فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7329 - 2022 / 8 / 3 - 14:46
المحور:
الادب والفن
لستُ شاعرا سيّئا.
يقول النقّاد إنّني أخطبوط تنبت لي أصابع جديدة كلّما كتبتُ قصيدة.
النقّاد مثل الأطبّاء يظنّون أنّهم يعرفون كلّ أسرار الولادة و الموت,
لكنّهم لا يعرفون أنّي أكلتُ أصابعي حين جعتُ.
الطّبيب أيضا لم يعرف أنّ أبي كان يربّي أبناءه في رأسه مثل فراخ العصافير!
أبي لم يستسغ ألّا ينبت الرّيش بأجنحتنا فأكل رأسه!
قبل أن تدقّ أمّي مسمارا في قلبها لتعلّق صورته, كان يوزّع علينا حصصا من لحم أفكاره عسانا نصبر على السّماء الموصدة دوننا..
من بين الأفكار التي أصابتني بعسر الهضم أنّ الفقراء لا يملكون غير[وجه اللّه].
هذا سبب كاف طبعا
كي يكرهوا نيتشه..
كي لا يسيروا في جنازة ربّهم.
نفس السّبب جعلني أدفن
قصائدي..
أصابعي..
و أرفض السّير في جنازة أبي حتّى لا يتّهمني النقاد و الأطبّاء
بالجوع..
بأكل حصّة من رأس والدي.
حتّى لا يتّهموني أيضا بأنّي أخطبوط, قرّرت أن أصير عصفورا بالغا ينبت الريش بأجنحتي و أن أطير بحثا عن وجه الله في السّماء الموصدة.
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟