حيدر خليل محمد
الحوار المتمدن-العدد: 7015 - 2021 / 9 / 10 - 00:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للانتخابات أهمية كبيرة في حياة الشعوب المتحضرة والديمقراطية والتي تثق بمرشحيها ، لذلك لديهم وعي كامل ومعرفة تامة بأهمية الانتخابات .
أما عند الشعوب المتخلفة والمتأخرة عن الركب الحضاري ، لا تملك أي وعي انتخابي لا الناخب ولا المرشح ، بسبب البنية الثقافية والفكرية للعملية الانتخابية ، وبسبب تأثير الإتجاهات والميول الثقافية والفكرية والاجتماعية على الناخب والمرشح ، لذلك نشاهد إنتخابات غير نزيهة ، ونتائج محسومة مسبقا ، كما أن للمال والسلاح السياسي دور كبير في التأثير على نتائج الانتخابات ، كما أن للبيئة المحيطة دور في توجيه خيارات الناخبين .
وعندما تكون الثقافة التقليدية هي السائدة بلا تحديث أو مواكبة المستجدات والتطورات في الوعي والثقافة بلا شك سنحصل على نتائج مخيبة للآمال .
لذلك على الناخب أن يعي جيدا ويدرك تماما أهمية صوته أولا ومن ثم صحة قراره وصلاح اختياره لهذا المرشح أو ذاك ، ولابد أن يتجرد الناخب من ميوله وقيود محيطه الاجتماعي حتى يُحسن التصويت ولا يذهب صوته هدراً .
للأسف في العراق مشكلتنا كبيرة من ناحية الوعي والثقافة وعدم ادراك أهمية الإنتخابات وتأثيرها على حاضرنا ومستقبلنا ، وللاتجاهات والميول الثقافية تأثير على نتائج التصويت ، وكأننا آلات يتم التحكم بنا ! .
من ناحية أخرى هناك تأثير آخر كبير كما ذكرناه في المقدمة هو المال والسلاح السياسي المستخدم في الانتخابات وبقوة .
من المشاكل الأخرى والذات أهمية أيضا هو الفقر وشراء اصوات الفقراء بأقل الأثمان ، لذلك يمنح صوته لمن لا يستحق ، حتماً أن هذا الناخب سوف يخاطر بحاضره ومستقبله بهذا العمل اللاوعي .
تذكرت كلمة رائعة لكارل ماركس يقول ( الفقر لا يصنع ثورة أنما وعي الفقراء هو الذي يصنع الثورة ، الطاغية مهمته يجعلك فقيراً ، وشيخ الطاغية مهمته أن يجعل وعيك غائباً ) .
وهذا العمل لا يتحمله الناخب لوحده ، بل المرشح أيضا .
وهذا دليل على أن البنية الفكرية الانتخابية هسة وقائمة على أسس غير سليمة .
لذلك هي دعوة لكل واعيٍ ومثقف واخص الإعلام الذي له دور كبيرة في بث الوعي بين الناس ، حتى نحسن الاختيار ، وان لا نعض اصابع الندم ، كما نفعل كل انتخابات .
#حيدر_خليل_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟