصوات تصدح بأغاني مرتفعة من كل لون ، تتداخل بفوضى متعانقة ضجيج موتورات قوارب التنزه الليلي في حركتها غير المتوقفة جيئة وذهاب . . تقتل سكينة اللوحة الصامتة لهدأة النيل الغارق تأملا في ذكرياته لآلاف من السنين ، تارة يبتسم بخجل حين تحرك ريح الخريف اردافه المسترخية على الضفاف ، واخرى يتلوى غضبا حين يقطع قاربا بمولده العتيق راحته . . بصوته الهادر المبحوح الضاج للمكان ، وقسوة اذرعه المتصدية في ضربها لصفحات وجهه دون حياء – توقفت مستندا على ذراعي . . شارد البصر إليه ، يشدني الى عمقه المظلم متجاوزا صفحة وجهه العابس ، تارك أذنيي طليقة لتتوه في خضم الأصوات النائحة والمتسللة بخجل . . قادمة من مواضع بعيدة من المكان – شردت و . . شردت حتى وجدتني استعيد نكتة سمعتها من اكثر من عقد من الزمان . . حين اعتدت الجلوس في مقهى ريش من بعد الخامسة والنصف عصرا ، استروح بشرب كأس وآخر من الشاي المخمر . . منتظرا قدوم من اؤنس إليهم في وحدتي القابضة على انفاسي ، الهاربة عن قهر روحها في اليمن

- اسمع حكاية ، لكن احذر . . لا تقلها في أي مكان . . أو لمن هب ودب ، ت . . تروح فيها .
يحكى . . أن مواطن غلبان إسكندراني . . كره حياته من شدة الفاقة – كان قد لحظ خلال وقفته اليومية على الرصيف المقابل لبيع اكواز الذرة المغلية ، لحظ جلوس الست على شرفة الاستراحة الصيفية للعيلة و . . هي تتناول كوب النسكافيه المعتاد وقطعتين من السندويتش النائم على صفحة صحن مزخرف . . بدفئه بعد اخراجه من المايكرويف – لا يعرف ماذا انتابه – كان يخاف . . اكثر من غيره . . أولئك المخبرين العالقين في مخيلته بكفوفهم الغليظة و . . هي تسقط على عنقه بلطمة . . تريك نجوم الليل – كما يقولون – ويشدك من ياقتك بطوله المتعملق – لا ترى نفسك إلا معلقا بيده في الهواء . . جارا لك برفقة مساعد له . . قد اتصل بسيارة البوكس ، ترمى داخلها . . محشورا بين اربعة عسكر مدججين بالبنادق على المقعدين المتقابلين في الخلف ، هذا يدقك بمؤخرة البندقية وذاك يركلك و . . يتناوب الجميع في قلقلتك دفعا خلال تحرك الدورية – تؤخذ . . لا تعلم إلى اين ، تنتظر امينة عودتك وفرخيك الصغار الحفاة عودتك و . . لا خبر عنك – يقولون ودوك وراء الشمس – حامد العريان ، هذا لقبه ، والله ما جبته من بيتنا ، ما درى ما جرى له ، خاصة وانه قد رأى الست . . توقف بصرها من الصباح الباكر . . عليه من بعيد ، اشبه ما يكون اكثر من مرة من كل يوم ، وهو في وقفته الطويلة طلبا للرزق . . حتى لم تعد قدماه قادرتين على حمل جثته – عدة ايام من انتظاره و . . لو زبونا واحدا يأتي للشراء . . ولا أحد – وجد نفسه فجأة في يوم وهي تحدق فيه من بعيد ، يلف عربة بيعه قاطعا الشارع في اتجاه الشرفة ، يصرخ بجنون : يا . . ياست ، ياست . بعد عدة صرخات تطل برأسها من على سياج الشرفة المعدني بارتفاع نصف متر . . ثم تشيح بوجهها و . . لا يصلها سوى غمغما تعاليه تأتي منه - من وقتها . . كان يخرج صباحا حامد لبيع اكواز الذرة ، يترك عربيته مركونة في منطقة اخرى ، دون وعي يجد قدماه تجره إلى تحت الشرفة من صباح كل يوم ساعة تناول الست فطورها على الشرفة المطلة على شاطئ البحر - يكرر نفس الزعيق المهلوس و . . ويهرب كالريح بعد أن يسمعها قوله – اشتكت حالها للريس – طب ردي عليه ، شوفي ما يريد قوله – أطلت برأسها مجيبة على ندائه : نعم - انت . . حرمة – كررها كفاقد للعقل – إيه يعني . . ايوه – طب . . ليش تاركة الباشا . . يركب الشعب – تذكرت ذلك ووجدتني اقهقه ونظرات العابرين جواري مستغربة لحالة جنوني – قصصت الفكاهة في كل المجالس التي كنت اتردد عليها في صنعاء . . من بعد عودتي تلك من القاهرة – بعد اكثر من عقد ونصف اخر من السنين . . وفي ذات المكان ، ذات التوقيت . . الذي اعتدت عليه الوقوف من اكثر من ثلاثين عاما من زياراتي الى مصر . . المتكررة – لا أعلم حبي الجارف لها ، ربما عن ابي حين اصطحبني اليها وعمري سبعة سنوات للعلاج – كان قد استقبله زكريا محي الدين في المطار ، وبعد انتهاء فترة العلاج بعمليات ثلاث للعمود الفقري . . كانت زيارتنا لأبي خالد ، قضينا برهة سريعة في داره ونقلنا بعدها الى المطار بمرافقين بسيارتين سوداويتين معكسة – ما أن تسللت قهقهاتي الى فمي إثر تلك الذاكرة ، التي اخرجتني للحظات من كدري . . بعد رؤيتي العديد من المرتزقة السياسيين الهاربين من اليمن إثر كل لعبة عبث فاشلة اداروها ، يعيشون حياة فساد مترفة ك . . كمعارضين سياسيين – إذا بطرفة ساخرة اخرى وردتني . . متخللة حالتي الذهانية من الانتشاء – رغم الانقباض الحابس لأنفاسي . . مانعا لها أن تخرج ، حتى بآهة ملبدة بفيض من مشاعر القهر . . خلال صور تعبر لاهثة عن مخيلتي ، . . صدام مات ، زنقة لزنقة . . مات و . . مات شاويش فاتكم القطار ، مات الريس الذي لم يغتني الواحد في زمنه . . لن يغتني بعده و . . مات من زمــــ......ان فرعون ، قابيل مات و مــ....اتت الإشاعة في بيتنا و . . مات بن زين العابدين ، حين بدا منكسرا بقوله : فهمتكم الآن و . . لاذ بالفرار – إنفتحت الأخيلة متلاحقة – ما زلت على حالتي التي انتابني من القهقهة ، تداركتها بخجل من نظرات الاستغراب والاندهاش على وجوه الواقفين والسائرين قربا من موضعي ، تحولت لضحك صامت داخلي و بسمة منفرجة عن فمي لم تغادر - كانت حكاية قرد القصبة ميمون تطوف وآمضه في رأسي . . كأني حاضرا فيها – تجتمع حيوانات غابة الطوق – هذا ما سمعته حين تكلم اكثر من واحد بادئا قوله : نحن ابناء عشائر غابة الطوق – خفية دون علم الملك الاسد المبجل وزوجه الصيادة المرعبة ، بسرية عن مخبري النظام ، حتى لا تصل خبرية الى الملك . . أو حتى إشارة واشي أنه رأى حشدا كبيرا من حيوانات المملكة مجتمعا بتواري عن الانظار – يحرم القانون اجتماع اكثر من ثلاثة في حوار خارج وجود مكلف من الدولة للإلتقاء بهم – طبعا كان كل متحدث يراعي خروج صوته بأن لا يتعدى دائرة الحاضرين
– لم يعد ممكنا أن نصمت ونقف متفرجين
، إن حالفنا الحظ . . الى الان . . بأن لم يكن واحدا منا ممن اخذوا اليوم وقدموا وجبة للملك ، طبعا مع اسرته وكرمه لحاشيته وبقايا فتاة الوجبة للمخبرين .

يوميا ، وفق ما يشتهيه الملك ، ضانا . . غزالا ، حمار وحش ، تمساح وسحالي ، دبا . . ذئبا وثعلب ، قردا او غوريلا او زراف – لم يكن يأكل فقط لحم الضبع ونوع القطط ، كان يقتلها إن خرجت عن طوعه ، او قضى بشكوى لاحد على أي منهما . . وكان حكمه الموت - كان يصدر امره بادئ كل ليلة عند جلوسه على صخرة عرشه رابضا وتجلس الى جواره زوجه الملكة بسكون وشبليه يتنططان حولها و . . اسفل الصخرة تتجمع حيوانات الغابة بكل أنواعها – جبرا – الوجبة غدا طيورا و . . وهكذا كل يوم من ذات الوقت يحدد النوع لوجبته في اليوم التالي – يقضي بعدها ساعة معهم إذا ما كان لديه ما يقوله او يوجه به أو يقضي في امور من النزاعات والشكاوي ، ينفرط بعدها الجمع الى اشغالهم وامورهم الخاصة
في وجبة غذاء اليوم الواحد . . سبعة من نفس النوع – إذا كانوا من الحجم الكبير - باستثناء الفيلة . . فرس النهر ووحيد القرن ثلاثة ، أما من صغارهم فيكونوا بنفس العدد مثل غيرها من الحيوانات ، بينما ثلاث عشرة من صغار ها – أما الطيور فلا تقل الوجبة الواحدة بين ثلاثين الى اربعين طائر يتم التضحية بهم

- قريبا . . لن يبقى منا احد
- كأننا خلقنا ليضحى بنا و . . نحن راضون – ما العمل ؟؟؟؟؟

من يجرأ قول كلمة ، بل دون نطق حرف و . . يقرأ من وقفتك ووجهك ب . . بأنك تجرأت للمثول امامه بما هو ضد مشيئته . . التي هي فوق النظام الدستور . . حتى– سهل أن تقتل – تعذب ويسلخ جلدك وانت حي ، ثم يأمر الرعاع المتوحشين من اتباعه . . التسلي بجسدك . . حتى تفارقك الروح ، ترمى جثة مدميه مشوهة المعالم – امام مرئى الجميع لتكون عبرة للآخرين ، من يتجرأ على الملك العظيم . . . . .

- أنا عندي الحل .
، سأخلصكم منه و . . كل من معه .

تحول الجميع نحو الموضع الذي قدم منه الصوت – كان سعدون القرد متعلقا بغصن شجرة رفيع . . لا تصل إليه يد أي نوع من افراد المجتمع ، كان في متوسط عمر مراهقته ، ميمون الذي اسمه ذاع في كل موضع وزاوية وجحر من وطن الغابة - يكاد الجميع يعرفه ، فلم يسلم احد من شقاوته والاعيبه التحرشية ، التي تصل في بعض احيان منها . . أن تخرج الواحد عن طوره ل . . ليصبح هائجا متوحشا ، تكون ردة الفعل قاضية بالموت بطشا او بغرس سم او عصرا او نطحا – كان مراهقا لم يعرف مثله من قبل ، لا تمر لحظة إلا واستثار هذا وتصبح فوضى ليهرب الى مكان اخر ويثير ازعاجا فيه و . . هكذا – كان الجميع واقفا في تبلد بين جرأة هذا الحيوان الضعيف . . دونا عن غيره من الوحوش التي لم تجرؤ . . حتى لرفع رأسها – كانت تدرك أن هذا الاجتماع . . يذهب فيه الداعين من العاطفيين المنفعلين – وراء ظهر الملك ونظام حكمه – يذهبون الى تحريض الاهالي ظاهرا وإيماءا إليهم دون غيرهم . . أن يخرج من بينهم من فيه بعض الحمية والغيرة . . ليتصدر وأمثاله من الشجعان ثورة المجتمع المغلوب على امره من زمن طويل – ليعلن من هذا اللقاء القادة لإسقاط الاسد ونظام حكمه الدموي – لكنهم . . دون استثناء واحد منهم ، مهما كان مرعبا في بأسه وقوته . . كان قد وقع . . حتى مرارا في أفعال ميمون المزعجة والمثيرة احيانا لدرجة الجنون ، لكنهم لم يتمكن أي منهم القبض عليه مرة . . لتأديبه او إعطائه درسا . . يقلع بعده عن سلوكه المؤذي . . تجاه من يكون !!!!!!!

- أشيعوا من اليوم : القرد ميمون ، يعرض بالملك العظيم ، يستهزئ به ، يتحداه ومن معه من رعاع دولته الهشة . . أن يصلون ويقبضون عليه ، . . إنه يطوف في كل انحاء غابة الطوق لإسقاط الملك ونظام حكمه البغيض – يعلن أنه لن يتوقف حتى . . ترحيل النظام وحاكمه الظالم .
- طيب ، وعدين . . إيش ستفعل ؟ !
- يعني لوحدك بس !!!!
- اعملوا ما قلته فقط و . . مالكم علاقة .

من سيقدر أن يتكلم مثل هذا الامر . . امام الملك ، و . . والله يبطش به لحظتها .

إنكم اغبياء ، لم يستطع أي منكم المسك بي ، حتى . . في مرة واحدة طول عمركم .

- ما تكثر . . يكفي ما نحن فيه .
- طيب ، كيف نوصل له الخبر . . الذي قلته .



- يا أغبياء ، مثل ما تعودتم عليه ، النميمة والحشوش و . . جعلها تنتشر بين الناس . . في كل مكان – المخبرين انفسهم المتخفين وسط الناس . . هم من سينقلون الخبر – اغبياء كما قلت لكم .


- من هذا الذي يتجرأ ؟
، لم يبق إلا القرد
. . ظفر من اصبع يدي الواحدة . . اهلكه ومن معه من امثاله .

هاجت كل الحاشية غضبا وحدة من النار المستعرة الخارجة من هيجان الملك خلال تحدثه ، وهاجت الجموع بخنوع غضبا واستهجانا لمثل هذا النكرة – ما تبقى سوى سعدون صغير تافه ، يمكن سحقه بقدم مئات الانواع منا . . بلحظة . . . . .
تقدم النمر – لك سيدي ، احضره في اقل من ساعة . . ميتا ، ام احضره حيا تحت قدمك و . . امام الجميع .
مضت الليلة وحتى اجتماع الليلة التالية – لا أثر للنمر – خجلت فصائل القطط ، فإن كان قد اختفى ولم يعد القائد الأكثر فتكا من فصائلها ، إن جرأ احد اخر من بينها و . . فشل ، فلعنة الملك ستصب عليهم جميعا ، يقتلهم . . بل وينهي نسلهم - تقدم الدب ، ثم الضبع ، ثم الذئب والثعلب من بعده في الليلة التالية – لم يعد احد منهم . . قط !!!!

- ماذا يحدث ، ولا واحد منهم . . عاد ! ! – على الاقل اعرف . . لماذا لم يقدروا على مسكه او قتله .

. . واضح أن كل من اخفق . . خاف العودة والوقوف امام الملك واعلان فشله ، يعرفون جميعهم . . من يفشل بتكليف شخصي منه . . مصيره القتل والتعزير امام الملأ .

- أنا يا مولاي اجلبه – لا يحك ظهرك مثل ظفرك – لكنك اعطني الإذن بقتله لحظة أن اجده – حتى لو استدعى الامر ألاحقه الى أي مكان من العالم . . خارج موطننا – بل سأمزقه إربا و . . ابقى لك ملمح وجهه . . ليرمي تحت قدميك ويكون عبره لأمثاله .

ظهرت الملكة الصيادة لحظة انعقاد الاجتماع الشعبي الواقف في حضرة الملك المعظم ، تخطو بتكاسل منكسر وتنطرح مطأطئة الرأس جواره في خزي . . دون أن تنبس بحرف واحد ، حتى او الحضور المحيط من الاهالي لا تقوى على رفع بصرها باتجاههم – كما تعودوا أن تكون عليه . . دائما ! ! – بجنون من الهياج استنفذه بالوعيد – مرآها على تلك الشاكلة . . من الشعور بالمذلة – امتص رعوده الثائرة ، يريد أن يعرف . . لماذا عادت ب . . بهذه الحالة ، انحنى سائلا بهمس الى اذنها : اخبريني . . حتى بكلمتين ، ماذا جرى معك ، ولماذا عدتي . . بحالتك هذه غير الطبيعية ؟ ؟ ! – ردت مغمغمه بصوت مماثل بذلك الخارج من فم أمرئ يحتضر . . قبل دقائق معدودة من مفارقة روحه لجسده – شيء بشع . اخجل أن اقول – لكني عرفت . . لماذا كل القادة العظام الذين ذهبوا . . لإحضاره . . لماذا لم يعودوا ، ليس لأنهم فشلوا ، ل . . لكن لما حدث معهم – شيء جنوني – تكلمي – لا أقدر . . . .
عاد الملك لهيجانه . . بل الى حالة ارعبت الجميع . . لم يروها عليه من قبل

جميعكم فاشلون . لا يستحق أي منكم ثقتي .
. . سأحضره بنفسي . سآكله قطعة قطعة امامكم و . . هو حي .

لم يكن عصيا على ملك عظيم . . أن لا يعرف أين يجد هذا المارق النكرة – لحظه من بعيد ، التف على المواضع وغلقها . . لقطع سبل الهروب عليه – كان ميمون من الخبث مدركا وجود الملك العظيم بشخصه . . عند او نقطة بعيدة وقف عليها . . مطلة على ارجاء المكان المحيط به – اظهر سذاجته البريئة . . بعدم الاحساس بالخطر المحدق به – من ربوة غير مرتفعة كثيرا . . تحكم اخفاء من يتواجد على حافتها ، يقفز الملك بما عرف به من بطش مرعب . . مخرجا مخالبه من خلال ذراعيه المعقوفتين للإطاحة بالفريسة ، وكان فمه مفتوحا بتكشيرة غضب ناري . . تظهر انيابه اكثر طولا وسمكا وحدة – مما عرفناه من كتب بيولوجيا الثديات . . بما يخص السنوريات الكبير – حاد عن الهجمة . . ميمون ، انطلق الى داخل فجوة انبوب معدني . . بقطر يهيء للمفترسات الكبيرة ادخال رأسها وحشر جزء من جسدها . . لالتقاط الفريسة المنحشرة داخله – خرج ميمون من الفتحة الاخرى ، إلتف عائدا الى خلف جسد الملك الاسد . . المحشور جزؤه العلوي من جسده و . . لم يقو على سحب نفسه الى الخلف لتحرير نفسه من المصيدة

- هاأأأ . . يا ملك الغفلة ،
. . ما ستفعل الان ؟ ! !

زاد رعيد الملك المقهور ووعيده – ما هذا . . يا حقير ، موتك قليل عليك ، ب . . بس اخرج . . سترى – لا ، . . لا ارجوك . . لا تفعل – قضي الأمر وانهى ميمون وطره ، ثم فر هاربا . . . .

ساعات من محاولات التملص . . تمكن بعدها الملك من تحرير جسده العالق داخل القصبة – عاد في جنح الليل متسترا أن لا يراه احد ، ح . . حتى يرقة حشرة قبل خروجها من الشرنقة ، سحب زوجته وطفليه بتلصص في هروب متخفي . . إلى مكان بعيد . . خارج الوطن ، حيث لا يصادفهم . . حتى من سمع باسمه . . كحاكم مطلق على وطن . . كان اسمه غابة الطوق – علق فعل ميمون الفاحش بالملك العظيم . . الذي اوقعه غروره بسذاجة لرحمة مراهق من مواطنيه – انفجرت مجددا بضحك هيستيري . . اكثر غرابة عن حالتي الاولى . . في عيون المتنزهين على الجسر المطل على النيل – تحركت في سيري هذه المرة . . عائدا في الطريق الذي اتيت منه مشيا . . نحو الدقي – ظلت قهقهاتي المسعورة مرابطة لي . . حتى نصف المسافة الواصلة الى محل الكشري الذي اعتدت عليه من زمن بعيد أن اتناول وجبة عشائي فيه . . بعد انهاء جولتي التنزهية من كل يوم – كانت الغمة التي علقت بروحي لعقود ماضية . . قد انقشعت ، تمنيت في نفسي أن لا تعود إلي مجددا – كنت قد فضلت وقتها من خبرة طويلة . . كيف اتجنب في طريقي مصادفة أي مرتزق من ادعياء الوطنية الهاربين – كنت اعلم علم اليقين . . رؤية واحد منهم . . يثير فيا الغثيان لأيام ، ويجثو السواد روحي لسنوات بعدها ، إما بحال مستمر . . او متقطع يعود ليمتص ما تبقى من قوة داخلي .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 5 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- يتبع ....4 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- 4 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- 3 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- مدخل . . فتح العقل المتصنم
- 2 - مدخل . . فتح العقل المتصنم
- جوهر اساسي من جواهر طبعنا بالانقياد الطوعي
- عرب التواصل الاجتماعي . . تطبعا معاصرا للانقياد العقلي
- عيد مصادرة حق العيش . . للطبقة المثقفة النظيفة
- الطبقة الوسطى المثقفة النظيفة . . عيد مصادرة حق العيش
- خطاب تحذير ي . . لمن تجرفهم العاصفة . . دون علم
- ما يجري اليوم . . في يمن فاكهة العرب
- نحن النافقون . . في ردهة متكرر التاريخ
- تآكل الجدار نثر شعري
- اليمن و . . لعبة البيضة والحجر
- الوهم
- إطلالة . . من السر
- فاجعة يمني في بلد فقد انسانية مجتمعه
- تفريخ في شعب . . يفتقد حس الرؤية ذهاني التفكير
- أما زال هناك . . من يفكر ( دعوة لحوار جاد)


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - ميمون . . يس عليك . . ياسين قصة قصيرة 18/7/2022م.