تفريخ في شعب . . يفتقد حس الرؤية ذهاني التفكير

أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7234 - 2022 / 4 / 30 - 04:26
المحور: المجتمع المدني
    

صارت حتى قرانا فيها جامعات ، ولكن ألم يعني المجتمع بعشرات الالاف من ابنائه الذين درسوا في الخارج ومئات الالاف من جيل الشباب المتعلم بمعرفته بالنت والفضائيات التي جعلتنا انساننا يعيش زمن معرفته الراهنة بكل ما يجري في العالم - ألم يعنيهم حقيقة جامعاتنا اليمنية الحكومية ،
1 - اين هي من بقية الجامعات في العالم .
2 - ثلاثين عام الاخيرة سارت وتسير عكس المنطق المفترض بأن تحكم بآلية من التطور ، بقدر ما ذهبت في مسار تدهوري لا يمكن أن يقبل بوجودها في مجتمع اخر غير اليمن . . وكأن الامر لا يعني هذا الشعب ، فبدءا تم تحويلها الى ثكنة لجهاز الامن الوطني بعد تحويلها من مسئولية الكويت الى الدولة اليمنية ، ثم حولت الى مستنقع سيطرة الاخوان وبتقاسم مع سلطة الحزب الحاكم ، وذلك بتفريخ اتباع هيئة تدريس لهما كأدوات تخدمهما بدلا من خدمتهم للتعليم والارتقاء العلمي فيها ، فثبتت سياسة تعليمية للتجهيل واستبدال قيم التعليم بقيم التسلط الارهابي ( التحريمي والامني ) الشللي القابض على تلك الجامعات ، فثبتوا قيم الانحلال والانتهازية وسيدوا آلية الفساد على صعيد كافة العمل الاكاديمي والوظيفي وافساد الحياة الجامعية ، ليخلقوا مسارا اضطراداي لتدهور التعليم ومخرجاته وانهاء ما تبقى من معلم مفهوم الجامعة سوى اسميا لا اكثر . . وصولا الى اقصى درجات الانحلال خلال فترة حرب الوكالات الراهنة منذ ال8 سنوات الاخيرة ، فمن كان اكثر رخصا بعتلي سدة مسئولية اكبر ، وغلبت قيم العداوة والكراهية والتآمر بين اعضاء هيئة التدريس وايضا في داخل جهازه الوظيفي ، لنجد خلال ال25 سنة الاخيرة حملة دكتوراة في مختلف المجالات لا يقوون على التحدث او الكتابة خارج النقل من الكتب ، كما وأن الكثير منهم لا يستطيع الوقوف على زمن المحاضرة لفترة لا تزيد بين ربع الى نصف ساعة ويبددها بالتأخر والراحة واقتطاع 20 دقيقة الاخيرة قبل انتهاء زمن المحاضرة لصرف الطلاب ، حتى ان الكادر الاكاديمي اصبح يؤدي اسلوب تدريس لا يتعدى ذلك المستخدم لصفوف التعليم العام الاولي من المرحلة الاعدادية .
3 - العادة في البلدان الاخرى لمشاركة رأس المال الخاص في التعليم تفتح الجامعات والمعاهد والمراكز الخاصة لتقديم تعليم متجاوز للحكومي لما يقدمه رأس المال من استثمار لمثل اعماله هذه ، بينما اصبح عندنا الة تفريخ جنوني لفتح الجامعات الخاصة - تحديدا الطبية والهندسية - ومتوهم انسان المجتمع انه بفلوسه يحقق لابنه او بنته تعليما افضل - الحقيقة الواضحة مثل الشمس وكأنها لا تعني احدا ان هذه الجامعات اشبه بالدكاكين لبيع بضائع فاسدة اكثر سوء من تلك التي تبيعها الجامعات الحكومية في احلك فترات انهيارها القيمي الكامل ، حيث تجد بهذه الجامعات من رئيسها وحتى طاقمها التدريسي من مسمى دكاترة لم يعملون في السلك الاكاديمي قبلا ، وتجد ممن هم مستعارين من الجامعات الحكومية عبارة عن عصابة لمجموعة محدودة العدد من اسوأ من فرخوا في الجامعات الحكومية . . تقاول تدريسها في مختلف الجامعات الخاصة الى جانب عملها في الجامعة الحكومية - إن كان التعليم الجامعي الحكومي تحرك في مسار انهياري خلال شيوع هذا النموذج التدريسي في جسدها ، فما بالنا ومثل هؤلاء هم ذاتهم المقاولين في الجامعات الخاصة كلها في نفس الوقت ، وثبتت قاعدة شبكة المقاولين الاكاديميين ذاتها داخل كل محافظة ومدينة ، والاغرب أن المدرسين الفعليين في هذه الجامعات الخاصة هم الفنيين وحملة البكالوريوس بينما مسمى الدكاترة تعد واجهة استثمار خداعي لعرض البضاعة ، واسوأها أن تجد كل الفاشلين بتعليمهم المتضعضع يجب تخرجهم ومنحهم شهادات تخرج وبانحطاط بدرجات امتياز وجيدجدا لكل الدفعة - لذا لا تقبل هذه الجامعات الخاصة الاساتذة الحقيقيين ، فتدريسهم ليس بالقطارة وامتحاناتهم ليست قابلة للغش ولا يقبلون ابتذال تنجيح الطلبة لكونهم دافعين فلوس لالتحاقهم - ولا عجبا ان يهين اي طالب الاستاذ لأنه يدرس بفلوسه ، ولا احد يمكن له ان ينكر ذلك إلا الرخاص المنتفعين من مواقعهم الاستثمارية الانتهازية في هذه الجامعات - سنوات لتخريج اطباء وصيدلة ومختبرات وهندسة في فروعها المختلفة من مختلف الجامعات المنحطة تعليميا وقيميا ليشكلوا كارثة في طبيعة تخصصهم المشبوه بشهادات معمدة رسميا .

كيف لهذا المجتمع ونخبه من ادعياء المدنية من الاكاديميين والسياسيين والمثقفين والوطنيين من العامة أن لا يعنيهم هذا الامر ، الذي يهدد بدمار شامل حين يتصدرون راهن ومستقبل البلد كمتخصصين وظيفيا وحقيقتهم دون ذلك بألاف المرات .

#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات