فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7190 - 2022 / 3 / 14 - 23:07
المحور:
الادب والفن
لم أنتحر بعد
المصابون بِعَمَى الحساب و القياسات قد لا ينجحون في تقدير طولِ حبل المشنقة اللّازم لتتدلّى أقدامهم مع الرّيح
كان عليّ أن أترك مسافة كافية للرّحيل..
جرّبتُ
نصْبَ مشنقتي أعلى زيتونة غرسَتْها جدّتي في قلبي..
لم أقدّر أنّ الحزنَ أطولُ قامة من كلّ الأشجار!
جذع أبي تكسّر في خدمة الحقل,
و مازالت الجدّات يتبرّكن:
بالزّيتون..
بالمولود الذّكر.
مترا و تسعين سنتيمترا تكفي لأشارك في ال
NBA
لكنّ أبي كان يحتاج أن يبيع أرضَ الحقل و قطعة من لحمه لأقتطع تذكرة سفر
إلى لوس أنجلوس.
كان يحتاج أن يبيع ما بقي من الأرض و من لحمه لأقتني حذاءَ
Nike air
مترا و واحدا و تسعين سنتيمترا كانت تكفي لتتدلّى قدماي مع الرّيح,
لولا أنّ جدّتي أوصت الأغصان بأن تذبح نفسها إذا علّقتُ مشنقتي.
لم أنتحر بعد!
سقطتُ,
تكسّر جذعي مثل أبي..
و مازالت جدّتي تتبرّك:
بالزّيتون..
بالمولود الذّكر..
بأرض تكسّرت جذوع أبنائها.
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟