أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - سِر الحَياة المُلوّث.. بالمَجّان














المزيد.....

سِر الحَياة المُلوّث.. بالمَجّان


سنان سامي الجادر
(Sinan Al Jader)


الحوار المتمدن-العدد: 7301 - 2022 / 7 / 6 - 20:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


“ثمّ نوضّح لكم أيُّها المُختارون الصالحون :
حَصِّنوا أنفُسَكُم وأبناءكُم وزوجاتكُم وأغراسكُم وخُبزَكُم وماءكُم, فلا يُخيفكُم الشّرْ” الكنزا ربا اليمين

لقد كان موضوع التَسمُّم بالطعام والشراب هاجساً لدى الشعوب القديمة وصولاً إلى عصرنا الحالي, وحيث أنّ السموم الطبيعيّة التي تُستخرج من الطبيعة ومن أنواع مختلفة من النباتات وأنواع الفطر كانت معروفة ومُنتشرة, وكان يتم بواسطتها أستهداف الأشخاص ذوي المكانة العالية مثل الأسكندر المقدوني والنبي مُحمد وكثير غيرهم, وذلك وفق الصراع الأزلي حول الثروة والسلطة, الذي يُحرّكها أرذل الصفات البشريّة وهو الطَمَعْ.

ولهذا فكانت التعاليم الدينيّة لرجال الدين المندائيين مُشددة بخصوص عدم تناول الطعام والشراب، إلا من المصادر الطبيعيّة وأن يقوموا بأنفسهم بزراعة مأكلهم فقد كانوا نباتيين بدرجة كبيرة رُغم تناولهم للأسماك، ولهذا فسَموهم النَبَط وتعني البراعم والنبات, وكذلك كانوا يَجلبون مائهم من النهر بأنفسهم, وكان رجل الدين الكنزبرا على سبيل المثال لا يتناول حتى الخُبز إلا من عَمَل يَديه, وذلك بعد أن يَكون قد طَحَنَ الحُنطة والشَعير بنفسه, وهذا لأسباب روحانيّة وأمنيّة.

وفي عصرنا الحالي, وحيث أن هنالك ضَريبة نَدفعها جراء التطوّر وهي التلوّث الصناعي الكبير للبيئة, حيث أنتشرت المُلوثات بأنواعها السامّة في التُربة والماء والهواء وفي داخل جميع المخلوقات, ودَرجتها تَختلف من مكان لآخر.

وبسبب الحروب في منطقتنا العربيّة فأن كثير من المُهاجرين الشرقيين قد أستقرّوا في البُلدان الغربيّة المُتطورة الآن, وفي حين أنهم أولوا أهتمامهم لمعرفة أنواع الطعام الصحي والبحث فيه, ولكنهم قد نَسوا بأن جودَة ماء الشُرب أهم من جودة الطعام, وتأثيرها على الإنسان أكبر بكثير ولأن 70% حوالي من أجسام البشر هو ماء, ويستسهل الجميع الشُرب مُباشرة من ماء الصنبور مُعتقدين بأنه آمن تماماً, ولكن هذا الكلام خاطئ!

فهنالك العشرات من المواد الكيميائيّة التي تُضاف للمياه الواصلة للبيوت في الدول الغربيّة. وبعض تلك المواد هي لمُقاومة البكتيريا المتولدة بسبب الأنابيب التي أعمارها قد تَصل لأكثر من نصف قرن, وكذلك كمُعقمات عامّة مثل الكلور ومُطيبات ومُكملات. هذا فضلاً عن كون بعض المصادر المائيّة هي نَفسها مُلوّثة بسبب التلوّث والذي كان على أشدّه في هذه الدول خلال ثورتها الصناعيّة, والتلوث المُستمر بالأسمدة الزراعيّة. وجميع تلك المواد تذهب للخزانات الطبيعيّة الكبيرة للمياه الجوفية, والتي تَعتمد مُعظم الدول في أوروبا مثلاً عليها.

أما أخطر ما يأتي من ماء الإسالة فهو التلوّث بالمعادن الثقيلة, وهذه يكون تأثيرها على الدماغ بصورة مُباشرة حيث تُسبّب الشعور بالكآبة والضيق والنسيان والأرتباك لدى بعض الناس من الذين يكونون أكثر تَحسُساً من غَيرهم. ولا يستطيع الجسم التخلّص منها بسهولة, ولكن وُجدَ بأن بعض الخضروات مثل الكزبرة تتحد معها وتُخرجها.

ونتحدث بالنسبة للأشخاص الأصحّاء من الذين لم يختبروا هذا الشعور سابقاً في بلدهم الأصلي, ولكن بدأت لديهم هذه الأعراض بعد بضع سنوات من الهجرة, فربما يَحتاجون أن يُجرّبوا الاعتماد على مياه طبيعيّة مُعبّأة من السوق, وكذلك بتناول الخُضار الورقيّة الطازَجة بكثرَة ولبضعة أسابيع.

أنّ ماء الشُرب هو الأساس الذي تستخدمه شركات تربية الحيوانات, لغرض إعطاءها المضادات الحيويّة وللسيطرة على نموّها ولجعلها هادئة, فيَضعون فيه جَميع العقاقير الطبيّة وتشربه الحيوانات مُضطرّة.
ولا نقول بنظرية المؤامرة والتعمّد بوضع تلك العقاقير للبشر! ولكن نؤكد بأن العِلم الحالي لا يعرف مضار مُعظم هذه المواد الكيميائيّة الخطيرة التي يُضيفونها لمياه الشُرب, وفي حالات أخرى يَتجاهلون مخاطرها بسبب عدم وجود البَديل لتغييرها.

نتمنى للجميع الصحّة والعافيَة.



#سنان_سامي_الجادر (هاشتاغ)       Sinan_Al_Jader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزدقا
- العزوبيّة ليست من المندائيّة
- تراتيل الأناشيد المندائيّة والموسيقى
- التَبشير المندائي تأريخياً وفقهياً
- دجلة والفُرات والماء الحي
- الناصورائيون ….. ,الكلدان, النبط, الأحناف
- مملكة ميسان المندائية
- حوار دنانوخت وعشتار الروهة
- سوق الشيوخ .. أصل المندائيين.
- حرب التلفيق ضد المندائيّة
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الثالث)
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الثاني)
- الناصورائيّة والمندائيّة ..وليس الغنوصيّة (الجزء الأول)
- آلهة العصر الحديث الكاذبة
- الأصل المندائي لتسمية المَسجد!
- الكُنية المندائيّة السومريّة “إكوما – أسوَد”
- الشُهداء المندائيون للنورِ صاعِدون
- بلاد الرافدين -أصل المندائيين (الجزء الثاني)
- بلاد الرافدين -أصل المندائيين (الجزء الأول)
- برديصان: حامل الشُعلة المندائية


المزيد.....




- عطل بالمكابح يدفع الشرطة لإجراء مناورة لإنقاذ سائقة حامل.. ش ...
- -عشوائيا ولن تتجاوز أحدا-.. أوكرانيا تعلن عن حملة تعبئة عسكر ...
- موسكو: واشنطن تصنف الإرهاب معارضة معتدلة
- مشاركة عزاء للرفيق سمير بعباع بوفاة ابن عمه
- سيارتو: الناتو يريد أن تقاتل أوكرانيا حتى آخر جندي شاب
- وسائل إعلام: إيطاليا تنقل صواريخ لأنظمة الدفاع الجوي إلى كيي ...
- وزير الصحة اللبناني يعلن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على ...
- تحذير عاجل من عقار للصلع يسبب -متلازمة المستذئب-
- العثور على مجرات تعود إلى -فجر الكون-
- الطيران الحربي السوري يدمر مستودع أسلحة وآليات للمسلحين جنوب ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان سامي الجادر - سِر الحَياة المُلوّث.. بالمَجّان