أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - العزوبيّة ليست من المندائيّة














المزيد.....

العزوبيّة ليست من المندائيّة


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 7296 - 2022 / 7 / 1 - 19:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


* “أُنظروا الأشجار القائمة على ضِفّة الفُرات العظيم, وهيَ تَشربُ الماء وتُثمر الثِمار ولا تَموت.
أُنظروا النَهر الجاف الذي جَفّت مياهه, فيَبِست وماتت الأشجار التي على ضِفافه.
هكذا ستَتَيبّس وتَموت نشماثا العُزّاب والعازِبات, الرِجال الذينَ لا يُريدون النِساء, والنِساء اللواتي لا يُردنَ الرِجال.

ثُمّ نُناديكم ونوضّح لكم :
في العالم الذين أنتم موجودون به, أعملوا أعراساً لأبنائكم الذكور ولبناتكُم الإناث أيضاً (زوّجوهم). وآمنوا بربّكُم ملك النور السامي, ولأن هذا العالم يَنتهي ويَزول.” الكنزا ربا اليمين

أنّ هذه التعاليم التي كانت منذ آلاف السنين لا تزال حيّة وذات قيمة عالية, ولأنّ المندائيّة هي دين الخصب ومحبّة الحياة, التي تَرفُض الزهد في الزواج والعزوبيّة. حتى أنها تَجعل المسؤوليّة على الأهل بمساعدة أبنائهم وبناتهم في الزواج, والذي تربطه بالإيمان بملك النور السامي. وبمعنى أنها تكون لغرض أستمراريّة الشريعة.

مما لا شكّ فيه بأن هنالك مخاطر كبيرة تُحيط بالمندائيّة وبإمكانية استمرارها خلال العقود القليلة القادمة. وذلك بسبب تغيّر الحاضنة الأم إلى بلدان جديدة ذات قوانين وشرائع مُختلفة كليّاً, وأخطر ما في هذه الشرائع هي أنها تقطع أواصر الترابط الأسري والاجتماعي, لتُزيد بدلاً عنه الإنتاجيّة والاستهلاكية الفرديّة.

ويقضي الأبناء ساعات يومهم الطويلة في المدارس التي تُعلّمهم كيفيّة تَقديس الحُريّة الشخصيّة والمصلحة الفرديّة لدرجة الأنانيّة, أمّا أخطر ما يعلمونهم إياه فهو إلغاء سُلطة العائلة وخاصّة دور الآباء. وكذلك تُعلّمهم الابتعاد عن ثقافاتهم الأصليّة والتمسّك بالثقافة الغربيّة التي استمدت شرائعها من الإنجيل, الذي كان هو المصدر الرئيسي لكتابة الدساتير الغربيّة والأوروبيّة.

وعلى سبيل المثال أخذ البعض من الشباب المندائيين, يَعزفون عن الزواج ولغاية سن متأخرة وذلك بسبب توفّر العلاقات الخارجيّة من دون الالتزام, ومن دون الحاجة للكلفة العالية بسبب العادات الدخيلة بحفلات البذخ والتبذير خلال الزواج, وكما يفعل غالبيّة الشباب الغَربي. وكذلك فقد بدأ عدد آخر برفض الارتباط من أبناء وبنات العم والخال. بسبب تحريمه في الشريعة الغربيّة, التي كانت موجودة قبل المسيحيّة لدى اليونان والرومان وادخلوها في تعاليمهم الدينيّة بعد ذلك. ولكنها مسموحة بل ومُفضّلة في الشرائع الشرقيّة وفي الدين المندائي, وخاصّة مع تشرذم المندائيين على دول العالم الكثيرة, فلم يَتَبق لهم الكثير من المعارف والأصدقاء المندائيين إلا معرفة الأقارب المُقرّبين.

أن كروبات الزواج التي تُحاول أن تقوم بمهام تعريفيّة للشباب المندائيين, هي رُبما لها تأثير طفيف لحل هذه المشكلة, بسبب العادات والثقافة المندائيّة الغير مُعتادة على هذه الطريقة, والتي لا تخلو من المخاطر بعدم جديّة بعض الموجودين في تلك المجموعات.

للأسف ليست هنالك مؤسسة مندائيّة حقيقيّة تستطيع تقديم الحلول الناجحة لهذه المُشكلة, التي تُهدد بخروج الأبناء والبنات وارتباطهم من خارج المندائيّة. وبالتأكيد فأن توعية الأهل هي عامل رئيسي في هذا الموضوع, ولكن الذي نراه هو أن بعض الأهل هُم نفسهم يحتاجون للتوعية من قبل رجال الدين والمثقفين المندائيين, رُغم أنهم يتحاشون هذه المواضيع لحساسيتها.

أن عدم أبراز مشاكل العزوبيّة وتناقص عدد المندائيين, هو تَهديد حقيقي ووجودي.

وهذا ناقوس الخطر يَدُق.



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيل الأناشيد المندائيّة والموسيقى
- التَبشير المندائي تأريخياً وفقهياً
- دجلة والفُرات والماء الحي
- الناصورائيون ….. ,الكلدان, النبط, الأحناف
- مملكة ميسان المندائية
- حوار دنانوخت وعشتار الروهة
- سوق الشيوخ .. أصل المندائيين.
- حرب التلفيق ضد المندائيّة
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الثالث)
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الثاني)
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الأول)
- آلهة العصر الحديث الكاذبة
- الأصل المندائي لتسمية المَسجد!
- الكُنية المندائيّة السومريّة “إكوما – أسوَد”
- الشُهداء المندائيون للنورِ صاعِدون
- بلاد الرافدين -أصل المندائيين (الجزء الثاني)
- بلاد الرافدين -أصل المندائيين (الجزء الأول)
- برديصان: حامل الشُعلة المندائية
- العوالم رَمتني بالأحجار وإخوتي أغضبوني بالأقوال
- آدم الرجُل الأوّل.. الناصورائي


المزيد.....




- بيونسيه وكيتي بيري.. نجوم ومشاهير أمريكيون واجهوا لحظات حرجة ...
- بيان من الجيش المصري بشأن ما أثارته وثائق منسوبة له حول منح ...
- تفاؤل في ميامي .. تقييمات إيجابية لمحادثات السلام بشأن أوكرا ...
-  *”في خندق جمهوريّة فنزويلا البوليفاريّة في مواجهة العدوان ا ...
- نيجيريا: السلطات تعلن تحرير 130 تلميذا اختطفهم مسلحون من مدر ...
- السودان: مقتل 10 أشخاص بضربة طائرة مسيرة استهدفت سوقا مزدحمة ...
- الناشر المصري إبراهيم المعلّم: مؤسسات عربية تحتفي بالمزورين ...
- السودان.. نزوح أكثر من 107 آلاف شخص من الفاشر
- 3 سيناريوهات وراء إعلان الاحتلال إنهاء -التمشيط- خلف الخط ال ...
- العليمي يحذر مسؤولين يمنيين من استغلال المناصب لمكاسب سياسية ...


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - العزوبيّة ليست من المندائيّة