أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - البساطة أقرب للحياة














المزيد.....

البساطة أقرب للحياة


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 7303 - 2022 / 7 / 8 - 14:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مما لا شك فيه أن هذا العصر هو مُتقدّم تكنولوجياً وبنفس الوقت فهو سطحي ومُتأخر أخلاقياً وفلسفياً وفكرياً. وذلك لأسباب عديدة منها التخصص الدقيق في العلوم الذي وصلت له الحضارة, فأصبح كل إنسان يهتم بمجال تخصصه فقط, وأهمل باقي الجوانب من الحياة (مصدر) وفي وقت فراغة فهو يستثمره في المُتع واللهو. وهذا قاد إلى إهمال الفكر والعلوم والفلسفة بأنواعها كجانب أساسي يومي من حياة الإنسان الاعتيادي.

وقد أصبحت الماديّة هي مقياس التقييم لأي شخص في العالم. ومع تراجع الاهتمام بالأخلاق التي اضمحلّت في المجتمعات بسبب العولمة التي قادت لتفكيكها مع مُقارنة الناس لأنفسهم مع باقي المجموعات في العالم وخاصّة القدوة الهوليودية المُنحطّة. وكذلك بسبب الأنانيّة الفرديّة التي أصبح الجميع يَتَعلمونها منذ الصِغَر.

أنّ سِمة هذا الزمان الماديّة, قد قسّمت سكان الأرض بين مجتمعات فقيرة تبحث عن لُقمة الخبز, ومجتمعات غنيّة وسطحية حيث تكون فيها عبوديّة العمل الطويل, طوعيّة في سبيل الحصول على الممتلكات الماديّة الغير ضروريّة للحياة. فمثلاً الاستعداد لإقامة حفلة الزواج الفخمة والأكسسوارات تكون لديهم أهم من تقييم نضج الشريك وشخصيته, وتكون ماركة السيارة وسنة صنعها أهم من كونها وسيلة الغرض منها النقل فقط, وأنّ الاستعراض بشكل الإنسان الخارجي وأسلوب حياته المرفّهة, أهم من أفكاره وتعليمه.

* “يا من تَضعون الزيوت العَطِرة وتَستنشقون الروائح الزَكيّة, ويشبعون رغباتهم وغرورهم بأنفسهم.
وهم باسم الحيّ العظيم ومنداادهيي الذي هو معهم, لايَشهدون ولايُنصتون ولايَسمعون.
ولا يَخطُر الحيّ على بالهم.
يَتَبخترون ويَغترّون بحُسنهم وهيئاتهم.
لقد وجّهتم أنفسكم لبحر سوف العظيم” الكنزا ربا اليمين

ولو نعود إلى بعض النصوص من الكتب الدينيّة المندائيّة, فنجد بأنها كانت تحذّر بصورة مُشدّدة عن الانغماس في تلك المظاهر الغير ضروريّة للحياة. وبنفس الوقت نسيان الصَدقات التي هي الرابط المهم الذي ينسج المجتمعات بعمل الخير, عبر مساعدة الآخرين والذين بدورهم سوف تدور الحياة معهم فيساعدون أناس غيرهم وهكذا.

تَمر الحياة بأسرع مما يخطط لها الإنسان. فيكون واجب أستثمارها بصورة عميقة هو مقياس أداء كل شخص لرسالته فيها. ولأن البساطة أعمق من التكلّف والبهرجة, وهي أقرب للحياة التي ستحكُم على البشر بعد أن تَنضج ثمارهم ويخرجون من أجسادهم.

مصدر : المَعرِفَة الناصورائية والتعابير المَجازيّة

https://mandaean.home.blog/2020/04/05/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8e%d8%b9%d8%b1%d9%90%d9%81%d9%8e%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84/



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سِر الحَياة المُلوّث.. بالمَجّان
- الزدقا
- العزوبيّة ليست من المندائيّة
- تراتيل الأناشيد المندائيّة والموسيقى
- التَبشير المندائي تأريخياً وفقهياً
- دجلة والفُرات والماء الحي
- الناصورائيون ….. ,الكلدان, النبط, الأحناف
- مملكة ميسان المندائية
- حوار دنانوخت وعشتار الروهة
- سوق الشيوخ .. أصل المندائيين.
- حرب التلفيق ضد المندائيّة
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الثالث)
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الثاني)
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الأول)
- آلهة العصر الحديث الكاذبة
- الأصل المندائي لتسمية المَسجد!
- الكُنية المندائيّة السومريّة “إكوما – أسوَد”
- الشُهداء المندائيون للنورِ صاعِدون
- بلاد الرافدين -أصل المندائيين (الجزء الثاني)
- بلاد الرافدين -أصل المندائيين (الجزء الأول)


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - البساطة أقرب للحياة