أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر خليل محمد - صناعة التفاهة














المزيد.....

صناعة التفاهة


حيدر خليل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7316 - 2022 / 7 / 21 - 17:22
المحور: المجتمع المدني
    


بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، والتنافس فيما بينها ، من خلال منح مبالغ مالية لاصحاب المحتوى ، لاحظنا صعودا غريباً لقواعد تتسم بالردائدة والانحطاط ، فتدهورت متطلبات الجودة العالية ، وغُيّب الاداء الرفيع وهمشت منظومة القيم ، وبرز الانحطاط الأخلاقي ، وخلت الساحة من الاكفاء ، وتسيدت أثر ذلك شريحة كبيرة من التافهين والجاهلين وذوي البساطة الفكرية ، وكل ذلك لخدمة أغراض السوق بالنهاية.
وكل هذه الأمور جاءت تحت شعارات الديمقراطية والحرية الفردية والخيار الشخصي.
رغم التطور الهائل في العلوم بشتى مجالاتها العلمية والانسانية والطبيعية إلا ان مواقع التواصل الاجتماعي يتسيدها في الأغلب التافهين.
حتى نفهم السبب الرئيسي في تسيّد التافهين التواصل الاجتماعي لنعّرف الرأسمالية بكلمتين ( خلق السلع والخدمات لاجل الربح) ، شركات مواقع التواصل الاجتماعي لا تهمها نوعية السلع ( المحتوى) بقدر ما تهمها من ربح ، نوع المحتوى ليس مهما ان كان تافها أو نافعا.
هنا نستخلص أمرين مهمين:
الأول: ليست هناك مؤامرة كما يتخيلها البعض "بأن شبابنا تعرضوا لمؤامرة حتى يخرجونا من ديننا وعاداتنا وتقاليدنا " ، لا ، بل هذه الساحة أمامك مالديك قدّمه لمجتمعك ولجمهورك ، لن يمنعك أحد من ذلك.
الثاني: لاجل الربح والمال يفعل المرء كل شيء حتى وان كان تافها للأسف.
ممكن نتسائل ، لماذا الابتذال في المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي ؟
في الحقيقة ان هؤلاء ما يسمونهم صنّاع المحتوى لا يملكون أي خلفية ثقافية أو معرفية ، لذلك تأثروا كثيراً بالمحتوى الغربي في بادئ الأمر ، لذلك شاهدنا ونشاهد أن هناك الكثير من المحتويات لا تمت بأي صلة بعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا الشرقية.
ومن ثم شيئا فشيئا ، تحولوا لتصوير يومياتهم البائسة واداء بعض الحركات ( القرقوزية) وبعض المصطلحات الغريبة والتافهة ، لاجل الضحك وزيادة نسبة المشاهدة.
الكارثة أن الاعلام جعلت من هؤلاء نجوم ومواد ومشاهير وسلطت عليهم الأضواء ، بل اكثر من ذلك وظفوهم في مؤسساتهم فقط لاجل الربح ، ولزيادة نسبة المشاهدة.

سؤال مهم ، ما الذي يدفع المجتمع لمتابعة المحتويات التافهة ؟
ليس عيبا أو منقصة أن في مجتمع ما عدة تافهين ومنحطين ، لكن العيب أن المجتمع يتفاعل مع هؤلاء ! .
هناك أسباب عديدة تجعل من المجتمع يتفاعل مع المواد التافهة ، منها عدم استغلال أوقات الفراغ بشكل صحيح ، المشاكل والازمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلد ، لذلك يلجأ غالبية المجتمع إلى أمور تافهة ليتخلص من تفاهة السياسيين وفسادهم وهم بالفعل أكثر تفاهةً وسفاهةً .
البطالة التي تسبب النكد لدى الشاب لذلك يتوجه لمواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة التافهين ليرفه عن نفسه قليلاً ! .

ما يؤسف له أن الكثير من الشباب والمراهقين خصوصا بل حتى الأطفال بدأوا بتقليد صنّاع المحتوى التافه ، وهذا ينذر بخطأ كبير ، بحيث يصنع جيلا فاشلا سفيها تافها.
ومواجهة سيطرة التافهين على المجتمع يتطلب عدة أمور وجهود كبيرة تبدأ من الحكومة بالاهتمام بالتربية والتعليم ، واقامة نشاطات ثقافية للشباب والمراهقين ، والقضاء على البطالة.
كما هناك أمور تقع على عاتق منظمات المجتمع المدني والمثقفين ، بصناعة محتويات نافعة ثقافية ومعرفية تناسب أعمار الشباب والمراهقين وحتى الأطفال.



#حيدر_خليل_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على خطى الراحل مام جلال
- اتهام رئاسة الجمهورية بالعمالة!
- كم كجنّات في مجتمعنا ...!؟
- الانسداد السياسي في العراق
- تجميد الصدر للمفاوضات ... سببه الديمقراطي الكردستاني
- إصرار الديمقراطي الكردستاني ترشيح زيباري استفزاز سياسي !
- ماذا لو انهارت حمومة إقليم كردستان !؟
- الدور الفرنسي في استقالة قرداحي
- شكل الحكومة العراقية القادمة
- الزواج المبكر جريمة بحق الطفولة
- الصحافة النسوية في خانقين
- مؤتمر أربيل للتطبيع ام للترويج....!؟
- اختيار الحكمة والعقلانية
- خانقين والفرصة الأخيرة
- أهمية الوعي الانتخابي
- مئوية الدولة العراقية
- فاجعة مستشفى ذي قار
- مدينة الصدر المهمشة
- مقابلة صحفية/ في ذكرى تأسيس أول صحيفة كوردية
- الانتخابات العراقية والتحديات


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر خليل محمد - صناعة التفاهة