أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الزدقا














المزيد.....

الزدقا


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 7299 - 2022 / 7 / 4 - 13:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تُعد الزدقا "الصَدَقة" بمثابة الرابط الذي يتقوّى به المُجتمع على الظروف المُتغيرة, وحيثُ أنّ ظروف العُسر واليُسر في مُختلف نواحي الحياة هي غير ثابتة لأي شخص, وأنّ الذي يتعاطف مع الآخرين ويحنّ للمحتاجين والمساكين فهذا هو الطريق القويم.
وعليه فأنّ المُساعدة بالزدقا هي مثل عملية زرع الشجرة التي يأكل من ثمارها الزارع في وقت لاحق, ولهذا فيجب أداء الصَدَقة بأنواعها مثل الصَدَقة الماديّة والصَدَقة الإجتماعيّة والصَدَقة الإرشاديّة والمعلوماتيّة .. وأنّ أضعف أنواع الصَدَقة هي كف الأذى عن الناس وأداء الأمانة! ولأنها يجب أن تكون موجودة لدى الجميع.

وفي الكتب الدينيّة المندائيّة توجد عشرات النصوص التي تَحث على أداء الصَدَقة وعدم التشهير بها ومنها

١ * ”لكُم تحدثنا أيُها المُختارون, لكُم أوضحنا أيُها المؤمنون:
أعطوا الصدقةَ للفُقراء المساكين.
وللأعمى كونوا دليلاً.
وإذا وهبتُم صدقةً أيُها المُختارون, فلا تُشهّدوا عليها.
وإن شَهّدتُم عليها فلا تُكرروا ذلك.
وإذا أعطيتُم بيمينكم فلا تقولوا لشمالكُم.
وإذا أعطيتُم بشمالكم فلا تقولوا ليمينكُم.
أنَّ كُل مَن وَهَبَ الصَدقة وشَهّد عليها فلن تُحسب له.” الكنزا ربا اليمين

ومن النص السابق نُلاحظ بأنه حتى في العصور القديمة التي كُتبت بها النصوص الدينيّة المندائيّة فكان بعض الأشخاص مثل التُجّار أو السياسيين أو أصحاب المصالح يلجؤون إلى إعطاء الصَدَقة ليس حُبّاً بالآخرة وإنما لتحقيق مصالح دنيويّة, يتمثّل بعضها بعمل الدعاية للسياسيين والمكاسب للتجّار وأصحاب المصالح والتبجّح بها والتفاخُر من قبل الأغنياء. ولهذا فيقول النَصْ من الكنزا ربا بأنها لن تُحسب لهُم ولأنها لم تكُن بنيّة الصَدَقَة الصافية وإنما هي بنيّة التجارة وأخذ المُقابل الدُنيوي.
ومع ذلك فيُعطي النَصْ الفُرصة مرة أخرى لهم فيقول إذا تحدثتُم مرة فلا تُكرروها, ولأن الإنسان مُعرّض للخطأ وليس هُنالك شخص كامل ومثالي. ولكن الصَدَقة تحتاج لأن تكون بإيمان وتعاطُف مع الآخرين, وقلب يسعى للذهاب في طريق الحياة التي تكون بعد أن تَخرُج النشمثا من الجسد.

٢ * ”سمعَ مندادهيّي صوتي, فناداني من موتي:
هَلُمَّ هَلُمَّ ياباهرَ الصِّدق
هَلُمَّ ياصاحبَ الرَّحمةِ والشَّفَقَة
يامانحً الصَّدَقة
بإيمانٍ وقلبٍ حيّ
هَلُمَّ يابنَ الحيّ” الكنزا ربا اليسار

وطبعاً فأنّ الأمانة بجمع الصدقات وتوصيلها لمُحتاجيها هي فوق جميع الأمانات.

٣ * ” ثُمّ تكلّم أباثر وخاطب هيبل زيوا

هؤلاء الذينَ يَستلمون الصَدقات, ثُم يُنكرونها على المساكين بأي يَردنا أُطهّرَهُم؟” من ديوان أباثر.



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العزوبيّة ليست من المندائيّة
- تراتيل الأناشيد المندائيّة والموسيقى
- التَبشير المندائي تأريخياً وفقهياً
- دجلة والفُرات والماء الحي
- الناصورائيون ….. ,الكلدان, النبط, الأحناف
- مملكة ميسان المندائية
- حوار دنانوخت وعشتار الروهة
- سوق الشيوخ .. أصل المندائيين.
- حرب التلفيق ضد المندائيّة
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الثالث)
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الثاني)
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الأول)
- آلهة العصر الحديث الكاذبة
- الأصل المندائي لتسمية المَسجد!
- الكُنية المندائيّة السومريّة “إكوما – أسوَد”
- الشُهداء المندائيون للنورِ صاعِدون
- بلاد الرافدين -أصل المندائيين (الجزء الثاني)
- بلاد الرافدين -أصل المندائيين (الجزء الأول)
- برديصان: حامل الشُعلة المندائية
- العوالم رَمتني بالأحجار وإخوتي أغضبوني بالأقوال


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - الزدقا