أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الضّعيف.. أمانة الأقوياء والمُتّقين














المزيد.....

الضّعيف.. أمانة الأقوياء والمُتّقين


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 7306 - 2022 / 7 / 11 - 16:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لقد نشأت المُجتمعات الأولى للبشريّة بفكرة واحدة, وهي المُساعدة والتكاتف وتغليب المصلحة المُشتَرَكَة للتغلّب على الظروف الصعبة, وتطوّر هذا الموضوع لاحقاً ليكون سبباً لنشوء الممالك والإمبراطوريات الكبيرة.
ولكن لو بحثنا فيه فسوف نجد بأن جميع الأشخاص يَتعرّضون في مرحلة معينة إلى ضُعف بسبب داخلي أو خارجي, وعندها يأتي دور المُجتمع الذي يقوم بأبداء المُساعدة, فتكون مثل الدَين لهذا الشخص والذي هو بدوره سوف يأتيه وقت لاحق ويُبادر إلى مُساعدة غيره.

لقد كان رئيس القبيلة أو رئيس المجموعة هو الحافظ للتعاليم وللشرائع التي تُنظّم المُساعدة بين أفراد مجموعته. ولاحقاً مع ظهور الديانات دَخَلت هذه الشرائع كنصوص دينيّة ولكي لا تخضع لأهواء رئيس القبيلة والمجموعة, وإنما جَعَلت من رجال الدين حُرّاس لتطبيق هذه التعاليم والقول بها بشجاعة.

ومن هذا المفهوم نجد أنّ الزدقا (الصَدَقة) قد أحتلت مكانة كبيرة في التعاليم المندائيّة, والتي تُشدّد عليها بقوّة (مصدر).
ولو أخذنا واحدة من تلك النصوص الكثيرة في الكتب الدينيّة المندائيّة والتي تَتحدّث عن الزدقا وعن المُساعدة بين أفراد المُجتمع, نجد تَشديداً على عدم التَجبّر على الضُعفاء, وإنما مُساعدتهم لكي يتغلبوا على الأقوياء الذين يُريدون أستغلالهم أو إيذائهم.

“باسمِ الحيِّ العظيم
إياكُم أنادي يا أغراسي التي أنا غَرستُها
ويامُختاريَّ الذين أنا أخترتهم:
لا تَفسقوا ولا تَسرقوا
ولا تكونوا وشاة (مُبلّغ عن الآخرين ونمّام)
ولا تُسلِّموا ضعيفاً إلى قويّ” الكنزا ربا اليمين

أنّ أضعف فئات المُجتمع هُم الأطفال وخاصّة الإناث في المُجتمع الشرقي فلا حول ولا قوّة لهنّ, وهؤلاء الأطفال يحتاجون إلى دعم جميع أفراد مُجتمعهم, ولأنهم سوف يكوّنون مُستقبل المجموعة وقِيمها التي تَستمر بوجودهم.
وأنّ السِن الذي تَحدّدَ بموجبه أن يكون الطفل قاصراً في مُعظم المُجتمعات الحديثة هو ثمانية عشر عاماً, ولكن في تعاليمنا المندائيّة نَجد بأنه كان خمسةَ عشر عاماً, وذلك لأن الوقت قد تغيّر وكذلك متوسط أعمار الناس كان مُنخفضاً مقارنة بما هو عليه اليوم, ولم تَكُن فُرص التعليم والعمل للإناث مُتاحة كما هو في عصرنا الحالي.

“يُسألُ الأب عن أخطاءِ أبنائهِ لغاية وصولهم لسن الخامسةَ عشرةَ من أعمارهم.
وذلك أنه لم يُناديهم (بالحق والصحيح) ولم يفتح أعينهم على ذلك من غفوتهم.
ولم يُعلمهم الصَّلاةَ والتسبيح. ولا سيَّرهم بطريق الكشطا والإيمان ليصلوا بلد النور.
ولكن عند وصول الأبناء لسن الخامسة عشرة, فهم عن أعمالهم مسؤولون.” الكنزا ربا اليمين

وبرُغم أن الزواج المُبكّر يؤدي إلى تكوين عائلة قويّة وكبيرة وله العديد من المحاسن, ولكن الزواج هو خطأ كبير ومُدمّر للأعمار الصغيرة التي لم تَنضُج عقليّاً وجنسيّاً ونفسيّاً. ومن هنا فأن عمليات تَزويج القاصِرات لا يجب أن تُلقى تَبعاتها على الأهل وحدهم, ولأننا نعرف بوجود بعض الأشخاص المقهورين والمستسلمين لأسباب داخليّة أو خارجيّة. وبسبب ضُعفهم هذا فلا يجب السماح لهم ببيع بناتهم الصغيرات في سوق النخاسة! وإنما أن يتم مُساعدتهم ماديّاً عبر لجان الزدقا وكذلك تثقيفهم بحقوق الأطفال الأبرياء وبتعاليم الدين التي تَمنع هذا الظُلم, ولم تَعُد المُجتمعات عشائرية مُقفلة ومعزولة عن العالم, وإنما أصبح التَعليم والعَمل والحريّة بالقرار حق لجميع البشر.

وأمّا رجل الدين الذي تَعميه العُمل الذهبية التي يُعطونها له مُقابل الموافقة على إجراء الطقوس بتزويج القاصرات الصغيرات, وكذلك الذي لا يقوم بواجبه بالتنبيه إلى خطورة هذا الموضوع, ولا يُحذّر مُجتمعه منها فأن غَضب الحيّ العظيم حالٌ عليه.

مصدر
مقالة: الزدقا, سنان سامي الجادر

https://mandaean.home.blog/2020/11/15/%d8%a7%d9%84%d8%b2%d8%af%d9%82%d8%a7/?fbclid=IwAR2P5jx_7NeGdzl9U8yOSaPEVTr-H8rxG2qZK58Xy0vLuczV8MxKB9tTxiU



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هولاكو الجديد مدمّر الحضارة
- البساطة أقرب للحياة
- سِر الحَياة المُلوّث.. بالمَجّان
- الزدقا
- العزوبيّة ليست من المندائيّة
- تراتيل الأناشيد المندائيّة والموسيقى
- التَبشير المندائي تأريخياً وفقهياً
- دجلة والفُرات والماء الحي
- الناصورائيون ….. ,الكلدان, النبط, الأحناف
- مملكة ميسان المندائية
- حوار دنانوخت وعشتار الروهة
- سوق الشيوخ .. أصل المندائيين.
- حرب التلفيق ضد المندائيّة
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الثالث)
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الثاني)
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الأول)
- آلهة العصر الحديث الكاذبة
- الأصل المندائي لتسمية المَسجد!
- الكُنية المندائيّة السومريّة “إكوما – أسوَد”
- الشُهداء المندائيون للنورِ صاعِدون


المزيد.....




- هل دخل الشرق الأوسط في عصر جديد فعلًا؟.. ولي نصر وناداف إيال ...
- السفارة الأمريكية في قطر تنصح مواطنيها بالبقاء في أماكنهم.. ...
- مركز يٌحتجز فيه نشطاء وصحفيون.. فيديو متداول يظهر لحظة قصف إ ...
- لماذا حظرت بريطانيا حركة -فلسطين أكشن-؟
- إيران: من يحكمها فعليا؟
- أهداف إسرائيل تغيرت في إيران.. ماذا عن موقف المعارضة الإيران ...
- غزة.. مكان -دائم- للموت والدمار والانتظار
- ضربات إسرائيلية -مكثفة- على إيران.. ماذا استهدفت؟
- في سوريا -المجزأة- بعد سقوط الأسد.. مبادرات لتعزيز التماسك ا ...
- مسؤول إيراني: الحرب قد تستمر عامين ومستعدون لذلك


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الضّعيف.. أمانة الأقوياء والمُتّقين